تؤكد العديد من الدراسات بأن الإنجاز الذي سجلته إمارة دبي على صعيد معدل نموها الحقيقي إنما يعكس النمو الحاصل في مختلف القطاعات الاقتصادية. وقد صاحب هذا الأداء ارتفاع في معدلات التوظيف وتزامن معها نمو مستمر في رصيد رأس المال. وباتت الإمارة تمتلك عدداً من القطاعات القيادية مثل السياحة والتجارة والخدمات المالية والخدمات اللوجستية والتشييد والنقل.
وقد نمت فيها أنشطة التجزئة وأصبحت في مرحلة أكثر نضجاً.
واليوم تبرز مراكز التسوق في دبي بوصفها الأكبر والأكثر تطوراً على مستوى العالم. مع تعزيز الأسواق التقليدية المفردة في الإمارة مثل سوق الذهب والكمبيوتر والعطور. واليوم هناك دعوة أخرى من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في تبني سياسات تعمل على تعزيز الابتكار.
لذا ينبغي للاستراتيجية الاقتصادية على المدى الطويل بالنسبة لإمارة دبي أن تبني سياسات تعمل على تعزيز الابتكار، وجذب الاستثمارات أي بمعنى الانتقال إلى اقتصاد قائم على الاستثمار في الابتكار، حيثv إن الابتكار هو مفهوم واسع يشمل تطوير منتجات جديدة.
وبالتالي أصبحت الشركات المبتكرة لديها القابلية الكبيرة على اختراق الأسواق، والتفاعل مع بيئة الأعمال المحيطة بها. سواء كانت في سياق الأسواق العالمية أو التجمعات المحلية؛ كلاهما مهم ولكن في طرق مختلفة. واليوم، هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى دور الابتكار في النمو الاقتصادي. وعليه فإن جلب الأفكار والمنتجات الجديدة والعمليات التي يمكن أن تغير الأسواق كلها.
وهناك نوع آخر من الابتكارات يحتاج إلى التعاون، مع شركات تطوير أو عمل على روابط وثيقة مع المؤسسات الأكاديمية وغيرها وهي ابتكارات التكنولوجيا العالية التي تميل إلى الظهور في تعاون وثيق مع الجامعات، لذا فإن الابتكار يعتبر محركًا أساسيًا وقوة كبيرة تدفع النمو الاقتصادي والتنمية، كما يمكن للابتكار قيادة عملية التنمية المستدامة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة؛ إذ إن الاقتصاد القائم على الابتكار والمعرفة يساعد في ترسيخ النمو وتشجيع التنافسية.
وعليه ندعو جميع الشركات القائمة والجديدة والتي لديها رغبة في الدخول في السوق، وخاصة الشركات المصدرة، أن تلتزم بمسيرة الابتكار والعمل على إرساء أسسها، وبذل المزيد من الاهتمام بالثورة الإبداعية، والطبقة المبدعة والمجتمع المبدع، بحيث تتبنى اقتصادات هذه الدول عملية التحول إلى اقتصادات معرفية.
وتساهم في الابتكار، وأن تجعله أمراً حاسماً بالنسبة لها وخاصة الشركات الجديدة والتي لا بد لها أن تعمل على استغلال الفرص التكنولوجية أو التجارية التي أهملت من قبل لتكون أكثر رسوخاً من قبل، أي بمعنى إعطاء أولوية كبرى لتطوير حلول تجعل الإنتاجية أكثر كفاءة واستدامة، وهذا ينعكس على الإيرادات والأرباح الناتجة عن أنشطة الابتكار، لأن غالبية قادة العالم اليوم يعتمدون على سلوكيات مبتكرة واستراتيجيات فريدة لمواكبة التوجهات والسياسات والعمليات التشغيلية.
مدير إدارة التطوير والمتابعة