أكدت تقارير عالمية ضرورة الاستمرار في زيادة القدرات الإنتاجية للدول المنتجة للنفط تحسباً لارتفاع الطلب على الطاقة في العالم نتيجة عدة عوامل وذلك رغم الانخفاض في أسعار الخام.

وقال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة إن أسواق النفط العالمية ستستعيد توازنها، مؤكداً أن قرار منظمة «أوبك» العام الماضي بعدم خفض سقف الإنتاج في مواجهة هبوط أسعار النفط كان سليماً.

وأعرب المزروعي عن ثقته في أن القرار كان سليماً وأن السوق ستستعيد توازنها. وقال إننا لسنا نادمين على القرار الذي أخذناه فلم يكن لدينا أي خيار، نعم هو مؤلم على كثير من المنتجين في مختلف أنحاء العالم ونحن نتقاسم هذا الألم لكن هذا لا يعني أننا مضطرون لعمل شيء ليس مستداما.

وأشار إلى أن قرار عدم خفض الانتاج لم يكن الهدف منه فقط الدفاع عن الحصة السوقية لـ«أوبك». وقال إن وزارة الطاقة تمثل الإمارات في «أوبك» لذا يترتب عليها المساهمة في تسيير المنظمة وتأكيد التزامات أبوظبي بحصة الصادر لبقية الدول حول العالم، مضيفا أنه في حالة حدوث أي اضطراب في إنتاج أي دولة من الدول الأعضاء في «أوبك» فإن الإمارات ملتزمة بسد العجز في الإمدادات.

وأكد المزروعي أن الإمارات استفادت من فترة تدني أسعار النفط في تطوير اقتصادها الوطني عبر قانون تحرير أسعار الديزل والجازولين الذي تم تطبيقه بداية أغسطس.

وقال المزروعي إن «أديبك 2015» شكل أهمية خاصة لتوجهات الإمارات في تعزيز إنتاجية مصافي النفط وتطوير الحقول في أبوظبي، وأن التزام صناعة النفط والغاز بالابتكار والبحث والتطوير يترتب عليه قدرة القطاع على تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة على نحو مستدام.

ونوه بأن وزارة الطاقة تتعامل مع شركاء«أدنوك» لتعزيز استخدام التقنية في تطوير الحقول خاصة أن الوزارة تتطلع لطرق تكفل لها الحصول على تقنيات تسهم في خفض مستويات البصمة الكربونية في القطاع.

السوق تحدد السعر

وقال إن السوق ستحدد سعر النفط، وإن عملية العرض والطلب ستفرض السعر الصحيح للمنتجين نافيا صحة أية توقعات بشأن الزيادة أو التراجع في أسعار النفط لعدم اليقين بتغيرات المستقبل.

معالجة الغاز

وأشاد المزروعي بجهود شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها العالمية في المضي قدما في استثماراتها، لافتا إلى أن بعض المشاريع النوعية التي تم الانتهاء منها وتشغيلها في عام 2015 مثل مشروع معالجة الغاز الطبيعي الحامض الذي تطوره شركة الحصن للغاز الذي بدأ بمعالجة مليار قدم مكعب من الغاز وإنتاج أكثر من 500 مليون قدم مكعب يوميا يسهم في تعزيز الاعتماد على الغاز الطبيعي.

 وأكد أن من شأن هذه المشاريع تعزيز سلسلة أبوظبي لإمدادات الغاز، حيث ما زالت الإمارات تتوقع استيراد المزيد من الغاز في المستقبل للإيفاء بالطلب المحلي.

غاز مسال

وقال إن الإمارات تستورد 50% من الغاز الطبيعي الذي تحتاجه لتوليد الكهرباء على شكل غاز طبيعي مسال وسبب ذلك أن معظم الغاز الذي يتم إنتاجه في الداخل يعاد حقنه في الحقول للمحافظة على الضغط ولضمان توفير المزيد من الغاز لعملية التوليد.

