زار معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، معرض مدن المستقبل أمس حيث اطلع على مجموعة من المشاريع والعروض التقديمية المبتكرة التي تخدم رؤية الإمارات لمدن المستقبل المستدامة والسعيدة.
وتشير التوقعات إلى أن نحو 60% من سكان العالم سيعيشون في مدن ذكية بحلول عام 2030. حيث من المتوقع أن تكون هذه المدن مجهزة بأفضل وسائل الرفاهية التي تتناسب مع نمط الحياة المتسارع. وحتى يطلق على أي مدن وصف المدينة الذكية يجب أن تعتمد أسس التنمية المستدامة على المستويات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. وفي الوقت الذي تصبح فيه الاستدامة موضوعاً شاغلاً لخبراء تخطيط المدن والمفكرين الاجتماعيين ومطوري العقارات والبنية التحتية والمهندسين، فإن معرض مدن المستقبل جاء ليلقي الضوء على أفضل السبل لتحقيق الاستدامة من خلال تطبيق أساليب مبتكرة تضمن السعادة والرخاء في هذه المدن.
ترسيخ الممارسات الإيجابية
وأشاد معالي الزيودي بدور المعرض في الترويج لثقافة الاستدامة، وترسيخ الممارسات الإيجابية والمبتكرة في مجالات تصميم وبناء المدن والبنية التحتية، بحيث تضمن مواجهة التحديات المناخية وتحقق الرفاه والأمان والسعادة للأجيال القادمة من سكان مدن المستقبل. وأقيم المعرض الذي اختتمت فعالياته أمس تحت رعاية وزارة تطوير البنية التحتية وبرنامج الشيخ زايد للإسكان والهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية.
ونوه معالي الزيودي بأن الإمارات تسعى من خلال الرؤية الملهمة لقيادتها الحكيمة، لأن تكون من أكثر الدول الفاعلة في مجالات التخطيط الاستراتيجي للمستقبل من النواحي الاقتصادية والبيئية والتنموية، مشيراً في هذا الصدد لبرنامج "مئوية الإمارات 2071" والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تشكل برنامج عمل حكومي لتكون الدولة في المركز الأول عالمياً في العام 2071.
اليوم الأخير
وشكلت عناوين الاستدامة والابتكار، المحاور الأساسية للنقاشات في ثالث وآخر أيام الدورة الأولى من معرض مدن المستقبل. وشهد اليوم الثالث من المعرض عرضاً تقديمياً لوزارة تطوير البنية التحتية في الإمارات بعنوان "كيف يمكن للتكنولوجيا الذكية أن تساهم بتطوير شبكة الطرقات في الإمارات"، حيث تم تقديم عرض عن التطبيقات الحديثة والذكية التي يتم تطبيقها على الطرق الاتحادية التي تشرف عليها الوزارة.
السلامة المرورية
وقال المهندس أحمد الحمادي، مدير إدارة الطرق بوزارة تطوير البنية التحتية في الإمارات: تستهدف وزارة تطوير البنية التحتية رفع معدلات السلامة المرورية من خلال تطبيق وسائل التكنولوجيا الذكية على الطرقات الاتحادية، حيث تطبق الوزارة حالياً العديد من هذه الوسائل مثل الاسفلت البارد ومواد اعادة تدوير الاسفلت والنانو تكنولوجي. وهذه الوسائل التي نستخدمها تساهم في اطالة عمر الاسفلت بأكثر من 5 سنوات عن العمر الافتراضي في حالة استخدام الوسائل التقليدية، كما أن كلفة التنفيذ تنخفض بنسبة 35% عند استخدام هذه الوسائل، اضافة لاختصار مدة تنفيذ الطرقات بشكل كبير من خلال اعادة تدوير الاسفلت.
وأوضح أن إحدى أهم ميزات استخدام التكنولوجيا الذكية على الطرقات هي تخفيض نسبة انبعاث الغازات الكربونية والتي تساهم بدورها في تحقيق مبادئ الاستدامة البيئية. كما أن الوزارة تعمل على تنفيذ العديد من المبادرات المبتكرة في مجال الطرقات والبنية التحتية وإحدى هذه المبادرات هي مبادرة "البرج الذكي" والتي تعمل على دمج جميع أجهزة التحكم الذكية من شاشات وكاميرات مراقبة وأجهزة تعداد السيارات وتحديد السرعة في حال التجاوزات، وحساسات استكشاف الضباب، وهو الأمر الذي يؤدي بدوره لكفاءة تشغيلية أكبر مع الحفاظ على مبادئ الاستدامة والابتكار.
استدامة
وقال داوود الشيزاوي، الرئيس التنفيذي لشركة "الاستراتيجي لتنظيم المعارض والمؤتمرات" ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض مدن المستقبل: " سعداء بمستوى النجاح الذي حققه معرض مدن المستقبل في دورته الأولى. وكان التركيز على الاستدامة في مدن المستقبل أمراً حيوياً ومهماً وخصوصا مع الثورة التقنية التي نشهدها والتي أضافت أهمية خاصة لتحقيق الاستدامة. ولهذه الأسباب دفعنا بقوة اتجاه الوصول لمستقبل مستدام في معرض مدن المستقبل والذي وضع أساساً صلباً لممارسات بيئية أفضل تضمن حياة أكثر رفاهية وسعادة واستدامة لسكان هذه المدن".
تقنيات
وشهد اليوم الأخير من المعرض العديد من النقاشات وورش العمل التي شاركت فيها الشركات والهيئات العارضة اضافة لمجموعة مختارة من الزوار من الخبراء في مواضيع الاستدامة والابتكار. حيث تضمنت جلسات اليوم الثالث نقاشات حول مواضيع مثل: "تكاليف بناء مشاريع الطاقة النظيفة في منطقة الخليج"، و"التقنيات الذكية والجديدة في تشكيل مدن المستقبل"، و"الطاقة المهدرة عند إهدار الطعام"، و"الحصول على الطاقة المهدرة في مكبات النفايات"، وغيرها الكثير من المواضيع الهامة التي استحوذت على اهتمام الحضور.
خارطة
قام الخبراء وقادة الأعمال المشاركون في فعاليات معرض مدن المستقبل بوضع خارطة طريق، تهدف لتحقيق أهداف الدول التي يمثلونها في مجالات البنية التحتية المستدامة على المستويات المالية والبيئية.