قال فؤاد شراكلا، مدير البحوث لحلول الحوسبة الشخصية والأنظمة والبنية التحتية في IDC للأبحاث: إن هيكلية سوق الأجهزة اللوحية تغيرت منذ طرح جهاز الآيباد قبل خمس سنوات، وأن العملاقين المسيطرين على السوق وهما آبل وسامسونغ يتعرضان لضغوط متزايدة من مئات العلامات التجارية منخفضة التكلفة، وأن الأرقام الأخيرة الصادرة عن مؤسسة IDC تظهر أن سوق الأجهزة اللوحية في المنطقة سجل انخفاضه السنوي الأول من نوعه في الربع الأول من عام 2015، مع انخفاض الشحنات المصدرة إلى المنطقة بنسبة 5.8% وصولاً إلى 3.83 ملايين وحدة. ما يعني أن سيطرة العمالقة آنفاً أخذت تتلاشى ببطء.

وأكد أن سوق الأجهزة اللوحية نفسه الذي أنهى بقوة المكانة السوقية التي كان يشغلها الحاسب الشخصي لسنوات عدة، يتعرض حالياً لضغط متزايد من الظاهرة المعروفة باسم «الفابلت» أي تلك الأجهزة التي تجمع ما بين مزايا الهاتف العادي والجهاز اللوحي.

نمو

وأكد أن عام 2015 سيشهد نمواً إيجابياً لمبيعات أجهزة الفابلت مع تزايد الشحنات بنسبة 5.8% بشكل سنوي ليبلغ إجمالي أعدادها 17.66 مليون وحدة. ولكن هذا يمثل تباطؤاً شديداً عن النمو الإجمالي الذي حققه الفابلت في عام 2014 والبالغ نسبته 41.6%.

ومن المتوقع أن تؤدي الشعبية المتزايدة لهذه الأجهزة التي تجمع كل المميزات في جهاز واحد، (إذا كان هذا يشير إلى أجهزة الفابلت، من الأفضل استخدام المصطلح «أجهزة الفابلت» نفسه، لأن الأجهزة التي تجمع جميع المميزات في جهاز واحد يمكن إساءة تفسيرها على أنها حاسبات شخصية تجمع جميع المميزات في حاسب واحد، وهو منتج موجود في أجهزة الحواسب المكتبية)، وخصوصاً بين المستهلكين ذوي القوة الشرائية المنخفضة، إلى حدوث تباطؤ في نمو سوق الأجهزة اللوحية في عام 2015؛ وذلك على الرغم من أن سوق الجهاز اللوحي يكتمل الآن بوصول أجهزة 2-في-1 (الأجهزة اللوحية المزودة بلوحات مفاتيح يمكن فصلها)، لأن هذه الأجهزة تبقى غالية الثمن، ومن غير الوارد أن تكون عملية الاستيعاب لاقتناء المنتج سريعة إلى أن تنخفض الأسعار.

وأضاف: انتهت الأيام التي كنا نرى فيها هواتف آبل أيباد (تعرضت لانخفاض حاد بنسبة 43.0% وصولاً إلى 430.000 وحدة) أو أجهزة سامسونغ اللوحية (تعرضت لانخفاض بنسبة 5.5% بشكل سنوي وصولاً إلى 920.000 وحدة) فقط في أيدي المستهلكين.

ولفت شراكلا إلى أن هذا: لم يحدث بسبب العلامات التجارية منخفضة التكلفة التي أغرقت السوق على مدار العامين الأخيرين فحسب. (ويمكن إزالة هذا لأن مبيعات معظم المصنعين التقليديين للحاسبات الشخصية، ومن بينهم شركة أسوس وإتش بي وديل انخفضت بشكل كبير خلال الربع الأول من عام 2015).

