الساحل الشرقي يستقطب سلسلة من استثمارات «شروق»

باقة مشاريع تعزز التنمية المستدامة في الشارقة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في قلب مدن إمارة الشارقة الواقعة على ضفاف السواحل الشرقية من الدولة يتواصل العمل في اتجاهات عدة لضمان وصول التنمية في تلك المناطق بالشكل المطلوب من خلال تطوير مختلف القطاعات البيئية والسياحية والاقتصادية التي من شأن تغيير ملامح الحياة الاجتماعية لقاطني مدن الشارقة عبر باقة من المشاريع التنموية التي تعيد رسم آفاق التنمية وتمهد لقفزة ومرحلة جديدة من الازدهار في الإمارة وتعزز مكانتها وجهة للسياحة والأعمال وضمان التنمية المستدامة في كل مدنها ومناطقها.

وقال مروان جاسم السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) لـ «البيان الاقتصادي» عن توجهات شروق المستقبلية في تلك المناطق والدور الفعلي لجعل المنطقة الشرقية منطقة جذب سياحي لمواطني دول الخليج والعالم، مشيراً إلى أن الرؤية تتمحور حول دعم وتعزيز العمل المشترك بين شرائح المجتمع كافة للنهوض بالتنمية الإنسانية في المنطقة على ما تسير عليه الدولة في هذا الجانب، كما كشف عن أمور عدة في ما يتعلق بخطط المشاريع البيئية والسياحية الضخمة وخاصة المنطقة الشرقية.

مشروع كلباء

وحول مشروع كلباء للسياحة البيئية بمختلف مراحله ومتى تنتهون منه بشكل كامل، والهدف منه قال مروان السركال إن العمل في مشروع كلباء للسياحة البيئية بدأ عام 2012، وتم تدشين المرحلة الأولى للمشروع من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهو أضخم مشروع سياحي بيئي على مستوى دولة الإمارات والمنطقة، ويتضمن عدداً من المحميات الطبيعية والمرافق التجارية والسياحية المتنوعة، وتشرف عليه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة.

ويهدف المشروع إلى تعزيز القطاع السياحي، والحد من التدهور البيئي المرتبط بعمليات اصطياد الحيوانات وتدمير النباتـات، وهو يندرج ضمن مشاريع السياحة البيئية التي تعتمد في مضمونها على التنمية المستدامة للحياة البيئية والحفاظ على الثروات الحيوانية والنباتية للمنطقة.

ويتضمن المشروع إعادة تأهيل المحميات الطبيعية في مدينة كلباء بهدف الحفاظ على مكتسباتها الطبيعية وتنوعها الحيوي النادر وإعادتها إلى طبيعتها البيئية التي دُمر جزء منها بسبب الممارسات والاعتداءات البشرية الخاطئة، وذلك من خلال تنفيذ خطة مدروسة تهدف إلى الحد من التدهور البيئي وإعادة توطين بعض أنواع الحيوانات والطيور المنقرضة.

الحياة البرية

ويوفر المشروع أفضل وأسهل السبل للزوار للاستمتاع بجمال الطبيعة ضمن أجواء هادئة والتعرف عن كثب على الحياة البرية من الأرض والبحر على حد سواء.

وقال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) يحتضن المشروع مركز إعادة تأهيل السلاحف لإيواء سلاحف كلباء البحرية الخضراء وضخمة الرأس وصقرية المنقار ويدعم المركز خدمات الرعاية الطارئة والبحوث والمراقبة والعلاج طويل الأجل وبالتالي ستتاح الفرصة للزوار لمشاهدة السلاحف أثناء وضع البيض في كلباء، التي تعد موقعاً رئيسياً لأعشاش السلحفاة صقرية المنقار.

أما مركز الزوار فيعرض بعضاً من الحياة البرية الجبلية في المنطقة مثل الثعالب والزواحف، بينما يمنح مركز الطيور الجارحة الضيوف فرصة التعرف على الصقور والنسور والبوم عن قرب.

المغامرات الخارجية

وأضاف مروان السركال: يوفر مشروع السياحة البيئية العديد من الفرص للمغامرات الخارجية، التي تتضمن التجديف عبر أشجار القرم، والغوص والرحلات وركوب الدراجات الجبلية.

ويشير إلى أنه بإمكان ضيوف المدينة وبعد يوم طويل في الأنشطة الخارجية، الاسترخاء ضمن خيارات من الغرف الفندقية إلى المخيمات الريفية.

وقال ان أهداف المشروع تتمحور في تسخير الجمال الطبيعي والمقومات السياحية لمدينة كلباء، عبر تطوير مشروع متعدد الاستخدامات وصديق للبيئة.

