لا يختلف اثنان على أن دبي والإمارات بشكل عام طوّرت نفسها لتتحول إلى أهم مركز لسفر الأعمال والوجهة الأكثر جذباً لسياحة الاجتماعات والمعارض والمؤتمرات في المنطقة وربما في العالم.
قال حمد بوعميم، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي في تصريحات لـ ( البيان الاقتصادي) إن دبي اليوم باتت الوجهة الرائدة عالمياً لسياحة الأعمال والمعارض والمؤتمرات، فأضحت مركزاً عالمياً يستقطب الاستثمارات والتجارة الأجنبية في جميع القطاعات الاقتصادية ومقراً لآلاف الشركات العالمية التي نقلت أعمالها إلى دبي وأضاف:« يشكل هذا القطاع ركيزة مهمة من ركائز اقتصاد دبي..
ففي عام 2014 سجل مركز دبي التجاري العالمي، أكبر جهة منظمة للفعاليات في المنطقة، نمواً في عدد الزوار قدره 12% مقارنة بالعام السابق وبلغ عدد الزوار 2.45 مليون حضروا 435 فعالية تجارية، ويتوقع أن يستمر التوسع في هذا القطاع حتى اكسبو 2020، حيث استطاعت الإمارة بناء علامة تجارية قوية في تنظيم الفعاليات والمعارض الدولية.
وأشار بوعميم إلي أن الغرفة نظمت العديد من المؤتمرات الكبرى خلال العام الماضي، فقد استضافت الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي تحت شعار «شراكات مبتكرة لمستقبل اقتصادي واعد»، وشارك 181 متحدثاً بارزاً ومؤثراً في المشهد الاقتصادي للمنتدى. ونظمت الغرفة أيضاً الدورة الثانية للملتقى العالمي الإفريقي للأعمال تحت شعار «واقع متجدد - تواصل متعدد»..
وحضر حوالي 1000 مشارك من 63 دولة حول العالم أبرزهم رؤساء دول ووزراء وصناع القرار من القطاعين الحكومي والخاص. وقد زار غرفة دبي خلال العام 2014 حوالي 2000 شخصية اقتصادية وحكومية ضمن وفود من اكثر من 60 دولة حول العالم. وستشهد الغرفة مؤتمرات مهمة خلال العام المقبل تسلط الضوء على قطاعات اقتصادية مختلفة ومهمة كالتجزئة وفرص الاستثمار في الأسواق الواعدة.
وقال كوتشا بواتشيــدزه القنصــل العــام الروسي فــي دبي في تصريحات لـ ( البيان الاقتصادي) أن 750 ألف سائح روسي زاروا دبي في العام 2014 نحو 10 % منهم كانت زياراتهم زيارات أعمال ولحضور المؤتمرات والقمم والمعارض. وأضاف بواتشيدزه أن تدفق الروس على كبرى المعارض التي تستضيفها دبي والإمارات بشكل عام على مدار العام كان بارزاً.
وأشار بواتشيدزه إلي الأزمة الاقتصادية التي تشهدها روسيا بفعل العقوبات الغربية والتي تسببت في تراجع الروبل الروسي قائلاً إن الروبل وهي عملة روسيا وصل انخفاضها إلي 84% في غضون عام واحد مما تسبب في تراجع تعداد السياح الروس المتدفقين على الإمارات بنحو 40 إلي 50 % .
من جانبه قال ستين جاكوبسن مدير إدارة المؤتمرات وسياحة الأعمال بدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي في تصريحات سابقة على الموقع الرسمي للدائرة إن هناك جهوداً مبذولة من الجهود المبذولة لزيادة عدد زوار الإمارة من رجال الأعمال بنسبة 50% إلى 75% حوالي 3.5 ملايين سائح. وذلك تنفيذًا لرؤية 2020 للقطاع السياحي ، مشيراً إلى أن قطاع تنظيم الفعاليات لا يزال في نمو مستمر وذلك بسبب المزايا التي تتمتع بها دبي في هذا المجال.
ويعمل القطاع الحكومي والقطاع الخاص معاً ضمن رؤية دبي السياحية 2020 من أجل مضاعفة عدد السياح في دبي في العام 2020 ليصل إلى 20 مليون سائح في السنة مقارنة بـ 10 ملايين سائح زاروا الإمارة في العام 2012. وتهدف هذه الاستراتيجية تسعى إلى مضاعفة عدد سياح الترفيه في الإمارة ليصل إلى 17 مليون سائح في العام 2020 وزيادة عدد سياح الأعمال من 50% إلى 75% ليصل إلى حوالي 3.5 ملايين سائح.
