أشاد خبراء عالميون بالدور الرائد الذي تقوم به الإمارات في محاربة القرصنة والسلع المغشوشة والمهربة.
وأكد الخبراء أن دولة الإمارات حققت إنجازات ونجاحات كبيرة في هذا المجال في سعيها لتكون مركزاً عالمياً للنقل والخدمات اللوجستية والاتصالات.
وقال آدم بلاكويل رئيس مجلس مخاطر الاقتصاد الخفي التابع لقمة مجالس الأجندة العالمية: إن المجلس سيبحث أحدث التقارير عن الاقتصاد الخفي في العالم والذي يشمل السلع المقلدة والمهربة والمغشوشة والتي يصل حجم سوقها إلى ثلاثة تريليونات دولار، وتتفوق بذلك عن حجم اقتصادات الدول الصناعية السبعة الكبرى.
وأوضح أن السلع المغشوشة والمقلدة في العالم تنتشر في غالبية القطاعات الاقتصادية وبصفة خاصة قطاع الأدوية، موضحاً أن قيمة الأدوية المغشوشة في العالم تتجاوز 200 مليار دولار، حيث تنمو تجارة الأدوية المغشوشة بشكل متسارع للغاية واكبر من نمو الاقتصاد الرسمي والحقيقي في العالم، كما أنه من الصعوبة أن يتم تحديد الدول الرئيسة المتورطة فيه.
ونوه بأن الدول الفقيرة والنامية هي المتضررة الأكبر من الاقتصاد الخفي، حيث تباع منتجاته فيها بكثافة وبأسعار أقل للغاية.
ولفت إلى ان التكنولوجيا لعبت دورا سلبيا في انتشار الاقتصاد الخفي عن طريق عمليات البيع عبر الانترنت، مشيرا إلى أن 50 % من التبغ العالمي مقلد ومهرب.
قمة مهمة
وحول قمة أبوظبي أوضح أن هذه القمة مهمة للغاية وتشكل فرصة هائلة لجمع أفضل العقول في العالم لمناقشة التحديات الكبيرة التي يواجها العالم خاصة وأن العولمة الاقتصادية جعلت العالم أكثر قربا وهذا يقوي اثارها السلبية على العالم والتي لن تختفي قريبا حيث مازالت تعاني منها كثير من دول العالم.
وأوضح أن هناك تطورات إيجابية على صعيد العالم في محاربة الاقتصاد الخفي، مشيرا إلى أن حكومات ومنظمات دولية تحارب هذا الاقتصاد بالتشريعات والقوانين الجديدة وإجراءات الدخول والخروج الحازمة جدا، وبلا شك فإن إتاحة الفرصة أكبر للقطاع الخاص لينمو بسلاسة ستؤدي إلى تقليص هذه الظاهرة.
وأوضح أن مجلس مخاطر الاقتصاد الخفي يعد من المجالس حديثة النشأة في منتدى الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى ضرورة وجود هيئة أو مجلس يتابع أنشطة هذا الاقتصاد ويكشفها للرأي العام العالمي ويطرح الحلول لأي مشكلات يواجها ولابد أن تتعاون الحكومات والمنظمات الدولية مع هذا المجلس مستقبلا.
ونوه بأن المجلس أصدر تقريرا شاملا عن الاقتصاد الخفي وكشف ألاعيبه بصورة واضحة، ومن المهم أن تحارب الحكومات هذا الاقتصاد لأنه يقلل ويحد من عائدات الضرائب التي توفر الأموال الكافية لخلق الوظائف الجديدة، وبلا شك فإن هذا الاقتصاد يضر بالقطاع الخاص في العالم.
وذكر أن شبكة الإنترنت أتاحت مجالا أوسع لانتشار السلع المغشوشة والمهربة، لافتا إلى أن سعر علبة دواء للسرطان في أميركا مثلا تباع في الصيدليات بنحو 150 دولارا، بينما تباع هذه العلبة على شبكة الإنترنت بربع هذا السعر، وللأسف ثبت أن غالبية أدوية الإنترنت مغشوشة ومقلدة.
