لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

قال معالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة، إن العلاقات الإماراتية الصينية تقوم على مبادئ وركائز تنطلق من عدة محاور أساسية، من أهمها إرساء السلم والسلام والتسامح والحوار والانفتاح على الثقافات والأديان المختلفة، لترسيخ الأمن والاستقرار، وضمان تعزيزه، ومد جسور التواصل مع المجتمع الدولي، وتعد علاقات البلدين مثالاً حياً يجسد هذه المبادئ. لافتاً الى ان التبادل التجاري بين البلدين بلغ في العام الجاري نحو 202 مليار درهم.

وأضاف أن دولة الإمارات تعتبر علاقاتها مع الصين استراتيجيةً، قوامها أسس من الاحترام والثقة المتبادلة، وفي ظلّ التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية التي يشهدها العالم حالياً، يجمع البلدين هدف مشترك، يتمثل في تحقيق التنمية المستدامة والنمو والازدهار والاستقرار لشعبيهما.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقده وتشانغ هوا السفير الصيني لدى الدولة في فندق ريتز كارلتون أبوظبي، أمس، بمناسبة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى جمهورية الصين الشعبية، في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر الجاري، لإطلاع الإعلاميين من وسائل الإعلام المحلية والصينية، على الخطوط العريضة لهذه الزيارة المرتقبة، ويرافق صاحب السمو ولي عهد أبوظبي في زيارته، وفد وزاري رفيع المستوى، وعدد من المسؤولين بالدولة.

رؤية القيادتين

وأكد أن الإمارات تسعى من خلال هذه الزيارة، إلى استثمار الروابط والعلاقات المتميزة بين البلدين، وتطابق رؤية قيادتي البلدين إلى توسيع مجالات التعاون في مجالات عدة، كالتمويل والسياحة والدعم اللوجستي والطاقة والفضاء والجوانب الأمنية والعسكرية، ونطمح أن تشكل الزيارة منصة جديدة لتسريع عملية النمو بين البلدين. مؤكداً دعم الإمارات لمبادراتي القيادة الصينية بإنشاء البنك الآسيوي للتنمية وطريق الحرير، المعروف بـ «حزام واحد وطريق واحد» اللتين أطلقهما الرئيس الصيني، واللذين سيسهمان في تعزيز علمية التنمية في الدول الآسيوية، ويؤكدان العلاقات المتطورة بين الجانبين، التي تقوم على نشر ثقافة الازدهار والسلام والاستقرار إقليمياً ودولياً.

مصالح مشتركة

وأوضح الجابر أن الزيارة تجسد المصالح المشتركة بين البلدين على الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئة، وذات العلاقة بمواضيع تهم بعض القضايا الملحة في البلدان الأخرى، مشيراً إلى أن الزيارة ستتضمن سلسلة من اللقاءات لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع كبار المسؤولين في الحكومة الصينية، والتي تهدف إلى تعزيز أواصر العلاقات الاستراتيجية الممتدة بين دولة الإمارات جمهورية الصين الشعبية.

تعزيز العلاقات

وأكد أن الزيارة تتيح فرصة حقيقة لتعزيز العلاقات سياسياً واقتصادياً للاستقرار والأمن والأمان، وتحفيز النمو والازدهار على المستوى الإقليمي والدولي، ويكون هناك تركيز من خلال محاور الزيارة والمباحثات، على فرص جديدة للتعاون بين البلد ين في قطاعات التمويل والاستثمار والفضاء والطاقة، سواء تقليدية أو متجددة، تعنى بشؤون البيئة التغير المناخي، وفي التجارة وفي التعليم والبحث العلمي والاستثمار في التكنولوجي الجديدة ذات الأهمية للطرفين، وخلق مبادرات لجيل الشباب من البلدين، ليكون هناك تعاون يحتذى به إقليمياً ودولياً.

وأوضح معاليه أن دولة الإمارات، تعد داعماً قوياً لهذه الاستراتيجية التي يتبناها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي تسهم في تحفيز مبادرات التنمية والرفاهية الاقتصادية على امتداد دول يوروآسيا والشرق الأوسط. وإننا نثق في قدرة دولة الإمارات على الاضطلاع بدور محوري كبوابة للصين إلى المنطقة. وسوف تفتح شراكتنا، المجال لتوفير فرص في مجال الاستثمار المشترك بقطاعات استراتيجية أساسية.

حجم التبادل التجاري بين البلدين

وقال إن التبادل التجاري بين الإمارات والصين ، شهد نمواً كبيراً، فعندما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، كانت قيمة التبادل التجاري بينهما 231 مليون درهم «63 مليون دولار أميركي»، وبلغ في عام 2015 نحو 202 مليار درهم، وتعد دولة الإمارات أكبر سوق للمنتجات الصينية في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ عدد الشركات الصينية المسجلة في الدولة 4200 شركة، معرباً عن تطلعه إلى توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية مع الصين.

