انطلقت أمس في مقر الاتحاد الدولي للاتصالات في مدينة جنيف السويسرية فعاليات منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات بمشاركة مميزة وحضور قوي للإمارات. وتترأس الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، بصفتها الجهة المسؤولة عن قيادة جهود التنسيق في هذا المجال على المستوى الوطني، هذا الوفد الذي يضم ممثلين عن عدة جهات حكومية هي وزارة الداخلية، وزارة العمل، محاكم دبي، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وهيئة الهلال الأحمر.

تمكين القطاع

وقال المهندس ماجد المسمار، نائب المدير العام لقطاع الاتصالات بهيئة تنظيم الاتصالات، ورئيس الوفد إن تأسيس مجتمع معلومات دولي هو الهدف الأسمى لجميع نشاطات ومبادرات الاتحاد الدولي للاتصالات. ومن هنا تأتي أهمية الشعار الذي تحمله دورة هذا العام «تمكين قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لخدمة أهداف التنمية المستدامة»، حيث نتطلع إلى أبعد من التحديات والإنجازات لنحدد الفرص الجديدة التي تأتي في إطار متابعة حثيثة وطويلة المدى لاستراتيجية التحول الرقمي على مستوى العالم.

التزام

وأضاف اننا نؤكد مجددا على التزام الإمارات بكافة مبادرات مجتمع المعلومات المعلنة منها أو التي يتم العمل على إطلاقها قريبا. ونشدد على عمق العلاقة التي تربطنا بهذه المنظمة الدولية المرموقة، ونسعى لمواصلة العمل معا لتعزيز مفهوم الابتكار في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كل ما يخص جوانب حياتنا اليومية. وعليه، فإننا نسعى خلال انعقاد جلسات المنتدى بدورته الحالية لتجسيد مبدأ التعاون الدولي ووضعه في خدمة التنمية المستدامة.

تفتيش ذكي

من جهته، أكد ماهر العوبد الوكيل المساعد لشؤون التفتيش بوزارة العمل أن نظام التفتيش الذكي الذي تشارك به الوزارة في جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2015 يعد أحد أهم الأدوات الرقابية والتفتيشية التي أطلقتها الوزارة، فهو يحقق مجموعة من النتائج التي تدعم الخطة التشغيلية الخاصة بعمليات الرقابة ومواجهة الأزمات.

وقال العوبد إن نظام التفتيش الذكي يوفر للوزارة إمكانية تحديد المؤشرات والمعطيات الحقيقية لسوق العمل في الدولة بطريقة واضحة، بالإضافة إلى أنه يدعم الخطة التشغيلية لقطاع التفتيش، مشيرا إلى أنه يقوم على تحليل بيانات ومعلومات المنشآت المسجلة لدى الوزارة من خلال الأنظمة الداخلية للوزارة مثل نظام حماية الأجور والشكاوى العمالية وغيرها من الأنظمة التي ترصد كل ما يطرأ على العلاقة التعاقدية بين صاحب العمل والعامل.

مبادرات

وأوضح أن النظام يأتي في إطار سعي الوزارة الرامي إلى تطبيق عدد من المبادرات المبتكرة بهدف الارتقاء بأدوات التفتيش بالشكل الذي يمكن القطاع من القيام بمهامه بالشكل المطلوب لا سيما في ظل قلة عدد المفتشين مقارنة بعدد المنشآت المسجلة لدى الوزارة وعدد العاملين لديها. وأضاف أن الوزارة تعمل من خلال النظام على خلق مشاركة مؤسسية بين الجهات المعنية بسوق العمل، بالإضافة إلى العمل على تأسيس قاعدة بيانات حقيقية لمنشآت القطاع الخاص المسجلة بالوزارة، وكذلك قياس مدى كفاءة قانون العمل والقرارات المنفذة له في ضبط سوق العمل.