وقد قمنا بالتعاون مع أدنوك وشركائها بوضع خطط لتطوير موارد إضافية تتضمن الغاز المضغوط والحامض الذي يسهم في زيادة سعة إنتاج الغاز الكثيف ونعمل مع شركات عالمية تمتلك مستوى عاليا من الكفاءة التقنية، في سبيل الوصول لطرق تكفل خفض أو إيجاد بديل لإعادة حقن الغاز وتحريره، للمساعدة في توليد الكهرباء والاستهلاك والاستخدامات البديلة مثل، حجز الغاز وتخزينه في باطن الأرض.

إنتاج النيتروجين

ومنحت الوزارة أيضا تفويضا بإنشاء محطة لإنتاج النيتروجين في المرفأ تعكف على تشغيلها شركة أدنوك ليندي للغازات الصناعية التي تقوم بتوفير النيتروجين لمحطة حبشان البرية للمساعدة في حقن الغاز وضغطه في احتياطي الغاز في ثمامة.

أديبك

واستضافت أبوظبي خلال الفترة من 9-12 نوفمبر مؤتمر أبوظبي الدولي للبترول والغاز «أديبك» بمشاركة أكثر من ألفي شركة تبحث عن حصة لها في سوق أبوظبي والمنطقة التي تشهد علميات لتطوير قطاع الطاقة بموجب صفقات تقدر بعشرات مليارات الدولارات.

وأكد علي الشامسي مدير إدارة الاستراتيجية في شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» أن الشركة تواصل برامجها وخططها في تنفيذ عدد من المشاريع النفطية ووضعت خطة لتنفيذ مشاريع جديدة في قطاع النفط والغاز.

وقال الشامسي إن سياستنا في تنفيذ المشاريع طويلة الأجل ولا تتأثر بتقلبات أسعار النفط، مؤكداً قدرة «أدنوك» على الاستمرار في تنفيذ المشاريع. وقال إن الشركة مستمرة في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي بدأت في تنفيذها مستفيدة من التطورات الحالية في السوق البترولية في الحصول على أفضل الأسعار لتنفيذ هذه المشاريع.

وكشف أن «ادنوك» تعمل على خفض تكاليف العمليات بمعدل 25% دون أن يكون لذلك تأثير على عملياتها، مؤكدا أن تخفيض التكاليف لن يطال عمليات الصيانة والسلامة للحقول والمنشآت التي تشكل خطا أحمر وأن السوق الآن «مناسبة» لتنفيذ المزيد من المشاريع.

طاقة بديلة

وتعمل الامارات إلى انتاج الطاقة البديلة وسيتم في هذا السياق بناء أول محطة للطاقة النووية في أبوظبي، فيما حققت دبي إنجازا مشهودا على الساحة العالمية في يناير 2015 من خلال العقد الذي أبرمته مع شركة أكوا باور السعودية لإنشاء محطة بسعة 200 ميغاوات ضمن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية وإلى جانب ضخامتها تنبع الأهمية الخاصة لهذه الاتفاقية من أن سعر تعريفة الكيلوات ساعة المقدر بـ 5.85 سنتات هو الأقل على الإطلاق عالميا بالنسبة لمشروع لتوليد الطاقة من الألواح الضوئية.

وأسرعت دبي بعد ذلك بالإعلان عن مناقصة لتنفيذ مشروع للطاقة الشمسية بسعة 800 ميغاوات.

مصفاة الرويس

وأعلنت تكرير عن تشغيل مشروع توسعة مصفاة الرويس بطاقة إنتاجية بلغت 100 %، حيث تم تشغيل وحدة تقطير النفط الخام وجميع وحدات المعالجة الهيدروجينية التابعة لها لمعالجة 417 ألف برميل في اليوم من نفط خام المربان وهو مزيج خفيف من النفط الخام البري في وحدة تقطير واحدة.

