توقع خبراء أن يشهد قطاع التقنية والاتصالات في الدولة في 2017 «عاماً ذهبياً»، واستمرار نجاح العديد من مؤسسات القطاعين العام والحكومي، في توظيف العديد من التقنيات الرقمية والذكية المبتكرة مثل الحوسبة السحابية، وتقنيات «بلوك تشين» وحلول تعزيز الأمن السيبراني.
والذكاء الاصطناعي وازدهار مدينة دبي كونها مركزاً لانطلاق الشركات التقنية الصاعدة، مؤكدين أن الدولة أصبحت من أهم حاضنات الابتكار وتكنولوجيا المستقبل حول العالم، وذلك بفضل حزم المبادرات الذكية والتحول الرقمي، التي أطلقتها حكومة الدولة العام الماضي، وخطواتها الثابتة باتجاه صناعة المستقبل وخلق نموذج عالمي، يمكن الاحتذاء به في جميع القطاعات.
نمو الاستثمار
وتوقعت ميريام بيرت، نائب رئيس الأبحاث لدى جارتنر للأبحاث التقنية استمرار نمو الاستثمارات الأجنبية في قطاع التقنيات والاتصالات في الإمارات 2017، وذلك تماشياً مع سياسة الدولة في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار، التي اعتمدت في العام 2015، والتي تعتبر من الركائز الأساسية لدعم ومساندة رؤية الحكومة 2021.
ونمو انتشار الأجهزة الذكية لدى المستهلكين في الدولة، متوقعة أن يكون عام 2017 عاماً ذهبياً بالنسبة للقطاع. وأضافت: «نتوقع زيادة الاستثمار في القطاع التقني خصوصاً مع توقع انتشار العديد من التقنيات الحديثة، التي ستدعم خطط حكومة الدولة في التحول الذكي والمدينة الذكية هذا العام.
وأضافت: «نتوقع استمرار التركيز خلال 2017 على جعل الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، دولة رائدة على مستوى العالم، بعد أن أصبحت الدولة مركز الابتكارات التقنية الأول في المنطقة، فوفقاً لمؤشر الابتكار العالمي 2016، تحتل الإمارات المركز الأول بين الدول العربية، والـ 41 بين دول العالم، من حيث الأداء الكلي وفق المؤشر».
الهواتف الذكية
من جانبها توقعت غيتا غايماغامي، المديرة الإقليمية للتسويق في «سوني موبايل» الشرق الأوسط استمرار الأداء والنمو القوي لسوق الهواتف الذكية في الدولة خصوصاً مع توفر بيئة رقمية عالية الديناميكية وسريعة التطور.
مشيرة إلى أن حصة الشركة في سوق الهواتف الفاخرة والمتوسطة في الدولة تصل إلى نحو 60 % و20 % على التوالي. وأضافت غايماغامي أن الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط تتمتعان بديموغرافية شابة جداً، وهي كانت قوة دافعة رئيسة لرفع مستويات اعتماد الهواتف الذكية خلال العام الماضي، الذي ازداد خلاله حجم المشاركة والتفاعل من الإمارات من خلال الهواتف الذكية مع المحتوى الخاص والتفاعلي.
التحول الرقمي
من جانبه توقع لؤي السامرائي المدير الشريك في شركة آكتيف للتسويق والتواصل الرقمي استمرار المؤسسات من القطاعين العام والخاص في الإمارات خلال 2017 في مسيرة تحولها الرقمي، واعتماد التقنيات الحديثة والذكية، لتكون السبّاقة إقليمياً وعالمياً نحو المقدمة، ابتداء من استخدام أحدث الابتكارات، التي تؤثر في خدمة عالم التسويق مثل تقنيات الواقع الافتراضي.
الذكاء الاصطناعي
وتوقع رضوان موصلي أن يشكل الذكاء الاصطناعي أحد أهم المواضيع هذا العام. وأضاف: «نتوقع أن يبدأ قطاع الاتصالات في تسخير قوة الذكاء الاصطناعي ليقدم للأفراد والشركات أفضل تجربة اتصال دائم، مهما كان نوع الجهاز أو موقعه، أو نوع الشبكة أو المشغل. وسيكون هذا أكبر تحول يشهده هذا القطاع منذ أعوام.
وأضاف: «تخيل اتصالاً شاملاً بلا حدود يقودك بسلاسة إلى أفضل شبكة متوفرة دائماً في كل مكان للاتصال مع أي شخص وكل شيء. ولن نلقي بالاً لكونك تستخدم شبكة واي فاي أو شبكة الهاتف النقال أو تقنية بلوتوث أو أي من العديد من تقنيات شبكات إنترنت الأشياء، فالاتصال متوفر ويعمل فحسب.
وفي نهاية المطاف، فإننا لن نحتاج إلى الهاتف النقال، بل سنستخدم أي جهاز قابل للارتداء أو أي جهاز آخر للوصول إلى هذا الاتصال العالمي، وسيصبح عدد لا حصر له من التطبيقات منصة افتراضية، ونحن نتفاعل معها أو حتى نرتديها على أجسادنا».