وتستحوذ دبي على 50% من إجمالي الفعاليات التجارية لمنطقة الشرق الأوسط، وأضاف أن مدينة دبي حريصة على أن تقدم قيمة جيدة مقابل المال لرجال الأعمال وكذلك زوار الترفيه، كما تعمل دبي على زيادة حصتها من سوق الاجتماعات الدولية أيضاً.
وتجذب فعاليات الأعمال التجارية في دبي المسافرين من رجال الأعمال في العالم. وتقوم دبي بتقديم تسهيلات لا مثيل لها للعارضين والزوار لاستضافة مؤتمرات لأعمال ذات مستوى عالمي. من مؤتمرات طبية إلى مؤتمرات أعمال تجارية ومؤتمرات دولية، تجمع خلالها دبي الشركات العالمية والعملاء معاً.
وطبقاً لمؤشر التنافسية السياحية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي 2015 فإن الإمارات قامت بتشييد بنية تحتية فريدة لجذب الزوار التجاريين والترفيهين، حيث تفوقت الإمارات على كثير من الدول في جذب السيح مثل ماليزيا وتايلاند والهند ولوكمسمبورغ والدانمارك والبرازيل.
وقال كلوانت سينغ رئيس المجلس الهندي لرجال الأعمال والمهنيين لـ ( البيان الاقتصادي)، إن صناعة السياحة في الإمارات ستستمر للتوسع في العام 2015 ، مع نمو 7.6 % على أساس سنوي في عدد السياح الوافدين و 9.3 % زيادة في الإيرادات السياحية وفقاً لتقرير صادر عن مجلة ( بيزنس مونيتور إنترناشيونال).
النظرة المستقبلية لقطاع السياحة في الإمارات يبدو مشرقاً. وقال التقرير إن نتوقع نمواً قوياً في عدد السياح الوافدين، عائدات السياحة وقيمة صناعة الفنادق. وتوقع التقرير أن يجتاز إجمالي إيرادات السياحة حاجز 20 مليار دولار في عام 2015.
وسوف يصل تعداد السياح القادمين للدولة 16.47 مليون سائح، ومن المتوقع أيضا أن يصل تعداد المسافرين إلى الخارج 2.64 مليون سنوياً هذا العام. ومن المتوقع أيضاً نمو صناعة الفنادق والمطاعم بنسبة 16.65٪ لتصل إلى 10.84 مليارات دولار.
وأضاف سينغ أن 1.5 مليون سائح هندي زاروا دبي منهم نحو 20-25 % سياح أعمال لحضور القمم والمؤتمرات والمعارض التي تستضيفها دبي على امتداد العام.
وأشار سينغ إلى أن دبي احتفظت بأعلى مرتبة في منطقة الشرق الأوسط في اجتماعات الرابطة الدولية، وصعدت 19 مرتبة عالمياً لتصل إلى المرتبة الـ 44 في 2014 متقدمة من المرتبة 63 في عام 2013. تصنيف الجمعية الدولية للمؤتمرات.
وأضاف سينغ أن اتحاد الجمعيات الدولية في قال في تقرير نشره مؤخراً إن دبي قفزت قفزات هائلة إلى الأمام في استضافتها لعدد من الاجتماعات الدولية، حيث استضافت 146 اجتماعاً دولياً في عام 2014، مقارنة مع 80 في عام 2013، لتقفز دبي من المرتبة 21 إلى المرتبة الـ 14 عالمياً.
من جانبه، قال باسكال مانييه ممثل فرنسا ودول البنلوكس في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي لـ(البيان الاقتصادي) إن عمله هو الترويج لدبي في فرنسا ودول البنلوكس، المؤلفة من بلجيكا وهولندا ولوكسمبرغ. ووصف مانييه السوق الفرنسية بالسوق المتينة والتي تضاعف نموها بأرقام ثلاثية خلال السنوات العشر الأخيرة..
وأشار إلى أن السوق الفرنسية هي سوق تنافسية، وبالتالي، فإن السياح الفرنسيين المتدفقين على دبي أرقامهم كبيرة، مقارنة بدول أوروبية أخرى، مثل المملكة المتحدة وألمانيا.
وقال مانييه إن فرنسا دائماً ما تكون أقل تأثراً بالأزمات، مقارنة بدول أوروبية أخرى، وبالتالي، قدرة السياح الفرنسيين على السفر بشكل عام تبقى مستمرة رغم الأزمات التي قد يشهدها العالم. وتوقع مانييه أن يكون قد تدفق على دبي 200 ألف سائح فرنسي في عام 2014، أي بنمو في تدفق السياح بنسبة 10 % مقارنة بعام 2013 .