وأضاف إن المشروع الذي سينجز كاملاً في غضون ست سنوات، من خلال ثلاث مراحل، بدأت الأولى عام 2012 وهي تتضمن قسم المحميات، وإعادة تأهيل المحميات الطبيعية في مدينة كلباء (محمية الحفية والقرم) ضمن منطقة المشروع، وإقامة مركز مخصص للزوار ضمن المحمية وترميم عدد من المناطق الأثرية الموجودة ضمن المشروع، وإعادة تأهيلها.

مجمع تجاري

وتضم المرحلة الثانية وهي في منطقة خور كلباء، إنشاء مجمع تجاري، يضم العديد من المحال التجارية والمطاعم المطلة على الخور، وتطوير أماكن خاصة للتنزه والاستمتاع بخصائص الطبيعة النباتية والحيوانية في المنطقة، من دون المساس بسلامتها أو التأثير السلبي فيها، كما تتضمن المرحلة تطوير عدد من الجزر الموجودة على الخور، وتأهيلها لضمان إعادة الحياة الطبيعية للكائنات البحرية والطيور المستقرة في تلك المنطقة.

أما المرحلة الثالثة فهي مخصصة للقسم السياحي، وتتضمن منطقة مخصصة لبناء عدد من الفنادق والشاليهات السياحية على الشاطئ المواجه لخليج عُمان، وتضم تلك المنطقة ما يزيد على 300 غرفة فندقية موزعة بين فنادق وشاليهات، جميعها ستخضع لعدد من الضوابط والمعايير الصديقة للبيئة.

منتجع الجبل

وحول منتجع الجبل - ذا شيدي خورفكان أوضح السركال أن مدينة خورفكان تتمتع بسواحل جميلة مما شجع على إنشاء منتجع الجبل - ذا شيدي خورفكان، الذي يضم فيلات فخمة عدة تحتضنها طبيعة آسرة، فوق قمة تلّة في الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، ليُطلّ من موقعه الفريد على خليج خاص ذو شاطئ برمال بيضاء حريرية.

ويقع المنتجع في مدينة خورفكان على قاعدة جبلية بمحاذاة خليج صغير، ويتمتع بإطلالة خلابة على البحر وجزيرة القرش، حيث استلهمت تصاميمه من مشاريع منتجعات مماثلة تقع على تلال جبلية.

وتم تصميم موقع المشروع على نحو يحد من الحاجة إلى تقطيع الصخور الطبيعية، ويجري استخدام مواد محلية في بناء المنتجع لتندمج مع العناصر الطبيعية للأرض المحيطة والخصائص الطبيعية للمنطقة.

تصميمات اصيلة

وقال مروان السركال يعد المنتجع واحداً من أهم المشاريع السياحية التي تعمل (شروق) على تطويرها في المنطقة الشرقية لإمارة الشارقة، وتصل قيمة الاستثمارات فيه إلى 450 مليون درهم، وبذلت (شروق) جهوداً في عمليات تصميم المشروع بما يتفق مع طبيعة المكان والأصالة الإماراتية.

ويتميّز المنتجع بالتصاميم الأصيلة والمبتكرة التي تدمج عناصر الطبيعة الجبلية المحيطة مع المرافق الخدمية العصرية. ويتفرد المنتجع بالجمع بين مفهومين هما القلعة التي ستكون متاحة للزوار بشكل عام، وأجنحة الضيوف وعددها 100 فيلا مطلة جميعها على خليج عُمان، بفن معماري محلي وأسلوب لحياة تقليدية في تصميم المنتجع ذي النجوم الخمسة، والذي يتميّز بموقعه المثالي بمحاذاة خليج صغير خاص وشواطئ رملية وعلى بُعد لا يتجاوز ساعة واحدة عن مدينة الشارقة.

وقد تم تصميم المنتجع بتناغم فريد مع البيئة الطبيعية المحيطة، ولتوفير ملاذ فخم مثالي، بعيداً عن ضغوط الحياة العصرية، حيث تطل جميع الفيلات على البحر.

الحياة البحرية

ويضم المنتجع مجموعة واسعة من الأنشطة للاستفادة من أجواء المنطقة الدافئة والحياة البحرية الغنية في خليج عُمان، ويتضمن مطاعم، ومرافق اجتماعات تنفيذية، وسبا فخم، ويقع بالقرب منه مرسى، والعديد من المتاجر والمقاهي والحدائق ضمن مدينة خورفكان.

