أكد خبراء في قطاعي السياحة والتطوير الفندقي وجود تنافس كبير بين الشركات المحلية والعالمية على توسيع تواجدها في دبي وتوجه العديد من الشركات العالمية الجديدة لإيجاد موطئ قدم لها في الإمارة.وقالوا: إن «رؤية دبي السياحية 2020» شكلت منذ اعتمادها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، عام 2013 بوصلة للاستثمارات السياحية في المنطقة.

وأوضح الخبراء أن القطاع الخاص بالتعاون مع القطاع العام حقق قفزات نوعية نحو تحقيق هذه الرؤية الأمر الذي يظهر من خلال زيادة أعداد الغرف والشقق الفندقية في الإمارة والتي وصلت حتى الآن إلى نحو 100 ألف غرفة وشقة فندقية. وقامت العديد من شركات التطوير العقاري بضخ حصة كبيرة من استثماراتها في القطاع السياحي للاستفادة من النمو السياحي المتوقع عقب اعتماد رؤية دبي السياحية 2020.

وقال عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري في دبي إن الهدف هو استقبال 20 مليون سائح في العام الواحد بحلول عام 2020، وهو ضعف عدد السياح الذين استقبلتهم دبي خلال عام 2012، مشيرا إلى أن دبي رحّبت خلال عام 2015 بـ 14.2 مليون سائح من كافة أنحاء العالم، بزيادة نسبتها 7.5%، وتتجاوز بكثير معدل النمو العالمي لقطاع السياحة الذي يتراوح ما بين 3-4%، وذلك بحسب منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. وقال إن هذا النمو جاء بالرغم من التحديات التي شهدها العالم بأسره خلال النصف الثاني من العام الماضي، والتي طالت مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية والسياسية وغيرها.

تنوع الجنسيات

وتابع: حرصنا على تبني استراتيجية جديدة لا تقتصر على سوق أساسي محدد لتفادي المخاطر، وهو ما نتج عنه تحقيق أرقام مذهلة تجسدت في تنوع كبير في جنسيات السياح، كما هو الحال عليه بالنسبة لمقيمي الإمارة حيث تشير إحصائيات العام 2015 إلى أن دبي تمكنت من الحفاظ على أسواقها الأساسية التقليدية القوية وتنميتها مثل أسواق السعودية والمملكة المتحدة والهند، وفي الوقت نفسه اجتذاب أسواق ناشئة سريعة النمو مثل الصين وإفريقيا ودول أوروبا الشرقية.

وعلى صعيد الوجهات قال كاظم إن كلا من «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» حققتا نموا استثنائيا في أعداد أسطولهما وتوسعهما العالمي، وتعمل الدائرة مع كلتا الشركتين عن كثب لدعم الجهود التسويقية والترويجية، والاستفادة من حجم الاستثمارات التي يقوم بها كل طرف لتحقيق أفضل العوائد لدبي.

السياحة البحرية

وذكر كاظم أنه منذ إطلاق رؤية دبي السياحية 2020 ساهم قطاع السياحة البحرية المتنامي في تحقيق النمو أيضا، وخاصة بعد افتتاح مبنى الرحلات البحرية الثالث في دبي عام 2014، حيث حققت السياحة البحرية خلال العام 2014-2015 ارتفاعًا إجمالياً خلال الموسم بنسبة 15% في أعداد السفن التي وصلت إلى دبي، و42% في أعداد السياح عبر الرحلات البحرية، بينما شهد موسم عام 2015-2016 استئناف شركة «رويال كاريبيان» العالمية لعملياتها في دبي، واستخدام عدد أكبر من السفن الأضخم من قبل شركات السياحة البحرية التي تتخذ من دبي محطة لها.

وتابع: إن السفر إلى دبي اصبح أكثر سهولة، وذلك بفضل إجراءات الدخول الميسرة التي تتبعها دولة الإمارات والتي ساهمت في تسهيل القدرة على الوصول للدولة وزيارة إمارة دبي وبات بإمكان حاملي جنسيات 46 دولة حول العالم الحصول على التأشيرة لدبي والوصول إلى الإمارات، وذلك بعد انضمام 13 دولة أوروبية إلى قائمة خمس عشرة دولة مخوّلة دخول الدولة وذلك منذ شهر مارس 2014. وها قد بدأنا نلمس النتائج الإيجابية المتمثلة في زيادة عدد السياح إلى الإمارات من كل من بلغاريا وهنغاريا ورومانيا على سبيل المثال لا الحصر.

