أكد عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أن القطاع السياحي في الإمارة حقق قفزات نوعية منذ بداية العام الجاري تتمثل في نمو عدد السياح ونمو عدد الغرف بالتوازي مع رؤية دبي السياحية 2020 بالإضافة إلى نجاح الدائرة في اتباع سياسة تسويقية ترتكز على استخدام أحدث الوسائل للوصول إلى مختلف الأسواق والشرائح الاجتماعية.

وقال في حوار مع «البيان الاقتصادي» إنه خلال السنوات الثلاث المقبلة من المتوقع أن يصل عدد الليالي المحجوزة للمبيت في الغرف والشقق الفندقية إلى 36.9 مليون ليلة، بما يمثل 11-12% من معدل النمو السنوي المركب منذ العام 2015 حتى نهاية 2018، في حين سيرتفع عدد الغرف الفندقية والشقق الفندقية من 90 ألف غرفة إلى 138 ألف غرفة وشقة خلال الفترة نفسها.

وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أنه خلال النصف الثاني من العام الجاري سيساهم افتتاح مشاريع ترفيهية ضخمة ومقاصد سياحية مثل «آي إم جي عالم من المغامرات» و«دبي أوبرا»، و«دبي باركس آند ريزوتس» بشكل إيجابي في ارتفاع أعداد الزوار الوافدين إلى دبي.

توقعات 2016

كيف كان أداء قطاع السياحة في دبي خلال الثلث الأول من العام الجاري؟ وما هي توقعاتكم حتى نهاية العام؟

استقبلت دبي 5.3 ملايين سائح خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري بزيادة 4.2% عن الفترة ذاتها من العام الماضي، وذلك بفضل النمو الكبير في أعداد السياح خاصة من الأسواق الرئيسية لدينا والمتمثلة في دول مجلس التعاون الخليجي والهند.

ونركز الآن على موسم الصيف، وهو الوقت الذي نشهد فيه بالعادة ارتفاعاً في عدد السياح القادمين من منطقة الخليج العربي، خاصة السعودية، وكذلك الأسواق الأوروبية ومنها المملكة المتحدة.

ونتوقع خلال النصف الثاني من العام الجاري أن يساهم افتتاح مشاريع ترفيهية ضخمة ومقاصد سياحية بشكل إيجابي في ارتفاع أعداد الزوار الوافدين، ومنها افتتاح «آي إم جي عالم من المغامرات» و«دبي أوبرا» في شهر أغسطس، و«دبي باركس آند ريزوتس» في أكتوبر، واستضافة الاستعراض المسرحي المائي «لا بيرل»، في الحبتور سيتي مع نهاية العام الجاري.

التسويق

ما هي النقاط التي ترتكز عليها استراتيجية التسويق للقطاع السياحي في دبي هذا العام؟ وما هي أهم الأسواق الرئيسية التي تعتمد عليها دبي للسياحة؟

تواصل «دبي للسياحة» تنفيذ مشاريع لتطوير وتعزيز وترويج الركائز الأساسية لما يمكن أن تقدمه دبي سياحياً، وهو ما يساهم في اجتذاب أعداد أكبر من السياح، وفي الوقت ذاته يعزز من مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، ويجعل من دبي مصدراً للمنافسة المستدامة للنمو في المستقبل.

كذلك نواصل تكثيف جهودنا التسويقية في كل الأسواق، بهدف جذب المزيد من السياح. ومع توفر شبكة واسعة تتضمن ما يزيد على 20 مكتباً في الخارج، تعمل هذه المكاتب معاً للترويج لدبي في شتى أنحاء العالم. كما أننا نحرص على إطلاق حملات ترويجية موجهة للأسواق، وجولات ترويجية، واستضافة وفود للتعريف بمقومات دبي السياحية.

وقد أطلقنا نهاية العام الماضي حملة ترويجية لعرض مختلف تجارب السفر التي تقدّمها دبي لزوّارها. أما بالنسبة لحملتنا الصيفية 2016، فسوف نستخدم التوجه الجديد وهو «السيلفي» كأساس مبادرتنا، إذ نضع المستخدم في قلب التجربة لنمكّنه من رؤية نفسه في الوجهة قبل وصوله.