بنك التنمية الآسيوي

وأضاف أن دولة الإمارات شريك مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وأيضاً في إطار استراتيجية «حزام واحد، طريق واحد» الصينية. وتدعم الإمارات استراتيجية «طريق الحرير الجديد»، مشيراً إلى أنه من خلال الزيارة، ستؤكد الإمارات مضيها قدماً في مواصلة الدعم والمساندة لهذه الاستراتيجية، التي تهدف إلى تحقيق التنمية الدائمة، وتركز على العلاقات الاستثمارية والدبلوماسية مع دول آسيا.

وأكد أن هذه المبادرة هي صورة مطابقة للاستراتيجية التنموية للإمارات، والتي تعتمدها مع الدول الصديقة والشقيقة، ولذا، فإن الإمارات تعتبر شريكاً استراتيجياً دائماً وحقيقياً، تثق به الصين لاستراتيجية «حزام واحد طريق واحد»، ودعمها في المنطقة. مشيراً إلى أن موقع الإمارات الاستراتيجي في العالم، يتيح لها القيام بهذا الدور، لما تتميز به من وسطية، وطاقة إيجابية مع الدول الأخرى.

وقال إن مبادرة «حزام واحد طريق واحد»، توفر منافذ جديدة للتجارة وتعزيز النمو في المنطقة، وهذا يعود بالنفع والفائدة على الاقتصاد الوطني والخليجي وفي المنطقة، مشير إلى أن الإمارات تطبق رؤية القيادة الحكيمة، في ما يتعلق باستراتيجيته التنموية، والتي تقوم على تنويع مصادر الدخل، والالتزام بأن تكون لدينا قيمة مضافة تنافسية على المستوى العالمي.

تنافسية الإمارات

وأضاف أن الإمارات اليوم على مستوى المطارات والموانئ ومشاريع الطاقة المتجددة والنقل البحري، لها قيمة مضافة وتنافسية واضحة وملموسة على مستوى العالم، وسوف تشهد مزيداً من النمو من خلال علاقاتنا المتميزة مع الصين، من خلال مبادرة «حزام واحد طريق واحد».

وأكد أن الزيارة تأتي في وقت مهم، وسوف تحقق العديد من الأهداف السياسية والاقتصادية والتنموية، وتوقع خلالها العديد من اتفاقيات التعاون المشترك، والتي تؤكد العلاقات المتجذرة والاستراتيجية والمتعددة الأوجه بين البلدين، ولها أهداف، وتعود لسنوات طويلة.

علاقة

قال الدكتور سلطان الجابر، إن العلاقة مع الصين استراتيجية، مثل علاقاتنا مع الدول الأخرى التي تقوم على نفس المبادئ التي أرسى دعائمها وأفكارها، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومستمرة تحت القيادة الحكيمة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والمتابعة الدائمة والدقيقة والمستمرة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تستمر على هذا النهج وعلى هذا المسار.

وأشار إلى أن العلاقة بين البلدين الصديقين، بدأت مع نشأة الدولة منذ 44 عاماً، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين مبنية على عقود من التواصل الثقافي والحضاري، والتبادل التجاري.

إحراز ثمار أكثر في عملية بناء «الحزام والطريق»

قال تشانغ هوا السفير الصيني لدى الدولة، إن هذه الزيارة تأتي في مرحلة حاسمة يمر بها البلدان في همومهما المشتركة، من أجل التصدي للتحديات كافة، وتحقيق تطور مستمر للعلاقات الثنائية، وإحراز ثمار أكثر في عملية بناء «الحزام والطريق»، مشيراً إلى أن صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، سيبحث مع القيادة الصينية، سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في كافة المجالات، بما يفتح آفاقاً جديدة للعلاقة الثنائية، معرباً عن ثقته بأن الزيارة المرتقبة لسموه، ستسهم في مواصلة تعزيز التناسق بين استراتيجيات تنموية بين البلدين، وإحراز نتائج مثمرة جديدة للتعاون المشترك بيننا.

وأضاف أنه على مدى الـ 31 سنة التي مضت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات، تشهد العلاقات الثنائية تطوراً موفقاً وصحياً ومستمراً. في عام 1989 و1990، تمت الزيارات المتبادلة بين الرئيس الصيني الأسبق يانغ شانغكون، ومؤسس دولة الإمارات، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ما دشن عهداً جديداً للعلاقات الصينية الإماراتية.

بعد ذلك، تكثفت الزيارات المتبادلة الرفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار الصين أكثر من مرة، كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأوضح أنه في عام 2012، قام رئيس الوزراء الصيني ون جياباو، بزيارة ناجحة إلى الإمارات، حيث أعلن مع القيادة الإماراتية، عن إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ما جعل الإمارات أول دولة عربية خليجية أقامت الشراكة الاستراتيجية مع الصين.

