أكد علي إبراهيم نائب مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي أن الدائرة مستعدة لمناقشة أي تحديات قد تواجه مجتمع الأعمال المحلي، ودعا مجموعات عمل مختلف القطاعات الاقتصادية في الإمارة إلى طرح أي قضايا أو عقبات قد تعترض مسيرة العمل والنمو، وذلك بهدف بحث أفضل الحلول مع مختلف الجهات الحكومية المعنية وتعزيز حركة التجارة والاستثمار في دبي.
وفي تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» على هامش البعثة التجارية التي نظمتها مؤخراً إلى روسيا مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية، أشار إبراهيم إلى أن الدائرة ومختلف الجهات الحكومية المعنية بالاقتصاد الوطني تتابع مختلف المتغيرات، التي تطرأ على الساحة المحلية والعالمية..
وتحرص على مواكبتها من خلال تطوير آليات العمل والتشريعات الناظمة للعمل التجاري، بهدف تحفيز مسيرة النمو في مجمل القطاعات، بما يواكب المستجدات المالية والاقتصادية محلياً ودولياً.
التكاليف التشغيلية
ورداً على سؤال حول ارتفاع التكاليف التشغيلية للشركات، أشار إبراهيم إلى أن معدلات التضخم التي سجلتها دبي في السنوات القليلة الماضية كانت في الحدود الطبيعية..
ولم تسجل ارتفاعات كبيرة، وأضاف :«لا يزال الطرح القائل بارتفاع التكاليف عاماً وغير محدد من قبل الشركات، حيث لا يتم تحديد المجالات التي سجلت ازدياداً في التكلفة سواء كانت في المواد الأولية أم القوى العاملة أم الوقود أو غيرها؟ وما هي النسبة الدقيقة للارتفاع في كل مجال وكل قطاع على حدة؟».
وأكد إبراهيم أن دبي تواصل تعزيز جاذبيتها الاستثمارية سواء بالنسبة للشركات المحلية أو نظيراتها العالمية، وهو ما يظهر جلياً في إصدارات الرخص التجارية الجديدة..
حيث سجلت دائرة التنمية الاقتصادية نمواً بنسب 26.3% في عدد الرخص الجديدة الصادرة في الفترة بين يناير لغاية يونيو 2015، إذ تم إصدار 12887 رخصة جديدة مقارنة مع 10205 رخص تم إصدارها في الفترة نفسها من العام الماضي، بينما حققت الرخص التجارية الجديدة الصادرة في 2014 نمواً بنسبة 13.3% مقارنة مع العام 2013.
زخم اقتصادي
وأوضح إبراهيم أن جميع المؤشرات الحيوية تؤكد استمرار الزخم التجاري والاقتصادي لدبي، وفي مقدمتها التجارة الخارجية للإمارة التي ارتفعت العام الماضي لتصل إلى 1.331 تريليون درهم، مقابل 1.329 تريليون درهم في العام 2013، وتوزعت إلى الواردات بقيمة 845 مليار درهم، والصادرات بقيمة 114 مليار درهم، وإعادة التصدير بقيمة 372 مليار درهم.
كما شهدت دبي أداء قوياً في استقطاب استثمارات أجنبية مباشرة خلال العام 2014 تصل قيمتها إلى 28.6 مليار درهم، الأمر الذي يعكس المكانة العالمية التي تمتاز بها الإمارة كونها بيئة مثالية جاذبة للأعمال وحاضنة لمختلف المشاريع والاستثمارات التي تسعى للاستدامة والتوسع في السوق الإماراتي والأسواق المجاورة..
وفي السياق نفسه، فقد أظهرت نتائج مؤشر ثقة الأعمال في دبي، الذي أعدته دائرة التنمية الاقتصادية بدبي تفاؤل رجال الأعمال بعام 2015 مع توقعاتهم ببيئة أعمال مستقرة وتحقيق مبيعات وإيرادات مرضية. وأشار الاستبيان إلى أن الشركات العاملة في القطاعات الصناعية والخدمية والعقارية ستستمر في دفع عجلة النمو الاقتصادي بالإمارة على الرغم من الظروف العالمية المحيطة.
