هل تعلم أن تاريخ أحد أشهر الشركات المصنعة لسيارات السرعة، يعود إلى منتج للجرارات؟ أجل، إذ بدأت شركة سيارات لامبورغيني بصناعة الجرارات من بقايا المعدات العسكرية، وقد طورت هذه الأخيرة صناعتها إلى ما هي اليوم، بسبب إهانة من مالك سيارات فيراري.

وصاحب الشخصية القيادية، فيروشيو لامبورغيني مالك شركة لامبورغيني للجرارات المحدودة، قرر يوماً امتلاك إحدى سيارات فيراري، التي كان رئيسها السبب لبداية ظهور سيارة رياضية منافسة.

عرف عن لامبورغيني عشقه للمحركات، فقد كان يمتلك العديد من السيارات السريعة، من بينها (فيراري جي تي 250)، والتي كانت تعاني من خلل في قضيب التعشيق، ما اضطره لزيارة صاحب الشركة «إنزو فيراري»، الذي أجابه بقوله إن «الخلل ليس في السيارة، بل بسائقها، وأن عليه الاهتمام بجراراته عوضاً عنها».

عزيمة

هذه الكلمات هزت كبرياء فيروشيو، ونزلت كالصاعقة في نفسه، كما أنها زادت من عزيمته وإصراره على صناعة سيارته الرياضية الخاصة، إذ قام بتوظيف عامل سابق في شركة فيراري، بالإضافة إلى المهندسين البارزين «فرانكو سكاقلوني»، و«قيان باولو دالارا» لإنجاز المهمة. وكان هدف لامبورغيني واضحاً هو صناعة سيارة سريعة فخمة وقوية، تصل سرعتها إلى 150 ميلاً في الساعة، بمحرك V12، والذي كان قد وجده في مصنع سيارات صغيرة في بلدة «سانتاقاتا» الإيطالية.

نجح لامبورغيني فعلاً في صناعة (سيارة سريعة من طراز 350) في عام 1964، والتي كانت بمثابة قطعة فنية.

وشكلت هذه السيارة انطلاقة قوية لشركة لامبورغيني، التي بدأت بتصنيع السيارات الرياضية حتى توسعت في هذا المجال عام 1966. ولد فيروشيو لامبورجيني عام 1916، واختار برجه السماوي «الثور»، ليكون شعاراً لشركته المختصة بصناعة السيارات الرياضية.

أستاذ الميكانيكا

وخدم لامبورغيني خلال الحرب العالمية الثانية في القوات الجوية، وبما أنه كان مهتماً دائماً بماكينات السيارات، أطلق عليه لقب الأستاذ في الميكانيكا. وبعد الحرب، تمكن لامبورغيني من افتتاح محل صغير لتصليح الدراجات وبيع السيارات الصغيرة في شمالي إيطاليا. وبدأ شركته بشراء بقايا الأجهزة العسكرية وتحويلها إلى جرارات، والتي كانت مطلوبة بكثرة في القطاع الزراعي ببلدته، وكان معدل إنتاج الشركة للجرارات، واحدة في الشهر، وسرعان ما تمكنت من إنتاج مكيفات ودفاءات لوحدات المباني.