يشكل نمو الاقتصاد الرقمي تهديداً كبيراً لآلاف الوظائف في العالم عبر دخول الإنتاجية إلى العديد من القطاعات وإحلالها محل القوى العاملة البشرية في غالبية الوظائف والمهن.
ومع تطور التقنية ودخولها بقوة إلى العديد من القطاعات الإنتاجية والخدمية في العالم سيخسر الكثيرون وظائفهم خلال السنوات العشر المقبلة.
وحذر تقرير حديث لشركة الاستشارات العالمية ماكينزي من أن نمو الاقتصاد الرقمي سيؤدي إلى حدوث تغير كبير في أسلوب أداء المهام اليومية في غالبية الوظائف والمهن في العالم وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال، وبالتالي خسارة الكثيرين لوظائفهم خلال السنوات العشر المقبلة.
وأضاف أن حكومة الولايات المتحدة تحتاج إلى إرسال رسالة واضحة إلى الشركات الأميركية مفادها أن على الأخيرة زيادة مدى تكيفها مع الواقع الجديد، وتغير أسلوب وبرامج التدريب لمساعدة العاملين على اكتساب مهارات قادرة على التفاعل مع الاقتصاد الرقمي والعبور بسلام خلال تلك السنوات التي وصفها التقرير بأنها «فترة مخاض انتقالية».
القدرات الرقمية
وحذّر التقرير كذلك من أن التحول الرقمي يحدث بشكل غير متساوٍ في السوق في الوقت الذي يستحوذ فيه مستخدمو القدرات الرقمية الفائقة على النسبة الأكبر من الفوائد. فالشركات التي تساير التحول الرقمي تقوم بحصد أرباح وحصة سوقية أكبر في السوق، في حين تقوم شركات بإعادة تشكيل قطاعات بأكملها بما يتماشى مع مصالحها الخاصة.
وأضافت ماكينزي أن أجور العاملين في غالبية الصناعات الرقمية تنمو بما يعادل ضعف المعدل الوطني، في حين أن غالبية العاملين في الولايات المتحدة يواجهون ركوداً في الدخل ومخاوف من المستقبل.
دعم الناتج
وتوقع تقرير ماكينزي أن يضيف الاقتصاد الرقمي حوالي 2.2 تريليون دولار إلى ناتج الولايات المتحدة الأميركية بحلول 2025، مؤكداً أن الاقتصاد الرقمي أصبح مسؤولاً عن 10% من الناتج الأميركي، في حين تصل استثمارات التقنية اليوم إلى 17% من إجمالي الاستثمارات الأميركية.
وذكر التقرير أن 3 مجالات ستكون داعماً رئيسياً لنمو الاقتصاد الرقمي في المرحلة المقبلة وهي انتشار خدمات تحليل البيانات الكبيرة، وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى منصات التوظيف الإلكتروني التي تزيد إنتاجية القوى العاملة وتوائم بشكل أكفأ وأسرع بين العمال وأرباب العمل.