غرفة الشارقة

وقال عبدالعزيز حميد الهولي مدير إدارة تقنية المعلومات بغرفة الشارقة إن منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات يعد أحد أبرز الاحداث العالمية التي حرصت الغرفة على التواجد تجاوبا مع رؤية الدولة نحو مواصلة مساعيه في التميز وتوفير خدمات ذكية وإلكترونية ترجمة لتطلعات ورغبات القيادة السياسية وأيضا تأكيدا على استراتيجية الغرفة في المشاركة بالأحداث العالمية المتخصصة في مجال المعلومات والخدمات الرقمية للاطلاع على افضل ما وصل اليه العالم في هذا المجال وأفضل التطبيقات والممارسات المعمول بها حيال ذلك إضافة إلى الالتقاء مع ممثلي الشركات والهيئات العالمية المعنية في قطاع تكنولوجيا المعلومات بأمل التعرف عليها وأن الغرفة ستعمل خلال الفترة القادمة وبالتنسيق مع الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات على التعرف على فئات الجوائز القمة بكافة تفصيلية آملين في إمكانية المشاركة في دورة العام القادم لما لذلك من دور فعال ومؤثر على تطوير آليات العمل في نوعية وطبيعة الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الغرفة إلى مجتمع الأعمال المحلي وانعكاس ذلك على تطوير بيئة العمل وجذب الاستثمارات للإمارة بشكل عام. وأثنى الهولي على جهود الهيئة المقدرة في رفع من كفاءات وأداء الجهات الحكومية بالدولة من خلال العديد من المبادرات التي تصب في تحقيق التنمية المستدامة للدولة والارتقاء بالخدمات ذات القيمة المضافة المقدمة للجمهور.

أدنوك

من جانبها أكدت شركة ادنوك أنها تواصل الاستثمار في أحدث تقنيات المعلومات والاتصالات لضمان الجودة والتميز في كافة عملياتها ونشاطاتها من خلال توفير أحدث التقنيات والبنية الأساسية التقنية لتحافظ على موقعها كواحدة من أكبر الشركات العالمية فيما يتعلق باستخدام أحدث نظم المعلومات تحقيقا لأعلى درجات التنسيق على مستوى مجتمع المعلومات في امارة أبوظبي.

وتشارك أدنوك في هذا الحدث المهم لعدة اعتبارات تأتي في مقدمتها ايمانها بأهمية وجود بنية تحتية للبيانات تمثل ركيزة أساسية لمبادرات حكومة أبوظبي الإلكترونية تتيح لكافة الجهات والهيئات تبادل المعلومات بطريقة سلسة وآمنة وفعالة، مما يحفز التنمية الاقتصادية ويحقق التقدم والتطور المنشود في كافة المجالات للوصول إلى مجتمع ترقى فيه الخدمات إلى أعلى المستويات العالمية ويسهم في تعزيز الميزة التنافسية لإمارة أبوظبي.

رعاية

وتعتبر الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات الراعي البلاتيني لدورة هذا العام من المنتدى. وتأتي هذه الرعاية الحصرية في إطار العلاقة الوثيقة التي تربط الهيئة مع منظمة الاتحاد الدولي للاتصالات، إذ تعتبر الهيئة شريكا استراتيجيا يسهم في دعم جهود الاتحاد الرامية لنشر ثقافة التميز والإبداع في كل ما يتعلق بقطاع الاتصالات، وتحقيق توصيات القمة العالمية في تحقيق أعلى درجات التنسيق على مستوى مجتمع المعلومات العالمي. وعلى مدى الأعوام السابقة، شهد الدور الإماراتي على مستوى قطاع الاتصالات العالمي تناميا ملحوظا عززت من خلاله الدولة مكانتها الرائدة في هذا المجال.

وقد نتج عن هذا أن أصبحت الدولة شريكا استراتيجيا ولاعبا محوريا في جهود منتدى القمة العالمية حول مجتمع المعلومات، وتكرس هذا من خلال تأسيس اللجنة الوطنية لمتابعة توصيات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات والتي كان لها الدور الأبرز في تعزيز عملية نقل وتبادل الخبرات والمعلومات والتجارب.

منصة رفيعة

تشكل القمة العالمية حول مجتمع المعلومات منصة دولية رفيعة المستوى يتم من خلالها تنسيق الجهود بين مختلف دول العالم في كل ما يتعلق بمواضيع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمحتوى الرقمي. واليوم وبعد مرور حوالي 12 عاما على إعلان جنيف للمبادئ وخطة العمل والتي تم اعتمادها في شهر ديسمبر من العام 2003، تبرز أهمية الدور الذي لعبه المنتدى في إرساء الأرضية المشتركة لتكوين وصياغة رؤية عالمية واضحة محددة الأهداف على مستوى هذا القطاع.

وقد وفرت المرحلة الثانية التي تم إطلاقها في تونس خلال العام 2005 الكثير من الدعم السياسي لما يعرف اليوم باتفاقية وأجندة تونس الخاصة بدعم وتطوير مجتمع القمة العالمية للمعلومات، كما ساهمت في تحقيق الأهداف السامية التي خرجت بها القمة والأهداف التنموية للألفية والتي بدورها تشكل إطارا عاما لتطوير المجتمعات المعرفية نحو مستقبل أفضل.