مجلس النساء العالمي
وأعربت لويرا ليس وود الأمين العام لمجلس النساء العالمي ومقره في الولايات المتحدة الأميركية عن سعادتها بالمشاركة في قمة أبوظبي، مشيرة إلى أن المجلس يضم نحو 50 سيدة من كبار سيدات العالم من بينهن ثلاث من الإمارات وهن معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي ومعالي ريم الهاشمي وزيرة الدولة وفاطمة الجابر العضو السابق لمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي اللواتي يمثلن نسبة 2% من العضوية العامة.
وأوضحت أن دولة الإمارات باستضافتها للقمة تكشف للعالم عن الكثير من الإنجازات التي حققتها وخاصة على صعيد تمكين المرأة، فإن حصة حضور المرأة الإماراتية في الاقتصاد والعمل كبيرة وملفتة للنظر، كما أنها ساوت بين الجنسين وتجربة الإمارات في دعم المرأة سباقة ومتميزة للغاية.
وذكرت أن النجاح الكبير للمرأة في الإمارات يرجع لدعم القيادة السياسية التي تمتلك رؤية منفتحة كبيرة على العالم وتوفر للمرأة كل حقوقها وكل الأجواء المناسبة للتميز والانطلاق.
وقالت، «المرأة لها في الإمارات دور ريادي ومحظوظة للغاية، فهي متواجدة في كل القطاعات وهي وزيرة وسيدة أعمال ومديرة وتحصل على كل حقوقها وسمعتها العالمية مشهودة، كما أنها حصلت على حقوقها كاملة ومازالت القيادة الحكيمة تدعمها بقوة».
وأشارت أن نسبة مشاركة المرأة في القطاعات الاقتصادية في العالم لا تتجاوز نسبة 5%، بينما تزيد نسبة مساهمتها في الأنشطة السياسية على 20% وهناك دول رائدة في هذا المجال أبرزها فنلندا والسويد.
واشاد ساترو نيشكيكاوي المدير التنفيذي لمركز اليابان للتطوير والبحث التنموي بالمشاركة في قمة أبوظبي للمرة الثالثة، مشيرا إلى أنه سيشارك في مجلس المخاطر والكوارث والأزمات في العالم. وأوضح أن وجود دولة الإمارات بعمرانها الضخم ومشاريعها العملاقة في بيئة صحراوية جافة في العالم يعد تحديا كبيرا للجميع ودليلا على العزيمة القوية لحكامها وشعبها خاصة وأن هذه الدولة تحقق نموا اقتصاديا استثنائيا في المنطقة.
نمو قوي
وأوضح أن اقتصاد الإمارات ينمو بقوة وتؤكد كل المؤشرات على أن الإمارات تجاوزت تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم 2008 ومازالت تداعياتها موجودة في كثير من دول العالم.
وأوضح أوليفر كان مدير العلاقات الإعلامية في المنتدى الاقتصادي العالمي أن الإمارات شريك رئيس للمنتدى في معالجة قضايا التنمية في العالم، مؤكدا على أهمية قمة أبوظبي.
وقال، «قمة أبوظبي مهمة للغاية، حيث يتناقش أكثر من ألف خبير عالمي حول السبل الكفيلة بالتغلب على مشكلات العالم وطرح هذه الحلول على قمة دافوس في سويسرا يناير المقبل».
وذكر أن القمة ستناقش 9 تحديات رئيسة أبرزها الثورة الصناعية الرابعة ومدن المستقبل والهجرة، وهي تحديات كبيرة وخطيرة وتحتاج إلى تعاون دول العالم لوضع الحلول لها.
ونوه بأن أكثر من 120 صحافيا من 20 دولة سيقومون بتغطية أعمال القمة على مدار أيامها الثلاثة.
ولفت إلى أن الإمارات تقوم بدور قيادي على المستوى الاقتصادي العالمي، كما تقوم حاليا بتطوير استراتيجية اقتصادية متكاملة واقتصاد مبني على الابتكار،
وذكر أن القمة ستناقش خلال أعمالها أهمية استضافة أبوظبي لقمة التصنيع العام المقبل وابرز القطاعات الاستراتيجية التي سيتم التركيز عالميا لتطوير قطاع الصناعة في الدولة وإيجاد المزيد من فرص العمل خاصة للمواطنين الإماراتيين.
