افتتح أمس معالي عبدالله غباش وزير الدولة الدورة الثالثة من ملتقى الشراكة الاقتصادي بين دولة الامارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية، والذي يقام تحت رعاية سامية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في العاصمة سيؤول في كوريا الجنوبية.
حيث يترأس معاليه الوفد الاماراتي المشارك في الملتقى والمتمثل بأكثر من 100 من رجال الأعمال وممثلي الشركات والهيئات الحكومية من دولة الامارات العربية المتحدة.
ورافق معالي عبدالله غباش أثناء حفل الافتتاح، الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام وعبدالله الرميثي، سفير الدولة في كوريا الجنوبية، اضافة الى أكثر 20 سفيرا من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والدول الصديقة وعدد من ممثلي الدوائر والجهات الرسمية في كوريا الجنوبية.
وقام معاليه بعد قص الشريط التقليدي بزيارة كافة الأجنحة المشاركة في المعرض وأشاد معاليه بالمشاركة الاماراتية الفاعلة في الملتقى والتي تمثل مختلف القطاعات الحيوية في الدولة كقطاع التجارة وتقنية المعلومات والتصنيع والسياحة والقطاع الصحي وقطاع الطاقة والنفط والغاز والمقاولات والاستثمار والقطاع المصرفي والطيران والعقارات والبناء والمناطق الحرة، والتنمية، والاعلام، وقطاع النقل، والثقافة والاعلام.
وقال معالي عبدالله غباش: "شهدت العلاقات الثنائية بين دولة الامارات وجمهورية كوريا الجنوبية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بفضل حرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وبارك كون هيه، رئيسة كوريا الجنوبية على تطويرها وتحقيق الشراكة الكاملة خاصة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية واذا نظرنا الى تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين نرى أن الامارات قامت بتوقيع العديد من الاتفاقيات التجارية والاقتصادية مع كوريا الجنوبية.".
معدلات نمو عالية
وأضاف معاليه أيضاً: "أود أن أقف عند مسيرة التنمية في كوريا الجنوبية والتي تستحق الكثير من التقدير. من الناحية الاقتصادية، تحتل كوريا الجنوبية المرتبة الرابعة على مستوى القارة الآسيوية بعد كل من اليابان والصين والهند.
وتحتل المركز الخامس عشر على مستوى العالم لما حققه الاقتصاد الكوري الجنوبي من معدلات نمو عالية خلال السنوات الماضية، حيث تحولت من دولة نامية إلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة وذلك لاعتماد اقتصادها على الصناعة كعنصر أساسي. ولقد أدى النمو السريع في الصناعات إلى وضعها أيضاً ضمن أكبر الدول المصدرة في العالم خلال الأعوام الأخيرة.".
وأضاف "نحن في دولة الإمارات وبفضل قيادتنا الرشيدة لدينا اقتصاد متين يتميز بالصلابة والانفتاح، لذا فاننا نطمح إلى تطوير علاقتنا وتعميقها مع القوى الاقتصادية النشطة في العالم والتي تعتبر جمهورية كوريا الجنوبية في مقدمتها.
وإننا نأمل أن تسهم زيارتنا هذه في دعم العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين من خلال تفعيل الشراكتين الاقتصادية والاستثمارية في قطاعات جديدة للوصول بالتعاون المشترك إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعاً وبما يعود بالخير على الشعبين الاماراتي والكوري.".
هذا ويحظى هذا الملتقى بدعم كامل من وزارة الاقتصاد ووزارة الخارجية في الامارات اضافة الى اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة ودائرة التنمية الاقتصادية، ومكتب الاستثمار الأجنبي واتحاد غرف التجارة والصناعة في كوريا الجنوبية وحكومة مدينة سيؤول والعديد من الدوائر الحكومية والهيئات المعنية في كل من دولة الإمارات وكوريا.
فرص التعاون والاستثمار
وقال علي إبراهيم، نائب المدير العام لشؤون التخطيط والتنمية في دائرة التنمية الاقتصادية بدبي: "تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم خبرات واسعة وفرص استثمارية عديدة، ومما لا شك فيه أن هذه المميزات تتيح المزيد من فرص التعاون والاستثمار بين البلدين في ظل الموقع الجغرافي الاستراتيجي للدولة.
اضافة الى ذلك، تتمتع دولة الامارات العربية المتحدة بوضع اقتصادي صناعي وتجاري ممتاز، وتتمتع الدولة حالياً بأعلى نسب من عوائد الاستثمار في العالم.".
وأضاف علي ابراهيم أيضاً: "تعتبر جمهورية كوريا الجنوبية من أبرز الدول التي حققت قصص نجاح متتالية في مختلف القطاعات وخاصة القطاع الاقتصادي، وما حققته حتى الآن هو مثير للاعجاب.
