أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن الرؤية الحكيمة والرشيدة لقادة الدولة وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة في العصر الرقمي، حيث التغير التكنولوجي غير المسبوق، لافتاً في هذا السياق إلى تخصيص 2015 عاماً للابتكار في الدولة.
وقال في الكلمة الرئيسية في حفل افتتاح أعمال «الملتقى السنوي للمعهد الملكي لتكنولوجيا المعلومات ــ فرع الشرق الأوسط ــ 2015» الذي أقيم مساء أول من أمس في فندق القرم الشرقي في أبوظبي إنه منذ نشأة الدولة منذ ما يزيد على 44 عاماً كانت الإمارات ولا زالت على موعد مع الإبداع، مؤكداً أن عام الإبداع يستدعي في عقولنا سنوات الإبداع السابقة والتي دشنت أهمية الإبداع في المستقبل.
حضر الافتتاح الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وعدد من أساتذة وطلاب الجامعات في الدولة.
ونوه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بدور الشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات، وقال أنتم اليوم أيها الشباب يتم تكريمكم جراء مساهماتكم الأكاديمية الرائعة في مجال تكنولوجيا المعلومات ونحن نعتمد عليكم كثيراً بأنكم قادرون على جعل كل عام عاماً للإبداع.
استفادة
وأضاف أنه كان لديكم فرصة الاستفادة من الأساتذة الرائعين في كليات التقنية العليا وجامعة الإمارات وجامعة زايد وجامعة خليفة، مؤكداً أن «مؤسسات التعليم العالي تقدم تحدياً فكرياً في مناهج تكنولوجيا المعلومات. وقد أثار انتباهي العديد من الموضوعات مثل الخصوصية والملكية الفردية والأمن والبيانات الكبيرة».
خصوصية
ولفت إلى أنه قد أثيرت العديد من الأسئلة حول الخصوصية في كل جوانب تكنولوجيا المعلومات والبيانات وقواعد البيانات واسترجاع البيانات ونقل البيانات ومعالجة البيانات.. وقال «معظم الأسئلة تولد العديد من الإجابات ولكن اختيار أفضل الإجابات أمر صعب.
فالخصوصية والممارسات الفعّالة في كثير من الأحيان يبدو أنهما مختلفان. فعندما يستخدم متخصصو تكنولوجيا المعلومات تكنولوجيا الحاسوب لتلبية احتياجات قطاعات الأعمال والحكومة والرعاية الصحية والمدارس وعشرات من المنظمات الأخرى فإن مسألة الخصوصية لن تذهب بعيداً».
مسألة الأمن
وأضاف أن «محترفي مجال تكنولوجيا المعلومات سوف لا يشعرون بالقلق إزاء مسألة الأمن، فيمكن أن يتأثر أكثر من سبعة مليارات شخص بآفات ومجرمي الإنترنت والإرهاب السيبيري وبمرور كل يوم فإن كمية البيانات في العالم تنمو بإطراد وأن بيانات كبيرة هنا تبقى وتصبح أكثر أهمية من ذي قبل».
وأكد أن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع متحمسة لإمكانات البيانات الكبيرة وقال «نحن واثقون من أننا سوف نكون قادرين على وضع سياسات وبرامج من شأنها إثراء رفاهية شعبنا».
البعد الأخلاقي
وأضاف أن البعد الأخلاقي والخصوصية أمر لا مفر منه في حجم البيانات والأمن والملكية الفكرية.. وقال إن «المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات يتحملون عبئاً أخلاقياً ثقيلاً إذ أن الاقتصادات والمجتمعات والنمو الثقافي تعتمد جميعها بشكل متزايد على القدرات التكنولوجية والخيال البشري، فالحلول المقدمة من قبل المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات يجب أن تكون ذات بعد أخلاقي».
وشدد على أنه يجب ألا تنتج أية أضرار لأي إنسان جراء الإجراءات الخاصة بتكنولوجيا المعلومات، معرباً عن ثقته بأن الجانب الأخلاقي سيكون ملهماً لدى المبدعين في مجال تكنولوجيا المعلومات وصناعة المستقبل الذي ينتج عن مجهوداتكم.
تكريم
وكرم المنتدى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لرعاية معاليه لأعمال المنتدى ودوره في دعم وتعزيز الجهود المبذولة على مستوى الدولة في مجال تكنولوجيا المعلومات.. وقام المهندس عادل الكاف الهاشمي رئيس منتدى المعهد الملكي لتكنولوجيا المعلومات ــ فرع الشرق الأوسط.. بتقديم درع تذكارية من المنتدى لمعاليه تقديراً واعتزازاً بجهوده في دعم أنشطة المعهد في الدولة.
