أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس «دافزا» أن دبي تقف على أعتاب مرحلة جديدة عنوانها الاستدامة الشاملة وغايتها بناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة ويرتكز إلى قيم الابتكار والتنمية باعتبارها الدعامة الأولى والأساس لتحقيق التنويع الاقتصادي والارتقاء بتنافسية دبي كنموذج يحتذى به على المستوى العالمي في استشراف المستقبل ووضع أسس ورؤى مدروسة للمضي قدماً بخطى واثقة نحو مرحلة اقتصاد ما بعد النفط.
وأضاف سموه أن قطاع المناطق الحرّة يستأثر بحصّة كبيرة من إجمالي الحركة التجارية والاقتصادية في دبي ويدعم الجهود الوطنية في دفع عجلة الابتكار والتميّز قدماً نحو مستويات غير مسبوقة، احتكاماً بالرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال «الابتكار ثروة مستدامة وأساس لتطوّر الشعوب وتقدّم الدول إلى المستقبل». وخير دليل على ذلك الإنجازات النوعية التي حقّقتها المناطق الحرّة في دبي، وخاصةً «دافزا»، في توفير بيئات مواتية لتطوير الأعمال واحتضان الاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يصب في دعم النشاط الاقتصادي والتجاري المستدام لإمارة دبي ودولة الإمارات .
جاء ذلك في ختام المرحلة الثالثة من مبادرة تنمية نظم الابتكار للخدمات الحكومية أمس ضمن مبادرة «الحوار المطلق» التي نظّمتها «دافزا» بشراكة مع «مكتب دبي الذكية» ونخبة من الجهات الحكومية في دبي بينها «القيادة العامة لشرطة دبي»، و«هيئة دبي للصحة» و«غرفة دبي» و«دائرة التنمية الاقتصادية» و«جمارك دبي» و«الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب » و«هيئة دبي للطيران المدني».خارطة طريق
وأضاف سمو الشيخ أحمد بن سعيد أن فعالية «الحوار المطلق» تشكل امتداداً للمساعي الوطنية الرامية إلى تفعيل الجهود المتضافرة بين الجهات الحكومية والمناطق الحرة ضمن منصة حوارية مفتوحة لوضع خارطة طريق متكاملة وواضحة المعالم لإيجاد حلول مبتكرة وأكثر فعالية من شأنها إحداث تطوير شامل في الخدمات الحكومية وإعادة بلورتها بما يدعم الحراك الاستثماري الأجنبي في دبي.
وأضاف سموه أن استكمال المرحلة الثالثة من مبادرة «تنمية نظم الابتكار للخدمات الحكومية» يؤكّد مجدّداً التزام الشركاء المؤسسين بالمضي قدماً في بذل الجهود وخلق المبادرات النوعية الداعمة لنشر ثقافة الابتكار والفكر الإبداعي بما يعود بالنفع والمردود الإيجابي الكبير على مستوى دفع عجلة التنمية المستدامة والشاملة. وكلّنا ثقة بأن المخرجات والتوصيات التي تمخّض عنها «الحوار المطلق» ستشكّل دفعةً نحو الوصول إلى الهدف الأسمى في جعل دبي مركزاً عالمياً للاقتصاد والاستثمار وحاضنة للمبدعين.
واختتمت أمس المرحلة الثالثة من مبادرة «تنمية نظم الابتكار للخدمات الحكومية» بفعالية «الحوار المطلق» التي نظّمتها «دافزا» في إطار الجهود المتضافرة لدفع عجلة الابتكار وترسيخ أواصر التعاون بين القطاع الحكومي والمناطق الحرة في إمارة دبي للارتقاء بتجربة المستثمرين والوصول إلى أعلى المستويات في سهولة ممارسة الأعمال.
وقامت المنطقة الحرة بنشر تقرير يلخص نتائج الورش والمنتديات واللقاءات الفردية التي عقدتها فرق الابتكار مع الجهات الحكومية ومتعاملي «دافزا» للبحث في فرص تعزيز تجربة المتعاملين مع القطاع الحكومي ونقل تجربتهم إلى مرحلة متقدّمة تعزّز تنافسية دبي.
استقطاب الاستثمارات
وقال الدكتور محمد الزرعوني، مدير عام «دافزا»: يمثّل «الحوار المطلق» خطوةً مهمةً لتمكين أطر التعاون المثمر وتحقيق التكامل بين المناطق الحرّة والقطاع الحكومي والخدمي، فضلاً عن تنمية نظم الابتكار للخدمات الحكومية الموجّهة للمستثمرين في المناطق الحرّة بما يسهم في زيادة استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز نمو الناتج المحلي، بما يجسّد الهدف الرئيس من المبادرة التي نتطلّع من خلالها إلى تحسين تجربة المستثمرين في المناطق الحّرة مع القطاع الحكومي من خلال تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات والمنتجات المصمّمة لجذب المزيد من الاستثمارات إلى دبي. وأضاف إن المرحلة القادمة من المبادرة تتبنّي مبادرات محورية لتعزيز تجربة المستثمر ونتطلّع من خلالها إلى الخروج بمحاور جديدة لشراكات استراتيجية لجعل دبي وجهة مثالية للاستثمار في العالم.
ركائز نمو
شمل تقرير نتائج الورش والمنتديات التي عقدتها فرق الابتكار مع الجهات الحكومية ومتعاملي «دافزا» مجموعة من الأفكار والتحسينات التي تمحورت حول عدّة ركائز أساسية لتعزيز النمو المستدام، أهمّها تطوير النظام التعاوني بين المناطق الحرة والجهات الحكومية وتدفّقات رؤوس الأموال وتدفقات الرأس المالي البشري وتحسين تدفّقات التجارة والبضائع، وتحسين تدفقات الملكية الفكرية والمعرفة.