وحصل منتجع الجبل - ذا شيدي في خورفكان على جائزة مشروع العام للضيافة والترفيه لدول مجلس التعاون الخليجي في جوائز الشرق الأوسط للعمارة بدورتها الخامسة، وذلك بفضل تفرّد وتميّز المشروع.

صير بونعير

وحول المشاريع المميّزة في جزيرة صير بونعير أوضح مروان جاسم السركال أن «شروق» تعمل حالياً على تطوير هذه الجزيرة لجعلها وجهة سياحية لا مثيل لها. فبفضل موقعها الفريد على بُعد 115 كيلو متراً غرب الشارقة على الخليج العربي، تمتلك الجزيرة هدوءاً وسكينة طبيعية وشواطئ آسرة.

وسوف تضم الجزيرة المقرّر اكتمالها في عام 2017 فندقاً ومنتجعاً فخماً من فئة الخمس نجوم، وفيلات وشققاً فندقية، وقرية تخييم، ومسرحاً، ومتحفاً، ومسجداً، ومركز تعليم، وميناءً، ومطاراً، إلى جانب عدد من المتاجر والمرافق الترفيهية.

«الهيئة» تعتمد الابتكار محركاً للتطور السياحي والتجاري

تعدّ هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) القوة المحركة لتحوّل الشارقة وتطوّرها، على قاعدة الالتزام بتعزيز مكانة الشارقة كوجهة استثمارية وسياحية وتجارية وفق التقاليد الراسخة والسعي المتواصل نحو الابتكار.

وتعمل «شروق» على تسهيل أعمال المستثمرين والشركات ورجال الأعمال وتتشارك معهم وتقوم بتقييم ومتابعة مشاريع البنية التحتية ذات الصلة بالقطاعات السياحية والاستثمارية والتراثية، إلى جانب المشاركة في عمليات البناء والتنمية الشاملة، ضمن إمارة الشارقة بشكل خاص ودولة الإمارات بشكل عام، ولأنها كذلك فهي تقدر كثيراً تلك الخبرات المهنية وتوفر استشارات قيّمة ترتكز على الدراسة والخبرة، كما تولي اهتماماً بالعمل الجماعي وروح الفريق، وتؤمن بأهمية المسؤوليات المشتركة كمفتاح للنجاح الحقيقي في البناء والتطوير الفعّال للمشاريع والعلاقات التجارية.

وقال مروان جاسم السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) إنه من خلال هذا النهج، تسعى «شروق» لتجهيز مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالأنشطة الاستثمارية وتطوير المشاريع الحالية، والعمل في قطاعات مختلفة مثل تجارة التجزئة، والقطاع الحكومي، وقطاع الإنشاءات والعقارات، والزراعة، وغيرها من القطاعات المتنوعة.

تقديم التسهيلات

وقامت «شروق» بتقديم تسهيلات فيما يتعلّق بالنشاطات الاستثمارية، بالتعاون مع هيئات ومؤسسات أخرى، من خلال إنشاء مركز معلومات شامل، يعمل على تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في إمارة الشارقة.

وتعمل «شروق» على تطوير وإدارة عدد من أبرز المشاريع والواجهات المنتشرة على امتداد إمارة الشارقة، ومن أبرزها مشروع قلب الشارقة، الذي يعتبر أكبر مشروع لترميم وصيانة المناطق الأثرية على مستوى المنطقة، ويهدف إلى حفظ المعالم الوطنية التاريخية في المنطقة التراثية بإمارة الشارقة، إضافة إلى القصباء، وواجهة المجاز المائية، والمتنزه، الذي يضم أول حديقة ألعاب مائية عصرية في مدينة الشارقة، وجزيرة العلم، ومنتج الجبل - ذا شيدي خورفكان، وجزيرة صير بونعير، ومشروع كلباء للسياحة البيئية، وغيرها.

مقومات الأعمال

وأضاف السركال إن «شروق» تفخر بابتكار وجهات مرغوبة للزوار، وتتميّز بأثر إيجابي كذلك على الحياة النباتية والحيوانية المحيطة بها، وتحافظ على التوازن ما بين عوائد الاستثمار والالتزام بتطوير مشاريع تعود بالنفع على المواطنين والمقيمين والزوار على حد سواء، وتطوير مقومات الأعمال والتراث الثقافي والجمال الطبيعي في الشارقة لدعم حاضرها وأجيالها القادمة، من خلال أكثر من 26 فرصة استثمارية في وجهات رئيسية، واختيار المشاريع التي تعزز النمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي في الشارقة بأفضل طريقة ممكنة.

Email