كما قام معالي الشيخ نهيان بن مبارك يرافقه المهندس عادل الكاف الهاشمي بتقديم درع تذكارية من المعهد للدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية لدور المركز في دعم أعمال المعهد ورعاية الاحتفال.
وقام يرافقه المهندس عادل الكاف الهاشمي رئيس منتدى المعهد الملكي لتكنولوجيا المعلومات ــ فرع الشرق الأوسط بتكريم الشركات الراعية للمنتدى وأساتذة وطلاب الجامعات المتقدمين في مجال تكنولوجيا المعلومات.
مبادرات
من جانبه أكد المهندس عادل سالم الكاف الهاشمي رئيس المعهد والمنتدى أن عقد هذا المنتدى السنوي يأتي في إطار المبادرات التي تنجزها الإمارات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للانتقال بمجتمع الإمارات إلى مرحلة الحكومة الإلكترونية والعمل بكل جد للوصول إلى الحكومة الذكية في غضون الفترة القليلة المقبلة.
ونوه المهندس الهاشمي بالخطوات التي قطعتها الإمارات في مجالات التطبيقات التكنولوجية والذكية في مختلف القطاعات بما أهلها لتبوؤ مركز متقدم على الصعيدين الإقليمي والعالمي في استخدام التكنولوجيا الحديثة وخصوصاً في مجالات الشبكات الذكية والمجتمعات الحديثة..
وقال إننا نستمد العزم في عقد هذا المؤتمر من التوجيهات السديدة لصاحب السمو رئيس الدولة بقوله «إنه ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه ليس بمقدور أية دولة منفردة مهما بلغ شأنها ومهما بلغت مواردها أن تواجه بنجاح تحديات العصر الحديث وإفرازاته المتسارعة في مجال تقنية المعلومات إلا باستنارة للانفتاح الاقتصادي والبناء الاجتماعي والازدهار العلمي والثقافي».
مكانة
وأوضح المهندس عادل الهاشمي أن استضافة هذا المنتدى في العاصمة أبوظبي ترسخ من مكانة أبوظبي كوجهة رائدة لتكنولوجيا المعلومات بالعالم وتعزز ما تتميز به من بنية تحتية متطورة حديثة، وذلك في إطار استراتيجيتها الشاملة بالتحول إلى اقتصاد المعرفة ويعزز تنافسية الإمارات عالمياً وفقاً لأجندة السياسة العامة لحكومة إمارة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030 وفق أحدث الممارسات العالمية ويسلط الضوء على تطبيق مفهوم الاستدامة.
وأقيم على هامش المنتدى معرض شاركت فيه العديد من الشركات والمؤسسات الوطنية والتعليمية المحلية المتميزة قدمت فيه أحدث ما توصل إليه سوق تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر.
خطوات متسارعة في التطبيقات الذكية
أعرب الدكتور جمال السويدي عن سعادته بتنظيم المعهد الملكي لتكنولوجيا المعلومات - فرع الشرق الأوسط «المنتدى السنوي للمعهد 2015» في أبوظبي، مؤكداً أن الإمارات تسير بخطوات متسارعة في مجالات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها الذكية بمختلف التخصصات مع الحرص على تطبيقها والتعامل بها ما يضعها في مرتبة متقدمة عالمياً في هذا الشأن.
وقال إن جهود القيادة الرشيدة للدولة المتحدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تؤكد الحرص الدائم على ربط منظومة التعليم والاقتصاد والابتكار وغيرها بأحدث تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الذكيَّة التي تتزايد يوماً بعد يوم وأصبحت مجالاً للتنافس العالمي.
وأضاف أن حجم المشروعات في إمارة أبوظبي حتى عام 2020 ودور تكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الذكية وتطبيقات الاستدامة والحفاظ على البيئة فيها تعكس اهتمام القيادة الرشيدة لدولة الإمارات بالتحول إلى اقتصاد المعرفة وتعزيز تنافسيتها إقليمياً وعالمياً.
أعضاء
أعرب فيليب بارام سفير المملكة المتحدة لدى الدولة عن سعادته بانعقاد هذا المنتدى الذي يقام في العاصمة أبوظبي، لافتاً إلى الأهمية التي يتمتع بها المعهد الذي يعتبر من المؤسسات المهنية العالمية الرائدة ويضم 80 ألف عضو من 100 دولة بالعالم ويسهم في توفير فرص عمل جديدة ورفع مستوى الإبداع التقني بالتعليم مما له الأثر الإيجابي في دعم الاقتصاد الإماراتي المعرفي.