عام 2016 يحمل تحديات وفرصاً جديدة لقطاع الطيران سواء الشركات أو المطارات، ولعل توفير تجربة مثمرة للمسافرين وإيجاد حلول تقنية واعدة هما أبرز ما يشغل قطاع الطيران في العام خاصة بعد تراجع أسعار النفط ما وفر لشركات الطيران مرونة كافية للإنفاق على المزيد من التقنية الحديثة وما يتعلق بخدمات ومنتجات المسافرين وتبسيط إجراءات سفرهم.

روبوتات وذكاء اصطناعي

استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي يعد من الاتجاهات الواعدة في قطاع الطيران ولعل مطار سكيبول في امستردام يمثل هذا الاتجاه، حيث بدأ باستخدام الروبوت سبنسر كتجارب أولية لمعرفة فاعلية الخدمات التي يقدمها، ويعد سبنسر اليوم احدث جيل من الروبوتات واذا ما نجحت تجربة امستردام فإن الروبوتات قد تكون احد اتجاهات السفر البارزة خلال العام الجاري.

ويعود استخدام الروبوتات في المطارات بمجال خدمة العملاء الى عام 2013، حيث استخدمته مطارات جنيف وهانيدا واوكلاند، لكنه في ذلك الوقت كان يُستخدم لحمل حقائب المسافرين مثلاً أو التنظيف، لكن شركة كي ال ام ومع نهاية العام الماضي بدأت تنويع استخداماته ..

وقد يكون بداية حقبة جديدة لاستخدام هذه الروبوتات في النقل الجوي ومنها مثلاً، قيام الروبوت بقيادة مجموعة من المسافرين وتوجيههم إلى بوابات المغادرة الخاصة بهم، وقد يتم تطويره مستقبلاً لمعرفة اتجاه سلوكيات المسافرين بحيث يتم توجيههم للقيام بأنشطة مثل التسوق.

وخلال معرض الالكترونيات الماضي في لاس فيغاس تم طرح روبوتات تتجاوب بشكل اكثر مع البشر وتقرأ انفعالاتهم وهو ما يمثل ثورة في هذا المجال واذا ما حقق الروبوت سبنسر نجاحاً لافتاً في مطار امستردام فإن العديد من المطارات وشركات الطيران ستبدأ استخدام مثل هذه التكنولوجيا.

ومن بين شركات الطيران التي أبدت اهتماماً كبيراً باستخدام الروبوتات طيران الإمارات ضمن مبادرة تستهدف التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل، كما ان الاتحاد للطيران وقعت أخيراً اتفاقية مع شركة آي بي ام بقيمة 700 مليون دولار لاستخدام تقنية واتسون من آي بي ام.

وتشير تقارير عالمية ان اهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في السفر وصناعة النقل ترتكز على تحسين تجارب المسافرين وتحسين مستوى عمليات الشركات.

علم البيانات

أما البيانات الكبيرة فستكون إحدى أحاجي قطاع الطيران ليس فقط خلال العام الجاري بل أيضاً للسنوات المقبلة فهي تفتح المجال أمام طيف واسع من الفرص التي يمكن ان تستفيد منها شركات الطيران في مختلف مجالات عملها، وضمن هذا العمل تقوم كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران بالتركيز على البيانات الضخمة، فيما بدأت فعلياً شركة ايزي غيت بتوظيف مدير خاص لعلم البيانات ..

وهو علم سيضيف المزيد من المزايا الى قطاع الطيران وخاصة عند تكامله مع الذكاء الاصطناعي من حيث تخفيض التكلفة لدى شركات الطيران وزيادة العائدات وتحسين تجربة المسافرين وهذا يعني ان عام 2016 سيكون فعلاً عام »عالم البيانات«.

الخدمات الذكية

خلال العام الجاري قامت الخطوط النيوزيلندية بتركيب أول جهاز للتعرف على التقنية الحيوية للجسم إضافة الى تركيب وحدات خاصة تمكن المسافرين من إنجازات إجراءات سفرهم بما فيها الحقائب ذاتياً دون تدخل الموظفين.

وباتت اكشاك الخدمة الذاتية لإنجاز اجراءات السفر واجهزة الحقائب في المطارات من الأمور البديهية في عالم الطيران اليوم لكن الجيل الجديد من المنتجات والتي ستدخل السوق مثل التقنية الحيوية »بيومتريك« يبدو أنها ستعلب دوراً محورياً في تعزيز الأمن داخل المطارات وتضمن بنفس الوقت تجربة سلسة للمسافرين، ويُعد مطار اوكلاند اليوم ابرز الأمثلة على ذلك..

حيث تم تركيب 13 جهازاً للتقنية الحيوية وهي أجهزة تقوم بقراءة البيانات الحيوية للجسم بما فيها بصمة الوجه والعين وغيرها فضلاً عن ان المطار قام بتركيب أجهزة متطورة لأنظمة الخدمات الذاتية للحقائب وهذا يعني ان اجهزة التقنية الحيوية تفرز بصمة الوجه أثناء تحميل قيام المسافر بوضع حقيبته على الجهاز دون تدخل موظف المطارات.

ويبدو ان التكنولوجيا لن تقف هنا فهناك خطط للعمل على تعزيز التكامل بين هذه الخدمات والخدمات الذاتية الأخرى والهدف تحسين تجربة المسافر وتقليل الازدحام داخل المطارات وصولا الى وضع ما يعرف بـ»التذكرة الموحدة« التي يمكنها ربط بيانات الجسم الحيوية للمسافر مع بطاقة الصعود للطائرة وجواز السفر ..

وهذا يعني التخلص من تقديم هذه الوثائق واختصار كل الإجراءات بخطوة واحدة، ويتوقع ان نرى خلال الشهور 12 المقبلة المزيد من هذه التقنيات الجديدة في المطارات.

حلول حقائب ذكية

البطاقة الالكترونية للحقائب والتي أطلقت خلال العام الماضي ستمهد الطريق نحو ثورة جديدة في انظمة الحقائب خلال العام الجاري بفضل تكاملها مع أنظمة التقنية الحيوية التي سيتم تركيبها تماماً عند أجهزة الخدمة الذاتية للحقائب وخاصة مع سعي الكثير من شركات الطيران الى المزيد من التحسن في انظمة الحقائب وتتبعها..

حيث كانت لوفتهانزا اول شركة تستخدم البطاقة الالكترونية للحقائب تبعها شركة كي ال ام الهولندية التي تبنت نظاماً جديداً لتتبع حقائب المسافرين الدائمين.

وسيشهد العام الجاري المزيد من الحلول الذكية للحقائب وخاصة التوسع في استخدام البطاقة الالكترونية ومنها شركات مثل الخطوط الجوية البريطانية وبروكسل ايرلاينز والخطوط الفرنسية والنيوزلندية وهذا يعني ان البطاقة الالكترونية ستطير مع الحقائب خلال العام الجاري مع توجه المزيد من شركات الطيران لتطبيق هذه الخدمة الجديدة.

تمكين

مسافر اليوم يجب ان يشعر بالتمكين فهو يتطلع الى التخلص من القلق في كافة مراحل الرحلة وهو أيضاً يتطلع الى تجربة سفر مرنة مريحة واكثر خصوصية والتقنيات السالفة الذكر يمكنها ان تشكل حلولاً لشركات الطيران والمطارات في توفير احتياجات ومتطلبات المسافر وخاصة مسافري 2016 وما بعدها. المسافر هو الغاية من كل هذه التطورات بوضع كل هذه الحلول الجديدة والخدمات التكنولوجية في خدمته