كشف السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات، أن الناقلة ستنتقل نهائياً إلى مطار آل مكتوم خلال العقد المقبل، مع بدء التشغيل الكامل للمطار، الذي سيكون الأكبر في العالم عند اكتمال مراحله كافة، وأكد من جانب آخر، في لقاء مع «فايننشال تايمز»، أن الشركة تمتلك أصولاً بقيمة 31 مليار دولار، وستقيم في طرح أولي عام بـ 60-120 مليار دولار.

مواصلة النمو

وقال كلارك في تصريحات صحافية أمس، على هامش اجتماعات الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، إن الناقلة ماضية في النمو، ولن يكون هناك عوائق بسبب الازدحام في مطار دبي الدولي، مع وجود مطار آل مكتوم، الذي سيشهد مراحل توسعة كبيرة خلال السنوات المقبلة، لتصل طاقته إلى 120 مليون مسافر في العقد المقبل، ترتفع إلى 240 مليون مسافر مع إنجاز مراحله كافة، الأمر الذي سيمكن طيران الإمارات من مواصلة نموها وتوسعها في المحطات والأسطول الذي سيتضاعف ليصل إلى 600 طائرة خلال العقد المقبل.

ويصل تعداد أسطول الناقلة اليوم إلى 240 طائرة، يرتفع إلى 280 طائرة مع نهاية العام الجاري، وسوف يصل إلى 300 طائرة بحلول عام 2025، ثم إلى 600 طائرة مع اكتمال طلبيات الناقلة الحالية والمستقبلية المتوقعة.

وأكد أن هذه الاستراتيجية، ستعطي طيران الإمارات الفرصة لدخول أسواق جديدة، وحصة أكبر من سوق الرحلات بين الأميركتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.

ومع افتتاح مبنى الكونكورس دي، وانتقال شركات الطيران الأجنبية إليه خلال العام الجاري، ستشغل طيران الإمارات رحلاتها من خلال ثلاثة مبانٍ في مطار دبي، وهي الكونكورس إيه وبي وسي، ما يعطيها مرونة إضافية في التعامل مع ازدياد حركة المسافرين.

الأجواء المفتوحة

وحول الاتهامات الحالية لشركات الطيران الخليجية من قبل الناقلات الأميركية، قال كلارك أن أي وقف لاتفاقيات الأجواء المفتوحة، سيولد أجواء من عدم الثقة، ويخل بمبدأ المنافسة بشكل كبير، وهو أمر ترتكز عليه صناعة الطيران بشكل كبير.

وأضاف كلارك، سنثبت للجميع أنه ليس هناك أي دعم حكومي لنا، ولم يكن هناك أبداً، مشيراً إلى أن الشركات الأميركية لا تملك الحق القانوني لطلب محادثات بين الحكومة الأميركية وحكومات الإمارات وقطر بشأن ادعاءاتها.

وأوضح أن أي إخلال من قبل الحكومة الأميركية باتفاقيات الأجواء المفتوحة، فإن تأثيرها سيمتد إلى الناقلات الأميركية والأوروبية على حد سواء، مع تلاشي مناعة هذه الشركات، والتي توفرها اتفاقيات منع الاحتكار.

وقال كلارك «إذا كان لديكم أجواء مفتوحة، يكون لديكم مكافحة للاحتكار، وإذا تخليتم عن هذه الاتفاقيات، لا بد من إلغاء مكافحة الاحتكار، لأنكم تخلقون بذلك خللاً في المنافسة بشكل لم تره صناعة الطيران من قبل».

وتهيمن طيران الإمارات اليوم على 52% من المقاعد بين الولايات المتحدة والخليج، مقابل 21% للقطرية، و20% للاتحاد للطيران، و3% لشركة دلتا، و3% لشركة يونايتد.

مصالح المؤسسات

من جهة أخرى، ورغم أن موضوع المنافسة بين الشركات الخليجية والأميركية لم يناقش على جدول أعمال الجمعية العمومية للأياتا، التي اختتمت أمس في ميامي، إلا أن الموضوع استأثر باهتمام بالغ في الصحافة العالمية وداخل أروقة القمة من خلال التصريحات التي أدلى بها رؤساء شركات الطيران، سواء من منطقة الخليج أو من الخارج.

وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، إن الحكومة الأميركية لن تضحي بمصالح العديد من المؤسسات والشركات الأميركية، لأن الأمر يؤثر في مصالحها هي في المقام الأول.

ودعا الباكر إياتا إلى اتخاذ موقف تجاه سياسة الحماية التي تمارسها الشركات الأميركية، بل هدد بالخروج من تحالف ون وورلد الذي يضم أيضاً شركة أميركان إير لاينز، إحدى الشركات الأميركية الثلاث التي توجه الاتهامات للناقلات الخليجية.

قضايا جوهرية

ومن جهته، أكد عبد الوهاب تفاحة الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي، في تصريح لـ «البيان»، أن صناع الطيران مطالبون اليوم بالتركيز على قضايا جوهرية فاعلة تهم الصناعة أكثر من الاتهامات.

وقال تفاحة إن قضايا مثل ازدحام الأجواء وتطوير البنى التحتية وتحسين خدمات المسافرين وتعزيز معايير السلامة، تشكل قضايا محورية تهم الصناعة، مشيراً إلى أن شركات الطيران الخليجية قادرة على رد هذه الاتهامات والتعامل معها.

وقال إن منظمة التجارة العالمية لا علاقة لها بالأمر، لأن قضايا الطيران ليست مدرجة ضمن اتفاقيات التجارة العالمية، مؤكداً أن مبدأ المنافسة في الصناعة، هو الذي يجب أن يسود، ولا تراجع عنه، لأنه يخدم مصالح جميع الأطراف، سواء المستهلك أو الحكومات، وحتى شركات الطيران نفسها، في الوقت الذي تزداد فيه أهمية قطاع الطيران في الاقتصاد العالمي، وهذا يعني أيضاً، عدم المساس باتفاقيات الأجواء المفتوحة، التي عززت من انتشار وأهمية النقل الجوي.

حكومات

أما توني تايلور مدير عام إياتا، فأشار إلى أن المنظمة الدولية لا علاقة لها بالأمر، لأنه ببساطة، قضية بين حكومات الدول والإياتا، تقف على مسافة واحدة من شركات الطيران. وأكد أن إياتا مستمرة في تشجيع الدول على حرية وانفتاح الأسواق وعدم تقييد حركة النقل الجوي.

وفي تحليل لمجلة «إيه تي دبليو»، حول اتهامات الشركات الأميركية للخليجية، تساءلت عن التوقيت، ولماذا جاءت هذه الحملة الآن، رغم أن اتفاقيات الأجواء المفتوحة تعود إلى أكثر من 20 عاماً، وما هو مغزى هذه الحملات.

وقال التحليل إن كلمة السر تمكن في مدينة «ميلان» التي بدأت فيها طيران الإمارات، تسيير رحلة عبر المدينة إلى نيويورك، مستخدمة حق الحرية الخامسة، رغم أنها لم تكن الأولى التي تستخدم فيها هذه الحرية، فهناك العديد من شركات الطيران، بما فيها الأميركية، تستخدم هذه الحرية. وتمثل الرحلات عادة عبر هذه المدن، فائدة كبيرة لشركات الشحن الجوي، وخاصة الأميركية، مثل فيديك سويو بي إس.

وأشار التحليل إلى أن طيران الإمارات تنوي استخدام طائرة إيه 380 على هذا الخط، وهو أمر يمثل ضربة موجعة للشركات الأميركية، وخاصة مع تنامي حركة الطلب على المسافرين والشحن الجوي من وإلى هذه المدينة الحيوية في القارة الأوروبية..

وهو أمر يصفه بعض المراقبين بأنه سيغير قواعد اللعبة لحركة النقل الجوي بين أوروبا والولايات المتحدة، ومن هنا، قررت الشركات الأميركية بدء القتال أو الحملة ضد نظيراتها الخليجية.

