مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا
تناقش جلسات الدورة الثالثة من «القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي»، التطورات التي تشهدها قطاعات الاقتصاد الإسلامي.
وعلى مدى يومين، تتطرق جلسات القمة إلى العديد من الموضوعات، بما فيها الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وسوق الصيرفة الإسلامية والصكوك، وقطاع المنتجات الحلال، إلى جانب قطاع الأزياء الإسلامية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بجوانب الاقتصاد الإسلامي المختلفة، ودورها في إيجاد حلول عملية ومستدامة للتحديات، التي تواجه الاقتصاد العالمي، بما يسهم في إرساء نموذج اقتصادي متميز، ومحفز لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وبهذه المناسبة، قال ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي عضو مجلس إدارة مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي: «اجتماع قادة مؤثرين وصناع القرار في القطاعات الاقتصادية والخبراء من كل أنحاء العالم في هذا الحدث العالمي يؤكد المكانة البارزة لإمارة دبي كونها عاصمة للاقتصاد الإسلامي.
ويعكس الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لجذب انتباه دول العالم نحو مفاهيم وآليات عمل الاقتصاد الإسلامي، وتمتاز المحاور الأساسية المطروحة على أجندة القمة هذا العام بالشمولية، وسيتم من خلالها مناقشة مكونات الاقتصاد الإسلامي، وتسليط الضوء على الحلول المتميزة والمبتكرة، التي تسهم في التصدي للتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وتشكل دعائم رئيسة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة».
قراءات معمقة
وعلّق عبد الله محمد العور، المدير التنفيذي لمركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي بالقول: «يزخر برنامج القمة هذا العام بالمحاور والقضايا الاستراتيجية التي تحظى باهتمام محلي وعالمي وتحتاج إلى قراءات معمّقة تسهم في صياغة المرحلة المستقبلية للاقتصاد العالمي وليس فقط للاقتصاد الإسلامي.
إننا نرى في كل قطاع من قطاعات هذه المنظومة الحيوية إمكانات كبرى لإحداث التغيير المطلوب في الثقافة الاقتصادية بشكل عام، إضافة إلى تعزيز مفاهيم الاقتصاد الإسلامي خاصة لدى الأجيال الجديدة التي نعتمد عليها بشكل كبير في حمل رسالة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتبني الأخلاقيات والمبادئ، التي ينفرد بها هذا الاقتصاد المسؤول لتطوير أعمال ومشاريع حقيقية أكثر إنتاجية واستدامة».
محفز النمو
وقال نديم نجار المدير العام لتومسون رويترز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: إن البحث عن أسواق غير مستغلة في هذا المناخ الحالي للاقتصاد العالمي قادنا إلى تسليط الضوء على الاقتصاد الإسلامي. إن القطاعات الاقتصادية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية يمكن أن تشكل محفزاً للنمو والتواصل بين الاقتصاد الإسلامي والاقتصاد العالمي.
تمكين الشباب
وخلال اليوم الأول من القمة ستناقش الجلسة الأولى التي تقام بعنوان «شباب اليوم، قادة الغد: حلول قابلة للتطوير لتمكين الجيل القادم»، سبل توجيه الشباب المسلم كي يصبحوا قادة قادرين على التأقلم مع شتى الظروف، وأعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، كما سيتطرق المشاركون في الجلسة إلى كيفية إعداد الشباب للاضطلاع بأدوار تمكنهم من بلوغ التحول المنشود في العالم الإسلامي وخارجه.
في وقت تنمو فيه شريحة الشباب في العالم الإسلامي بمعدل يعادل ضعف معدل النمو العالمي، وهو ما يفرض تحديات كبيرة أمام حكومات الدول الإسلامية لتوفير فرص عمل، تواكب تطلعات وطموحات جيل الشباب في ضوء الاضطرابات الاقتصادية.
نماذج مبتكرة
وستتناول الجلسة الثانية مشاريع النفع الاجتماعي في العالم الإسلامي، حيث ستسلط الضوء على النتائج الكبيرة التي حققتها مؤسسات الأوقاف في العديد من الأسواق المتقدمة والنماذج المبتكرة التي قامت بتبنيها لضمان عوائد إيجابية وتأثير اجتماعي قوي، هذا في وقت لا تزال الصناديق الخيرية الإسلامية باعتبارها أداة للتنمية الاجتماعية تواجه العديد من التحديات تتمثل في تراجع عائداتها وآثارها الضئيلة على المجتمعات رغم ارتفاع حجم الأصول التي تقوم بإدارتها.
