أكد بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي أن تصميم مطار آل مكتوم سيكون مختلفا بالكامل عن مطارات اليوم.

وقال غريفيث في كلمة ألقاها في مؤتمر قمة التكنولوجيا، التي استضافتها سيتا العالمية خلال الأسبوع الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل، إننا وفي تصميمنا للمطار الجديد لدبي نتطلع إلى طريقة مختلفة تماماً، بحيث نصمم نموذجاً يتلاءم مع حركة المسافرين، مشيراً إلى أننا وبدلاً من تصميم مبنى ضخم يتسع لنحو 240 مليون مسافر فإننا فعلياً سنقوم ببناء 12 مطاراً كل منها يتسع لـ20 مليون مسافر.

سيبدأ المطار بـ4 وحدات بطاقة استيعابية تصل إلى 80 مليون مسافر أو 6 وحدات بطاقة 120 مليون راكب يتم تطويرها تدريجياً، وهذه المراكز او الوحدات ستكون متطابقة ومكتفية ذاتياً.

وأوضح غريفيث أن هذه التجربة ستوضع موضع التنفيذ في مطار دبي الجديد، وهو مطار آل مكتوم الذي سيكون أكبر مطار في العالم عند إنجاز كافة مراحله..

مشيرا إلى أننا لا نزال في مراحل تصميم مطار جديد كلياً، طاقته الاستيعابية تصل إلى 240 مليون مسافر سنوياً. مساحته ضخمة جداً تصل إلى 140 كم مربع، وهذا يعني مساحة تعادل 19200 ملعب كرة قدم، وهو يفوق بـ10 أضعاف مطار دبي الحالي ورغم ضخامته فإنه سيتم تقسيمه إلى وحدات مستقلة أكثر منه كتلة واحدة.

وأشار غريفيث إلى أن كل ذلك سيتم باستخدام التكنولوجيا الحديثة، فمثلاً لا يمكنك ربط الرحلات عندما يكون لديك 12 مبنى تختار ..

فيما بينهم وتكون رحلتك تبعد مثلا مسافة ثمانية كيلومترات عن موقف السيارات. إذا طبقنا التكنولوجيا الحديثة يمكننا ربط العديد من المسافرين برحلاتهم من خلال نفس مبنى المطار، وهكذا نكون عززنا من فاعلية واستخدام المطار وأوجدنا بنفس الوقت بيئة لا تتعدى مسافة المشي فيها أكثر من 400 متر من طائرة الى أخرى.

وأشار غريفيث أن التصميم الحالي للمطارات الكبيرة يعني أننا نسير في الاتجاه الخاطئ وخاصة في تصميم ما يعرف بـ "مطارات المدن"..

مشيراً إلى أنه ومع توسع المطارات وضخامتها فإننا بذلك نزيد من المسافات التي يقطعها المسافر داخل المطار، بحثاً عن رحلته التالية أو بوابة الإقلاع، وهذا يعني مزيداً من التعقيدات للمسافر والصعوبات أن أولوية المطار يجب أن تتركز في توفير ربط سلس وسهل بين الرحلات داخل المطار.

وأشار إلى نمو أعداد المسافرين حول العالم خلال السنوات الخمس عشر المقبلة حيث سيكون هناك نحو 1.8 مليار مسافر إضافي في بعض مناطق العالم الأمر الذي يتطلب تحديث المرافق والبنى التحتية لكن ذلك لن يكون كافيا ما لم يصاحب هذه العملية تصميم متبكر للمطار وتكنولوجيا حديثة تدعمه.

وأضاف غريفيث أن المطارات الكبيرة أوجدت المزيد من الصعوبات للناس التي تستخدمها فهناك مسافات طويلة يقطعها المسافر وأوقات انتظار طويلة لرحلات الربط وبالتالي المزيد من التعب والأرهاق للمسافرين وهم عملاء لهذه المطارات.

تكيف

ويقترح غريفيث حلولا لهذه المطارات الضخمة بأن تصميمها يجب أن يتكيف مع احتياجات المسافرين وتعقيدات رحلات الترانزيت، فهناك مثلا أعداد من الحقائب تفقد خلال هذه العملية خصوصا أن نظام الحقائب في هذه المطارات متنوع ويخدم الآلاف، وهذا يعني أنه مع وجود الطلب الكبير والمرافق الضخمة فإننا بذلك نخلق المزيد التعقيدات والمشاكل الكبيرة مثل الطوابير الطويلة في المطارات.

ويشير غريفيث إلى أنه وبدلاً من الإنفاق الضخم على مباني "مطارات المدن" فإن هناك حاجة اكبر للإنفاق على التكنولوجيا فهي القادرة على توفير انسيابية أكبر لحركة المسافرين، وهناك ايضا حاجة للإنفاق على مبان ببنية تحتية ملائمة.

وأكد غريفيث أن تبني مبادرات مثل الإنجاز المسبق لعملية السفر وإنجاز إجراءات السفر عبر الهاتف المتحرك واكشاك الخدمة الذاتية في المطارات وانظمة الحقائب ذاتية الخدمة وتطبيق انظمة رقمية حديث لقراءة جوازات السفر وتقنيات البيو مترك "التقنية الحيوية" عندما تستخدم بفاعلية سوف تقود المطارات إلى توفير مزيد من الفاعلية.

