أقام جناح الإمارات في معرض إكسبو ميلانو ركناً خاصاً يقدم فيه شباب الإمارات القهوة العربية وعيـــنات من أنواع الحلوى والأكلات الشعبية الخفيفة التي تشتهر بها الدولة مثل اللقيمات والبلاليط والبثيث والخنفروش والخمير والجباب وغير ذلك والتي أبدى الزوار إعجابهم بها وطرق إعدادها.
ويركز « إكسبو ميلانو» من خلال شعاره حول التغذية والطاقة على «الأغذية باعتبارها عالماً قائماً بذاته» لابد من التعرف عليه وعلى مفهوم التذوق الحسي للأكل ومكوناته ونكهاته والتوعية بأهمية الغذاء الصحي وعدم الإسراف في الأكل أو التخلص منه.
كما يهدف المعرض إلى التوعية بالحق الإنساني في الغذاء الصحي الكافي والسليم إلى جانب الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والحفاظ على التذوق وثقافة الطعام الصحيحة التي تجعل المرء يأكل ليعيش وليس العكس.
وتتفق كل شعوب الأرض على أن الطعام يمثل مصدراً للمتعة والتغذية والشعور بالأمن وأنه رمز لاستمرار الحياة والشراكة بين بني البشر وبذلك يشكل إكسبو ميلانو فرصة فريدة لتجربة لا تنسى لجمع مختلف أنواع الأغذية من كل بقاع العالم والتزام الدول المشاركة بإيجاد طرق استدامة لإنتاج وتوصيل الطعام وضمان الحفاظ على الكوكب.
ويهدف جناح الدولة من هذا الركن الى التعريف بالمأكولات والمشروبات الشعبية التي تشكل جزءاً مهماً من تاريخ الدولة وتراثها وذلك تطبيقاً للشعار الرسمي «تغذية الكوكب طاقة من أجل الحياة » الذي اتخذه معرض إكسبو ميلانو2015م فعالياته المتنوعة التي بدأت مطلع الشهر الجاري وتستمر ستة أشهر.
ويهدف الشعار إلى تقديم فرصة للزوار للتفكير في الغذاء الذي يشكل دون شك جزءاً مهماً من تراث الشعوب وكيفية الحصول عليه والمحافظة عليه وتناوله وعدم الإسراف وتخزينه لوقت الحاجة.
زوار
وسيقدم إكسبو خلال شهوره الستة أكثر من 26 مليون وجبة طعام من كل الدول المشاركة فيه بل وسيكتشف زواره أنواع القهوة والأرز والشوكولا والبهارات والحبوب والأعسال والخضار والفواكه خاصة العضوية منها.
ويستقبل المعرض الذي يقع على مساحة 1.1 مليون متر مربع نحو 150 ألف زائر يومياً وحسب توقعات اتحاد مزارعي ايطاليا «كولديريتي» تم بيع 800 ألف وجبة غداء في أول اجازة أسبوعية منذ انطلاق المعرض بما يساعد في العمل على استعادة حركة الاقتصاد الإيطالي.
إضافة إلى ذلك فإن الزائر سيتعرف من كبار طهاة « شيفات المطابخ» على تنويعات من مكونات مطبخ البحر الأبيض المتوسط وكنوز الصحراء والأراضي القاحلة، حيث شاركت الإماراتية الشيف خلود في التعـــريف ببعض الأطباق الإماراتية الشهيرة.
وتقدم الدول المشاركة في المعرض البالغ عددها أكثر من 140 دولة أطباقاً رمزية وشهية من أحسن مأكولاتها الشعبية والتراثية إلى جانب عرض التكنولوجيا المستخدمة في الزراعة والتغذية.
إحصاءات
وفي هذا الصدد فإن الإحصاءات تشير الى متناقضات في عالم اليوم، حيث حصل نحو 780 مليون شخص على تغذية قليلة في الفترة من 2010 الى 2012م .. وبينما سجلت حالات وفاة لـ 2.8 مليون نسمة بسبب قلة الغذاء أو كثرته أو سوء تغذية وأمراض السمنة وزيادة الوزن فإن ما يقدر بـ1.3 مليار طن من الطعام المتبقي بعد الأكل تذهب سنوياًَ الى القمامة.
ويدعو المعرض إلى التفكير بجدية في هذا الوضع والتوعية بتطوير أنظمة حياة مستدامة واستخدام أحسن التكنولوجيا لإيجاد توازن بين مصادر الغذاء وبين استهلاكها.
وأكدت الدول المشاركة في المعرض على دور المزارعين والفلاحين في إيصال الغذاء لسكان المدن وذلك من خلال الكتابة على الجدران الخارجية لأجنحتها شعارات حول الفكرة العامة لشعار المعرض مثل « لولا المزارعون والفلاحون لما كانت الحياة سهلة » ومثل «الخبز الخبز أعطنا خبزنا اليومي» ومثل المستهلك الأخضر هو الأفضل« و» أهمية التفكير في غذاء المستقبل».
ويعيش زوار الأجنحة أوقاتاً جميلة وذكريات حلوة سريعة لهذه التجربة الفريدة من نوعها التي يستطيعون من خلالها السفر التخيلي الى مختلف بلدان العالم عبر العديد من العناصر المكونة لثقافتها وتقاليدها كالأغذية والألعاب والعطور والرقصات والأغاني الفلكلورية وما الى ذلك.
تقريب الثقافات
تساعد هذه التظاهرة الغذائية على التعريف بثقافات الشعوب والتقريب بينها، كما تساهم في تكوين صداقات وعلاقات إنسانية بين زوار المعرض الذين يصلون إليه من كل صوب. وتمثل هذه التظاهرة فرصة سانحة للدول العربية والإسلامية للقيام بدور فاعل في تصحيح ما علق بصورتها بفعل أعمال الجهات المتشددة المسيئة إلى الدين والثقافة والحضارة.