وتعليقاً على ما يشهده الاقتصاد العالمي حالياً من تراجع في أسعار النفط وتذبذب في أسعار بعض العملات الرئيسية، أشار إبراهيم إلى أن انخفاض أسعار النفط قد تؤثر على إيرادات بعض الدول..
لكنه يسهم من جانب آخر في تراجع أسعار الوقود وبالتالي خفض تكاليف الشحن، ما يعزز من حركة التجارة العالمية وخاصة من وعبر دبي، كما أن تراجع أسعار صرف بعض العملات قد يعزز فرص التجارة مع بعض الدول بأسعار أقل من حيث الاستيراد والتصدير أو إعادة التصدير.
منصة التوسع
ولفت إبراهيم إلى أن دائرة التنمية الاقتصادية بدبي ومؤسساتها، وفي مقدمتها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، تواصل تطوير مكانة الإمارة كونها منصة لتوسع الأعمال إلى الأسواق الإقليمية والعالمية، وهو ما يتم التركيز عليه في المباحثات مع مختلف الوفود والبعثات التجارية التي تزور الإمارة أو تلك التي تقوم بها الدائرة ومؤسساتها إلى الدول الأخرى..
حيث توفر دبي منصة مثالية للتصدير والتجارة والاستثمار في حزمة من الأسواق الواعدة، وذلك لما تتمتع به من مقومات تنافسية من ضمنها البنية التحتية واللوجستية المتطورة فضلاً عن الدعم والتسهيلات التي تقدمها الحكومة عبر العديد من المؤسسات على غرار مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، إحدى مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية بدبي.
وأكد إبراهيم على الدور الحيوي الذي تضطلع به مؤسسة دبي لتنمية الصادرات في تحفيز حركة التجارة الخارجية، وطرح المزيد من فرص النمو والتوسع الخارجي أمام الشركات التي تتخذ من دبي والإمارات مقراً لها، لافتاً إلى أهمية المعارض والبعثات الخارجية التي تنظمها المؤسسة، التي تهدف إلى تمهيد الطريق أمام المنتجات الإماراتية لدخول الأسواق الواعدة بطريقة فاعلة ومباشرة توفر الوقت والجهد والمال..
وأضاف: «توفر الفعاليات الداخلية والخارجية التي توفرها المؤسسة، ومن ضمنها البعثة التجارية إلى روسيا، منصة هامة لترويج منتجات وخدمات الشركات ودعم نمو عملياتها وتحفيز مبيعاتها..
إذ تشكل البعثات والمعارض التجارية التي تنظمها المؤسسة، التي ترفع اسم دولة الإمارات مظلة رسمية للمشاركين تمهد الطريق وتختصر الوقت والجهد لرصد الأسواق الواعدة وتعزيز سمعة وموثوقية الشركات المشاركة أمام نظرائهم الأجانب في الدول المستهدفة».
إقبال كثيف
وخلال حديثه مع مجموعة من الجهات الحكومية والشركات الخاصة في منتديات الأعمال التي نظمتها البعثة التجارية لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات في كل من موسكو وسان بطرسبروغ، أشاد إبراهيم بالتفاعل الواسع الذي تشهده فعاليات البعثة من قبل الحكومات المحلية والفدرالية الروسية إلى جانب الإقبال الكثيف من قبل مجتمع الأعمال المحلي، لبحث الفرص مع الشركات الإماراتية المشاركة في البعثة..
مؤكداً اهتمام دبي بتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع روسيا، لافتاً إلى أن مكتب مؤسسة دبي لتنمية الصادرات الذي تم افتتاحه مطلع العام الحالي سيفتح قنوات تعاون أوسع وأكثر فعالية لرفع حركة التصدير والاستيراد البينية..
مشيراً إلى أن الإمارات ترتبط مع روسيا بالعديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادية وتجنب الازدواج الضريبي، معرباً عن استعداد دائرة التنمية الاقتصادية ومؤسسة تنمية الصادرات للدخول في شراكات واتفاقيات مع الجهات الروسية الرسمية لإضافة المزيد من الزخم للعلاقات الثنائية.