كما تستعرض الجلسة أيضاً إمكانية الاستفادة من خبرات هذه المؤسسات، التي تضم الصناديق الإسلامية والأوقاف وتبرعات الزكاة في دعم جهود محاربة الفقر في المجتمعات الإسلامية.
تنمية مستدامة
وتتطرق الجلسة الثالثة من فعاليات اليوم الأول للقمة إلى دور التمويل الإسلامي في تحقيق التنمية المستدامة، حيث سيبحث المشاركون في هذه الجلسة إمكانية مساهمة صناديق الاستثمار السيادية في العالم الإسلامي بفعالية في تمويل مشاريع البنية التحتية وتطوير الخدمات، وفقاً لأرقى المعايير العالمية، ومدى قدرة التمويلات المشتركة والمزيج المتنوع من التمويلات، الذي يشتمل على استثمارات القطاع الخاص على إيجاد حلول تمويلية في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي عموماً من صعوبة بالغة في توفير التمويلات اللازمة لإنجار المشاريع، ضمن إطار زمني واقعي ومحدد.
الفن الإسلامي
وخلال الجلسات المسائية من اليوم الأول للقمة، سيتطرق المشاركون إلى تطور الفن الإسلامي من الناحية الجمالية إلى جذب الاستثمارات العالمية، وذلك مع الانتشار اللافت لهذا القطاع وتحوله من معارض فنية إلى أعمال معاصرة مستمدة من التراث الإسلامي، تقوم على استخدام الموهوبين تقنيات ومواد لإعادة توظيف الفن الإسلامي والابتعاد عن القيود التقليدية.
دبي نموذج ناجح لإدارة العلامة التجارية للمدن
سيستعرض المشاركون في الجلسة الثانية من ثاني أيام القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي العلامة التجارية لإمارة دبي، باعتبارها نموذجاً يعكس نجاحاً كبيراً في إدارة العلامة التجارية للمدن كما في الشركات والمنتجات، ذلك من خلال التعرف على تجربة الإمارة في التخطيط الاستراتيجي واستشراف المستقبل لتحقيق شهرة عالمية واسعة.
مصارف إسلامية
وسيبحث المشاركون في جلسة عن المصارف الإسلامية ودورها في تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، جدوى المنتجات التي تقدمها للقطاع، ودورها في تعزيز إنتاجية شركات القطاع خصوصاً تلك التي تفتقر إلى الخبرة الفنية والقدرة على صياغة المقترحات الاستثمارية على نحو فعال.
كما سيطلع المشاركون في الجلسة على عدد من التجارب الناجحة لرجال أعمال تمكنوا من تسويق منتجاتهم وخدماتهم في العديد من الأسواق العالمية، للوقوف على التحديات التي واجهتهم وسبل التغلب عليها للوصول إلى تحقيق أهدافهم.
تمويلات جماعية
كما سيتطرق المشاركون في جلسات اليوم الثاني من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي إلى سبل إحياء الفن الإسلامي باستخدام تطبيقات غير تقليدية للعمارة والهندسة والخط العربي، لتعزيز حضورها واستخدامها على نطاق واسع في مختلف أنحاء دول العالم، سواء في المباني السكنية أو التجارية أو حتى المتاحف والمعارض الفنية.
وسيحاول المشاركون الإجابة عن دور التمويلات الجماعية المشتركة في سد الفجوة التمويلية في الدول الإسلامية، في وقت أشارت فيه إحصاءات البنك الدولي إلى نمو حجم سوق التمويلات الجماعية المشتركة لتصل إلى 16 مليار دولار، تتركز غالبيتها في أميركا الشمالية وأوروبا، بينما استحوذت الدول الإسلامية في المقابل على 327 مليون دولار، تشكل ما نسبته 2% من إجمالي حجم هذه التمويلات على المستوى العالمي بنهاية العام 2015.
ومع التطور المتسارع في حجم قطاع السياحة العائلية على مستوى العالم، والتي وصل حجمها إلى 151 مليار دولار في العام 2015، سيحاول المشاركون تحديد التغير في متطلبات السائحين في دول العالم الإسلامي، للاستفادة من فرص النمو الهائلة لهذا القطاع، الذي من المتوقع أن يتجاوز حجمه بنهاية العام 2021 إلى أكثر من 243 مليار دولار.