علاوة على ذلك نواصل التركيز على تشجيع وتسهيل تصوير الأفلام والبرامج من مختلف الأسواق الرئيسية لتكون في دبي – وذلك على غرار تصوير برنامج ألعاب تلفزيوني مشهور أخيراً باسم «رانينغ مان»، والذي شاهده عدد هائل من الناس في كوريا الجنوبية والصين وفي جنوب شرق آسيا، حيث تم بثّه منذ أشهر قليلة.

كما نواصل استضافة وفود تمثل قطاع السياحة والسفر من خارج الدولة، مانحين إياهم فرصة استكشاف المدينة بشكل مباشر، وبالتالي تمكينهم من الترويج لدبي كوجهة سياحية رائدة وبطريقة أكثر فاعلية.

وعلى سبيل المثال، تواجد أخيراً وفد مؤلف من 300 شخص من المسؤولين وممثلي كبرى شركات السياحة والسفر من 22 دولة إفريقية، وهو ما يعكس اهتمامنا وتوجيه استثمارنا المستمر لهذا السوق الذي يشهد نمواً مطرداً.

من جهة أخرى، فإننا نسلط الضوء على تنويع أسواقنا الرئيسية، مع توجيه جهودنا نحو جذب السياح الجدد الذين يزورون دبي للمرة الأولى من الأسواق الناشئة، وتشجيع السياح المتكررين والجدد من الأسواق التقليدية القوية.

ونتوقع أن تبقى أسواقنا العشرة الأساسية من دون أن تتغير بشكل كبير، وهناك خطط لتكثيف الجهود لزيادة الحصة السوقية للقطاع السياحي في كل من آسيا وأوروبا الوسطى وأفريقيا والدول الإسكندنافية.

التواصل الاجتماعي

ماذا عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج السياحي؟

مع نمو وسائل التواصل الاجتماعي، نسعى إلى أن يتمحور منهجنا التسويقي لدبي بصفتها وجهة سياحية، حول التركيز على تجارب السفر أكثر من المنتجات المقدمة بحد ذاتها، والاهتمام بشكل أكبر بالمحتوى المقدم للمستخدم، والتسويق بطريقة تعرض التجارب السياحية التي تقدمها دبي بطريقة أكثر تفاعلية.

كذلك، فإن التواجد الرقمي والاجتماعي لـ VisitDubai ينتشر في أكثر من 40 دولة بشكل نشط وهو متوفر بــــ 17 لغة في الأسواق الرئيسية المهمة، وقد بلغ عدد مستخدمي هذه الشبكات خلال عام 2015 حوالي 7 ملايين مستخدم، و1.2 مليون تفاعل وأكثر من 100 ألف تعليق يومياً.

السياحة العلاجية

ما مدى أهمية قطاع السياحة العلاجية لدبي، وإلى أين وصلت دبي في هذا المجال؟

شهد قطاع الرعاية الصحية في دبي ارتفاعاً في أعداد السياح القادمين بقصد العلاج من 135 ألف سائح في عام 2014، ليصل إلى 150 ألف سائح خلال عام 2015، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد خلال الأعوام المقبلة، إذ تسعى دبي إلى استهداف نصف مليون سائح بغرض العلاج بحلول عام 2020، وذلك ضمن مشروع «دبي وجهة عالمية للسياحة العلاجية».

وتتضمن التطورات الجديدة إعلان مدينة دبي الطبية عن افتتاح أكبر مركز للرعاية الصحية في العالم، «ورلد كير ويلنس فيليج» خلال السنوات الأربع المقبلة، إلى جانب إطلاق أول بوابة سياحة علاجية متكاملة في العالم توفر خدمات الصحة والسفر والإقامة والتأشيرة وهي «تجربة دبي الصحية».

العائلات

ما مدى أهمية السياحة العائلية في تحقيق رؤية دبي السياحية 2020؟ وكيف تقارنون أداءها مع سياحة الأعمال؟

تشكل العائلات حالياً أكثر من 50% من السياح القادمين إلى دبي، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد بشكل كبير مع مشاريع الحدائق الترفيهية، والمعالم السياحية الجديدة التي سيتم إطلاقها قريباً.

أما أعداد السياح القادمين لدبي بهدف الأعمال، فقد شهدت نمواً ثابتاً، حيث شكلت هذه الفئة من السياح ما يقارب 20% من العدد الإجمالي للسياح القادمين إلى دبي خلال عام 2015.