وأوضح أن دائرة السياحة قامت بالعمل على توسيع نطاق الفنادق وأعداد الغرف في دبي، ليتراوح عددها بين 140,000 إلى 160,000 غرفة بحلول عام 2020، حيث تمّ تحقيق تقدم ملموس بهذا الصدد، إذ وصل عدد الفنادق والشقق الفندقية إلى 676 مع نهاية شهر مارس 2016 والتي بدورها وفرت حوالي 98,949 غرفة فندقية.

قفزات نوعية

وقال غاي هاتشينسون، الرئيس التنفيذي للعمليات في روتانا، انه خلال السنوات الثلاث الماضية (التي تلت اعتماد رؤية دبي السياحية 2020) حقق القطاع السياحي في دبي قفزات نوعية في الطريق نحو تحقيق الهدف بالوصول إلى 20 مليون سائح على عدة مستويات منها النمو في أعداد الغرف الفندقية وخاصة من الفئات المتوسطة بالإضافة إلى النمو في عدد السياح وما نتج عنه من نمو في الإيرادات.

وأكد أنه على صعيد مجموعة روتانا سيرتفع عدد الغرف الفندقية تحت إدارة المجموعة حالياً في دبي من 4,283 في 2016 إلى 6,556 غرفة فندقية مع نهاية العام 2020 الأمر الذي يشكل مساهمة نوعية في تحقيق رؤية دبي السياحية 2020.

وأوضح انه منذ اعتماد رؤية دبي السياحية 2020 لوحظ وجود تنافس كبير من قبل الشركات المحلية والعالمية على توسيع تواجدها في دبي من خلال سعيها لإيجاد موطئ قدم لها في دبي أو زيادة حصتها من السوق المحلي بهدف الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من استراتيجية دبي السياحية وما سينتج عنها من تدفقات سياحية من جميع أنحاء العالم.

توجيه البوصلة

وقال زياد الشعَّار العضو المنتدب لشركة داماك العقارية إن رؤية دبي السياحية ساهمت في توجيه البوصلة الاستثمارية للقطاع السياحي في دبي، مشيراً إلى أن التعاون والعمل المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص جعل من دبي إحدى أكثر الوجهات السياحية المفضلة محلياً وإقليمياً وعالمياً وأكثرها شعبيةً في المنطقة، وهذا يأتي بالتوازي مع الإصرار على استضافة معرض إكسبو 2020 الدولي.

وأضاف الشعَّار إنه حتى تاريخ 31 مارس 2016، أتمت «داماك العقارية» تسليم 15,800 منزل، تشمل نحو 2,000 وحدة فندقية،. وبلغ عدد وحداتها السكنية ما يزيد على 44,000 وحدة في مراحل متفاوتة من التخطيط والإنشاء، تضم أكثر من 13,000 وحدة من الغرف الفندقية، والشقق الفندقية والفلل متكاملة الخدمات، حيث ستقوم بإدارة هذه المشاريع من خلال ذراع الضيافة «داماك للفنادق والمنتجعات».

ركيزة نمو

قال فريد ديوري الرئيس التنفيذي لشركة نشاما إن «رؤية دبي السياحية 2020» شكلت ركيزة أساسية لنمو اقتصاد الإمارة بالكامل، حيث تتعدى مساهماتها قطاعات الضيافة والطيران والتجزئة حيث تساهم هذه الرؤية في تنامي الطلب على المنازل معقولة التكاليف من جانب زوار الإمارة.

وأضاف ديــــوري إن الشركة تدعم رؤية دبي من خلال العـــديد من المرافق في تاون سكوير منها فندق «فيدا تاون سكوير دبي» الذي يستهدف فئة المسؤولين التنفيذيين ورواد الأعمال والسياح.