تعاون وطيد
وتعليقاً على نجاح فعاليات البعثة التجارية التي نظمتها المؤسسة قال نائب مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية: «تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا بعلاقات تعاون وطيدة في مختلف المجالات، ويأتي تنظيم البعثة التجارية وعقد منتديات الأعمال في موسكو وسان بطرسبورغ في إطار الجهود التي تبذلها دائرة التنمية الاقتصادية ومؤسساتها..
وفي مقدمتها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، التي تهدف إلى تعزيز مناخ العمل التجاري والاستثماري في دبي ودعم الشركات المحلية لتطوير عملياتها وتوسيع انتشار منتجاتها وخدماتها إقليمياً وعالمياً انطلاقاً من الإمارة».
وكانت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات قد نظمت مؤخراً بعثة تجارية موسعة استمرت لمدة خمسة أيام إلى روسيا بمشاركة 36 من الشركات الإماراتية العاملة في قطاعات متعددة..
كما نظمت المؤسسة جناح دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض موسكو العالمي للأغذية، الذي يعد من أكبر المعارض الدولية المتخصصة في القطاع، وشارك ضمن جناح الدولة 18 شركة إماراتية متخصصة في صناعة وتجارة الأغذية بمختلف فئاتها وفي مقدمتها مصنع الإمارات لإنتاج حليب الإبل ومشتقاته «كاميليشس» وشركة «أغذية».
واستقطبت مؤسسة دبي لتنمية الصادرات خلال بعثتها نخبة من الشركات ورجال الأعمال الروس إلى منتديات الأعمال، التي نظمتها في موسكو وسان بطرسبورغ بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية الروسي،..
حيث تضمنت لقاءات أعمال ثنائية مباشرة لرصد الفرص وبحث آفاق الاستثمار والتعاون التجاري بين الشركات الإماراتية ونظيراتها الروسية العاملة في مختلف القطاعات مثل صناعة الأدوية، ومواد البناء، وصناعة مستحضرات التجميل، والأغذية، وصناعة المنظفات، والمنتجات الاستهلاكية.
فرص
شهد منتدى الأعمال في موسكو مشاركة فاعلة من مجتمع الأعمال المحلي، بحضور نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد الغرف التجارية الروسية وممثلين رسميين من جهات حكومية ومؤسسات استثمارية وتجارية محلية..
وتم بحث فرص تعزيز التعاون بين القطاع الخاص الإماراتي والروسي، إلى جانب تعريف الشركات الإماراتية على واقع وآفاق الاقتصاد الروسي ومختلف المتطلبات القانونية والجمركية واستعراض أفضل الممارسات، التي تناسب خصوصية الأسواق الروسية، وما تشهده من مستجدات.
الجودة والجهد الحكومي يدعمان انتشار المنتج الإماراتي عالمياً
لفت علي إبراهيم إلى أن دبي لطالما ارتبطت بعلاقات تجارية وثيقة مع مجموعة من الأسواق التقليدية على غرار الهند ودول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن السنوات الماضية شهدت بروز العديد من الأسواق الواعدة للتصدير وإعادة التصدير من دبي..
وذلك بفضل تكاتف الجهود الحكومية مع مؤسسة دبي لتنمية الصادرات، من أجل الترويج للمنتجات التي تحمل شعار «صنع في الإمارات» إلى جانب ما حققته الصناعة الإماراتية من مستويات متقدمة في جودة المنتج وتطور في العمليات الأمر الذي عزز تنافسيتها أمام نظيراتها الإقليمية والعالمية.
وأشار إلى أن المؤسسة تواصل جهودها لتحفيز حركة التصدير وإعادة التصدير من دبي، خاصة مع قيامها مطلع العالم الجاري بفتح 3 مكاتب تجارية جديدة في كل من البرازيل، وروسيا، وألمانيا، لتوسيع آفاق التبادل التجاري الخارجي بين دبي وروسيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية، وبذلك ترفع المؤسسة من مجموع المكاتب الخارجية التابعة لها بزيادة قدرها 100% في 2015 ليبلغ مجموعها 6 مكاتب خارجية..
