يبدو أن الأجانب قرروا الابتعاد عن الوجهة الاولى للسياحة في تركيا، فالهدوء غير المعتاد في مطلع الصيف يعم اسطنبول حيث يعاني العاملون في هذا القطاع من صعوبات بعد أسبوع من اعتداء استهدف مطار المدينة.

وقد جذب سحر اكبر مدينة في تركيا على مدى قرون مسافرين أبهرتهم قصورها ومساجدها، والمناظر الخلابة على مضيق البوسفور والقرن الذهبي.

لكن بالنسبة للعاملين في قطاع السياحة، فإن تفجيرات الثلاثاء الماضي تعتبر مؤشرا إلى موت هذه الصناعة التي تعاني بالفعل من سلسلة هجمات تشهدها تركيا منذ بداية العام الجاري.

وقال اورهان سونمز «مرشد سياحي»: إنها كارثة بينما كان يعرض على المارة زيارة يكون دليلها إلى ايا صوفيا التي كانت كنيسة قبل تحويلها إلى مسجد ومن ثم إلى متحف.

وأضاف: عملت طوال حياتي كمرشد سياحي. ومعظمنا يتساءل الآن ما إذا كنا سنستمر. إنها مأساة.

كما أن المطاعم فارغة في منطقة السلطان أحمد السياحية في حين تعرض فنادق الخمس نجوم غرفاً بأسعار متدنية.

في أوقات أفضل، كان ينبغي أحياناً الوقوف في طابور لأكثر من ساعة قبل الدخول إلى ايا صوفيا. أما اليوم، فيكفي شراء بطاقة للاستمتاع بروعة المكان، مع عدد قليل من السياح.

إلى ذلك، غادر العديد من سكان اسطنبول المدينة بمناسبة عيد الفطر، وهو عطلة وطنية تستمر تسعة أيام بدأت السبت، ما ساهم في إفراغها.

وفي مايو الماضي، أعلنت تركيا اكبر انخفاض في عدد الوافدين خلال 22 عاما، مع تراجع 35% في عدد السياح الأجانب، مع 2,5% مليون زائر.

من جهته، قال اسماعيل جلبي بينما كان يتسلى بسبحة في محله للمجوهرات «إذا استمر هذا الوضع، فإن العديد من المتاجر ستغلق أبوابها».

وأضاف إن وفود السياح الصينيين الذين يستمرون في الوصول هي بصيص الأمل الوحيد في هذا الأفق المظلم مشيرا إلى انهم ينفقون المال بجنون.

لكن استدرك قائلا: هذا لا يكفي، نحن بحاجة إلى الأميركيين والأوروبيين.