تصدير

وقامت الشركة أخيراً بتصدير 105 شحنات من نواتج التقطير عالية الجودة إلى الأسواق العالمية في شرق آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية. وبدأت وحدة التكسير بالمحفز المميع للزيوت الثقيلة والتي تعد الوحدة الأساسية في مشروع التوسعة التشغيل التجريبي بطاقة إنتاجية بلغت 75% ويجري العمل حاليا على رفع الطاقة الإنتاجية إلى 100 % وتنتج الوحدة البروبلين والألكيلات والغازولين فيما تهدف الوحدة ووحدات التكرير التابعة لها إلى تحسين المخلفات الثقيلة التي تنتج عن وحدة تقطير النفط الخام.

وتعد وحدة تقطير النفط الخام ووحدة التكسير بالمحفز المميع للزيوت الثقيلة أكبر وحدتين في العالم توجدان في خط إنتاج واحد بطاقة معالجة قدرها 417.1 ألف برميل يوميا و127 ألف برميل يوميا على التوالي. وتم تصميم المصفاة الجديدة لمضاعفة القدرة الحالية للشركة بما يمكن الشركة من تكرير حوالي 900 ألف برميل في اليوم من النفط الخام بالإضافة إلى إنتاج الحد الأقصى من البروبيلين.

حوار

وانطلاقا من تعزيز دورها في قطاع الطاقة العالمي عملت الدولة على توسيع حوارها وتعاونها مع مختلف التكتلات والدول المعنية بهذه المسألة، ومن هنا جاء حوار الطاقة الاستراتيجي بين دولة الامارات والولايات المتحدة في اجتماع عقد في أبوظبي بهدف تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة النووية السلمية والبيئة والتغير المناخي حضره معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة ونائب وزير الطاقة بالولايات المتحدة إليزابيث شيروود - راندال.

وأكدت الإمارات والولايات المتحدة التزامهما المشترك بالتعاون وتبادل الأفكار بينهما وخصوصا في مجالات الطاقة النووية ودعم تنمية وانتشار تقنيات الطاقة النظيفة لمواجهة تحديات أمن الطاقة وتغير المناخ.

وتركز البحث في جولة الحوار الحالية في مجالات النفط والغاز الطبيعي وكفاءة الطاقة وابتكاراتها واحتجاز الكربون وتخزينه واستخدامه وانتشار الطاقة النظيفة وأبحاثها والتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية.

وأكد الوفدان أهمية التعاون المتعدد الأطراف وتوسيع الدور الريادي للإمارات في هيئتين دوليتين رئيسيتين هما: منتدى ريادة احتجاز الكربون والمنتدى الوزاري للطاقة النظيفة بما في ذلك المشاركة المرتقبة في الملتقى الثاني لمبادرة تعليم وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة في أبوظبي خلال مطلع عام 2016.

واتفق معالي وزير الطاقة ونائب وزير الطاقة بالولايات المتحدة على أهمية حوار الطاقة الاستراتيجي بين البلدين من أجل المزيد من التعاون في مجال الطاقة وذلك بوصفه عنصراً رئيسياً في الشراكة الأوسع بين الولايات المتحدة والإمارات.

مجلس الطاقة العالمي

وفازت الإمارات باستضافة مجلس الطاقة العالمي عام 2019 لتكون دولة الإمارات أول دولة من الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» تستضيف هذا الحدث المهم منذ 90 عاما.

وعبّر معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة رئيس اللجنة الوطنية لمجلس الطاقة العالمي عن فرحته بفوز أبوظبي باستضافة القمة العالمية للطاقة 2019، مؤكداً أن هذا الفوز جاء نتيجة توجهات القيادة الحكيمة لدولة الإمارات وتضافر الجهود والعمل الجاد من قبل فريق العمل أعضاء اللجنة الوطنية لمجلس الطاقة العالمي.