وقال السفر الصيني لدى الدولة، إنه على الصعيد السياسي، تتعزز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الجانبين باستمرار، وظلت تربط بينهما علاقات الدعم المتبادل والتعاون الوثيق. فتنظر الصين دائماً إلى الإمارات كشريك التعاون الاستراتيجي الرئيس لها في منطقة الشرق الأوسط والخليج، وعلى الصعيد الاقتصادي والتجاري، هناك زخم قوي جداً للتعاون بين البلدين.

وأوضح سجل حجم التبادل التجاري بين الجانبين في عام 2014، رقماً قياسياً جديداً، إذ بلغ 54 ملياراً و800 مليون دولار أميركي، كما أحرز التعاون العملي بين الجانبي، نتائج مثمرة في مجالات الطاقة والمالية والاستثمار والطيران والسياحة ومقاولة المشاريع وغيرها، مؤكداً أن الإمارات على مدى السنوات المتتالية، ثاني أكبر شريك تجاري للصين، وأكبر سوق للصادرات الصينية في منطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا، وفي أبريل الماضي، أصبحت الإمارات رسمياً عضواً مؤسساً في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، كما تفضل به الدكتور سلطان الجابر، أن انضمام الإمارات إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، ومشاركتها الفعالة في مبادرة الصين لبناء الحزام والطريق، أمر يعبر عن الرؤية الثاقبة للقيادة الإماراتية، ودعمها القوي لقضايا التنمية، كما أنه جاء نتيجة للشراكة الاستراتيجية الوثيقة التي تربط بين البلدين.

تبادل مكثف

أشار السفر الصيني إلى أن هناك حركة التبادل المكثفة بين مواطني البلدين، وهناك التواصل والتعاون الأكثر نشاطاً في مجالات الإنسان والثقافة والسياحة والتعليم والصحة والتبادل الأهلي وغيرها، ما أثرى مقومات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. في ثمانينيات القرن الماضي، التحقت بوزارة الخارجية الصينية، وتشرفت كدبلوماسي شاب، أن شهدت وشاركت في مسيرة التنمية للعلاقات الصينية الإماراتية خلال أكثر من 3 عقود، وهذه هي المرة الثانية التي أشتغل فيها بالإمارات.

زيارة

ترحيب صيني

استهل تشانغ هوا السفير الصيني لدى الدولة ترحيبه بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمقولة كونفوشيوس المفكر الكبير في الصين القديمة والذي يقول فيها «كم نحن سعداء والأصدقاء يزوروننا من بعيد» مشيراً إلى أنه بعد أيام سيزور سموه الصين، ومعه وفد إماراتي كبير جداً وعلى مستوى رفيع، وهي الزيارة الثالثة لسموه إلى الصين بعد زيارتي عام 2009 و2012.

إشادة

تطوير العلاقات

توجه تشانغ هوا السفير الصيني لدى الدولة بالتحية إلى معالي سلطان الجابر لما بذله ويبذله من جهود مثمرة كثيرة من اجل تطوير العلاقات الصينية الإماراتية، وينشط ويتنقل بين الإمارات والصين في سبيل الدفع بالتعاون العملي بين البلدين، مشيرا إلى أنه زار الصين 3 مرات خلال هذا العام فقط, فخالص تقديري وشكري لتحمسه الكبير وجهوده في سبيل تطوير العاقات الثنائية بين الصين والإمارات.

رد

تطابق وجهات النظر

في رده على أسئلة الصحافيين قال معالي الدكتور سلطان الجابر إن هناك تطابقا في وجهات النظر حيال الظروف والقضايا الخارجية التي تمر بها المنطقة، وستكون هناك مناقشات حولها خلال الزيارة المرتقبة وبحث عن حلول للتحديات التي تواجه العالم وكيفية التغلب عليها.

نتائج

زيادة التبادل التجاري

قال الدكتور سلطان الجابر إن الزيارة سيكون لها نتائج إيجابية في توسيع قاعدة الاستثمار في البلدين وستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات والتي سيكون لها انعكاسات إيجابية على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما وزيادة الاستثمارات في البلدين وخارجهما.

مشاركة

الاستفادة من الخبرات

أوضح معالي سلطان الجابر وزير دولة أن استضافة دولة الإمارات لإكسبو 2020 سيكون احد محاور زيارة ولي عهد أبوظبي للاستفادة من الخبرة الصينية في هذا المجال، والمتمثلة في استضافتها وتنظيمها لإكسبو شنغهاي والذي حقق نجاحات كبيرة مشيراً إلى أنه ستكون هناك مشاركة صينية كبيرة وايجابية في اكسبو 2020.

تعاون

إكسبو 2020

قال تشانغ هوا: نحن نبارك للإمارات فوزها باستضافة اكسبو 2020 وإنه التقى مع معالي ريم الهاشمي قبل يومين بدبي لبحث التعاون بين البلدين في هذا الجانب، مشيراً إلى أن بلاده ستشارك بفاعلية في اكسبو 2020 وتقديم خبراتها الكبيرة التي اكتسبتها في تنظيم اكسبو شنغهاي وتقاسمها مع الإمارات من أجل إنجاح الحدث.