ولفت إلى ابرز تحديات يواجها العالم حاليا تتمثل في الزراعة والأمن الغذائي وإيجاد الوظائف والمهارات واستمرار النمو الاقتصادي والاندماج الاجتماعي وتطوير البنية التحتية والاستثمار طويل الأجل مستقبل النظام الاقتصادي العالمي بجانب مستقبل الانترنت والبيئة وامن الموارد.
وأشار في هذا الصدد إلى أن عدد سكان العالم يزيد 2 مليار نسمة حتى عام 2050 ليصبح عدد سكان العالم 9 مليارات نسمة وسط تحديات كبيرة تتعلق بالوظائف وخلق فرص العمل.
وقال ميروسلاف دوشك رئيس قسم منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا للمنتدى الاقتصادي العالمي وعضو اللجنة العليا للمنتدى الاقتصادي العالمي في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي»: إن الإمارات أصبحت ثقلا في صناعة القرار العالمي.
وأضاف أن اختيار المنتدى الاقتصادي العالمي للإمارات لعقد قمة مجالس الأجندة العالمية سنويا فيها يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها المنتدى للإمارات، قائلا: انه ورغم تأثر عدد من بلدان العالم بالتراجع الكبير في أسعار النفط إلا أن الإمارات والتي نوعت اقتصادها لا تزال تحقق النمو مما يعزز ثقتنا في الإمارات وفي عقد قمة مجالس الأجندة العالمية والتي تجمع الخبراء وصناع القرار والأكاديميين وأصحاب العقول من مختلف مناطق العالم سنويا على أرضها لوضع المقترحات والحلول للكثير من الأزمات التي يواجها العالم اليوم.
ثقة كبيرة
وأكد ميروسلاف على ثقة المنتدى الاقتصادي العالمي الكبيرة بالإمارات وبقدراتها وبنموها، قائلا إن المسح السنوي لهيئة المشكّلين العالميين لعام 2015 خلص إلى أن الدولة هي الأولى على مستوى العالم ضمن قائمة وجهات الأسواق الناشئة المراد العمل فيها لجيل الألفية الجديدة.
وأضاف أن المسح الذي شمل 1000 من الشباب ممن تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 من مختلف أنحاء العالم خلص إلى أن الإمارات هي الأولى عالمياً لتحقيق الأهداف المهنية في قائمة الأسواق الناشئة، وبأنه عندما سئل الشباب عن الدولة التي يرغبون الانتقال إليها لدفع حياتهم المهنية إلى الأمام، اختار المشاركون الإمارات على حساب الصين والبرازيل وجنوب افريقيا والهند رغم حجم الاقتصاد الهائل لدول بريكس.
ويعتبر مسح المشكّلون العالميون السنوي لعام 2015 الأكثر تنوعاً جغرافياً فيما يخص جيل الألفية الجديدة، حيث شمل 125 بلداً ومدينة، وبالتالي تلك النتائج تؤكد على أن خيارنا للإمارات لاستضافة قمة مجالس الأجندة العالمية سنويا هو الخيار الصائب.
وأشاد ميروسلاف برؤية الإمارات في حقل الابتكار واختيارها عام 2015 عاما للابتكار، قائلا بأن منتدى الاقتصادي العالمي يشجع هذا التوجه المهم القادر على خلق الاستدامة، ان مجلس الابتكار أحد المجالس الـ 86 لقمة مجالس الأجندة العالمية لهذا العام في أبوظبي سيركز على الابتكار مما يخدم تطلعات الإمارات الابتكارية كما ستخدم توصياتها الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يناير المقبل.
وأضاف ميروسلاف بأن قمة مجالس الأجندة العالمية والتي انطلقت بالأمس في أبوظبي سيركز أعضاء مجالسها على 9 تحديات عالمية كان قد حددها المنتدى، تستدعي التعاون بين القطاعين العام والخاص في صناعات ومجالات ومناطق مختلفة. وستشكّل هذه التحديات جزءاً مهماً من جدول أعمال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2016 في دافوس.