وأوضح أنه ورغم الدعم الذي حظيت به الشركات الأميركية من قبل بعض الاتحادات والهيئات، إلا أن شركات الشحن الجوي وبعض شركات الطيران الأميركية، تعارض بشدة توجه الشركات الثلاث الكبرى، نظراً لأنها تستفيد بشكل كبير من توسع ونمو الشركات الخليجية التي تمثل لها مصدراً كبيراً لحركة المسافرين والشحن، ومن هذه الشركات، جيت بلو وألاسكا.

واختتمت أمس اجتماعات إياتا، بالإعلان عن استضافة العاصمة الإيرلندية، دبلن، لاجتماعات العام المقبل.

وأكدت القمة في ختام أعمالها، أهمية استمرار التعاون الفاعل بين شركات الطيران والحكومات، وتبنى أنظمة وتشريعات ذكية ملائمة لمصلحة جميع الأطراف، خصوصاً في ما يتعلق بالضرائب التي ترهق كاهل شركات الطيران.

وناقشت القمة، من خلال كلمات وجلسات عمل، مواضيع عدة، تتعلق بتعزيز معايير الأمن والسلامة، وتبني استراتيجيات الشحن الجوي، واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز الفاعلية وضبط نفقات الصناعة.

مغزى قانوني

وكانت مجلة «أفييشن ويك»، قد نقلت عن تيم كلارك قوله إن الناقلات الأميركية الثلاث، تنظم حملاتها ضد الناقلات الخليجية، رغم أنها لا تحمل أي مغزى قانوني، مضيفاً، أن الطريقة التي تتناولها فيها «إجراء غير قانوني».

وقالت المجلة إن كلارك حضر الاجتماع العمومي السنوي لإياتا، الذي خيم عليه النزاع بين الناقلات، رغم أن إياتا كانت مضطرة لاحتواء الأضرار أكبر قدر ممكن.

وكان المدير العام لإياتا توني تيلر أشار «إلى التوتر الكامن»، غير أن كلارك رأى الوضع بدلاً من ذلك «أنه قابل للانفجار 7.8 درجات بمقياس ريختر». وقال كلارك «إن إياتا قد تكون في خطر، لكن أحداً لا يتمنى ذلك».

وعلى صعيد آخر، قالت أفييشن ويك، إن كلارك غير واثق من الأسباب التي حدت بكل من دليتا، وأميركان، ويونايتد، لإطلاق حملتها، لكنه الآن بات متأكداً من أن السبب الكامن وراء ذلك، هي الرحلة الخامسة من مطار مالبنيسا ميلانو، إلى مطار جون إف كندي الدولي في نيويورك، وهي الرحلة التي رقيت إلى إيرباص إيه 380 هذا الشهر.

وقال كلارك «إن أشخاصاً معينين أخذوا الأمر على محمل شخصي، وافترضوا أننا سنغطي 37 مدينة من أوروبا إلى الولايات المتحدة». وانتقد بشدة، الطريقة التي عالجت فيها الناقلات الأميركية المسألة، مشيراً إلى «أن أعضاء إياتا لا ينبغي أن لا يحاولوا النيل من بعضهم بعضاً باستخدام هذه الأنواع من الأساليب الماكرة».

طلبية جديدة

أعلنت طيران الإمارات، أنها بصدد دراسة طلبية شراء ما يصل إلى 15 من طائرات بوينغ 777 من الجيل الحالي، في خطوة من شأنها مساعدة صانعة الطائرات في الارتقاء إلى نسخة معدلة من الطائرة النفاثة ذات الممرين.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن «تيم كلارك» الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، قوله في مقابلة خاصة، إن الطلبية المحتملة هي حالياً «تحت المجهر»، رغم عدم الاستعجال في ذلك، إذ إن بوينغ تمتلك عدداً وافراً من هذه الطائرات.

ويذكر أن طيران الإمارات، تعتبر حالياً أكبر مشغل في العالم لطائرات بوينغ 777، مسيرة 144 منها، علاوة على طلبية من 49 طائرة من الجيل الحالي.

وأضافت «وول ستريت جورنال»، أن صفقة جديدة كهذه تشكل دفعاً قوياً لبوينغ، في إطار جهودها للمحافظة على معدل الإنتاج الحالي من الطائرة، استباقاً لتحولها إلى الطائرة الجديدة 700 إكس جيت لاينر، التي تتسع لما بين 350-400 مقعد، التي يتوقع تسليمها بدءاً من 2020. وتمتلك طيران الإمارات 150 طلبية مؤكدة من الطائرة الجديدة، و50 خياراً.