«الحوار المطلق» يرتقي بالعمل الحكومي
أجمع العديد من الدوائر الحكومية على أهمية مبادرة الحوار المطلق في تطوير العلاقة بين القطاع الحكومي والخاص واستقطاب الاستثمارات الأجنبية.
وقال حميد محمد القطامي، رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة في دبي: «تتمثّل أهمية مبادرة «تنمية نظم الابتكار للخدمات الحكومية» في تمكين المساعي الوطنية الرامية إلى الارتقاء بالعمل الحكومي والتطوير المستمر في البنية التحتية المواتية للاستثمار والأعمال في دبي بما يرتقي بتجربة المتعاملين إلى أعلى المستويات العالمية حيث تشكّل هذه المبادرة النوعية دفعةً قويةً بالنسبة لهيئة الصحة في دبي والتي تضع الابتكار والإبداع في مقدّمة أولوياتها الاستراتيجية لدفع عجلة النمو المستدام والتنمية الشاملة ضمن قطاع الرعاية الصحية المحلي، بما يتماشى مع غايات «استراتيجية تطوير القطاع الصحي» المتمثّلة في تطوير منظومة صحية أكثر استدامة وقدرةً على مواكبة متطلّبات القرن الحادي والعشرين».
وأكد اللواء محمد أحمد المري، مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي حرص إقامة دبي على تقديم محفظة متكاملة من الخدمات والمنتجات الداعمة لتعزيز تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة للإمارة وأن إقامة دبي تسعى جاهدة في تسخير جميع إمكانياتها المتاحة في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، مؤكداً أننا نعمل جاهدين على وضع دبي على خريطة العالم كمركز تجاري إقليمي رائد.
وأضاف : «أصبحت اليوم التكنولوجيا المحرك الأساسي لتسريع وتيرة الأعمال وتطوير الأفكار من أجل خلق خدمات ذكية من خلال وضع خطط القنوات الخدمية الإلكترونية لجعلها أكثر قابلية لاستشراف وتطوير الخدمات».
وقال سامي القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي: «يسعدنا المساهمة في تعزيز مكانة الإمارة على وجه الخصوص ودولة الإمارات عموماً في طليعة الابتكار في الاستثمارات المستدامة وذلك من خلال ابتكار النظم المستدامة التي تمكننا من المشاركة على الابتكار جنباً إلى جنب مع المعنيين من القطاعيين العام والخاص عبر سلسلة من الخدمات والمنتجات، بالإضافة إلى دفع طموح إمارة دبي لنمو الناتج المحلى الإجمالي لها. وتأتي مشاركتنا تطبيقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الهادفة إلى تطوير العمل الحكومي، وتعزيز تنافسية الدولة بحيث تكون حكومة الإمارات في مصاف الحكومات الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم».
تذليل العقبات
وقال ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي إن «تنمية نظم الابتكار للخدمات الحكومية» تعتبر مبادرة مبتكرة لبحث الأفكار وتبادل الخبرات وإيجاد حلول للتحدّيات التي تواجه مجتمع الأعمال ومسيرة النمو التي تقودها دبي، مؤكّداً حرص «غرفة دبي» على المساهمة الفعّالة في تذليل العقبات التي تؤثّر على القطاع الخاص من خلال ترسيخ قنوات التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في إمارة دبي. ولفت إلى أنّ الأولوية تنصب على خلق بيئة محفّزة لنمو الأعمال وتحسين تجربة المستثمرين لتشجيعهم على الاستثمار في القطاعات الواعدة، مؤكّداً تضافر جهود جميع الشركاء لتحقيق أهداف «خطة دبي 2021».
وقالت الدكتورة عائشة بن بشر، مدير عام مكتب دبي الذكية: «نعمل على توفير بيئة محفزة للابتكار ومشجعة على استقطاب أفكار مبتكرة في كل القطاعات، ونسعى لجعل دبي في مصاف المدن العالمية الريادية في استقطاب المستثمرين ضمن مبادرة تنمية نظم الابتكار للخدمات الحكومية، التي نسهم في إعادة صياغة مفهوم الاستثمار بحيث يجعل تجربة المستثمرين فريدة ومتميزة ما يعزز من إقبال المستثمرين الأجانب».
تبادل الخبرات
وقال أحمد محبوب مصبح، مدير «جمارك دبي»: إن الجلسات النقاشية لتبادل الخبرات والأفكار التي شهدتها فعالية «الحوار المطلق»، وما تمخض عنها من توصيات سوف تسهم في تحسين تجربة الاستثمار الأجنبي في المناطق الحرة وتعزيز جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية وتنويع مصادر الاقتصاد، نحو بناء اقتصاد معرفي يحقق التنمية المستدامة.
وقال محمد عبدالله أهلي، مدير عام هيئة دبي للطيران المدني: «نسعى إلى التعاون المطلق مع شركائنا الاستراتيجيين لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وتوفير باقات خدمية حكومية متكاملة مما يرسخ المكانة العالمية لإمارة دبي كمركز للنمو والازدهار. ونؤكد حرصنا على العمل كفريق واحد لدعم الابتكار وتعزيز القدرة التنافسية على الصعيد العالمي».
وأوضح اللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي، مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون الجودة والتميز أن شرطة دبي تُولي الابتكار اهتماماً كبيراً من خلال اقتناص الطاقة الإيجابية لكل موظف من موظفيها، ما يضمن تحقيق أهدافها الاستراتيجية، حيث أضحى الابتكار والتميز من سمات أدائها العملي.