ولكن، بالنظر إلى الأمام، من الوارد أن تشهد السوق ترسيخاً لعلامات تجارية معينة. وقد ظهرت وتلاشت العديد من الشركات الجديدة خلال السنوات الأخيرة، بينما وعلى الرغم من أن الكثير من المصنعين منخفضي التكلفة لا يزالون موجودين في السوق، من المتوقع انخفاض عددهم على المدى البعيد.

تنوع

وأوضح فؤاد أن مشهد الأجهزة المحمولة في الوقت الحالي يتميز بأنه واسع بقدر تنوعه، مع وجود زيادة في الخيارات للمستهلك للاختيار من بينها في الوقت الحالي. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، نمت مبيعات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية جنباً إلى جنب، مع امتلاك كل منها لمكانها الخاص في السوق الاستهلاكية. ولكن التغييرات تجري على قدمٍ وساق.

نمو

قال شراكلا: يمكن أن نعزو التباطؤ المتوقع في نمو سوق الأجهزة اللوحية إلى حقيقة أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تتكون من عدد من أسواق البلدان الكبيرة مثل الإمارات والسعودية وتركيا والتي تصل إلى مرحلة قريبة من التشبع من هذه الأجهزة.

وقد قام معظم المستهلكين بشراء الأجهزة اللوحية الخاصة بهم بالفعل في تلك الدول، ومن غير المتوقع أن يعاد شراؤها بعد الانتعاشة التي حققتها الأجهزة منخفضة التكلفة من الشرق الأقصى.

وأضاف: نتوقع أن تشهد سوق الأجهزة اللوحية في المنطقة بعض النمو على مدار العامين المقبلين لأن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تضم أيضاً أكثر من 60 دولة غير مخترقة إلى الآن.

وهكذا، تستمر شرائح المستهلكين بهذه الأسواق في الازدهار على الرغم من أن الأجهزة الأحدث مثل الفابلت باتت تستحوذ على بعض من الحصة السوقية التي تمتلكها أجهزة الأجهزة اللوحية. ويمثل هذا بالتأكيد إشارة إيجابية، لأنه من المتوقع أن تشهد العديد من المناطق الأخرى حول العالم انخفاضات سنوية في شرائح المستهلكين الخاصة بها نتيجة للتشبع في عام 2015.

وبالنظر إلى الاضطرابات السياسية التي اجتاحت المنطقة في الفترات الأخيرة يرى فؤاد أن الضرر بسوق الأجهزة اللوحية لم يحلق بالقدر نفسه الذي ألحقته بسوق الحاسبات الشخصية والقطاعات التكنولوجية الأخرى. فقد عملت هذه الاضطرابات في حالات محددة كحافز شراء في بلدان معينة يشعر مواطنوها بالحاجة الملحة للاتصال بوسائل الإعلام الاجتماعية بشكل مستمر لكي يطلعوا على الأحداث الجارية.

التعليم

وأشار إلى أن القطاع التجاري يكتسب زخماً في المنطقة، رغم أن النمو الأكبر فيما يتعلق بشحنات وحدات الأجهزة اللوحية من المقرر أن يأتي من قطاع التعليم.

وتمتلك العديد من البلدان في المنطقة مبادرات فعلية تهدف إلى تعزيز التجارب التعليمية للطلاب من خلال استخدام التكنولوجيا، ويشتمل هذا على عدد من مشاريع الأجهزة اللوحية الكبرى التي من المتوقع الوفاء بها على مدار العامين المقبلين في بلدان مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر والمملكة العربية السعودية وتركيا وجنوب أفريقيا ومصر. ومن بين القطاعات الأخرى في شريحة الشركات، متوقعاً أيضاً أن نشهد استيعاباً جيداً من قطاع الرعاية الصحية والضيافة.

ديناميكيات

هناك عوامل متعددة تشكل حالياً ديناميكيات صناعة الأجهزة اللوحية. وفي حين أن أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا قد تبدو مختلفة قليلاً أيضاً على مدار عامين من الآن، فإن الصفقات التعليمية والقطاعات الاستهلاكية المزدهرة المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة ستضمن استمرار ازدهار المبيعات.