وتؤكد هذه الأرقام الأهمية الاستراتيجية لمدينة دبي بصفتها مركز أعمال وفعاليات عالمي، وبوابة دولية للأسواق الإقليمية المهمة.

وبالشراكة مع كل من طيران الإمارات، ومركز دبي التجاري العالمي، وقطاع الفنادق الذي يواصل نموه وتطوره، والشركات المتخصصة في إدارة الوجهات، استضافت دبي أكثر من 550 جهة عالمية متخصصة في تنظيم الاجتماعات والمؤتمرات، بالإضافة إلى 11 بعثة دراسية في العام 2015، فيما استقبل مركز دبي التجاري العالمي وحده 2.74 مليون سائح، بزيادة قدرها 12% عن العام الماضي، واستضاف 396 فعالية متخصصة في مجالات مختلفة عدة، مثل: الرعاية الصحية، والسلامة، والأغذية، والسفر والتقنية، والبناء.

كما ازدادت أعداد الشركات العارضة بنسبة 17% لتصل إلى 53.547 شركة من 185 دولة، مع حوالي 41% مشاركة دولية في جميع الفعاليات ما يشكل 1.066.865 سائحاً إضافياً لدبي.

ويتوقع أن تزداد هذه الأعداد بفضل المساحة الكبيرة لمركز دبي التجاري العالمي، حيث بلغت مساحته أكثر من 121.984 متراً مربعاً (1.31 مليون قدم مربع).

ومن المتوقع أن تسمح هذه المساحة المبنية خصيصاً والمتسمة بالمرونة بتلبية الاحتياجات المتنامية على مدى السنوات الخمس المقبلة، ومواكبة النمو الذي ستشهده سياحة الأعمال في دبي.

الغرف الفندقية

ما هو عدد الغرف الفندقية المتاحة في دبي حالياً؟ وما هو عدد الغرف قيد الإنشاء؟

كما ذكرت سابقاً ستتجاوز أعداد الغرف الفندقية في دبي الـ 100 ألف غرفة قريباً جداً، الأمر الذي يعزز من مكانتها كواحدة من أفضل 10 وجهات عالمية لجهة توفير خيارات إقامة فندقية متنوعة وتحظى بطلب كبير من قبل السياح الدوليين ويتميز قطاعها السياحي بنمو مستدام.

وخلال السنوات الثلاث المقبلة، تتوقع (دبي للسياحة) أن يصل عدد الليالي المحجوزة للمبيت في الغرف الفندقية والشقق الفندقية إلى 36.9 مليون ليلة، بما يمثل 11-12% من معدل النمو السنوي المركب منذ العام 2015 حتى نهاية عام 2018 ومن هنا، من المتوقع أن يصل إجمالي عدد الغرف إلى 138 ألف غرفة مع نهاية عام 2018.

دول التعاون

ما أهمية السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي بالنسبة لدبي؟

حافظت منطقة الخليج على مكانتها المتقدمة ضمن الأسواق الرئيسية للسياح إلى إمارة دبي خلال العام 2015 والربع الأول من العام الجاري، حيث شكلت 25% من إجمالي السياح خلال الربع الأول من العام الجاري.

وقد ازدادت أعداد السياح من المملكة العربية السعودية بنسبة 14% لتصل إلى 476 ألف مسافر خلال الفترة الواقعة بين يناير ومارس 2016، لتصبح السعودية على رأس قائمة الأسواق الرئيسية، بينما ازدادت أعداد السياح من سلطنة عمان بنسبة 32% خلال الفترة نفسها من عام 2015، لتصل هذه الأعداد إلى 322 ألف سائح. أما الكويت، والتي حافظت على مكانتها بين الدول العشر الأولى في رفد الإمارة بالسياح، وبعدد 119 ألف سائح، ولقد ارتفعت أعداد السياح من قطر بنسبة 26%.

شراكات قوية

ما هي طبيعة التعاون بين «دبي للسياحة» وشركات الطيران الوطنية مثل «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»؟

تربطنا شراكات قوية جداً مع شركتي «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، ونحن نعمل معاً لدعم جهودنا التسويقية والترويجية، والاستفادة من الاستثمارات التي تقوم بها كل الأطراف لتحقيق أفضل العوائد لدبي، إذ أنه مع كل إطلاق لخطوط ملاحية جوية جديدة أو ارتفاع في نسبة الإشغال على الرحلات، يكون هنالك إمكانية جديدة لزيادة أعداد السياح القادمين إلى دبي من تلك الوجهات.

