دعا أحمد بن شعفار الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور» إلى خفض تعرفة الطاقة في قطاع تبريد المناطق في الدولة لتعزيز التنافسية في السوق وتوفير المزيد من المزايا للمستهلكين.

وقال بن شعفار في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» إن تخفيض هذه التعرفة سيجذب المزيد من العملاء من ملاك المباني سواء الوحدات التجارية أو السكنية وبما يتوافق مع رؤية حكومة دبي واستراتيجيتها الهادفة خفض استهلاك الطاقة التقليدية وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة والمستدامة.

وأضاف أن شركات تبريد المناطق تواجه تحديات عدة اليوم بسبب طبيعة السوق التنافسية وهناك تغييرات إدارية عديدة شهدتها هذه الشركات الأمر الذي يتطلب منها مواجهة متغيرات السوق والعمل على الاستجابة لهذه التحديات.

وقال إن وجود سعر موحد لتعرفة الطاقة يعطي للشركات فرصة للتفرغ إلى توفير معايير خدمة أعلى أي أن المنافسة تكون في الخدمات المبتكرة كما أنها ستجذب المزيد من العملاء للاشتراك في هذه الخدمة الأمر الذي يعني خفضاً كبيراً في استهلاك الطاقة على مستوى الدولة وزيادة في أرباح هذه الشركات.

وتوقع بن شعفار نمو أرباح الشركة بنسبة 11 % مع نهاية العام الجاري مع التوسع في عمليات الشركة ومشاريعها الحالية.

تعرفة

وأضاف أن التعرفة التي تقدمها إمباور اليوم وهي أكبر مزود لتبريد المناطق في العالم تعد الأقل في سوق الدولة وهي ماضية في خططها باتجاه المزيد من الخفض في التعرفة خلال العامين المقبلين لأن ذلك يعني خفضاً في استهلاك الطاقة وبنسب كبيرة وتقليل الضغط على شبكات الكهرباء والمياه في دبي، موضحاً أن إمباور تعمل دوماً على تعزيز الوعي ونشر ثقافة تبريد المناطق لما لها مزايا عديدة بالنسبة للمستهلك والشركات المزودة إضافة إلى الاستدامة في الطاقة.

وأوضح بن شعفار أن دبي ووفق استراتيجية 2030 تسير إلى تبريد المناطق بالكامل مشيراً إلى أن إمباور التي تعد اليوم أكبر شركة في العالم في مجال تبريد المناطق تخطط لإنشاء شركة متخصصة في إدارة المرافق وتوفير المزيد من الخدمات للعملاء.

وقال إن خطط التوسع والنمو للشركة ماضية من خلال المزيد من مشاريع تبريد المناطقة والاستحواذ وسيتم الإعلان عنها خلال الشهور المقبلة ومنها إدارة تبريد لأحد المصانع بطاقة تصل إلى 25 ألف طن تبريد كما ستتولى الشركة تبريد 3 بنايات ضخمة في شارع الشيخ زايد.

ونجحت الشركة خلال العام الجاري في خفض نفقاتها بنحو 50 مليون درهم سواء من خلال عمليات إدارية أو إجراءات فنية في عملياتها مثل غرفة التحكم الآلي التي توفر طاقة التبريد للمشاريع وفق احتياجات كل مشروع بدقة مما يعني خفضاً في النفقات والاستهلاك.

خدمات

وتوفر إمباور خدماتها اليوم إلى 800 بناية في دبي من خلال 65 محطة وتتوقع أن يرتفع عدد عملاءها إلى 65 ألف مشترك نهاية العام الجاري مقارنة مع 50 ألف عميل في العام الماضي.

وتتوقع الشركة رفع طاقتها من تبريد المناطق إلى مليون و150 ألف طن تبريد مقارنة مع مليون طن في العام الماضي بفضل التوسع والنمو في عملياتها في مختلف مناطق دبي.

وتقدم خدماتها لعدد من المشاريع البارزة في إمارة دبي، مثل مجموعة جميرا، والخليج التجاري، جميرا بيتش ريزيدنس، مركز دبي المالي العالمي، مدينة دبي الطبية، أبراج بحيرات جميرا، بالم جميرا، ديسكفري جاردنز، حي دبي للتصميم..