احترام العالم

وذكر رئيس اللجنة الوطنية لمجلس الطاقة العالمي أن فوز أبوظبي باستضافة مؤتمر الطاقة العالمي 2019 ونيل ثقة التصويت يؤكد أن دولتنا تحظى باحترام العالم وعلاقاتها متزنة وقوية مع الدول الأخرى، كما يؤكد المكانة المرموقة والمتميزة التي تحظى بها الدولة على مستوى دول العالم.

وقال المزروعي إن قيادتنا عودتنا أن نكون دائما في القمة ولا نرضى إلا أن نكون في المركز الأول، مؤكداً نجاح دولة الإمارات في تنظيم العديد من الفعاليات العالمية.

اختيار

واختار مجلس الطاقة العالمي المنظمة الأولى في العالم للطاقة المتعددة الدكتور مطر حامد النيادي وكيل وزارة الطاقة مساعداً لرئيس مجلس الطاقة العالمي لشؤون الشرق الأوسط ودول الخليج.

ويأتي هذا الاختيار تقديرا من المجلس الذي يضم قرابة 120 دولة من بينها معظم الدول الكبرى المنتجة والمستهلكة للطاقة لدور الإمارات الريادي في مجال الطاقة وما تتمتع به الدولة في مختلف المجالات ومنها مجالات الطاقة المتجددة والطاقة البديلة بالإضافة إلى ما حققت من مراكز متقدمة في تقارير التنافسية العالمية.

تحرير أسعار المحروقات التطور الأبرز

التطور الأبرز في السياسة النفطية على المستوى المحلي هو «تحرير أسعار المحروقات» الديزل والجازولين. وعملت وزارة الطاقة في هذا الصدد بالتعاون مع الشركات العاملة في الدولة في حقل توزيع المشتقات النفطية الى أن تم صدور قرار من مجلس الوزراء بتشكيل لجنة لتحديد أسعار الديزل مع بداية كل شهر.

وسجلت أسعار الوقود لشهر ديسمبر 2015 انخفاضا جديدا بما يتماشى مع تراجع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية، مسجلة بذلك انخفاضا للشهر الثالث على التوالي.

وذكر رئيس اللجنة أن الأسعار تطبق اعتباراً من أول شهر ديسمبر الجاري وتم تحديدها وفقا لمتوسط الأسعار العالمية للجازولين والديزل لشهر نوفمبر الماضي مع إضافة التكلفة التشغيلية لشركات التوزيع، لافتا الى أنه سيعقد في 28 من ديسمبر الجاري اجتماع لجنة تحديد أسعار شهر يناير المقبل.

وأضاف أن أسعار شهر ديسمبر الجاري تكون بذلك بلغت مستويات تقل عن الأسعار المعمول بها قبل قرار الحكومة بتحرير الأسعار الأمر الذي يعكس مدى ارتباط وتفاعل المعادلة السعرية التي تعمل من خلالها لجنة متابعة الأسعار مع الأسواق العالمية للجازولين والديزل.

وقال وزير الطاقة إن فاتورة دعم المشتقات النفطية كانت تكلف الحكومة تسعة مليارات درهم «حوالي 2.5 مليار دولار سنويا».

وتدرس دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية توحيد أسعار المشتقات النفطية في الدول الست في المجلس منعا لتهريب المواد النفطية بين الدول الأعضاء إضافة الى تخفيف أعباء الفاتورة النفطية عن ميزانياتها.

إسطوانات الغاز طاقة متجددة

تمتلك الإمارات 3 مشاريع قائمة في مجال الطاقة المتجددة في كل من إمارتي أبوظبي ودبي من ضمنها مشروع «شمس 1» للطاقة الشمسية المركزة الذي يعد أحد أكبر المشاريع من نوعه في العالم. ويجري العمل الآن في طرح مناقصة لتشغيل المرحلة الثانية من مشروع «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية». كما تقوم «مصدر» بإعداد الدراسات لمشاريع جديدة في كل من أبوظبي والعين.