موضحاً أن هذه الخطوة تأتي ضمن الخطط الاستراتيجية للمؤسسة، التي تتماشى مع تطلعات وتوجهات حكومة دبي ولجنة التنمية الاقتصادية في إمارة دبي، التي تحث على التوسع في مجالات ترويج التجارة الخارجية والرفع من مستوى العلاقات التجارية بين دبي ودول العالم.
وأضاف إبراهيم قائلاً: تسعى اقتصادية دبي ومؤسساتها إلى دعم الاقتصاد المحلي لإمارة دبي، من خلال منظومة متكاملة من الاستراتيجيات الهادفة، حيث تعمل وفق هذا النهج الذي يعزز مكانة دبي ويجعلها في مقدمة الدول الاقتصادية.
ومع انطلاق 3 مكاتب لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات مطلع 2015 يصبح مجموع مكاتبها الخارجية 6 مكاتب موزعة على مختلف مناطق العالم. وتؤكد هذه الزيادة بمعدل 100% على الدور الذي تلعبه المكاتب الخارجية في دعم التجارة بين دبي والأسواق المستهدفة، إضافة إلى تقديم خدمات مضافة للمصدر المحلي في هذه الأسواق الواعدة.
وتابع قائلاً: تخدم المكاتب الخارجية أهداف حكومة دبي وتوجهات القيادة الرشيدة في توثيق آليات التجارة الثنائية بين إمارة دبي والأسواق الواعدة، إلى جانب تعزيز الشراكات بين الجانبين، للاستفادة من الفرص الحالية والمحتملة في الأسواق الخارجية.
وستمثل المكاتب الخارجية حلقة الوصل في كل من روسيا وجنوب أفريقيا وأوروبا وهذا ما سيدعم دورنا في تفعيل اختراق تلك الأسواق، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الشركات المحلية في دولة الإمارات والشركات العالمية في تلك الدول.
ترويج دولي
تعمل مكاتب مؤسسة دبي لتنمية الصادرات التجارية والمتوزعة عالمياً على دراسة الفرص التصديرية لديها وكذلك الأسواق المجاورة، ويتم العمل على فتح واستحداث قنوات جديدة للدخول في تلك الأسواق، ومن ثم ستشهد الفترة المقبلة الترويج للشركات المحلية والإماراتية عبر سلسلة من البعثات التجارية والمعارض الدولية وعقد اللقاءات الثنائية واللقاءات الجماعية مع الموردين ورجال الأعمال من تلك الدول.
اهتمام روسي واسع بالفرص التجارية مع دبي
شــارك عــدد مــن الخبــراء والشركــات الروسيــة في منتديات الأعمــال، الــذي تم تنظيمهــا من قبل مؤسسة دبــي لتنميــة الصادرات، في كل من موسكــو وســان بطرسبورغ، ثاني أكبر المــدن في روسيــا، وأبدى مجتمع الأعمــال المحلـي اهتمامــاً واسعــاً لاستكشــاف الفرص التجارية والاستثماريــة مع الشركــات الإماراتيــة فــي دبــي.
واطلع أعضاء الوفد في سان بطرسبورغ على الخدمات التي يقدمها مكتب مؤسسة دبي لتنمية الصادرات في موسكو، ولفت علي إبراهيم إلى أن مكاتب المؤسسة التجارية والمتوزعة عالمياً تلعب دوراً محورياً في دعم المصدرين على المستوى المحلي من خلال العديد من البرامج المعدة خصيصاً لهم..
وعليه تخدم المكاتب الخارجية أهداف حكومة دبي وتوجهات القيادة الرشيدة في توثيق آليات التجارة الثنائية بين إمارة دبي والأسواق الواعدة، إلى جانب تعزيز الشراكات بين الجانبين للاستفادة من الفرص الحالية والمحتملة في الأسواق الخارجية. البيان - موسكو