أشادت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير موسع صدر أمس بعنوان «عين على دبي» بالنهضة الاستثنائية التي حققتها الإمارة، حيث باتت مدينة من الطراز العالمي.
وجهة عالمية
وأشار التقرير إلى أن دبي تتمتع بمناخ ملائم وثقافة محفزة للأعمال، مما يعزز من استقطاب المزيد من المستثمرين ويساهم في تطوير التجارة العالمية ككل، حيث رسخت الإمارة من مكانتها كمركز رئيسي دولي للتجارة والنقل، فضلاً عن جاذبيتها كوجهة سياحية عالمية وكمركز مالي رئيسي. كما تتجه بخطوات متسارعة للتحول إلى مدينة ذكية ذات اقتصاد مبني على المعرفة.
ولفت التقرير إلى أن دبي هي أكبر مركز لإعادة تصدير السلع في العالم، وتضم العديد من المناطق الحرة التي تتيح تملكاً بنسبة 100% للمستثمرين الأجانب وإعفاءات ضريبية، كما ساهم تطور ثقافة العمل والانفتاح على استقطاب قاعدة متنوعة من الكوادر والمهارات البشرية من مختلف أنحاء العالم. بالإضافة إلى أن موقعها الجغرافي الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا عزز من مكانتها كبوابة حيوية لخطوط التجارة الدولية، وأشار التقرير إلى أن مطار دبي الدولي قد أزاح مطار هيثرو عن صدارته كأكثر مطارات العالم ازدحاماً، كما يتم تطوير مطار آل مكتوم الجديد، ومن خلال جميع هذه المقومات، نجحت دبي في استقطاب أكبر الشركات العالمية.
قطاعات رئيسية
وأشار التقرير إلى أن دبي تجني ثمار سياسات التنويع الاقتصادي التي اعتمدتها مبكراً، حيث يتوقع صندوق النقد الدولي أن يحقق اقتصاد الإمارة نمواً بمعدل 3.7% خلال العام الجاري وهو أعلى من المعدل الخليجي والبالغ 1.8%، وأوضح أن بعض أبرز القطاعات التي شكلت محور سياسة التنويع الاقتصادي تتضمن الضيافة والخدمات اللوجستية بالإضافة إلى الطاقة الخضراء والتجزئة والرعاية الصحية والتمويل.
وقال التقرير إن القطاع العقاري في دبي يوفر قيمة استثمارية مجزية، حيث يمر حالياً بمرحلة استقرار مع تنوع في المعروض بعد أن تركز سابقاً في فئة العقارات الفاخرة، وأوضح أن السوق العقارية في دبي تأتي ضمن الأفضل أداءً بين أبرز المدن العالمية بحسب دراسة صادرة أخيراً عن شركة ديلويت.
مناخ منفتح
وقالت «وول ستريت جورنال» إن دبي تواصل توسعة آفاق اقتصادية المستقبلية، وبفضل ما تتمتع به من مناخ اجتماعي وتجاري منفتح، تستقطب الإمارة المزيد من الزوار والمستثمرين والمقيمين، حيث ارتفع عدد السكان من 1.5 مليون نسمة في 2015 إلى 2.5 مليون في 2016، مع توقعات بأن يصل إلى 3.4 ملايين نسمة بحلول 2020.
كما أشار التقرير إلى أن مسيرة الابتكار التقني التي أطلقتها الحكومة ستساهم في إحداث نقلة نوعية في النمو خلال الفترة المقبلة، وخاصة في ظل الحرص على تبني ومواكبة أحدث التقنيات العالمية وإطلاق مبادرات وبرامج محددة لتطويرها ونشر استخداماتها في مختلف المجالات الخدمية والتنموية، وتواصل الحكومة تطوير البنية التحتية للإمارة في مختلف المناطق التجارية بالمدينة، مما ساهم في استقطاب رواد الأعمال من مختلف دول العالم لإطلاق مشاريعهم وشركاتهم الناشئة في الإمارة.
نمو الصادرات
وقد ساهمت مهارة دبي في الابتكار وإطلاق مشاريع سباقة وتنفيذها وفق الجداول الزمنية المحددة في ترسيخ مكانة الإمارة على الساحة الإقليمية والعالمية، حيث نما الناتج المحلي سنوياً بمعدل 9% في الفترة بين 2000 لغاية 2013 بحسب صندوق النقد الدولي، مقارنة المعدل الخليجي بـ 5.6%، ويأتي النمو المتسارع للإمارة بدفع من زيادة صادرتها بنسبة 30% سنوياً خلال 2000 - 2011.
واستعرض التقرير مقومات دبي التنافسية، حيث استقطبت 14.2 مليون سائح العام الماضي، وتشهد ازدهاراً متواصلاً في القطاع السياحي والفندقي بفضل مرافقها الخدمية والترفيهية والعصرية وسمعتها المرموقة عالمياً. كما تحتل الإمارة المرتبة الثانية بين أهم وجهات علامات التجزئة في العالم، فضلاً عن انفتاحها الثقافي والحضاري حيث يعيش فيها أكثر من 200 جنسية، إلى جانب المناطق الحرة التي توفر خيارات مثالية للمستثمرين الأجانب مع تملك بنسبة 100% وعدم وجود ضرائب.
