حقق «أسبوع دبي في الصين»، نجاحاً لافتاً، مع اختتام فعالياته يوم أمس، بحفل خاص، احتفاءً بالتراث الثقافي الفريد لدبي، والشغف المشترك بين الإمارة والصين في مجال المأكولات والفنون. وحضر الحدث، وهو أكبر حدث من نوعه تستضيفه الصين حول دبي، أكثر من 15 ألف زائر من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال وقادة الفكر وعامة الجمهور.
وساهم هذا الحدث، الذي أطلقته شركة «فالكون وشركاؤها»، بالتعاون مع «جمعية الصين الشعبية للصداقة مع الدول الأجنبية»، في تعريف الزوار بمسيرة التحوّل المذهلة التي مرّت بها دبي من قرية صغيرة متواضعة تعتمد في معيشتها على صيد السمك، إلى مدينة عالمية تحفل بالفرص الواعدة، إلا أن هذا الحدث، سلط الضوء أيضاً على الوجوه المختلفة لإمارة دبي.
وبهذه المناسبة، قال هونغبين كونغ المدير التنفيذي في «إنفيست دبي»، فالكون وشركاؤها: «حقق «أسبوع دبي في الصين»، نجاحاً لافتاً ونتائج مهمة، مع استقباله عدداً كبيراً من الزوار الذين تعرفوا عن كثب إلى الإمكانات والمقومات العديدة التي تزخر بها دبي. وقد استطاع الحدث أن يستقطب انتباه الناس في بكين حول مدينة دبي، وكانت انطباعاتهم نحوها إيجابية للغاية، حيث أبدى الكثيرون حماسهم لمعرفة الجوانب التي لم يعهدها الناس عن دبي.
كما نجح مجتمع الأعمال بعقد العديد من الاجتماعات المثمرة، وإرساء صداقات جديدة، واستكشاف الفرص التي تعود بالمنفعة المتبادلة على الطرفين في قطاعات الأعمال والسياحة والثقافة وأنماط الحياة الحديثة».
الصداقة الصينية
بدورها، قالت لي جياولين رئيسة «الجمعية الشعبية الصينية للصداقة مع البلدان الأجنبية»: «شكل معرض «أسبوع دبي في الصين»، خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية بين دبي والصين، على الصعيدين الاقتصادي والثقافي. وقد كنا سعداء جداً بإرساء صداقات جديدة وأسس متينة للتعاون المستقبلي، وهو ما تجلى عبر المناقشات الفاعلة بين الجهات الحكومية بدبي، ومجتمع الشركات الصينية، ما أسهم في زيادة مستوى الفهم المتبادل ومشاركة المعرفة. ونحن على ثقة تامة بأن ذلك ليس سوى البداية لحقبة جديدة من الشراكات الطويلة والمثمرة».
واختتمت فعاليات الحدث، الذي أقيم في «ذا أورينج» بمنطقة سانليتون فيليج التجارية الحيوية في قلب العاصمة بكين، بسلسة من الأنشطة الثقافية المختلفة، التي حضرها أكثر من 200 شخص. وانطلق مساءً عرض متميز قدّمه عازف الآرهو الصيني تشين جون، الذي شارك العام الماضي بمعزوفة خلال «كأس دبي العالمي لسباق الخيل»، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
نكهات الشرق الأوسط
وأتيح للضيوف كذلك فرصة قيّمة لاستكشاف تنوع نكهات الشرق الأوسط، عبر منصات الطهي المباشر، والاستماع إلى ألحان مختارة من الموسيقيين الإماراتيين، والاستمتاع بالفعاليات الحية التي تضمنت عروضاً للخط العربي وفن النقش التقليدي بالحناء. كما قامت نخبة من المواهب الشابة من المشهد الثقافي النابض في دبي وبكين، بتقديم أعمال ركزت على جوانب ثقافية متنوعة في منطقة الشرق الأوسط. كما انعقدت سلسلة من جلسات الحوار حول الثقافة العربية، والتي ترأسها ناصيف كايد مدير عام «مركز الشـيخ محمد بن راشـد للتواصل الحضـاري»، وهو منظمة غير ربحية، تشكل حلقة وصل ثقافية بين دبي والعالم، وتسهم في إثراء الوعي بالثقافة والعادات المحلية والجوانب الدينية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا السياق، قال ناصيف كايد: «مع احتضانها أكثر من 200 جنسية مختلفة، فإن دبي تشكل واحة آمنة ومضيافة ومتعددة الثقافات، وهي مدينة تفتح ذراعيها للجميع. كما تعتبر دبي واحدة من أكثر مدن العالم حيوية وقابلية للسكن، بفضل ما توفره من أجواء يسودها الترحاب والتنوع الثقافي الواسع، وهي تستقطب اليوم المزيد من الصينيين الذين يمتلكون جالية كبيرة ومزدهرة، قوامها زهاء 200 ألف شخص، وقد شهد العام الماضي نمواً بنسبة 25 % في أعداد السياح الصينيين، الذين يبدي الكثير منهم اهتماماً بثقافتنا وشغفاً كبيراً لاستكشاف أوجه التشابه الكثيرة بين الثقافتين العربية والصينية».
