رصدت شركة «مشاريع»، الذراع الاستثمارية في مجال صناديق الملكية الخاصة والتابعة لشركة دبي للاستثمار، ما بين 150 و200 مليون درهم لإتمام صفقات استحواذ جديدة خلال عام 2015 في إطار الخطة الاستراتيجية التوسعية للشركة. فيما تجاوز حجم المشروعات الجاري تنفيذها على مدار العامين الحالي والمقبل، من خلال الشركات العاملة تحت مظلة «مشاريع»، أكثر من نصف مليار درهم.

كشف خالد الجروان، المديرالعام لشركة «مشاريع» في تصريحاته لـ «البيان الاقتصادي» عن الانتهاء من دراسة 3 صفقات استحواذ جديدة في قطاع الطاقة، والذي تدخله «مشاريع» لأول مرة، من بينها شركة بالمملكة السعودية تعمل في مجال خدمات ومقاولات مشروعات الطاقة، والتي تدرس «مشاريع» الاستحواذ على حصة بها بقيمة تقدر بحدود 60 مليون درهم، فيما تعمل الشركتان الأخريان بالإمارات في مجال توليد الطاقة وخدمات الحقول البترولية، بإجمالي ميزانية مخصصة للاستحواذ بالعام الجاري ما بين 150 و200 مليون درهم.

كما سيشهد عام 2015، إنجاز تخارج من شركتين تابعتين لـ«مشاريع» هما «تكنو رابر» و«المطاط العالمية» اللتان حققتا عوائد عالية في فترة التملك وتجد الشركة الوقت مناسب للخروج منهما بربح وإعادة تدوير السيولة في صفقات واستثمارات جديدة، كما تم بيع بعض الأصول العقارية والأراضي، وفرت سيولة في حدود 50 مليون درهم سيعاد تدويرها في خطة الاستثمارات للعام الحالي.

إيرادات

وأضاف أن الشركة حققت نمواً في إجمالي إيراداتها خلال الربع الأول من 2015 تجاوز الـ26 %، إذ سجلت 175 مليون درهم، مقابل 133 مليون درهم عن نفس الفترة من العام الماضي. وتابع أن الشركة في 2014 حققت إيرادات بما قيمته 731 مليون درهم بنسبة نمو تجاوزت الـ33% عن العام الأسبق والذي بلغت المبيعات فيه 550 مليون درهم.

وأوضح أن قيمة المشروعات الجاري تنفيذها عبر الشركات التابعة لـ«مشاريع» تتجاوز نصف مليار درهم في العام 2015. إذ تضم الشركة تحت مظلتها 12 شركة أخرى أبرزها (فولكرا الشاطئ الصناعية) والتي تنفذ الواجهات الزجاجية للمشروعات العقارية، ولديها مشروعات تحت التنفيذ بقيمة 300 مليون درهم. وتابع أن الشركة حققت نجاحاً كبيراً في تقديم حلول مبتكرة للواجهات الزجاجية الصديقة للبيئة والتي تساهم في خفض استهلاك الطاقة.

واجهات

وأشار إلى أن أحد أهم إنجازاتها هو تركيب واجهات زجاجية لـ12 بناية داخل مشروع (دبي ديستريكت) إلى جانب مشروع جارٍ تنفيذه بمطار الملك عبدالعزيز بجدة في المملكة السعودية، وعدد من المشروعات الأخرى في الفترة المقبلة.

وتابع أنه على صعيد المقاولات تمتلك «مشاريع» شركة تختص بتنفيذ التجهيزات المخبرية والتصميمات الداخلية ولديها مشروعات تحت التنفيذ لفنادق وبنايات تجارية وسكنية بقيمة 100 مليون درهم خلال العامين الجاري والمقبل.

