أكدت دولة الإمارات سعيها للعمل بشكل وثيق على تنسيق الجهود مع الشركاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» من أجل التوصل إلى إبرام اتفاقية جديدة تساعد في تحقيق التنوّع الاقتصادي وتنويع مصادر الطاقة ودعم استمرارية التنمية المستدامة لدول المنظمة.

صرح بذلك الدكتور ثاني أحمد الزيودي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» ومدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ بوزارة الخارجية الذي ترأس وفد الدولة المشارك في أعمال الاجتماع التنسيقي لدول منظمة «أوبك» الذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا يومي 27 و 28 يوليو الجاري ويندرج في سياق المفاوضات التي تهدف للتوصل إلى اتفاقية عالمية جديدة بشأن تغير المناخ.

دور مؤثر

وقال الزيودي لقد كانت دولة الإمارات أحد الأطراف الرئيسية الفعالة والمؤثرة في صياغة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «يو ان اف سي سي سي»، حيث فاوضت ونجحت في إدراج مسألة التقاط الكربون وتخزينه «سي سي اس» ضمن آلية التنمية النظيفة والتي تعد بمثابة آلية السوق الرئيسية في إطار بروتوكول كيوتو.

وركز الاجتماع على آخر التطورات والمستجدات حول المفاوضات الدولية المتعلقة بتغير المناخ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، حيث من المتوقع التوصّل إلى اتفاقية جديدة خلال مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين «سي أو بي 21» المقرر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس في ديسمبر المقبل.

وناقش وفد الدولة -الذي ضم مندوبين وممثلين عن وزارة الطاقة وهيئة البيئة أبوظبي- والمشاركون في الاجتماع القضايا المتعلقة بقطاع الطاقة والوسائل الممكنة لدمج قطاع التقاط الكربون وتخزينه في الاتفاق الجديد، حيث استعرضوا وبحثوا بشكل مستفيض آلية إدراج المصالح المشتركة للدول الأعضاء في منظمة أوبك في الاتفاق الجديد.

أهداف عالمية

كما ناقش الاجتماع القضايا المتعلقة بقطاع الطاقة التي يجري بحثها في إطار المفاوضات الجارية حاليا في الأمم المتحدة بشأن الأهداف العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة حتى العام 2030. وقد أعلنت شركة مصدر مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» عن تأسيس «الريادة» في نوفمبر الماضي، حيث تعد أول شركة متخصصة في منطقة الشرق الأوسط تركز على استكشاف وتطوير المشاريع التجارية الخاصة بالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه.

 تعتبر دولة الإمارات من الدول الداعمة لربط قطاع الطاقة بقضايا التنمية، حيث يعتبر القطاع محفزا رئيسيا ومرتكزا مهما لتحقيق التنمية المستدامة، وانطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن الوصول إلى مصادر وحلول الطاقة المتجددة من المسائل التي تهم جميع الدول أطلقت الإمارات العديد من المبادرات والمشاريع لزيادة كفاءة استخدام الطاقة ورفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة على الصعيد المحلي والوطني.

ربط الطاقة بالتنمية

وتبذل الإمارات جهوداً حثيثة ومستمرة من أجل تحسين الكفاءة في قطاع الطاقة، حيث كانت أول دولة في المنطقة عملت على حظر حرق الغاز منذ عام 1995 مما جعلها من الدول الأعلى كفاءة فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية.. وبالإضافة إلى ذلك كانت دولة الإمارات رائدة في مجال تكنولوجيا التقاط الكربون وتخزينه باعتبارها إحدى أهم الوسائل للحد من تأثير انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضارة والاستفادة منها والمساهمة في إيجاد حلول لظاهرة التغير المناخي.