وأشارت وول ستريت جورنال في تقريرها إلى أن دبي تواصل تطوير البيئة التشريعية والقانونية الناظمة للعمل التجاري والاستثماري لتحفيز استقطاب المزيد من الشركات ورجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وهو عامل مهم في تطوير مناخ الاستثمار في الإمارة.
مشروعات طموحة
وذكر التقرير أن دبي بما تنفذه من سلسلة مشروعات مستقبلية طموحة قيد الإنشاء في مجال البنية التحتية، لا تكتفي بترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للأعمال ووجهة للزوار من مختلف أنحاء العالم فحسب، وإنما أيضاً تصنع من نفسها نموذجاً للتنمية في القرن الحادي والعشرين.
وأكد أن القليل من دول العالم اليوم هي التي تتمتع بمستوى الاتصال نفسه بباقي أنحاء العالم كما تفعل دبي. وضرب مثلاً على ذلك بمطار دبي الدولي، والذي بات اليوم أنشط مطار في العالم والأكثر ازدحاماً بالمسافرين.
كما ذكر التقرير أيضاً أن دبي باعتبارها مدينة بحرية بالأساس، فهي تمتلك حلقات وصل بحرية قوية مع العالم عبر ميناء جبل علي، والذي يصنف دائماً ضمن قائمة أفضل 10 موانئ للحاويات في العالم.
وعن شبكة الطرق البرية في دبي، فقد وصفها التقرير أنها من بين الأفضل في العالم، كما تحدث عن أهم المشروعات الجديدة التي تشهدها دبي، ومن أبرزها «دبي وورلد سنترال»، والذي وصفه التقرير بأنه تجمع عمراني ضخم جديد يحيط بمطار آل مكتوم الدولي. وتطرق التقرير أيضاً إلى مشروعات «دبي الجنوب»، والذي وصفها بأنها إضافة إلى شبكة المواصلات البرية، البحرية والجوية التي تتمتع بها دبي، وستعمل على تعزيزها.
كما ذكر التقرير أن مطار آل مكتوم الدولي يعد في حد ذاته واحداً من أكثر مشروعات البنى التحتية طموحاً في العالم. وذكر التقرير أنه عند انتهاء العمل تماماً في مطار آل مكتوم الدولي، فسيتمتع بسعة مذهلة، بمدارجه الخمسة وبالمشروعات التنموية العملاقة التي تحيط به. وذكر التقرير أن المطار بعد الانتهاء منه سيكون بحاجة إلى عشرات من الفنادق، الوحدات السكنية والمنشآت الخدمية، حيث سيستوعب 160 مليون مسافر وسيقوم بمناولة 12 مليون طن من الشحنات سنوياً. ووصف التقرير المطار أيضاً بأنه مشروع غير مسبوق سيعزز مكانة دبي في مركز صناعة الطيران والخدمات اللوجستية العالمية.
وذكر التقرير أن باعتبار مطار آل مكتوم الدولي جزءاً من منطقة دبي وورلد سنترال، فسيتصل بباقي مناطق دبي عبر مترو دبي، خط سكك حديدية للنقل الخفيف، وخط مواصلات فائق السرعة يربطه بمطار دبي الدولي.
وسيحتوي مطار آل مكتوم الدولي على مبانٍ للوصول والمغادرة مخصصة لطائرات مجموعة الإمارات، فضلاً عن مبانٍ أخرى مخصصة للناقلات وخطوط الشحن العالمية الأخرى، والناقلات ذات الكلفة المنخفضة، ليصبح بعد اكتماله أكبر مطار في العالم.
وأكد التقرير أن منطقة دبي وورلد سنترال هي المنطقة التي تنصب عليها أنشطة التطوير والتنمية بصفة أساسية حالياً في دبي، وذلك كونها المنطقة التي ستستضيف معرض دبي إكسبو 2020. وتوقع التقرير أن تشهد هذه المنطقة إنشاء عدد مهول من الفنادق في غضون عامين من الآن.
معايير الفخامة
وصف التقرير دبي بأنها من أفضل الأماكن في العالم التي يمكن للمرء أن يعمل بها، وذلك بما تمتلكه من طرق تخضع لصيانة مثالية، وفنادق تضاهي مثيلاتها في العالم من حيث معايير الفخامة ومن حيث الأسعار أيضاً.
وذكر التقرير أن دبي حققت توسعاً بمعدل استثنائي بعد سنوات، والانتعاش الذي شهدته في مطلع القرن الحالي، وأوضح أن موجة الأنشطة التنموية الهائلة التي تشهدها دبي حالياً لها أهداف عدة. ومن أهمها أن زوار الإمارة بحاجة إلى المزيد من الأنشطة الترفيهية، فضلاً عن المزيد من الأماكن ذات المناظر الطبيعية البديعة القادرة على استقطابهم.
وأشار التقرير إلى قدرة دبي على تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية تربط الشرق بالغرب، وعلى مواصلة تلبية متطلبات المستثمرين والمقيمين فيها على السواء، والذين يرغبون في زيادة المشروعات السكنية الفاخرة المطابقة لأعلى المواصفات العالمية.