مشيراً إلى أن بقية شركات المجموعة تختص بقطاع التسويق، ومن بينها «وايت ألمونيوم للسحب» والإمارات للسحب المتخصصة في سحب الألومنيوم والتي تقوم بتوريد منتجاتها داخل الدولة وخارجها، وأيضاً شركة «لايت تيك اندستريز» لأنظمة وحلول الإضاءة، والتي لديها مشروعات تحت التنفيذ العام الجاري بما لا يقل عن 60 مليون درهم.

مميزات

وأشار إلى أن تكلفة إنتاج الكهرباء المرتفعة تعد أكبر تحدٍ أمام القطاع الصناعي بالدولة، إلا أن هناك العديد من المميزات الأخرى التي تعوض هذا الجانب من خلال الإعفاء الكامل من الضرائب، ووجود بنية تحتية على أعلى مستوى يسهل في نقل وتوزيع المنتجات بمختلف أسواق العالم، إلى جانب أنظمة مصرفية تعطي تسهيلات كبيرة للمستثمرين.

وتابع أنه في ظل البدائل والحلول الابتكارية تستطيع المصانع تجاوز عقبة تكلفة الطاقة من خلال الاعتماد في جزء منها على حلول مبتكرة، وهو ما تعمل شركة «مشاريع» على إنجازه المرحلة المقبلة.

وأوضح أن الشركة، والتي يبلغ رأس مالها المدفوع 306 ملايين درهم، تتمتع بوضع مالي وائتماني مريح، وتعمل على الاعتماد على تمويل جزء كبير من مشروعاتها ذاتياً من خلال بيع أصول أو عمليات تخارج من شركات. فضلاً عن ضمها لنحو 1800 موظف 90 % منهم من العمالة، فيما تبلغ نسبة التوطين بالإدارات العليا في الشركة 20%، ونحو 6 % في المناصب القيادية بالشركات التابعة.

وقال خالد الجروان إن النجاح القياسي الذي حققته دبي خلال فترة وجيزة وتصدرها مختلف المؤشرات للمدن العالمية، فتح المجال للشركات العاملة بها لتنفيذ مشروعات بالخارج، مستفيدة من قصة النجاح التي حققتها داخل دبي.

إكسبو 2020

أشار خالد الجروان إلى أن قرب موعد معرض إكسبو 2020، ثم إعلان الدولة العام الجاري على أنه عام الابتكار، كلها تأتي ضمن المبادرات والفعاليات التي تخلق فرصاً استثمارية متعددة داخل الدولة للشركات الوطنية والعاملة بها، لافتاً إلى أنه من المتوقع ارتفاع نسبة الأعمال خلال الثلاث سنوات المقبلة مع اقتراب موعد إكسبو 2020 ومع بدء تنفيذ الخطط والتصميمات الخاصة بالمشروعات المتعلقة به على أرض الواقع.

وأكد أن تذبذب أسعار النفط لم يكن له تأثير يذكر على حجم النشاط الاقتصادي بالدولة، مشيراً إلى أن الشركات الخاصة تعد أكبر مؤشر لقياس نمو الأعمال بأي سوق، ونتائج الربع الأول لأغلب الشركات العاملة بالدولة تعد أكبر دليل على عدم تأثر الأسواق كثيراً بهبوط أسعار النفط، فضلاً عن أن الأسعار بدأت بالفعل الدخول في مرحلة التعافي.

خدمة

أكد الجروان أن 90 % من شركات «مشاريع» تخدم في قطاع الإنشاءات، وهو أحد أكثر القطاعات النشطة بالدولة، مشيراً إلى أن الدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص أصبحت محط أنظار العالم، وقال إن الشركة تعمل من خلال شقين، الأول استثماري ويركز على التوسع في عمليات الاستحواذ من خلال دراسة أنسب الفرص التي تحقق قيمة مضافة للشركة، والثاني تشغيلي من خلال الشركات التابعة لها والتي تعمل على دعمها وتوفير السيولة وخلق منافذ تسويقية لمنتجاتها، التي توزع بالمنطقة.