أكد الدكتور طلال أبوغزالة مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبوغزالة الدولية المتخصصة في المحاسبة والاستشارات الإدارية ونقل التكنولوجيا والتدريب رئيس الائتلاف الدولي لتقنية المعلومات والاتصالات في الامم المتحدة على قوة ومتانة اقتصاد الإمارات ما مكنه من تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية وأزمة الديون الأوروبية بنجاح كبير.
وتوقع أبوغزالة أن يحقق الاقتصاد الإماراتي نموا إيجابيا العام المقبل ليصل إلى نسبة 6%، مشيرا إلى أن نسبة نمو اقتصاد الإمارات تراجعت بسبب تداعيات الأزمة المالية العالمية 2008 إلا أنه انطلق بقوة مرة أخرى ليحقق نموا صاعدا إلى 2% ثم إلى 3% و4% بينما غالبية البلدان الأوروبية والصناعية مازالت نسب نموها تتراجع وتحقق معدلات دون الصفر.
وأوضح أبوغزالة في تصريحات للصحفيين أمس على هامش اجتماع مسؤولي مجموعة طلال أبوغزالة في أبوظبي على أن قوة الاقتصاد الإماراتي ترجع إلى كون الاقتصاد الأساسي أو الحقيقي الإنتاجي للدولة لم يتأثر سلبا بالأزمات المالية العالمية لافتا إلى أن سوق المال فقط هو الذي تأثر بالأزمات التي أصابت العالم منذ سبتمبر 2008.
المصرف المركزي
وقال: اقتصاد الإمارات استوعب الأزمات المالية بقدرة فائقة بسبب القيادة الحكيمة للدولة إضافة إلى صحة وسلامة القرارات المالية التي اتخذها المصرف المركزي، وبلا شك تعامل المصرف مع الأزمات المالية بكفاءة عالية.
وظهر للجميع مدى تأثر الإمارات بالأزمة المالية العالمية لأنها مركز مالي عالمي مرموق وقد أصاب سوقها المالي ما أصاب غالبية أسواق المال في العالم لكن اقتصادها الحقيقي أو الإنتاجي لم يتأثر ورأينا المشاريع العملاقة تنطلق.
كما شهدت المشاريع الصغيرة والمتوسطة قفزة حقيقية ولم نر محلا صغيرا أو مشروعا متوسطا يغلق أبوابه.
وأوضح أن تداعيات الأزمة المالية العالمية كانت ضخمة للغاية على غالبية بلدان العالم المتقدم حيث أغلقت شركات وبنوك ومؤسسات عملاقة لم يكن يتصور أحد إغلاقها على الإطلاق ولو قارنا الوضع في العالم المتقدم بالإمارات لرأينا أن الوضع في الإمارات أفضل كثيرا.
إجراءات
إلا أن الدكتور طلال أبو غزالة شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات لدفع اقتصاد الإمارات إلى الأمام وبما يمكنه من مواجهة أية أزمات أخرى، مشيرا إلى أن أول هذه الإجراءات ضرورة استقلال سوق المال في الإمارات عن أسواق المال العالمية بحيث يكون لسوق المال الإماراتي قدر كبير من الاستقلال في اتخاذ القرارات، إضافة إلى ضرورة التركيز على المشاريع الإنتاجية وبصفة خاصة المشاريع الصغيرة والمتوسطة حيث إن أحدث الإحصائيات تؤكد على أن اقتصادات الدول القوية تعتمد بصفة رئيسية على مشاريعها الصغيرة والمتوسطة وأن حجم هذه المشاريع يصل إلى 80%.
وقال: لابد أن يركز اقتصاد الإمارات على المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة وأن يبتعد قدر الإمكان عن النشاطات التبادلية مثل أسواق المال والعملات والمضاربات العقارية.
ونوه إلى أن اقتصادات العالم لن تتمكن من التغلب نهائيا على تداعيات الأزمة المالية العالمية إلا في غضون عشر سنوات على الأقل، مشيرا إلى أن هذه التداعيات تتطلب إجراءات حاسمة ومتجددة بصفة مستمرة. وقال: أعتقد أن الاقتصاد الإماراتي تعامل بجدية ومهارة مع تداعيات الأزمة ونموه يشكل ظاهرة إيجابية.
اختيار
وكشف أبوغزالة عن اختياره ضمن فريق عالمي مكون من 11 خبيرا من قبل منظمة التجارة العالمية لوضع تصور مستقبلي للتجارة العالمية وما تحتاجه للتغلب على الأزمات المالية والتجارية العالمية، مؤكدا على أنه سيركز عمله ضمن أعضاء الفريق على ضرورة تشجيع القطاعات الإنتاجية في العالم على النمو المستدام والتغلب على العقبات التي تواجهها.
جامعة
وأشار إلى أن مؤسسته ستطلق العام المقبل 2013 أول جامعة افتراضية في المنطقة العربية مؤكدا على أن هذه الجامعة التي تم تسجيلها في لبنان تشكل نوعا جديدا من الجامعات، حيث تتيح لكل طلاب العالم فرصة الدراسة بالجامعات العالمية المرموقة مثل هارفارد الأميركية وكامبردج البريطانية.
وقال: مهمة جامعتنا ستكون تقديم التعليم المتفوق للراغبين فيها سواء كانوا في مخيمات لبنان أو قري نيجيريا وسنعمل على التنسيق مع أهم 500 جامعة عالمية متفوقة ومعتمدة في العالم لتقديم برامجها للطلاب عبر شبكة الإنترنيت وسيحق لكل طالب أو راغب في الدراسة أن يلتحق بها على أن يدفع رسوم الجامعة التي يريد التعلم فيها من البلد أو القرية التي يعيش فيها دون تحمل تكلفة السفر والإقامة، كما ستعمل جامعتنا بالشراكة مع الجامعات العربية والعالمية ولن نكون منافسين لها وهدفنا تغيير نظرتنا التقليدية للتعليم والتوجه نحو التعلم في المقام الأول.
ونوه إلي أن القطاع الاقتصادي القادر على إحداث نمو كبير في اقتصادات الدول حاليا هو قطاع المعلومات وتقنية الاتصالات مشيرا إلى أن الإمارات تعتبر من الدول الريادية في العالم في هذا القطاع.
مؤشرات جديدة
كشف الدكتور طلال أبوغزالة مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبوغزالة الدولية عن أن مؤسسته تنفذ حاليا برنامجا بالشراكة مع اليونسكو لوضع مؤشرات جديدة لتقنية المعلومات في العالم وبصفة خاصة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن سيتم إطلاق تقرير متكامل عن هذه المؤشرات في دول العالم وتوقع أن تحتل الإمارات مرتبة متقدمة في هذا الصدد.
وقال: موقع الإمارات المتقدم سيستند أساسا على عدة مؤشرات أهمها مدى استعمال تقنية المعلومات خاصة في التدريس ومدى كفاءة المدارس والمدرسين ومستوى البنية التحتية والاتصالية والتقنية في الدولة ومدى التحول إلى التعليم الرقمي.