أكدت حوارات المؤتمر الدولي الستون للمشاريع الصغيرة 2015 للمجلس الدولي للمشاريع الصغيرة "اي سي اس بي"الذي اختتم أعماله أمس تحت شعار «ريادة الأعمال على مفترق الطرق العالمية» واستضافته كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، الخصوصية الإماراتية الناجحة في القطاع.، فيما أطلق مشاركون على دبي لقب "أرض الريادة".

وأشار الدكتور حسن عبدالناصر حجازي مستشار مكتب مدير جامعة الإمارات إلى تميز مشاركات الطلبة الإماراتيين بجلسات المؤتمر المتعددة إلى جانب زملائهم من ألمانيا ومصر وأميركا وإيطاليا، كما نوه بالأهمية الخاصة لبعض الجلسات التي استعرضت تجارب ناجحة لريادة الأعمال في الدولة.

وأبدى الدكتور أيمن الطرابيشي الأستاذ في جامعة جورج واشنطن والمدير التنفيذي للمجلس الدولي للمشاريع الصغيرة (اي سي اس بي) إعجابه بمستوى مداخلات الطلبة الإماراتيين وخاصة الإناث المهتمات بعالم ريادة الأعمال، وأشار إلى تميزهم بين طلاب من 10 بلدان شاركوا بجلسات المؤتمر، وقال: أتينا هنا للقول إن الريادة حوار عالمي، حيث نأخذ في «اي سي اس بي» الأمور العالمية والمحلية وندمجها معاً في برنامج جلسات المؤتمر.

مشيراً إلى أنهم لا يهتمون بإصدار توصيات في ختام الأعمال. ودعا الطرابيشي إلى ضرورة بناء (ايكو سيستم) يتيح للجميع الاستفادة منه، وإيجاد بيئة لدعم ريادة الأعمال تحتوي جميع المبادرات والمنظمات، ولدى سؤاله عما إذا كان يمكن لدبي أن تتحول إلى سيلكون فالي المنطقة أجاب: ثمة عناصر مثل التمويل والبنية التحتية التكنولوجية والقدرة على الترحيب بأفضل العقول، وتلك الأمور كلها موجودة في دبي كما في سيلكون فالي، ودبي ترحب بالشباب خصوصاً مع اقتراب موعد إكسبو 2020، ولكنني لا أؤيد تسمية دبي بسيلكون فالي المنطقة، وأتمنى استخدام التاريخ لبناء المستقبل أي أن تتابع دبي ما بدأته، عبر خلق الهوية الخاصة باستخدام اللمسة المحلية، وبالتالي لمَ لا تسمى دبي بدلاً من سيلكون فالي المنطقة بـ «أرض الريادة».

تنوع

وتميز المؤتمر بالتنوع الكبير في مواضيع الجلسات، وكثرة عددها، حيث أقيمت غالباً جلسات لتسعة محاور في الوقت نفسه، وضم كل محور مجموعة أوراق عمل، وذلك على مدار عدة جلسات صباحية ومسائية، تمحورت حول عدد من المواضيع، هي: «رصد ريادة الأعمال العالمية»، و«رواد الأعمال الاجتماعيون، والمسؤولية الاجتماعية وخلق قيمة مشتركة»، و«الصيرفة الإسلامية وريادة الأعمال»، و«قيادة الريادة»، و«الأعمال الصغيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة»، و«الأعمال الدولية»، و«الريادة النسائية»، و«نظم المعلومات والتكنولوجيا»، و«التمويل والاقتصاد»، و«الأعمال العائلية»، و«السياسات العامة والأنظمة»، و«الإبداع والابتكار»، و«التعليم وأصول التدريس»، و«نظرية المنظمات».

إضافة إلى محور «قضايا الريادة في الإمارات»، والتي ضمت العديد من الجلسات تحدث في اليوم الأول أوريسيس جورغ بارسيرو عن التحول نحو الاقتصاد المعرفي، وسامانثا كاكامو من سويسرا عن المبادرات الاقتصادية الاجتماعية وكيفية تطبيقها أكاديمياً وفي القطاع الخاص، وتحدث جيمس رايات ونورا يوسف من جامعة الإمارات عن الرغبات الريادية عند الشباب المواطن، وطرح مجمعة باحثين موضوع العوامل المؤثرة على نجاح وفشل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما تطرق أنانث شيرافوري ومحمد الأحمد من جامعة الإمارات إلى جودة الخدمات الحكومية الذكية، وناقش خالد الكعبي ومقصود ساندهو إلى تطوير مهارات العمالة الإماراتية.

مشاركات

وإلى جانب المؤتمر شاركت جهات عدة عبر عرض أعمالها المتخصصة بموضوع المؤتمر، حيث قال كريس ايليت مدير العمليات في جي اي ام: نحاول مساعدة المؤسسات والأفراد عبر توفير معلومات مجانية عالية المستوى عن ريادة الأعمال، ونحن منظمة غير ربحية، تتكون من أفراد من 7 جنسيات، ونعمل من خلال شبكة الإنترنت إذ ليس لدينا مقر، وتشارك معنا مدرسة لندن للأعمال وجامعات أميركية، ونقدم تقارير عالمية، ونحلل المعلومات المتوفرة لدينا، ونرغب بمعرفة المزيد عن المنطقة.

