باتت التطبيقات الذكية والمواقع الإلكترونية السبيل المفضل لدى محبي وهواة السفر من شباب الإمارات لترتيب عطلاتهم بأنفسهم بالكامل خصوصاً من أصحاب الميزانيات المحدودة.

وذلك بفضل انتشار مهارات التعامل والدفع الإلكتروني لدى شريحة واسعة من الناس من جهة، وخدمات تلك المواقع التي مكّنت السائح من إعداد عطلات متكاملة أكثر ملاءمة بالنسبة له بدءاً من استكشاف وجهات جديدة ومراجعة تجارب المسافرين السابقين وحجز تذاكر السفر ومروراً بحجز سيارة أجرة في المطار، والإقامة وإعداد برامج الترفيه وحجز سيارة العودة إلى المنزل، كل ذلك من خلال شاشة هواتفهم الذكية التي لا يتعدى حجمها 6 بوصات.

وقال جيت بهالا الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «هوليداي مي. كوم» HolidayMe.com في الإمارات إن توفير منصات الحجز الإلكتروني للمستهلكين على الهواتف الذكية باتت العمود الفقري لأنشطة شركات السياحة والسفر.

مشيراً إلى أن انتشار مهارات استخدام الأجهزة الذكية في الدولة وخصوصاً لدى شريحة الشباب وإمكانية تخصيص الرحلات والبحث على الإنترنت عن نصائح من مسافرين آخرين حول الدولة أو المكان المستهدف للسياحة هما من أهم الأسباب التي تدفع المستخدمين إلى تفضيل التكنولوجيا الحديثة بشكل عام عندما يحين وقت الإعداد للسفر لغرض قضاء إحدى العطلات أو السفر.

وبحسب مصادر محلية فإن أكثر من 40%من حجوزات الفنادق الصادرة من الإمارات وفقاً لبيانات يوليو 2016، كان مصدرها الهواتف الذكية.

وحول عدد الحجوزات التي تتم عبر الإنترنت منذ بداية هذا العام بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، قال بهالا:

«إذا ما قارنَا إجمالي الحجوزات للنصف الأول من 2015 مع حجوزات النصف الأول من 2016، سنرى أننا حققنا نمواً هائلاً بنسبة بلغت 400%هذا العام. فمع أكثر من 300 ألف فندق ونصف مليون رحلة جوية يتم الاختيار بينها، نقدم للمستخدمين مجموعة خيارات واسعة لتخطيط رحلاتهم بشكل جيد مسبقاً.

ومع كل عام يمر، نقوم بإضافة العديد من خيارات الفنادق والرحلات الجوية والعطلات لدينا. كنتيجة لهذا التوجه المتنامي بين مستخدمينا، نحن الآن في خضم عملية توسيع لشبكتنا من خلال التكامل والتبادل التكنولوجي مع شركائنا».

وحول أحدث التقنيات الحديثة المستخدمة في الصناعة الفندقية اليوم، أوضح بهالا أنه حينما نتحدث عن أحدث التقنيات في مجال صناعة الفنادق، سينطوي الأمر على جانبين رئيسيين، الأول تطوير شبكة رقمية واسعة لتغطية الفنادق الكبرى في جميع أنحاء العالم، والثاني تنفيذ واجهات للمستخدمين سهلة الاستخدام مع تصميم نظام آمن لعمليات الحجز والدفع.

وأضاف: «بصفتنا رواد «سوق السفر عبر الإنترنت» في منطقة الشرق الأوسط، نستخدم أحدث التقنيات المتاحة لخدمة عملائنا وفق أعلى المعايير العالمية. كما نستمر في الاستثمار في تحديث تلك التقنيات بكل السبل المتاحة وبشكل دائم، وكذلك نضمن تقديم أحدث المعايير والميزات المتوفرة لقاعدة عملائنا».

تخطيط الموارد

من جانبه قال ديجفيجاي براتاب، الشريك المؤسس والمدير العام لـ «هوليداي مي. كوم» إن الاعتقاد بأنه ينبغي تخصيص ميزانيات ضخمة لقضاء العطلات في الخارج أمر خاطئ تماماً مشيراً إلى أن هناك الكثير من الرحلات التي يمكن التخطيط لها اعتماداً على ميزانيات صغيرة في حدود الموارد المالية المتاحة لبعض الأفراد.

وأضاف: «من خلال خبرتنا في التخطيط وبيع العديد من الرحلات والإجازات عبر القارات، نؤكد لعملائنا المحتملين إن القيود المفروضة على الميزانيات الصغيرة لن تكون عائقاً أمام سفرهم واستكشافهم للعديد من الوجهات».

وعن وجود شكوك حول نوعية الخدمة واحتمال وجود تكاليف إضافية أو مصروفات أو رسوم خفية في حزم السفر الجاهزة التي توفرها بوابات السفر الإلكترونية، خصوصاً مع توفيرها عروضاً بأسعار متدنية قال بهالا: «نحن نتفهم تلك الشكوك ونعرف ما هو المغزى من ورائها وهذا هو بالتأكيد أحد الجوانب التي تميزنا عن غيرنا.

نحن نؤمن بضرورة تقديم منتجات وخدمات ذات جودة وتنافسية عالية في الوقت نفسه. لقد تمكنا من الحصول على هذه الأسعار المنخفضة بسبب العلاقات القوية التي قمنا ببنائها والثقة التي نتمتع بها من خلال مفاوضاتنا مع الموردين».

نصائح

ويُنصح مٌخططو السفر بعمل الكثير من الأبحاث على الإنترنت حول الأماكن والطعام المتوفرة في بلد السياحة وخيارات الإقامة من أجل إدراك مدى مناسبتها مع الميزانية الموضوعة، حيث يساعد توفير مصروفات الإقامة كثيراً في توجيه معظم الميزانية إلى المغامرات الشيقة التي يمكن خوضها هناك مثل الأنشطة الرياضية ورحلات السفاري وغيرها.

ويمكن الإقامة في أماكن تبلغ تكلفتها نحو 100 درهم في اليوم فقط.

وقال أحمد الشحي موظف في القوات المسلحة إنه لم يعد بالضرورة أن يذهب إلى مكاتب ووكالات السياحة والسفر لإعداد رحلته الصيفية خارج البلاد، مشيراً إلى أنه أصبح قادراً بفضل منصات الحجز والسياحة الإلكترونية على إتمام حجوزاته بنفسه من خلال الهاتف الذكي، بدءاً من حجز تذاكر السفر، وحتى حجز الفنادق وإعداد برامج العطلات بصورة كاملة، ومن دون أن يخرج من بيته.

من جانبه قال أحمد بن حيدر الشريك المؤسس في شركة كوبرا للمكائن الصناعية إنه تعود إجراء حجز رحلاته السياحية مع عائلته عبر الإنترنت، فهناك الكثير من المواقع التي توفر الحجز وترتيب الرحلات والدفع عبر البطاقة الائتمانية مباشرة، دون الذهاب لوكالات السفر والسياحة.

كاميرا الهاتف

تشير دراسات حديثة محلية إلى أنه وفي حين شكلت الكاميرات التقليدية في الماضي جزءاً لا يتجزأ من حقائب المسافرين، إلا أن حوالي 80%من سكان الإمارات باتوا يعتقدون أن الهواتف الذكية هي اليوم أهم من الكاميرات التقليدية خلال رحلاتهم، وهو ما يؤكد الأهمية الكبرى التي اكتسبتها هذه الأجهزة الذكية المتعددة المهام لدى المستخدمين في حياتهم اليومية.