تقديراتنا وهدفنا أن نرى وجهة دبي في فرنسا تصل إلى 10 % نمواً في تعداد السياح، والذي سيكون أداءً حقيقياً وخاصة مع وجود انخفاض عام في تعداد السياح الفرنسيين للبلدان العربية ما بين -15 إلي -50% بعد العديد من الهجمات الإرهابية التي قامت بها مجموعات مرتبطة بتنظيم داعش في فرنسا، وشمال أفريقيا ومصر منذ أكتوبر العام الماضي.
مع الإشارة إلى أنها توقعات، حيث إن الإحصاءات الرسمية لم تخرج بعد. أما بالنسبة لبلجيكا، فأرقام السياحة ليست بالضخمة، فقد بدأت طيران الإمارات منذ سبتمبر العام الماضي فقط تسيير رحلات مباشرة إلي بلجيكا.
كوني المسؤول عن وجهة دبي فقط وليس الإمارات كلها، يمكننا فقط أن نقدم الأرقام والتقديرات المتعلقة فقط بدبي. وبالتالي، ما نعرفه عن الأرقام ذات الصلة والتي أظهرها مسح العملاء الذي أجري بنهاية عام 2014 ، فإن تلك الأرقام تظهر أن 21٪ من الزوار من الخارج يأتون لغرض تجاري. وأن ما يقرب من 2.770 مليون زائر دولي يأتون لغرض تجاري منهم 43 ألف فرنسي زاروا دبي بغرض تجاري .
سياحة المؤتمرات
توقعت ميسي فرانكفورت الشرق الأوسط شركة تنظيم المعارض والمؤتمرات أخيراً استمرار نمو صناعة سياحة المؤتمرات والمعارض في الإمارات، حيث تتوقع التقارير أن تصل نسبة النمو إلى 7 % بفضل التجهيزات والتحضيرات لتنظيم معرض اكسبو2020.
وطبقاً لأحمد باولس الرئيس التنفيذي للشركة، أن يولد القطاع 2.39 مليار درهم سنوياً في الاقتصاد الوطني ومن المتوقع أن ينمو إلى 5.1 مليارات درهم بحلول 2020.
وتشير التقديرات إلى أن دبي وحدها تستحوذ على 27 % من الأحداث التي تقام في الشرق الأوسط وبحلول 2020 من المنتظر أن تستقطب من 3 إلى 4 ملايين زائر تجاري يبلغ عدد الزوار التجاريين لسياحة المؤتمرات والمعارض منهم حالياً حوالي 900 زائر، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد ليصل إلى 1.7 ـ 1.9 مليون زائر وهو ما يفرض منافسة أقوى إلى جانب تشبع السوق باللاعبين الكبار في الصناعة.
سياحة الاجتماعات من أكثر القطاعات ربحية في القطاع
أكدت دراسة أجرتها شركة الاستشارات الإدارية الإستراتيجية (بوز أند كومباني سابقاً) أن الإمارات تحظى بأقوى نموذج لسياحة الاجتماعات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وأن دول الخليج تتمتع بوضع ممتاز لتصبح بمثابة مراكز اجتماعات عالمية بفضل نشاطها التجاري المتنامي، وموقعها الجغرافي المركزي، وارتقاء وضعها بوصفها مناطق واعدة لسياح الأعمال.
وكشفت الدراسة أنه في الوقت الراهن يندرج 5 % فقط من السياح تحت فئة سياحة المعارض والمؤتمرات، التي تُعرف كذلك باسم سوق سياحة الاجتماعات.
ويُنظر إلى السياح من هذه الفئة على أنهم ينفقون أكثر من السياح الآخرين، ويقطنون في الفنادق الفاخرة التي تنعقد بها الاجتماعات غالباً، ويتناولون الغذاء في المطاعم الباهظة الثمن، ما يجعلهم عملاء مرغوباً بهم أكثر من غيرهم. ويُمثل إنفاق سياح هذه الفئة نحو 11 دولاراً من كل 100 دولار يُنفقه السياح، وهي نسبة مرتفعة بشكل غير متناسب مع نسبة سياح هذه الفئة البالغة 5 %.
وتُحدد الدراسة قطاع الاجتماعات باعتباره واحداً من أكثر القطاعات ربحية في صناعة السياحة، حيث إن رجال الأعمال الذين يسافرون إلى بلد لحضور معرض تجاري أو مؤتمر يميلون إلى الإنفاق أكثر بكثير من الزوار الآخرين.
وخلصت الدراسة إلى أنه بمقدور البلد الذي يجعل من نفسه مكاناً متميزاً لاستضافة الاجتماعات والمعارض والمؤتمرات، أن يستقطب أعداداً كبيرة من الزوار من رجال الأعمال الأجانب.