استثمار مباشر
تتمتع دبي ببيئة أعمال مثالية جاذبة للاستثمار، واقتصاد متنوع يستمد قوته من موارد بشرية مؤهلة، مع توفر وسائل الراحة والسعادة، بالإضافة إلى إطلاق العديد من المشاريع المتميزة عالميا، ونجاحها في استضافة معرض اكسبو الدولي، والتوجه نحو اقتصاد المعرفة والابتكار الأمر الذي يعزز من جاذبيتها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مجالات التكنولوجيا والبحوث والتطوير، وتنفرد دبي بقدرتها على تسهيل ممارسة أعمال من الإمارة لخدمة سوق واسع يمتد عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا من خلال تفوق قطاعات خدمات الأعمال والتجارة والسياحة
إكسبو 2020.. منصة ابتكار
قال التقرير إن دبي تتطلع قدماً أن يترك إكسبو 2020 أثراً إيجابياً على المستوى الإقليمي والعالمي، إذ سيشكل الحدث منصة لعرض أحدث الابتكارات في مختلف المجالات، وسيجتمع على أرض دبي خلال الحدث أكثر من 180 دولة وملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، فمن المتوقع أن تستقطب 25 مليون زيارة، وبهذا سيكون من أكبر المعارض على مستوى العالم. وسيقام إكسبو على مساحة 438 هكتاراً بالقرب من ثلاثة مطارات دولية ومتصل بشبكة نقل مخصصة لهذا الحدث العالمي.
وستتاح لزائري معرض إكسبو فرصة الاستمتاع بالأسلوب المعماري المتميز، والاختلاط بالثقافات المتنوعة، والتأمل في العروض الإبداعية؛ هذا إلى جانب تذوق مختلف أنواع الأطعمة من شتى أنحاء العالم. والأهم من ذلك كله سيتسنى للزوار رؤية أحدث التقنيات والإبداعات مجتمعة في مكان واحد. سيُجسد إكسبو تجربة مميزة تظل خالدة في الذاكرة. حيث تجهز دبي لإقامة حدث استثنائي يدهش الملايين الذين سيزورونه، ويثير إعجابهم بقدرة الإنسان على التعاون من أجل خلق مستقبل أفضل.
يحمل كل معرض من معارض إكسبو موضوعاً رئيساً يهم البشرية جمعاء؛ وعليه، سيعمل إكسبو 2020 دبي وفق شعاره الرئيس المتمثل في «تواصل العقول، وصنع المستقبل» ما يعني إدراكه بأن الوصول إلى حلول مستدامة للمشكلات العالمية يتطلب تفهم مختلف الثقافات وتعاون الدول والمناطق المختلفة.
ويأتي مفهوم إكسبو 2020 دبي تجسيداً لعالمنا الحديث الذي يسوده الترابط والتواصل أكثر من أي وقت مضى، كما أنه سريع التغير. حيث نرى اليوم أن أكبر شركات حجز الفنادق لا تمتلك أي فندق، وأكبر شركات تقديم البرمجيات لا تصمم أياً من التطبيقات التي تبيعها، وأشهر متاجر التجزئة لا تمتلك مخزون بضائع، وأشهر مؤسسة إعلامية في العالم لا تنتج أي محتوى.
لقد أدركت هذه الشركات دور التقنيات الحديثة في تعزيز أهمية التعاون والمشاركة؛ فهي تمكن الناس من التعبير عن أنفسهم بأسلوب مختلف والعمل بأسلوب متميز، كما تمكنهم من التواصل مع الآخرين وابتكار كل ما هو جديد... هذا ما سيعيشه مشاركو إكسبو 2020، وزواره، الذين سوف يستكشفون أنه بالتعاون والتواصل وتكوين الشراكات يمكننا الإبداع وتوليد أفكار جديدة من أجل خلق مستقبل أفضل؛ وهذا هو موضوعنا الرئيس: «تواصل العقول وصنع المستقبل».
وستستكشف الدول والمؤسسات المشاركة في المعرض، فضلاً عن زواره، أهمية وقيمة التواصل في مجالات الفرص والتنقل والاستدامة – وهي الموضوعات الفرعية لإكسبو 2020.
سيركز إكسبو على ثلاثة جوانب من الفرص: تطوير رأس المال البشري لتحفيز التقدم؛ وضرورة توفير رأس المال كمصدر لدعم النمو؛ والشراكات كدافع أساسي للابتكار والتوظيف. كما سنعمل على استكشاف عدد من جوانب التنقل: تمكين الأفراد من خلال وسائل النقل؛ وتسهيل توزيع البضائع والمصادر والوصول إليها؛ وتطوير وسائل الاتصال الافتراضية من خلال تكنولوجيا المعلومات. وسنختبر دور النظم البيئية وتلك التي أسسها الإنسان في ضمان مرونة المجتمعات ورفاهية العيش؛ وضرورة ترشيد استهلاك المصادر الطبيعية لحفظها للأجيال القادمة، وذلك ضمن مفهوم الاستدامة.