ومن جهته، صرح جون ووجيك نائب رئيس المبيعات العالمية في بوينغ، في مقابلة مع الصحيفة، أن الشركة بحاجة لطلبيات مضمونة من الطائرة الحالية، تمتد إلى 2020، في غمرة تطوير الإنتاج من 777 إكس.

نمو

أكد توني تايلور المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا»، أن النقل الجوي يوفر اليوم أكثر من مليوني وظيفة في منطقة الشرق الأوسط، ويسهم بأكثر من 115 مليار دولار في ناتج المنطقة الإجمالي.

وقال إن ناقلات الشرق الأوسط مستمرة في النمو والتوسع، وتسير سنوياً نحو 1.2 مليون رحلة، مستفيدة من توسع أساطيلها ومحطاتها، حيث يزيد أسطول شركات المنطقة عن 1100 طائرة حديثة.

اهتمام إعلامي بموقف الناقلة من سياسة الأجواء المفتوحة

 

أبرزت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، التصريحات التي أدلى بها «تيم كلارك» الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات، وخاصة تأكيده «أن شركات الطيران الأجنبية، قد تواجه تحديات جمة في الطيران إلى الإمارات، فيما لو اختارت الولايات المتحدة فك عرى اتفاقية الأجواء المفتوحة مع الدولة».

وقال كلارك، إن الإمارات وقعت اتفاقية الأجواء المفتوحة مع الولايات المتحدة في 1999، مضيفاً «إنه بعد عامين أو ثلاثة، بدأت مسألة الحصانة ضد الاحتكار تطل في الأفق». وتابع «إن الشركات الأميركية أنجزت» الحصانة ضد الاحتكار «عبر جدول منسق، وأسس سعرية». مضيفاً «لو أني فعلت ذلك بطيران الإمارات مع أي من شركات الطيران تلك، لكان مصيري السجن».

وأشار كلارك، إلى أن طيران الإمارات لم تشتك من التغييرات. لافتاً إلى أن اتفاقية الأجواء المفتوحة التي ساهم في المفاوضة عليها كطرف من فريق الإمارات، غطت مسائل قليلة، تذمرت الناقلات الأميركية بشأنها.

وتوفر الاتفاقية حيزاً كبيراً للناقلات الإماراتية للعمل في الولايات المتحدة من مناطق أخرى، بما فيها الخدمة من مطار مالبينسا في ميلانو إلى مطار جي إف كندي نيويورك، الذي أطلقته طيران الإمارات في أواخر 2013.

ومن جهتها، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن مزيداً من النمو ما زال في جعبة طيران الإمارات. حيث إن الشركة قادرة على مضاعفة حجمها بعد التشغيل الكامل لمطار دبي وورلد سنترال.

وأبرزت تصريح كلارك، أن الشركة خلقت كماً قوياً من القيمة من بداية متواضعة. فالشركة يمكن أن تساوي حتى 120 مليار دولار، فيما لو طرحت للاكتتاب العام، رغم عدم وجود خطط لطرح أولي عام.

وعلى المدى القريب، قال كلارك، إنه يجري محادثات مع شركة الطيران الأوروبية الاقتصادية «إيزي جيت ذ.م.م»، حول العمل المشترك. بيد أنه لم يدل بتفاصيل عن الطبيعة المحددة للمحادثات. ويذكر أن الشركتين تشغلان حالياً من نفس المطارات في بعض المناطق، بما فيها لندن جاتويك، وميلانو في إيطاليا.

وكانت صحيفة «دو تلغراف» الهولندية، قد نقلت أمس، نقلاً عن كلارك، أن طيران الإمارات وشركة «جيت»، تناقشان آلية العمل المشترك في أوروبا. وأضافت على لسان كلارك، أن الشركتين تتدارسان كيفية مساعدة بعضهما البعض في مطارات يستخدمانها حالياً في الطيران، مثل مطار سيبول في أمستردام.