وتحدث الدكتور عمر مرتجى نائب رئيس جامعة النيل، وعميد كلية الأعمال على التركيز على دعم اقتصاد مصر من خلال دعم الأعمال الصغيرة، وأشار إلى مشكلة التمويل التي تقف حجر عثرة في وجه رواد الأعمال، حيث إن البنوك تحجم عن المخاطرة، وتفضل تمويل المشروعات الكبرى، وإن كان هذا الأمر يتغير تدريجياً، واعتبر أن المؤتمر الذي استضافته دبي يثير نقاطاً مهمة، وحول البعد الأكاديمي للمؤتمر قال إن الجامعات ومراكز البحوث هي التي تثير النقاط المهمة والتي تتبناها مجتمعات الأعمال لاحقاً.

أما كارولين كامل نائب الرئيس لنادي رواد الأعمال الاجتماعي في جامعة النيل، ومدير برنامج ريادة الأعمال المجتمعية للشباب فاستعرضت برنامجهم الذي بدأ مطلع مايو الفائت في محافظة المنيا بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، والذي يهدف لدعم الشباب فنياً ومادياً لتأسيس مشروعاتهم الصغيرة وهو حسب قولها ليس برنامجاً أكاديمياً، ولكنه تدريب مهني يركز على المهارات وتقديم الاستشارات، وأضافت أن لديهم في جامعة النيل برامج أكاديمية تركز على الريادة وخصوصاً المجتمعية.

تنوع

تضمن المؤتمر الدولي للمشاريع الصغيرة 2015 ، مجموعة محاضرات وورشاً تدريبية ألقاها مجموعة خبراء واقتصاديين وطلبة إدارة واقتصاد وصل عددهم إلى 500 مشارك يمثلون 55 دولة. وأقيم على هامش المؤتمر حدث نظمته لجنة ريادة الأعمال النسائية في المجلس الدولي للمشاريع الصغيرة (اي سي اس بي) وتناول التنمية المستدامة عبر إشراك المرأة بريادة الأعمال.

74 % من طلبة المدارس الخاصة بدبي يتعلمون مهارات الريادة

كشفت هيئة المعرفة والتنمية البشرية عن أن 74% من طلبة المدارس الخاصة في دبي يتعلمون مهارات ريادة الأعمال عبر أنشطة لاصفية، مشيرة إلى أن نحو 72% من أنشطة ريادة الأعمال تركز على توليد الأفكار وتطوير مهارات الطلبة في الأعمال التجارية.

جاء ذلك خلال عرض تقديمي لهيئة المعرفة والتنمية البشرية قدمته حنان الفردان من فريق الأبحاث في هيئة المعرفة، ضمن جلسات المؤتمر الدولي الستين للمشاريع الصغيرة 2015 الخاص بالمجلس الدولي للمشاريع الصغيرة (اي سي اس بي) والذي تستضيفه كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط تحت شعار «ريادة الأعمال على مفترق الطرق العالمية».

وشاركت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في المؤتمر الذي اختتمت فعالياته أمس تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي - رعاه الله- ضمن مجموعة محاضرات وورش تدريبية يلقيها مجموعة خبراء واقتصاديين وطلبة إدارة واقتصاد بلغ عددهم حوالي 500 مشارك يمثلون 55 دولة.

شركات

وأشار العرض التقديمي للمعرفة إلى أن حوالي 59% من طلبة المدارس الخاصة يزورون شركات تجارية محلية في إطار الرحلات المدرسية، لافتاً إلى أن تعليم ريادة الأعمال في المدارس يعد أمراً مهماً كونه يعزز روح الابتكار والإبداع، ويعلّم المهارات الأساسية في العمل من التواصل والتفاوض وبناء العلاقات والعمل بروح الفريق، إضافة إلى دوره في ترسيخ مبدأ التعلم عبر الممارسة وبناء الكفاءات المهنية ورفع مستوى الوعي الاقتصادي.

وتطرق العرض التقديمي لهيئة المعرفة والتنمية البشرية إلى 8 زوايا رئيسية تعمل من خلالها المدارس الخاصة في دبي إلى ريادة الأعمال هي العمل بروح الفريق والإبداع والابتكار والإدارة المالية وتوليد الأفكار والقيادة وتحمل المخاطر واختيار المسار المهني، مشيراً إلى أن عمليات الرصد الميداني لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في هذا الإطار قد كشف عن تنوع محتوى ريادة الأعمال في المواد الدراسية كافة، إذ يتم تضمينها في مختلف الأنشطة اللاصفية، وفي مختلف المواد الدراسية التي تغطي العلوم الإنسانية ودراسات الأعمال والدراسات الاجتماعية.

إبداع

وأكدت المعرفة، إن تعليم ريادة الأعمال في المدارس يعزز روح الإبداع والابتكار ويرسخ مبدأ التعلم عبر الممارسة ويبني المهارات والكفاءات المهنية، ويرفع مستوى الوعي الاقتصادي ويعلم المهارات الأساسية في العمل ومن أهمها التواصل والتفاوض وبناء العلاقات والعمل بروح الفريق، ، فضلاً عن بناء الكفاءات المهنية ويرفع نسب الجاهزية في العمل).

وتدخل ريادة الأعمال في مادة الدراسات الاجتماعية في المدارس الخاصة التابعة لمنهاج وزارة التربية والتعليم والعلوم الإنسانية ودراسات الأعمال والأنشطة اللاصفية ومواد مختلفة، وتم عمل مسابقات لريادة الأعمال في مدارس دبي، منها مسابقة سوق دبي المالي للأسهم، ومسابقة الاسبوع الدولى لريادة الأعمال، ومسابقة التاجر الصغير، ومسابقة فورميلا المدارس.