استقبل معالي جمعة الماجد رئيس مجلس دبي الاقتصادي بمكتبه أخيراً روب وولر، القنصل العام الأميركي في دبي بحضور هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي يرافقه د. عبد الرزاق الفارس، الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالمجلس فيما تعد الإمارات الوجهة التصديرية الرئيسية للمنتجات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط والشريك الـ17 الأكبر للولايات المتحدة على مستوى العالم.

وأثنى الماجد على الدور الحيوي الذي قام به وولر في تعميق العلاقات التجارية بين دبي ودولة الإمارات مع الولايات المتحدة لاسيما من خلال مد جسور التعاون بين مختلف الفعاليات الاقتصادية لدى البلدين.

تجربة مثيرة

واستعرض جمعة الماجد أهم التطورات الاقتصادية التي تشهدها دبي في مختلف المجالات، موضحاً أنه رغم حالة الضبابية وعدم اليقين في البيئة الاقتصادية الدولية فإن الإمارة قد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية معدلات نمو ملحوظة عكست استراتيجية التنويع الاقتصادي وتوظيف الفرص التي توفرها الأسواق المعولمة وخاصة في مجال التجارة والسياحة والخدمات اللوجستية والمالية، إضافة إلى ملاءمة مناخ الاستثمار فيها.

علاقات وطيدة

وذكر جمعة الماجد أن الإمارات والولايات المتحدة تتمتعان بعلاقات تاريخية تغطي مختلف المجالات، كالتجارة والمال والخدمات والنقل، وغيرها. وعلى المستوى التجاري، تشكل الإمارات الوجهة التصديرية الرئيسية للمنتجات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط والشريك الـ17 الأكبر للولايات المتحدة على مستوى العالم.

فقد شهدت المبادلات التجارية بين البلدين نمواً مطرداً طوال السنوات الماضية، حيث ازدادت من 5 مليارات دولار عام 2004 إلى قرابة 25 مليار دولار في نهاية عام 2014، أي ازدادت خمسة أضعاف في غضون عقد من الزمان.

وذكر أن هذا النمو الملفت للتجارة البينية إنما يعكس رغبة قيادتي البلدين ومجتمع الأعمال فيهما إلى تعميق العلاقات الثنائية وبما يساهم في رفع معدلات الرفاه الاقتصادي لدى البلدين.

حاضنة للأعمال

وأضاف جمعة الماجد أن دبي تعد مركزاً إقليمياً للأعمال الأميركية، وتحتضن الإمارة مجتمع أعمال أميركي مزدهراً يعمل في مختلف القطاعات والأنشطة.

وأفاد أنه طبقاً للتقارير المحلية تتصدر الولايات المتحدة قائمة 41 دولة مستثمرة في دبي عام 2014، ووصل عدد المشاريع الأميركية 50 بقيمة بلغت 2.5 مليار درهم، معرباً عن تفاؤله بأن تشهد العلاقات بين دبي وأميركا خلال الفترة المقبلة زخماً جديداً.

وفي سياق متصل، ذكر رئيس مجلس دبي الاقتصادي أنه في إطار خطة دبي 2021 والتي ترمي إلى تعزيز عملية النمو المستدام في الإمارة لاسيما من خلال سياسة الانفتاح على الأسواق العالمية، تتطلع دبي إلى المضي قدماً لتوثيق علاقاتها مع الولايات المتحدة ليس على المستوى التجاري فحسب بل في المجالات العلمية والتقنية، والابتكار، إضافة إلى التعليم والتدريب والتأهيل.

شراكات استراتيجية

من جهته، أشار هاني الهاملي إلى أنه في إطار رؤيته الاستراتيجية كشريك استراتيجي لحكومة دبي في صناعة القرار الاقتصادي، فقد أخذ مجلس دبي الاقتصادي على عاتقه تقديم المقترحات والمبادرات التي تواكب المشهد الاقتصادي العالمي والمحلي وبما يمكن أن يساهم في تعزيز مسيرة التنمية في دبي والإمارات.

ولعل من بين الاستراتيجيات التي تبناها المجلس هو إبرام الشراكات والتحالفات الاستراتيجية مع العديد من دوائر صنع القرار ومراكز أبحاث السياسات الاقتصادية والاستشارات الاستراتيجية، إضافة إلى البنوك الأميركية بهدف تبادل المشورة والخبرات والتعاون في العديد من القضايا ذات الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد المحلي.

ولعل من بين أهم تلك المؤسسات: مجلس العمل الأميركي - الإماراتي، وبرنامج تطوير القانون التجاري (CLDP)، وشركة الخدمات المالية والاستثمار الأميركي (FIIC)، ومكتب لايثم أند واتكنز للاستشارات القانونية والمالية، ومجموعة بوسطن الاستشارية، إضافة إلى عدد من المراكز البحثية والمؤسسات الأكاديمية، مثل معهد «لارتا»، وجامعة بوسطن، وجامعة كورنيل.

كذلك شارك المجلس في عدد من الأحداث والفعاليات في الولايات المتحدة الأميركية، مثل المؤتمرات السنوية لبنك الصادرات - الواردات الأميركي. علاوة على ذلك، فقد أشرك المجلس الفعاليات الاقتصادية الأميركية في عدد من الأحداث التي نظمها - المجلس - منها جلسات الحوار لتعزيز العلاقات التجارية بين دبي والولايات المتحدة الأميركية.

اتفاقيات التمويل

وأضاف الأمين العام: في ظل العولمة الاقتصادية تزداد أهمية دور مؤسسات التمويل الدولية في تمويل برامج التنمية لدى العديد من دول العالم إضافة إلى تقديم الدعم والمشورة الفنية لها في مختلف المجالات التنموية وخاصة البنية التحتية نظراً لأن التمويل يمثل حجر الزاوية لأية عملية تنموية.

وانطلاقاً من ذلك، فقد حرص مجلس دبي الاقتصادي على التنسيق مع عدد من وكالات ائتمان التصدير مثل بنك الصادرات والواردات الأميركي حيث تم في عام 2013 توقيع مذكرة تفاهم تتضمن قيام البنك بتقديم تسهيلات ائتمانية بقيمة 5 مليارات دولار لتمويل مشتريات تقوم بها جهات عدة في دبي لتمويل مشاريع البنية التحتية في دبي، واصفاً هذا الاتفاق بأنه يعكس عمق التعاون الاقتصادي بين البلدين بما يدعم حركة الأعمال وزيادة فرص العمل فيهما إضافة إلى تعزيز الجهود التي تبذلها دبي للمضي قدماً في مشاريعها الإنمائية.

نمو المبادلات

وأشار روب وولر، القنصل العام الأميركي في دبي إلى أن الإمارات تحتفظ بمكانتها كسوق مهم للصادرات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وللسنة السادسة على التوالي. وازدادت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بصورة مستمرة خلال السنوات الماضية.