وغيرها من المناطق الحيوية في الإمارة وأكد أن تجربة دبي في تبريد المناطق جذب أنظار العالم الأمر الذي دعا برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى اختيار إمباور شريكاً مساهماً في مبادرة «تطوير تبريد المناطق في المدن الحديثة التابع للبرنامج بناء على الدراسة التي قدمتها الشركة في هذا المجال. كما اعتمد البرنامج تجربة «إمباور» في تبريد المناطق كنموذج يحتذى به ليتم تطبيقه في المدن الحديثة حول العالم.

مبادرة

وأكد بن شعفار أنه ووفق هذه المبادرة تم اختيار دبي كنموذج معتمد يحتذى به من قبل المدن الحديثة في قطاع تبريد المناطق حيث دعيت سابقاً لمناقشة خارطة العمل في ثلاثة مجالات رئيسية هي التصميم التقني، التدريب وبناء القدرات، التواصل والتوعية. ويأتي ذلك في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى أن تبريد المناطق سيستحوذ على أكثر من 30% من سوق منطقة الخليج في العام 2030 وهذا يعني توفير أكثر من 200 ألف برميل من النفط يومياً مقارنة بطرق التبريد التقليدية.

وقال بن شعفار إن هذا الاعتماد جاء عقب سعي حثيث من المؤسسة في محافل دولية عديدة منها فعاليات قمة المناخ التي نظمت في سبتمبر الماضي والمؤتمر والمعرض التجاري السنوي للجمعية الدولية لتبريد المناطق 2014 الذي عقد في دبي بالإضافة إلى منتدى فيينا للطاقة 2015 ودورة المؤتمر السنوي للجمعية الدولية لتبريد المناطق 2015.

ويهدف هذا التعاون الدولي إلى تسريع اعتماد أنظمة تبريد المناطق لكونها أثبتت فاعليتها في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض استهلاك المياه، لاسيما من خلال تجربة «إمباور» الموثقة في إمارة دبي.

وقال بن شعفار: نجحنا في اجتماع الشركاء من الانتهاء من مناقشة واعتماد خطة عمل حتى نهاية العام 2016 لمساعدة المدن في تطبيق أعلى معايير خدمة تبريد المناطق. وقد بنينا ذلك على خبرتنا الواسعة في المجال باعتبارنا المزود الأكبر لها عالمياً، استناداً إلى المعايير التي نقوم بتطبيقها في دبي.

تقنية

وأظهرت تقنية تبريد المناطق نتائج إيجابية على صعيد توفير المياه والطاقة لاسيما الكهرباء إذ تمكنت التقنيات الحديثة من استخدام مياه غير صالحة للشرب في تقنية تبريد المناطق كما أن تبريد المناطق يعتبر البديل الأمثل للتبريد التقليدي الذي يتطلب استهلاكاً كبيراً من الطاقة الكهربائية التي تعتمد في إنتاجها على النفط والغاز.

ويتضمن التعاون في تطبيق هذه المبادرة على إشراك المزيد من الخبراء العالمين في هذا المجال والاستفادة من خبراتهم بغرض تطوير وتنفيذ أنشطة التدريب وبناء قدرات مناسبة للمدن والدول، ولفت انتباه صناع القرار إلى أهمية تبريد المناطق.

كما وقعت الشركة اتفاقية مع شركة جونسون كونترول العالمية لنشر تجربة إمباور الناجحة في مجال تبريد المناطقة والاستفادة منها في مناطق عديدة في العالم وخاصة في الدول الأفريقية والهند ودول أميركا الجنوبية.

توسعات مستمرة تواكب احتياجات السوق

مع تحقيقها لأرباح بلغت 410 ملايين درهم في العام الماضي بنمو 65 % مقارنة مع العام الذي سبقه تتجه إمباور إلى مزيد من عمليات التوسع والنمو التي تواكب احتياجات سوق تبريد المناطق مع طفرة العمران المستمرة في دبي ومشاريعها النوعية الضخمة.

وكانت الشركة قد أعلنت عن قروض جديدة سيتم استخدامها لغايات عمليات الاستحواذ التي تنوي الشركة تنفيذها ضمن خطط النمو والتوسع مع وصول عائدات إلى 1.5 مليار درهم.

