نجحت سياحة دبي في استقطاب المزيد من الاستثمارات للفنادق الاقتصادية، وتقليص فجوة الطلب المتزايد على هذه النوعية من الفنادق، خاصة من قبل صناع المعارض والمشاركين فيها، بالإضافة إلى بعض الشرائح السياحية من ذوي الدخل المتوسط.
ولاحظت مصادر عاملة في القطاع الفندقي وجود توجه من قبل العديد من الشركات المشاركة بالفعاليات والمعارض في الدولة للحجز في الفنادق الاقتصادية، وحتى اختيار شركات الطيران الأقل تكلفة، وهو ما نتج عنه ارتفاع الطلب على تلك الفنادق، خاصة تلك الواقعة بالقرب من مركز المعارض وشارع الشيخ زايد.
استقطاب
وقال نايل مكلوغلين، نائب رئيس أول، داماك العقارية إن دبي تعرف بأنها مدينة الرفاهية والسياحة الفاخرة، لذلك كان السياح الذين يزورونها من هذه المستويات غالباً.
لكنها نجحت في الفترة الأخيرة في استقطاب الاستثمارات إلى الفئات الفندقية المتوسطة التي ساعدتها على الوصول الى شرائح سياحية جديدة وعدم الاقتصار على طبقة ذوي الدخل المرتفع. لذلك، لم تعد دبي وجهة سياحية للأثرياء والأغنياء فقط، بل أيضاً لأولئك من ذوي الدخل المتوسط.
وأوضح نايل أن شركته استوعبت توجهات الأسواق وواكبت الطلب المرتفع على هذه النوعية من الفنادق، وذلك عبر إطلاق مجموعة من المشاريع الفندقية من هذه الفئات منها «داماك ميزون دوفيل بريز» الذي يقع في قلب الخليج التجاري وهو من الفنادق التي حققت إقبالاً جيداً خلال العام الماضي، خاصة من قبل المشاركين في المعارض والمؤتمرات.
وأضاف إن افتتاح المزيد من الغرف الفندقية من الفئات المتوسطة سيساهم في تعزيز التنوع السياحي في دبي، ويساعدها على استقطاب السياح من مختلف الشرائح الاقتصادية، الأمر الذي يعتبر خطوة على الطريق الصحيح نحو تحقيق رؤية دبي السياحية 2020.
وأوضح أن داماك تهدف للاستفادة من الطلب المرتفع على هذه النوعية من الفنادق والمساهمة في تقليص الفجوة بين العرض والطلب على هذه الفنادق في السوق المحلية من خلال محفظة فنادقها من الفئات المتوسطة التي تشمل «داماك ميزون دوفيل بريز»، «داماك ميزون دوفيل سيلستيا»، «داماك ميزون دوفيل تينورا»، «داماك ميزون دوفيل داون تاون جبل علي» وغيرها.
أسلوب حياة
وأكد ديفيد برنس نائب الرئيس الإقليمي لروتانا في دبي والمناطق الشمالية، أن مفهوم الفنادق الاقتصادية يتوافق مع أسلوب حياة المسافرين الذين يبحثون إقامة فندقية مريحة تناسب احتياجاتهم الاقتصادية دون التخلي عن الرفاهية التي يتطلعون لها. لافتا إلى انه منذ افتتاح سنترو البرشا شهد الفندق قبولاً كبيراً من مسافري الأعمال بالدرجة الأولى.
بالإضافة إلى مسافري الترفيه ممن يبحثون عن أسعار مقبولة خلال زيارتهم لدبي. وأوضح برنس أن علامة سنترو التي أطلقتها روتانا أحدثت تغييراً في خريطة القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط.
فهي مفهوم معاصر، يقترب من نزلاء الفنادق بروح جديدة وجريئة تحافظ على التقاليد الفندقية المعهودة بطريقة عملية وفعالة في الأسعار ونوعية الخدمة ليحقق معادلة صعبة هي اكتمال الخدمة ودقتها وتميزها بأسعار اقتصادية تلقى قبولاً كبيراً من شريحة كبيرة من المجتمع.
وأردف: إن قطاع الضيافة في المنطقة يتمتع بالعديد من العوامل الإيجابية الخارجية والداخلية التي تتطلب المزيد من الاستثمارات في هذه النوعية من الفنادق من أجل تغطية الطلب المتزايد.
أكثر ربحية
وقال لوران أ. فوافنيل، المدير المسؤول، إتش إم إتش- القابضة لإدارة الضيافة، إن الفنادق الاقتصادية استثمار أكثر ربحية على المدى الطويل مقارنة مع الفنادق الفاخرة، مشيراً إلى أن سوق دبي في حاجة ملحة لمخزون أكبر من الفنادق من الفئات بين النجمة والثلاث نجمات لمواكبة التطور الكبير والنمو السريع الذي تشهده سياحة دبي خلال الفترة الحالية ولغاية 2020.
وأضاف إن الآن هو وقت تشييد هذه الفنادق في دبي، حيث إنها ستسهم في جذب أعداد متزايدة من المسافرين من الطبقة المتوسطة من الأسواق الجديدة في آسيا وأفريقيا، وفي الوقت نفسه ستلبي احتياجات زائري معرض اكسبو 2020 في دبي.
نمو ملحوظ
وقال الخبير السياحي، شهاب بن محمود، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة «جي إل إل» السابق للفنادق والضيافة في الشرق الأوسط وإفريقيا، إن دبي مقبلة على نمو سياحي ملحوظ خلال الأعوام ما بين 2017 إلى 2020، وذلك يتطلب منها الاهتمام بزيادة عدد فنادقها المتوسطة، خصوصاً وأن 80 % من السياح العالميين هم من فئة السياح الذين يضعون ميزانية سفر.
موضحاً أن هذا الأمر سينعكس بشكل مباشر على خفض الأسعار. وتابع قائلاً: إن الفرق في هوامش الأرباح بن الفنادق الاقتصادية والفاخرة يرجع إلى عدة عوامل منها انخفاض تكلفة الصرف على الغرف، بالإضافة إلى أن تكلفة المطاعم أعلى بكثير من الناحية التشغيلية من قسم الغرف.
وكما نعرف أن الفنادق الـ3 و4 نجوم يكون عدد المطاعم فيها محدوداً مقارنة مع الفنادق الفخمة التي يجب أن تملك عدداً أكبر من المطاعم داخل الفندق.
من جانبه قال سيلفيو أورسيني، نائب الرئيس التنفيذي في فنادق ومنتجعات بولغري، إن دبي تحتاج لفنادق اقتصادية أكثر في الفترة المقبلة، وذلك لتوفير منتج سياحي متكامل يشمل جميع الشرائح، لكنها في الوقت ذاته تحتاج لمزيد من الفنادق الفاخرة والفخمة. وأضاف: إن الزيادة في عدد الغرف الفندقية في دبي كان من أهم أسباب انخفاض الأسعار.
90 %
أكد ديفيد برنس أن الفنادق الاقتصادية حققت نسبة إشغال وصلت الى أكثر من 90 % خلال العام الماضي معظمهم من زوار المعارض والأعمال، بالإضافة الى السياحة من الفئات الاقتصادية المتوسطة.
وقال: هناك طلب متزايد على هذه النوعية من الفنادق في السوق المحلي خاصة في المناطق القريبة من مراكز الأعمال في دبي وأبوظبي.