وبما أن شركتي الطيران تواصلان التوسع عاماً بعد الآخر، فهناك العديد من الفرص المتاحة أمامنا لاستهداف وتطوير هذه الأسواق الجديدة.

وتاريخياً، كانت شركة «طيران الإمارات» من أهم عوامل التحفيز للنمو الذي يشهده قطاع السياحة في دبي حالياً، كما أن النمو الهائل لهذه الشركة في قطاع الطيران عالمياً، والمدعوم بالتوسع المتواصل لمطار دبي الدولي، يعكس بشكل كبير المشهد العام لنمو قطاع السياحة في دبي على الساحة الدولية، وعلى نحو مشابه، فإن نمو شركة «فلاي دبي» يعزز من حركة المسافرين والسياح، ويساعد في ترسيخ صورة دبي في الخارج.

17.9 %

ساهمت الأسواق الآسيوية بما فيها الصين بما يعادل 1.2 مليون سائح إلى دبي خلال عام 2015، وبنسبة ارتفاع بلغت 17.9% مقارنة بالعام الذي سبقه. ومع مجيء 450 ألف سائح صيني إلى دبي العام الماضي، كانت نسبة السياح الصينيين الأعلى من تلك المنطقة.

ويبلغ النمو السنوي في أعداد السياح الصينيين 29%، ونحن على ثقة بأن هذا النمو سيتواصل كون الصين تعد واحدة من أهم أسواقنا.

150 طلب افتتاح فنادق من الفئات المتوسطة منذ 2013

قال عصام كاظم إن جهود دائرة السياحة ترتكز على تحفيز النمو في قطاع الفنادق من الفئة المتوسطة من خلال منح الجهات المطورة محفزات جذابة وقد أثمرت هذه المبادرة عن استلام 150 طلب تطوير منذ بداية انطلاقها في أواخر عام 2013، إلى جانب افتتاح فنادق جديدة من فئة 3 و4 نجوم أو على وشك أن يتم افتتاحها في دبي وبما يمنح السياح خيارات إقامة أوسع.

وشكلت فنادق ألوفت وإليمينت من ستاروود إلى جانب الفنادق الحالية التي تديرها كورتيارد ماريوت ونوفوتيل وميركيور وأبارتهوتيل أداياجو وهيلتون جاردن إن وسيتي ماكس وإيبس وهوليداي إن أمثلة فاخرة على العلامات التجارية للفنادق من الفئة المتوسطة التي دخلت حيز التطوير.

وقال إن دبي بحاجة إلى ضمان توفير خيارات إقامة باستمرار تتسم بالنوعية والسعة والتنوع والقيمة لتلبي متطلبات مختلف شرائح السياح من شتى أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته الحفاظ على كونها وجهة مثالية وعالمية قادرة على توفير احتياجات السياح بما يتماشى مع ميزانياتهم.

الفئة المتوسطة

وأضاف عصام كاظم أنه للتأكيد على التزام دبي بدعم وتطوير قطاع الفنادق ذات الفئة المتوسطة أطلقت مجموعة «إعمار» للضيافة وبالشراكة مع «مراس»، أخيراً علامتهما التجارية لهذه الفئة «روف» بينما تعتزم شركة «جميرا» للفنادق الفاخرة افتتاح أول علامة تجارية لها ضمن هذه الفئة «فينو » في جزيرة المياه الزرقاء «بلوواترز». ومن الأمثلة الأخرى الإعلان عن قيام شركة بيبلوس للضيافة التي تتخذ من دبي مقراً لها بتشييد فندق جديد يضم 144 غرفة منخفضة التكلفة في نخلة جميرا.

وأشار إلى إنّ الأداء الإيجابي لدبي خلال السنوات الماضية انعكاس لمدى نجاح استراتيجية التسويق المتنوعة التي تتبناها، والتي تحد من مخاطر الاعتماد بشكل كبير على أسواق معينة ومن خلال اتباع هذه الاستراتيجية، شهدت دبي نمواً قوياً ضمن الأسواق الرئيسية الأمر الذي خفف من وطأة التأثيرات السلبية من بعض الدول.

وعلى سبيل المثال روسيا حيث انخفض عدد السياح بمقدار النصف 2015 مقارنة مع 2014 نتيجة للوضع الاقتصادي في روسيا.