ونحن نطمح من خلال مشاركتنا في الدورة الثالثة من ملتقى الشراكة الاقتصادية بين دولة الامارات وكوريا الجنوبية الى تطوير العلاقات التنموية والاقتصادية والتجارية وتعميق مفهوم الشراكة الاستثمارية في مختلف القطاعات للوصول الى النتائج المرجوة والتي تعود بالخير على كلا البلدين.
وإننا نؤكد أهمية الروابط الاستراتيجية بين الدولتين، حيث إننا نتطلع إلى المزيد من مجالات التعاون والعمل المشترك على صعيد الاستثمار والتجارة والقطاعات الأخرى.".
وتكمن أهمية مشاركة مكتب الاستثمار الأجنبي في دائرة التنمية الاقتصادية في الملتقى من حرصه على المشاركة في كافة الفعاليات والمنتديات التي من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات للدولة وتعزيز الفرص الاستثمارية القائمة والجديدة.
21.977 مليار دولار حجم الاستثمارات المتبادلة
بلغ إجمالي التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية في عام 2012 حوالي 21.977 مليار دولار ويقدر حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين بـ3.236 مليارات دولار منها 2.7 مليار دولار هو استثمارات الدولة في كوريا وحوالي 0.53 مليار دولار هو استثمارات كوريا في دولة الامارات اضافة الى أن عدد المسافرين سنوياً بين الإمارات وكوريا ارتفع من 50 ألفا في 2008 إلى 70 ألفا في 2010، ووصل إلى 100 ألف العام الماضي، فيما نما عدد السياح الإماراتيين إلى كوريا في 2012 بنحو 18% لتأتي في المركز الثاني بعد السعودية.
اضافة الى ذلك، ارتفع إجمالي قيمة عقود الشركات الكورية في الدولة بنهاية العام الماضي، نحو 103 مليارات درهم (28 مليار دولار) مقابل 94 مليار درهم (25,6 مليار دولار) في عام 2010.
وتفيد الاحصائيات أيضاً بأنه قد تم أيضاً إبرام عقود بقيمة 20 مليار دولار لتشييد محطات الطاقة النووية في الإمارات، إلى جانب عقود بقيمة 3,5 مليارات دولار لتشييد مشروعات في مجال الإمدادات والخدمات اللوجستية، كما دخلت لأول مرة الاستثمارات الكورية مجال الضيافة مع نمو عدد الزوار والمقيمين الكوريين في الإمارات بنسبة 200% في غضون أربع سنوات.
الشارقة تروج مشروعاتها الاقتصادية والاستثمارية
استقبل الشيخ سلطان بن أحمد رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي في جناح إمارة الشارقة المشارك بالملتقى الذي تنظمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، يرافقه محمد علي النومان رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، معالي عبدالله غباش وزير الدولة الذي زار الجناح واطّلع على مشاركة الإمارة وما تقدمه من منتج سياحي واقتصادي متنوّع والخدمات والمعلومات التي تقدمها الإمارة لجذب السياح والمستثمرين حول العالم.
وقال الشيخ سلطان بن أحمد رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي إنه بعد افتتاح ملتقى الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وكوريا الجنوبية تأتي مشاركة إمارة الشارقة لتكون مشاركة داعمة لمختلف القطاعات في الإمارة.
وفي أوساط مجتمع الاقتصاد والاستثمار والتجارة الكوري نأمل من خلال مشاركة الوفد الرسمي الهام للإمارة أن تحقق العوائد المرجوة لتقوية أواصر التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين من خلال عقد شراكات اقتصادية مع المؤسسات الاقتصادية الكورية، وسنعمل من خلال هذه المشاركة عقد اجتماعات للتعريف عن عوامل الجذب الاقتصادي وخلق منصة للتعاون المشترك بين المستثمرين.
أكد محمد علي النومان رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة أهمية تواجد إمارة الشارقة في ملتقى الشراكة الاقتصادية الثالث بين الإمارات وكوريا الجنوبية، والذي يساهم في تعزيز صناعة السياحة والسفر في الإمارة، مشيراً إلى أن الشارقة تلعب دوراً بارزاً كمركز تجاري وصناعي وسياحي في المنطقة وتتطلع من خلال الملتقى لإنشاء شراكات جديدة مع كوريا الجنوبية.
ومن جهته قال عبد الله المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية حول مشاركة مدينة الشارقة الطبية في الملتقى، إن قطاع الرعاية الصحية هو قطاع واعد في إمارة الشارقة، بيد أنه ومن الرغم من تزايد الطلب على الخدمات الطبية، لا يوجد عدد كبير من المستثمرين في هذ القطاع مما يفتح الفرص أمام المستثمرين الأجانب للاستفادة من سوق الرعاية الصحية بالإمارة والقيام باستثمارات استراتيجية جديدة وتطوير قيمة المنتج الصحي بالشارقة.