قال محمود نور عمدة مدينة مقديشو الصومالية الأسبق والمشارك في «جلسة النزاعات» إحدى جلسات قمة مجالس الأجندة العالمية: إن الإمارات لعبت دوراً كبيراً في استقرار الصومال.
وأضاف بأنه كان الأكثر دراية واطلاعا من موقع منصبه بالجهود الكبيرة والحثيثة التي بذلتها الإمارات في تحسين حياة الصوماليين، حيث قامت الإمارات ببناء المدارس والمستشفيات ومراكز التدريب للجيش الصومالي وقدمت مساعدات إنسانية كبيرة للصومال وبالتالي كانت ولا تزال الإمارات داعما كبيرا للصومال.
وحذر محمود نور من مخاطر الفقر والبطالة بين الشباب والتي قد تقود إلى جنوح الشباب العربي والمسلم نحو الجماعات المتطرفة، واضاف أن الصومال عانى من هذه المشكلة الكبيرة والخطيرة ومن النزاعات القبلية ومن البطالة والفقر، وأن انعدام وجود فرص عمل تجعل التنظيمات الإرهابية تسعى إلى استقطاب الشباب، وفي الحالة الصومالية يقوم الإرهابيون «حركة الشباب المجاهدين» باستمالة الشباب الصومالي.
وخاصة أن هؤلاء الشباب لم يذهبوا قط للمدارس ولم يتلقوا أي قدر من التعليم وليس لديهم أي حرفة ومن ثم يدربون هؤلاء الشباب على استخدام السلاح وهذه مشكلة كبيرة تحتاج إلى حل، والحل يكمن في الحاجة لخلق فرص عمل ومراكز تدريب مهني تدرب هؤلاء الشباب وتعطيهم قدرا من الكرامة.
واكد أن الإمارات أصبحت اليوم ثقلا كبيرا في صناعة القرار العالمي ووصفها باللاعب المؤثر وبالقوة الاقتصادية التي لها تأثير كبير في العالم، ويرى أن استضافة الإمارات لقمة مجالس الأجندة العالمية سنويا إلى جانب العديد من كبرى الأحداث والقمم والمنتديات العالمية تعكس تنامي دور الدولة في المحافل الدولية.
قمة أبوظبي
أكد المتحدثون على أهمية قمة أبوظبي كونها تعقد في دولة تتبنى الابتكار وتحدد له عاماً وهو العام الجاري، خصوصاً ان الإمارات تشكل اليوم مركزا وثقلا اقتصاديا عالميا، ودولة تربط بين الشرق والغرب وبين أوروبا وآسيا وافريقيا وهي ملتقى للتواصل البشري بين أفضل عقول العالم الاقتصادية.
وقالوا، إن مجلس المخاطر سيناقش على مدار يومين ظواهر الكوارث والفيضانات والقرصنة في العالم وهي ظواهر تحدث تغييرات مفاجئة وكبيرة في العالم ولابد من مواجهتها بأساليب علمية، مشيرين الى ان الإمارات بلد لا تواجه مخاطر مثل الزلازل العنيفة أو الفيضانات أو القرصنة بل هي بلد الإنسانية والتعايش والسعادة.
البطالة أبرز تحديات المنطقة
تبحث القمة ضمن أجندتها قضية البطالة التي لا تزال تشكل التحدي الأكبر الذي يواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ويتطلب حل هذه المشكلة قرارات تنظيمية وإصلاحات تتبناها حكومات وبلدان المنطقة خصوصا أن التقرير الذي أصدره صندوق النقد الدولي حديثا بشأن الرؤية الاقتصادية لمنطقة الشرق الأوسط يشير إلى رؤية إيجابية لعدد من بلدان المنطقة بما فيها مصر، حيث اخذت الحكومة المصرية وعدد من حكومات المنطقة إصلاحات بعينها وبدأت بالفعل بالسير على الطريق الصحيح.
ويرى المشاركون في قمة ابوظبي أن توظيف الشباب لا يزال التحدي القائم في المنطقة.