العالم يستكشف الفرص في أفريقيا عبر دبي (غرافيك)
أكد معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاحية المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال والذي انطلق أمس تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، أن دولة الإمارات اليوم هي ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم وفقا لتقرير التجارة الدولي الصادر عن منظمة التجارة العالمية.
ومن حيث الاستثمارات تعد الدولة وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية في المنطقة وهي الوجهة الأولى في المنطقة العربية وتصنف في المركز الـ22 في مؤشر الاستثمار العالمي للعالم الجاري وبلغت قيمة الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات العشر الماضية 100 مليار دولار ونتوقع أن تتجاوز تلك الاستثمارات 10 مليارات دولار في العام الحالي 2015.
ودعا المنصوري إلى معالجة قضايا الاستثمار في أفريقيا والبحث عن أجندة مشتركة بشأن الإمكانات المستقبلية لتطوير أفريقيا وخلق نموذج يتماشى معها ومساعدتهم على بناء اقتصادهم، كما تم العمل في الإمارات وخلق نموذج متميز في الاقتصاد.
وأكد المنصوري أن صلة الامارات بالقارة الافريقية ممتدة منذ عهد الأجداد والآباء، وأن التجارة ما بين الإمارات وأفريقيا شهدت ازدهارا عبر طرق مختلفة منذ سنوات طويلة عبر البحر الهندي، ليتطور التواصل وحاليا مزيد من الترابط بين كثير من البلدان العربية والافريقية عبر الناقلات الوطنية للإمارات.
وأشار وزير الاقتصاد إلى أن هناك آلاف التجار الأفارقة يستخدمون دبي والإمارات كبوابة لنقل سلعهم لأجزاء مختلفة من العالم بفضل المراكز اللوجستية المتوفرة في الإمارات مثل المطارات الحديثة وقدرات الاتصالات المتطورة، وتعتبر دبي ضمن اكثر الحاويات تقدما ومركزا للشحن وتعتبر الإمارات اليوم ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم بعد هونغ كونغ وسنغافورة.
واليوم لدى الإمارات علاقات تجارية متنوعة مع العديد من الدول حيث نرتبط عبر اتفاقيات الربط الجوي مع 168 دولة في العالم.
وقال معالي المنصوري إن من الاسباب الرئيسية لنمو تجارة دبي مع أفريقيا هي تلك العلاقات الراسخة مع أفريقيا ونمو طيران الإمارات التي لعبت دورا محوريا في فتح أسواق جديدة للاستثمارات الإماراتية كما عبدت الطريق لتعزيز التجارة والاستثمار مع البلدان الأفريقية عبر 350 رحلة اسبوعيا إلى 27 وجهة إلى أفريقيا.
واضاف معالي المنصوري قائلا نتوقع أن يصل إجمالي زوار أفريقيا إلى دبي 1.5 مليون دولار بحلول عام 2020، وقد سجلت موانئ دبي العالمية نجاحا عظيما في الأسواق الأفريقية وهي اليوم موجودة في ميناء دوارليه في جيبوتي ودكار في السنغال وموبوتو في موزامبيق والسخنة في مصر وفي ميناء الجزائر وميناء جنن.
وقال إن الإمارات تحتل المرتبة 16 في العالم من حيث الصادرات بقيمة 359 مليار دولار في عام 2014، وهي تستحوذ على 28% و33% على التوالي من إجمالي الصادرات والواردات في الشرق الأوسط خلال العام الماضي.
تحديات ومخاطر
دعا معالي المنصوري إلى عدم النظر لأفريقيا على أنها دولة واحدة فهي مشكلة من 54 دولة تتفاوت اسواقها من حيث الأداء، مشيرا إلى أن كل سوق أفريقية من تلك الأسواق فيها فرص اسثمارية فريدة، وتحديات ومخاطر ولا تشكل سوقا واحدة قائلا إن القوانين والتشريعات المرتبطة بالاستثمارات تتباين ما بين دولة أفريقية وأخرى.
ونوه إلى التنويع في الأسواق الامارتية نتيجة تعدد البلدان في القارة الافريقية ووجود 10 بلدان عربية فيها، مشيرا إلى أهمية المنتدى في معالجة القضايا الخاصة بالاستثمار وكيفية مواجه المخاطر، مع عرض للتحديات التي يواجهها المستثمرون الاماراتيون في أفريقيا.
262 مليار دولار واردات السلع الإماراتية في 2014
قال معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد إن الإمارات احتلت المركز 19 في العالم من حيث استيراد السلع والتي بلغت قيمتها 262 مليار دولار في عام 2014 وهي تشكل اليوم إحدى الاسواق الهامة للاستيراد والتصدير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذكر ان تضمين الابتكار وتعزيز الجودة في الاقتصاد ليشكل 5% بحلول 2021، مؤكدا على ان رؤية الإمارات تكمن في وصولها إلى أفضل البلدان بحلول عام 2021.
واكد على أهمية أفريقيا اقتصاديا إذ بلغ معدل النمو فيها 4- 4.5% في الوقت الحالي الذي يشهد تباطؤا في نمو اقتصاد بعض دول العالم.
ولفت إلى ضرورة توحيد الجهود لبناء العلاقات بين البلدين وتنويع فرص الاستثمار في أفريقيا، مشيرا إلى وجوب التركيز على الأمن الغذائي.
ودعا معالي المنصوري إلى ضرورة وجود قوانين وتشريعات وتنسيق أفضل للوصول إلى الاستثمار المأمول في القارة الأفريقية.
وقال معالي المنصوري إن الإمارات أيقنت أهمية مستقبل الأعمال التي تتركز بشكل أساسي في أفريقيا. الفرص الاستثمارية المتنوعة وخاصة في الزراعة والبنية التحتية والتجارة والخدمات اللوجستية والسياحة والتعدين والتجارة والخدمات المالية.
واضاف معاليه أن الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام قد أيقنت أهمية قيادة الاستثمارات الاستراتيجية في الأسواق الأفريقية.
حيث سجلت الاستثمارات الخليجية في البنية التحتية في أفريقيا 30 مليار دولار منها 15 مليار دولار على شكل استثمارات مباشرة بينما 15 مليار دولار الأخرى على شكل مساعدات ومنح وقروض. استثمارات البنية التحتية لدول مجلس التعاون الخليجي في أفريقيا ساهمت خلال العقد الماضي بنحو 7-10% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أفريقيا.
وثمن المنصوري دور الشركات الإماراتية واستثماراتها في الأمن الغذائي، مشيرا إلى وجود الامكانات الهائلة في أفريقيا لما يتوافر فيها من موقع جغرافي متميز وثروات طبيعية ووجود أيد عاملة.
ودعا معالي المنصوري الشركات الموجودة في الإمارات إلى اغتنام الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الأغذية في أفريقيا حيث تمتلك افريقيا أراضي شاسعة خصبة للزراعة وموارد مائية كبيرة ومزارعين محترفين ومتخصصين في الزراعة مما يجعل فرص الاستثمار الزراعي في أفريقيا واعدة مما يتيح فرصا كبيرة للمستثمرين مما يلبي خطط الدولة في تحقيق الأمن الغذائي الذي يعد أولوية استراتيجية لدى حكومة الإمارات قائلا إن هناك فرصا عظيمة للتعاون في قطاع الأغذية والصناعات الغذائية ما بين أفريقيا والإمارات.