هيئة الإنماء
وأكد خالد جاسم المدفع مدير عام هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة أن مشاركة إمارة الشارقة في ملتقى الشراكة الاقتصادية الثالث بين الإمارات وكوريا الجنوبية، بمشاركة أكثر من 100 شركة وهيئة حكومية من الدولة.
غرفة تجارة الشارقة
وقال حسين محمد المحمودي مدير عام غرفة تجارة وصناعة الشارقة إن أبرز ما يميز هذه المشاركة انعقاده تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وبدعم من وزارتي الخارجية والاقتصاد واتحاد غرف التجارة والصناعة .
التغطية الإعلامية
أكد أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي أن تواجد المركز ضمن الوفد المشارك في ملتقى الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وكوريا الجنوبية يأتي لدعم التغطية الإعلامية لمختلف الوسائل المحلية والإقليمية والعالمية واتخاذه كنافذة لتعريف وسائل الإعلام الكورية الاستثمارية بمقومات الشارقة الاستثمارية المحتملة والتسهيلات التي تقدمها الإمارة، كما أكد أسامة سمرة التزام مركز الشارقة الإعلامي برئاسة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بزيارة عدد من المؤسسات الإعلامية الكورية لبث سبل التعاون بما يعود بالنفع على إمارة الشارقة.
300 شركة كورية مسجلة في الإمارات
قال الدكتور عبد السلام المدني الرئيس التنفيذي لملتقى الشراكة الاقتصادي بين الإمارات وكوريا الجنوبية: «إن من أكثر المحاور الجاذبة لتنظيم الملتقى في كوريا الجنوبية هو الاستقرار الذي يتميز به الاقتصاد الكوري، والعلاقات المتميزة التي تجمع بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية.
حيث إن هناك أكثر من 300 شركة كورية مسجلة في الإمارات، وهذا يؤكد مدى أهمية دولة الإمارات كمركز إقليمي للنفاذ إلى أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا، وآسيا.
وفي الدورة الثالثة للملتقى، تشارك في المعرض أكثر من 50 شركة وهيئة حكومية من دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتوقع أن يجذب المعرض 3000 من رجال الأعمال والمستثمرين في كوريا».
ويقام الملتقى برعاية المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، وهيئة الصحة بدبي، ومجلس سيدات أعمال الإمارات، بدعم من شركة ابوظبي للاستثمار، والتميمي ومشاركوه، وبنك الخليج الأول، ومجمع دبي للتقنيات الحيوية والأبحاث، واندكس للإدارة الطبية.
الإمارات أكبر سوق تصدير للمنتجات الكورية الجنوبية في الشرق الأوسط
أكد مروان جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) حول المشاركة في الملتقى: تُعتبر الإمارات أكبر سوق تصدير للمنتجات الكورية الجنوبية في الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 22 مليار دولار في العام 2011.
وقال السركال: «ترتبط كوريا الجنوبية والإمارات منذ وقت طويل بعلاقات متينة في مختلف المجالات، كما شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية تطوراً كبيراً وملحوظاً خلال السنوات العشر الماضية، ونتطلع إلى تعزيز هذه الروابط في إطار عملنا الدؤوب على تطبيق إستراتيجيتنا الشاملة، الرامية إلى ترويج الشارقة كوجهة إستثمارية رائدة على مستوى العالم».
وأكد السركال أنه وفي ظل النمو الكبير للتعاون الاقتصادي بين الإمارات وكوريا الجنوبية فإن الشارقة تمتلك فرصاً كبيرة لجذب المزيد من الاستثمارات الكورية الجنوبية والآسيوية إلى الشارقة.
الملتقى منصة فريدة من نوعها لتبادل الابتكارات والتطورات في مختلف مجالات الأعمال
يسعى ملتقى الشراكة الاقتصادي الثالث بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية إلى تعزيز الجهود المبذولة من قبل حكومة الإمارات للترويج وتفعيل الشراكة التجارية والاقتصادية مع كوريا الجنوبية وهو مسعى مشترك لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين، ويعتبر الملتقى منصة فريدة من نوعها لتبادل الابتكارات والتطورات في مختلف مجالات الأعمال.
ويقوم الملتقى أيضاً بالتركيز على نشر التوعية وتسليط الضوء على القطاعات التجارية الكورية وتعميق العلاقات التجارية بين البلدين من خلال إظهار الدور الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة إقليمياً وعالمياً حيث لدى الإمارات العديد من المشاريع الرائدة والمستدامة في كافة أنحاء العالم.
وتكمن أهمية الملتقى في ما سيوفره من فرص واعدة ومباشرة للشركات والمؤسسات الاقتصادية الاستثمارية المشاركة به، وتعريف أصحاب الأعمال والمستثمرين الإماراتيين والكوريين بالإمكانيات الاقتصادية والإنتاجية وفرص العمل المتاحة في البلد الآخر.