وأشار الى أنه عندما تأخذ جميع هذه الإجراءات خارج بيئة المطار يتخلق مساحات أكبر وعلينا ان نتذكر ان سعة المطار تحددها المنطقة التي توزع فيها الناس والسرعة التي يتطلب منك دخول المسافرين عبر هذه المنطقة اذا استطعت ان تضاعف هذه العملية تستطيع ان تضاعف السعة.

وقال ان هذا الخيار هو ما يفضله المسافر فهم لا يرغبون مثلا في مزيد من الارتباك امام كاونترات اجراءات السفر وهم ايضا لا يرغبون في مزيد من التعقيدات داخل المطار وهم غير راغبين في تقديم ورقة ما لمغادرة دولة ما او الوصول إليها.

واوضح ان مهمة القائمين على المطارات اليوم انتهاز الفرصة وتحويلها الى طريقة عمل للمطارات في المستقبل وهذا يعني ان تصميم المطارات في المستقبل يجب ان يكون بطريقة مختلفة.

معلومات

قال بول غريفيث إن التكنولوجيا المطبقة في مطار دبي مستقبلا ستركز على بوابة واحدة لمعلومات المسافرين وآليات وفرص لتعزيز عائدات المطارات من خلال التسوق والخدمات.

واضاف ان استخدام التكنولوجيا تجعلنا أكثر ذكاء وضمن سلسلة التوريد بين شركات الطيران ومزودي التكنولوجيا وبين المطارات وخدمات المناولة الارضية نستطيع تحريك المسافرين بمرونة تامة في المطارات دون طوابير ودون اوقات انتظار طويلة وبالتالي توجيههم الى العروض التجارية والتسوق ونعمل مع شركات الطيران لضمان ان تكون هذه الرحلة للمسافر تفوق توقعاتهم.

نموذج ريادي في صناعة الطيران

أدركت دبي منذ البداية الأهمية المتميزة لقطاع الطيران كمحرك للنمو الاجتماعي والاقتصادي.

ويأتي صعود نجم دبي كمركز عالمي رائد للطيران، ثمرة للنموذج الذي تم تخطيطه وتنفيذه بمنتهى الدقة والعناية للاستفادة بكفاءة وفعالية من الموقع الجغرافي المتميز الذي تحتله الإمارة، عبر توفير نظام تشريعي متحرر يهدف إلى تعزيز التنافسية وتوفير بيئة مناسبة للأعمال، ويتمحور حول العملاء ويوفر القيمة لقاء المال، ويركز على التنسيق والتعاون بين الجهات المعنية والعاملة بهذا القطاع.

ونتيجة لذلك، عكف القائمون على قطاع الطيران في دبي خلال العام الماضي على إعداد خطة تهدف إلى استيعاب الطلب المتوقع من خلال تحديث البنية التحتية للطيران، ووضع منهجية جديدة بالكامل لتصميم المطار من شأنها استيعاب الارتفاع المتواصل في معدلات الحركة والارتقاء في الوقت نفسه إلى آفاق جديدة لمستويات الربط والخدمات.

ومع تحول مطار دبي الى اكبر مطارات العالم في اعداد المسافرين الدوليين ووصوله الى طاقته القصوى كان لا بد من التحول الى مطار جديد سيكون مستقبل صناعة الطيران في الامارة، الذي سيكون الاكبر في العالم والافضل من حيث التصميم والخدمات.

تحسين مستمر لمختلف العمليات والأنشطة

قطع قطاع الطيران عدداً من الأشواط الإنمائية الناجحة على صعيد تحسين الجانب الأرضي من الرحلة، مثل التوزيع القائم على الإنترنت والتذاكر الإلكترونية وأذونات الصعود إلى الطائرة التي يمكن طباعتها في المنزل. ولكن التجربة في المطار غالباً ما تكون الجانب الأقل راحة في السفر الجوي .

إذ تشكل الإجراءات البطيئة التي تستهلك وقتاً طويلًا في المطارات مبعثاً على عدم الراحة للمسافرين. فالإجراءات الأمنية تستغرق وقتاً طويلًا، وتعتمد نفس التكنولوجيا منذ سبعينات القرن الماضي، كما أن عمليات تسجيل بيانات جواز السفر وتحويل الرحلات تؤدي إلى هدر الكثير من الوقت وهي بحاجة إلى الاستفادة بشكل كامل من التقنيات الحالية.

ان توفير تجربة سارة للعملاء يستدعي على الفور اتباع منهجية متكاملة تتمحور أساساً حول المسافرين، لضمان مواصلة عودة المسافرين إلى دبي. وعليه، ينبغي على المطارات أن تستثمر بقوة في التقنيات والإجراءات المبتكرة والموجهة

للمسافرين بهدف الحد من صفوف الانتظار وتعزيز الفرص التجارية عبر التخلص من الإجراءات البطيئة التي عفا عليها الزمن والاستفادة من الوقت المخصص لهذه الإجراءات. وعلى نفس المنوال، ينبغي أن يتمتع تصميم المطار بقابلية التطوير والتوسيع ليتسنى له الاستجابة والتكيف بسرعة وبدون تكاليف عالية مع بيئات الأعمال المتغيرة والتقلبات حسب توقعات الحركة المتوسطة وبعيدة الأمد.