كشف جمال سيف الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج عن جهود مكثفة يقوم بها المجلس لحل المشكلات التي تواجه استثمارات الشركات الوطنية «اتصالات» و«إعمار» و«موانئ دبي العالمية» ومجموعة شرف في الهند. وأضاف الجروان في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» إن الشركات الإماراتية الأربع تواجه مشكلات مالية وقانونية وتنظيمية وتشغيلية يجب حلها في القريب العاجل حتى لا تؤثر على مستقبل الاستثمارات الإماراتية في الهند.

وأكد أن المجلس يجري حوارات مكثفة حالياً مع كل الجهات الرسمية الهندية لإيجاد الحلول للمشكلات الصعبة التي تواجهها الشركات الإماراتية، مشيراً إلى أن المجلس يجد تفاهماً أكبر من المسؤولين الهنود بعد الزيارة الناجحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند في يناير الماضي.

وفضل الجروان عدم الخوض في تفاصيل مشكلات الشركات الإماراتية في الهند. وقال: هذه المشكلات يجري بحثها في وزارات المالية والخارجية على أعلى المستويات ونعتقد أن المشكلة الأكبر تواجه «اتصالات»، حيث مضى عليها الآن نحو 9 سنوات. وثبت للجميع أن للشركة حقوقاً يجب ردها وعلى الحكومة الهندية أن تحل مشكلات الشركات الإماراتية قبل ضخ استثمارات إماراتية جديدة في الهند، لافتاً إلى أن الهند تتصدر اليوم قائمة الدول التي تعاني فيها الشركات الإماراتية بقوة.

مصر والجزائر

وأوضح أن مصر تأتي في المرتبة الثانية بين الدول التي تواجه فيها الاستثمارات الإماراتية صعوبات، مشيراً إلى أنه لم يتم بعد السماح لأي شركة إماراتية بتحويل أرباحها بالدولار إلى الخارج، كما تواجه الشركات الإماراتية مشكلات تتعلق بطبيعة البيئة الاستثمارية والتشريعية في الجزائر.

تراجع

ونوه بأن الاستثمارات الإماراتية في الخارج شهدت تراجعاً طفيفاً خلال عام 2016 مقارنة بعام 2015، مشيراً إلى أن عام 2016 كان عام «التريث والحذر الاستثماري» من قبل الشركات والمستثمرين الإماراتيين لأسباب عدة تتعلق بالظروف السياسية والأمنية للعديد من بلدان الشرق الأوسط على جانب الانتخابات الأميركية. وقال إن غالبية المستثمرين الإماراتيين ركزوا خلال عام 2016 على دراسة الفرص الاستثمارية والبحث عن شركاء ويتوقع المجلس أن تنمو الاستثمارات الإماراتية بشكل أفضل خلال العام الجاري.

وأكد أن قطاع تجارة التجزئة كان أكثر القطاعات التي نالت نصيباً أكبر من الاستثمارات الإماراتية خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن مجموعة ماجد الفطيم كانت الأبرز حضوراً بافتتاح العديد من المراكز التجارية الكبرى في المنطقة خاصة في مصر، حيث افتتحت أخيراً مول مصر أكبر مركز تسوق في منطقة الشرق الأوسط.

حملة إعلامية

وأوضح أن المجلس سيطلق قريباً حملة إعلامية مكثفة عن أنشطته وإنجازاته بمناسبة مرور 9 سنوات على إطلاق الحكومة للمجلس في 15 أبريل 2008، مشيراً إلى أن المجلس نجح خلال 9 سنوات في تحقيق إنجازات كبيرة، حيث جذب كبرى الشركات الاستثمارية الإماراتية لعضويته وتحول إلى حلقة اتصال قوية بين الحكومة والشركات الاستثمارية الخاصة. ويتم تخصيص اجتماع كل 3 أشهر بين الحكومة والمستثمرين لبحث مشكلات المستثمرين خارج الإمارات للمساعدة في حلها. كما نجح المجلس في إيجاد منظومة عمل يتفق عليها الجميع لدفع الاستثمارات الإماراتية في الخارج للأمام.

وتتضمن الحملة الإعلامية كتيبات وكلمات لمعالي سلطان المنصوري وزير الاقتصاد رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج ومعالي محافظ مصرف الإمارات المركزي وأعضاء المجلس والرؤساء التنفيذيين للشركات الأعضاء في المجلس تؤكد أهمية المجلس وأبرز الإنجازات التي حققها خلال السنوات الماضية.

200 شركة

ولفت الجروان إلى وجود نحو 200 شركة استثمارية إماراتية تزيد أصولها على 5.5 تريليونات درهم، تستثمر في مشاريع للبنية التحتية والاستثمار في قطاعات الطاقة والعقار والتجزئة والأوراق المالية والسندات في قارات العالم الست، مشيراً إلى أن المجلس يهدف لضم أكبر عدد من هذه الشركات إليه. وغالبية هذه الشركات تواجه صعوبات ومشكلات تحد من سرعة تدفقات الاستثمارات الإماراتية إلى الخارج، خاصة وأن هذه المشكلات تكاد تكون مشتركة وتشكو منها الشركات الإماراتية والمستثمرون الإماراتيون وتتركز في غياب منظومة التشريعات المتكاملة للاستثمار الأجنبي في العديد من البلدان المستثمر فيها، وتحديات بيروقراطية تتعلق بإجراءات تراخيص المشاريع والقوى العاملة إضافة إلى حرمان العديد من الشركات الإماراتية من تحويل أرباحها للخارج بالدولار، ووضع عقبات تحول دون تملك أراضي عدد من مشاريعها، كما أن هذه الشركات تعمل في بيئات لا تسودها أساليب المنافسة الشريفة ويغيب عنها القرارات المنظمة للسوق.

12 شركة

يضم المجلس في عضويته 12 شركة من كبرى شركات الاستثمار الإماراتية في منطقة الشرق الأوسط إضافة إلى ثلاث وزارات وهي الاقتصاد والمالية والخارجية والتعاون الدولي والهيئة العامة للطيران المدني. وتتضمن قائمة الشركات في المجلس مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) وشركة مبادلة للتنمية (مبادلة) وشركة الاستثمارات البترولية (آيبك) وموانئ دبي العالمية وشركة دبي للاستثمار وإعمار والاتحاد للطيران وبروج ومجموعات ماجد الفطيم والفهيم وشرف وثاني للاستثمار.