انطلقت أمس في عمان أعمال المنتدى الاقتصادي الإماراتي - الأردني الأول تحت شعار «تجسيد لأواصر راسخة.. ابتكار وإرساء لشراكات واعدة» بحضور الدكتور عبدالله النسور رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية. ويترأس المنتدى الذي يستمر يومين معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد ومن الجانب الأردني المهندسة مها علي وزيرة الصناعة والتجارة والتموين.

حضر افتتاح المنتدى بلال البدور سفير الدولة لدى المملكة الأردنية الهاشمية والمهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي وكيل وزارة الاقتصاد للشؤون الاقتصادية وحميد بن بطي المهيري الوكيل المساعد لشؤون الشركات وحماية المستهلك في وزارة الاقتصاد وماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة أبوظبي.

ويركز المنتدى على ترسيخ الشراكات الاستثمارية بمجالات الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة والصناعات الغذائية والسياحة العلاجية.

كما يركز على تعزيز دور القطاع الخاص ومجتمع الاعمال لفتح آفاق وأسواق جديدة للتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الجانبين وإتاحة الفرص لتبادل الخبرات في مجالات التجارة والاستثمار والمشاريع المشتركة.

مثال ونموذج

وأكد معالي المهندس المنصوري أن العلاقة الاخوية التي تجمع بلدينا الشقيقين تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، تعتبر مثالاً ونموذجاً للعلاقة البناءة القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون لما فيه خير البلدين والمنطقة.

وقال إننا نعتبر المملكة الأردنية الهاشمية شريكاً استراتيجياً لنا على مختلف الصعد وخاصة على الصعيد الاقتصادي، ولقاؤنا في عمّان وبحضور شخصيات مهمة في مقدمتها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وجهات من القطاعين الحكومي والخاص ومجتمع الأعمال من البلدين الشقيقين يعكس إرادتنا المشتركة للمضي قدماً بالعلاقات الثنائية وتعزيز أواصر التعاون وتقوية الشراكات خاصة بين مجتمع الأعمال في البلدين.

تطور مستمر للعلاقات

ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت تطوراً مستمراً يستدل عليه بالزيارات المتبادلة لكبار المسؤولين وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات الهادفة لدعم التعاون الاقتصادي، يضاف إلى ذلك النمو الملحوظ في حجم التجارة المتبادلة بين البلدين والتي تجاوزت حاجز الثلاثة مليارات درهم في نهاية 2014 وارتفاع قيمة الاستثمارات الإماراتية في المملكة إلى أكثر من 15 مليار دولار في مشاريع تعود لعشرات الشركات الاماراتية التي تستثمر في القطاعات الحيوية المهمة في المملكة وخاصة القطاعات التي تعزز مسيرة التنمية في الاردن الشقيق

. ولفت الى عدد الرحلات الجوية الاسبوعية بين البلدين تجاوز حاجز الـ90 رحلة، الأمر الذي عزز التبادل السياحي والتجاري بين البلدين، واليوم تستضيف الإمارات أكثر من 170 ألفاً من الأشقاء الأردنيين يعملون في مختلف المجالات والمهن وكان لهم دورهم المشهود في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها بلادنا.

صندوق أبوظبي

وتابع أن هناك العديد من الشواهد المهمة على عمق العلاقات الاخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين الجهود الانمائية لصندوق أبوظبي للتنمية، حيث بلغت قيمة المساعدات التي تلقاها الاردن الشقيق من الصندوق بما فيها منح الحكومة حوالي مليار و400 مليون دولار خصصت لتمويل الكثير من القطاعات والمشاريع التنموية ذات الأولوية وذلك حرصا من قيادتنا الرشيدة على دعم المسار التنموي للأردن الشقيق.

بناء شراكات

ولفت الوزير المنصوري الى انه على الرغم من التقدم الملحوظ والمضطرد في علاقات البلدين وخاصة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إلا أنها لم تصل بعد إلى مستوى العلاقات السياسية الوثيقة بين البلدين. كما أن طموحاتنا تتجاوز الواقع القائم حالياً ونحن على قناعة بأن حجم التبادل التجاري والاستثمار المشترك بين بلدينا لا يزال دون الإمكانيات المتاحة.

وهدفنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى العمل على بناء شراكات أكثر فاعلية واستدامة من خلال المضي قدماً في البحث عن مجالات جديدة ومجزية للتعاون المشترك.. ونحن نعول كثيراً بهذا الخصوص على القطاع الخاص ومجتمع الأعمال لتعزيز علاقات البلدين الشقيقين والدخول في شراكات استراتيجية وخاصة في القطاعات الحيوية التي تخدم خطط التنمية لبلدينا.