إضافة إلى ذلك، شهد «أسبوع دبي في الصين»، عرضاً خاصاً للمنتخب الصيني لكرة الطاولة، الذي ترعاه دبي، ويضم جانغ جايك، وفان تشن دونغ، ولي شياو شيا، وواو يانغ. وخلال الأسبوع، أقيمت عدة مسابقات، فاز فيها 12 فائزاً محظوظاً برحلة لمدة يومين إلى دبي.
مبادرة «فالكون وشركاؤها»
يأتي الحدث الذي تواصل على امتداد سبعة أيام، ضمن إطار مبادرة أطلقتها «فالكون وشركاؤها»، بالشراكة مع «دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي»، و«مركز دبي المالي العالمي»، و«معرض إكسبو دبي الدولي 2020»، و«طيران الإمارات»، و«المنطقة الحرة في جبل علي»، و«مجموعة جميرا»، و«هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي»، وقد كشفت العديد من هذه الشركات، عن أخبار ومشاريع جديدة خلال المدة.
وخلال الحدث، أكد كل من «مجلس دبي الرياضي» و«اتحاد الإمارات لكرة الطاولة»، أن دبي ستمثل المحطة الأخيرة لمنتخب كرة الطاولة الصيني الوطني، قبل توجّهه إلى مدينة ريو دي جانيرو للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، وجاء ذلك بعد تأكيد استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لكأس الاتحاد الآسيوي لكرة الطاولة، وقبل أقل من 100 يوم على تنظيم دورة الألعاب الأولمبية 2016.
«جافزا»: دبي بوابة نحو أسواق الشرق الأوسط
أكد إبراهيم الجناحي نائب الرئيس التنفيذي للمنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» والمدير التنفيذي للشؤون التجارية، على الأهمية الاستراتيجية لدبي كمركز لوجستي للوصول إلى أسواق مزدهرة، تضم أكثر من ملياري مستهلك في منطقة الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال ندوة أعمال نظمتها فالكون وشركاؤها «استثمر في دبي»، على هامش أسبوع دبي في الصين الذي أقيم في العاصمة بكين. كما تحدث الجناحي خلال جلسة حوارية، بعنوان «لم دبي»، مشيراً إلى العلاقات التاريخية التي تربط بين دبي والصين.
وقال الجناحي: «إن العلاقة التجارية بين دبي والصين، تعود إلى أيام طريق الحرير، والتي تلعب دوراً حاسماً في تعزيز التجارة بين جافزا ودبي من طرف، والصين من طرف آخر، كما تدعم مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ «حزام واحد، طريق واحد»، والتي توفر للصين اتصالاً متعدداً مع آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وهي الأسواق التي تخدمها شركات جافزا».
حديث الجناحي جاء في إشارة إلى المبادرة التي أطلقها الرئيس الصيني خلال زيارته إلى كازاخستان في أكتوبر 2013، والتي تدعو إلى تكامل اقتصادي للمنطقة بأسرها، لتصبح منطقة اقتصادية متماسكة، من خلال زيادة التبادل الثقافي وتوسيع التجارة.
وأضاف الجناحي: «تعد الصين أكبر شريك تجاري لجافزا، حيث تضم المنطقة الحرة أكثر من 248 شركة صينية من قطاعات متنوعة، مثل النفط والغاز والإلكترونيات والمعدات الثقيلة والهندسة ومواد البناء والسيارات. تخدم هذه الشركات منطقة الشرق الأوسط من مكاتبها الإقليمية في جافزا».
سوق ضخم
وأكد الجناحي: «إن تطور دبي كبوابة ومركز لمثل هذا السوق الضخم، يدل على الرؤية الحكيمة والتخطيط المحكم لحكام دبي، الذين فكروا منذ أمد بعيد، وصمموا بنية تحتية متطورة ووسائل نقل حديثة لتطوير دبي من مركز تجاري صغير إلى مركز تجاري عالمي للمنطقة. وخلال ثلاثين عاماً من عمر جافزا، استفادت المنطقة الحرة من التسهيلات والوسائط اللوجستية المتعددة، لتنمو وتصبح من أرقى مراكز الخدمات اللوجستية في العالم. تستقطب المنطقة الحرة الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، التي ترغب في الدخول إلى أسواق الشرق الأوسط الأسرع نمواً، فآلاف الشركات أسست مكاتبها الإقليمية في جافزا لخدمة أسواق المنطقة بكفاءة عالية».
وشدد الجناحي على دور جافزا كمركز للخدمات اللوجستية لخدمة الأسواق الرئيسة في هذه المنطقة الحيوية، التي تمتد من غرب آسيا، ودول الكومنولث المستقلة، وأفريقيا، وشبه القارة الهندية.
كما تطرق الجناحي إلى تطوير ممر دبي اللوجستي، الذي يتيح لشركات جافزا، شحن بضاعتهم من وسيلة نقل إلى أخرى بأقل من ساعة هي الأسرع عالمياً.