وفي آخر جلسات القمة، سيناقش المشاركون مدى قدرة الاقتصاد الإسلامي على تجاوز الثورة الصناعية الثالثة، ودور التحالفات بين الجهات والشركات العاملة في قطاعات البنية التحتية والاتصالات والخدمات المصرفية في تحديد مسار التنمية الاقتصادية، ورسم ملامح اقتصاد المستقبل.
وسيتضمن الحدث هذا العام ست جلسات رئيسية تناقش مواضيع عامة عدة أبرزها المتغيرات العالمية التي تشكل الاقتصاد الإسلامي وموضوعات مختصة بمجالات أخرى عدة مثل الصكوك. كما ستستضيف القمة جلسات متوازية تناقش القطاعات الاقتصادية الإسلامية المختلفة،، ومدى ارتباطها بالتمويل الإسلامي، والفرص التي يطرحها الاقتصاد الإسلامي لتمكين الاقتصاد الوطني.
استثمارات
تهدف «القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي» التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة دبي بالتعاون مع «مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي»، وشركة «تومسون رويترز» إلى تعزيز مكانة دبي كونها عاصمة للاقتصاد الإسلامي، وتأكيد دورها بجذب الاستثمارات العالمية وتحقيق تنمية مستدامة، من خلال إيجاد منصة مثالية تجمع تحت مظلتها خبراء عالميين من قطاعات محورية، لبحث التحديات والفرص في الاقتصاد الإسلامي في المنطقة والعالم.
الصكوك طوق نجاة لمواجهة التحديات الاقتصادية
تناقش القمة في آخر جلسات اليوم الأول من القمة دور الصكوك باعتبارها أداة رئيسية لمواجهة حالة عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، والذي نتج عن انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية والاضطرابات السياسية والاقتصادية، وما ترتب عليه من عجز في الموازنات العامة لدى العديد من الدول، وهو الأمر الذي دفع حكوماتها إلى البحث عن قنوات جديدة للحصول على التمويلات لسد العجز في موازناتها. كما سيناقش المشاركون دور الصكوك كونها وسيلة لتمويل المشروعات الحكومية عندما تصبح السيولة أزمة مصرفية.
وفي ثاني أيام القمة، ستناقش الجلسة الأولى الثورة الرقمية في قطاع التعاملات المالية ومدى قدرة المصارف الإسلامية على مواكبة هذه التغيرات الوشيكة، خصوصاً أن القطاع المصرفي العالمي الذي شهد تحولات مختلفة من مطلع سبعينيات القرن الماضي كان بطيئاً في تبني الابتكارات والتقنيات التي شهدتها تلك الفترة، وسيتناول المتحدثون في هذه الجلسة الفرص والتحديات الرقمية التي تواجه قطاع المصارف الإسلامية وكيفية مواكبة مؤسسات القطاع للجيل القادم من التقنيات الرقمية ومواكبة التغيرات المتسارعة في قطاع الحوسبة السحابية.
تزايد الإقبال عالمياً على سلاسل التوريد الإسلامي
سيبحث المشاركون في القمة ضمن جلسة خاصة سوق الحلال العالمية، التي تعتبر أحد أبرز قطاعات الاقتصاد الإسلامي نمواً على المستوى العالمي، فقد أشارت دراسات حديثة إلى أن قطاع المنتجات الحلال يمتلك المؤهلات التي تجعله مصدراً مهماً ورافداً رئيساً لقطاع الأغذية العالمي.
وذلك بعد الإقبال العالمي على سلاسل التوريد الإسلامية وارتفاع الصادرات الزراعية لدول منظمة دول التعاون الإسلامي بنحو 50 في المئة بالتزامن مع ارتفاع صادرات المواد الغذائية المصنعة فيها بنحو 33 % وزيادة صادرات المنتجات الحيوانية بنسبة 19 %.
وسيناقش المشاركون في جلسة أخرى دور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لقطاع الأزياء الإسلامية، ونجاح العاملين فيه بالاستحواذ على حصة سوقية، وهو ما جعل منتجات هذا القطاع محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية مع تصدر الملابس المحافظة لصفحة الغلاف لكبرى المجلات العالمية.