وستقوم الشركة باستخدام هذه القروض في تمويل عمليات التوسع ومنها مشروعات الاستحواذ التي سيخصص لها 700 مليون درهم، إضافة إلى بناء مقر جديد للشركة يتوقع أن يبدأ تنفيذه في العام الجاري، بكلفة تصل إلى 300 مليون درهم، كما أنها تدرس الاستحواذ على مشروعين لتبريد المناطق في كل من دبي وأبوظبي.

وبفضل استخدامها للتقنيات الحديثة استطاعت توفير 880 ميغاوات، منذ بدء عملياتها في العام 2003 حيث تركز أعمالها في سوق الإمارات الذي يتمتع بإمكانات نمو كبيرة مع مشروعات الإعمار التي تنفذ في مختلف إمارات الدولة.

وكانت الشركة قد استحوذت في العام الماضي شركة «بالم ديستريكت كولينج»، ما ساهم في نمو عائدات الشركة من عملياتها التشغيلية خلال السنة الأولى.

وأطلقت الشركة في عام 2014 العديد من المشاريع الجديدة والتي شملت توقيع اتفاقية بقيمة 750 مليون درهم مع «تيكوم للاستثمارات» لتزويد «حي دبي للتصميم» بخدمات تبريد المناطق بقدرة تشغيلية تصل إلى 120 ألف طن تبريد، مما ساهم برفع مجمل القدرة التشغيلية لمؤسسة «إمباور» بنسبة 12%.

وتسير امباور وفق خطط نمو مستدامة جعلت منها اكبر شركة تبريد للمناطق في العالم معززة بنمو اقتصادي متسارع لدبي ومشاريع ضخمة وفق رؤية استراتيجية لحكومة دبي تتجه الى زيادة الاعتماد على الطاقة البديلة وخفض معدلات الاستهلاك في قطاعات الطاقة التقليدية.

تبريد المناطق لضمان نمو مستدام

تشير دراسة اعدتها شركة «بوز آند كومباني» عن أن تبريد المناطق في دول مجلس التعاون الخليجي يؤدي إلى تحقيق منافع اقتصادية كبرى من هذا النظام.

وشددت على ضرورة اعتماد الحكومات على هذه الأنظمة في التخطيط المدني لضمان نمو اقتصادي مُستدام، حيث إن تكييف الهواء اليوم يمثل 70% من الطلب السنوي في الذروة على الكهرباء، ومن المتوقع زيادة الطلب على التبريد ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، عندها، سيبلغ معدل استهلاك الوقود اللازم لتشغيل مكيفات الهواء في دول الخليج ما يعادل 1.5 مليون برميل من النفط يومياً .

وقدّرت بوز آند كومباني، قدرة نظام تبريد المناطق على توفير 30% من متطلّبات التبريد في المنطقة بحلول عام 2030، في حال تم تطبيقه بصورة فعالة، ويعد هذا النظام هو الحل الأنسب للمدن ذات الكثافة السكانية العالية وهو الأقل كلفة، والأكثر مراعاةً للبيئة.

إمباور تواصل خطط خفض الاستهلاك

ضمن إطار خطتها المتكاملة لتعزيز الوعي بين شرائح المجتمع في إمارة دبي كافة حول ضرورة ترشيد استهلاك تبريد المناطق لضمان استدامة الموارد الطبيعية في الإمارة، سجلّت مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي «إمباور»، في شهر يوليو الفائت انخفاضاً بنسبة 18.9% في استهلاك خدمات تبريد المناطق، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وقال أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لـ «إمباور» في بيان أمس: «تأتي حملة الصيف التي ننظمها في دبي ضمن سلسلة المبادرات والبرامج التوعوية الهادفة إلى الاستهلاك الرشيد للموارد الطبيعية ورفع الوعي البيئي حول أفضل الطرق والممارسات والسلوكيات الخضراء للمساهمة في دعم مقومات التنمية الخضراء في إمارة دبي، وتسريع تحول الإمارة نحو الاقتصاد الأخضر

ويمكن أن يلعب نظام تبريد المناطق دوراً مهماً في مستقبل دول التعاون الخليجي في ظل النمو المتواصل فيها.