تحديات

وقال إن المنتدى يعقد اليوم في ظل مجموعة من التحديات التي تواجه اقتصاديات المنطقة والعالم ولعل أهمها تذبذبات أسعار النفط وتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، لذلك يجب أن نتعاون معاً في سبيل تعزيز القدرات الاقتصادية وتكريس الاستقرار والنمو الاقتصادي لكلا البلدين، حيث يمتلك كلا البلدين مقومات اقتصادية متنوعة... في حال وظفت لها رؤوس الأموال بالشكل السليم فإن المردود الاقتصادي سيكون كبيراً على الجانبين وستسهم تالياً في تعزيز التكامل الاقتصادي الثنائي والانتقال به إلى مستويات غير مسبوقة.

وتابع أن شعار المنتدى «تجسيد لأواصر راسخة.. ابتكار وإرساء لشراكات واعدة» يعتبر اختيارا موفقاً للغاية وله العديد من الأبعاد والدلالات العميقة خاصة وأنه يتوافق مع توجهات الإمارات للتحول نحو اقتصاد المعرفة القائم على الإبداع والابتكار ومع الخطوات الرائدة التي تتخذها بلادنا اليوم لتعزيز مكانة الابتكار في كافة مفاصل الدولة وقطاعاتها والتي توجت مؤخراً بالخطوة التاريخية التي تمثلت باعتماد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قبل بضعة أيام السياسة العليا للإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار والتي تتضمن 100 مبادرة ويبلغ إجمالي الاستثمار فيها 300 مليار درهم في إطار الاستعداد لحقبة ما بعد النفط.

زيادة المبادلات

ومن جانبها أكدت المهندسة مها علي وزيرة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية من المؤمل أن المنتدى سيساهم في تطوير وزيادة حجم المبادلات التجارية والاستثمارية المتميزة بين البلدين الشقيقين والتي تعتبر نموذجاً للعلاقات بين الدول العربية، ويأتي عقد هذا المنتدى الاقتصادي تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه بمحضر اجتماع الدورة الثانية للجنة العليا الأردنية الإماراتية المشتركة التي عقدت في عمان في 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين الشقيقين.

استثمارات

وأكدت أن الاستثمارات الإماراتية الضخمة في المملكة التي استفادت من قانون الاستثمار موزعة على قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة بالإضافة إلى مشروع مرسى زايد ومشروع تشغيل الخدمات البحرية لميناء العقبة ومشروع تطوير حي الكرامة. كما تعد الإمارات المقصد الأول للاستثمارات الأردنية في الخارج، حيث حازت على نسبة 22% من إجمالي الاستثمار الأردني في الخارج وبقيمة مليار دولار تقريباً.

تطور متسارع للعلاقات في كافة المجالات

أكد ماجد الغرير رئيس مجلس إدارة غرفة دبي أن العلاقات بين البلدين الشقيقين تشهد تطورا متسارعاً خلال الفترة الأخيرة في كافة المجالات، حيث تصنف المملكة ضمن أهم الشركاء التجاريين للإمارات على مستوى المنطقة.

وأضاف في كلمة اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات أنه على صعيد قطاع الأعمال يوجد العديد من الشركات الأردنية التي تتخذ من الإمارات مركزاً للانتشار من خلالها إلى باقي أسواق منطقة الشرق الأوسط.

اتفاقيات

وأضاف ان البلدين وقعا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم منها اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات ومذكرة تفاهم واتفاقية بين اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات وغرفة تجارة الأردن، بشأن تأسيس مجلس أصحاب الأعمال الإماراتي ـ الأردني، بالإضافة إلى وجود لجنة عليا مشتركة بين البلدين.. كما أن عشرات الشركات الإماراتية تستثمر مليارات الدولارات في الأردن .

وهناك العديد من الشركات الاردنية التي حققت قصص نجاح انطلاقاً من الإمارات وكان للشركات الاردنية دور مهم في التنمية الاقتصادية بالامارات.

ابتكار

وعبر الغرير عن ثقته بان الابتكار الذي تعتبره الإمارات في مقدمة أدوات تعزيز نموها الاقتصادي وتكريس استدامته بعيدا عن النفط يحظى أيضا باهتمام الأشقاء في الأردن. ونجزم ان القطاع الخاص في البلدين حريص على دعم توجه البلدين بهذا الخصوص.