قال مسؤولون وخبراء مختصون إن إدارة التكاليف والمخاطر في المشاريع العقارية تسهم في حماية الاستثمارات وتعزيزها على المدى الطويل، وجعل البيئة الاستثمارية أكثر جاذبية بما يحفز على ضخ مزيد من الاستثمارات.

ورد ذلك على هامش المؤتمر الدولي لهيئة تنمية وإدارة التكاليف الأميركية الذي تستضيفه دبي وانطلقت فعاليته أمس تحت عنوان «حماية الاستثمارات عبر إدارة التكاليف والمخاطر في المشاريع»، بمشاركة أكثر من 40 متحدثًا عالميًا وبحضور نحو 500 مشارك.

أهمية كبرى

وقال محمود هشام البرعي، الرئيس التنفيذي لمعهد دبي العقاري الذراع التعليمية لدائرة الأراضي والأملاك في دبي: «إن المؤتمر يحظى بأهمية كبرى كونه يختص في إدارة التكلفة والمخاطر في جميع المشاريع مع التركيز بشكل على مشاريع القطاع العقاري التي تستحوذ على أهمية كبرى خصوصا وان قيمتها تتجاوز مليارات الدراهم». وأضاف البرعي لـ«البيان الاقتصادي»:

«إن تطبيق إدارة التكاليف والمخاطر في المشاريع الإنشائية ستعود بالإيجاب على بيئة الاستثمار العقاري في الإمارة وجعلها أكثر استدامة وأكثر جذباً للمستثمرين.

لافتاً إلى أن نجاح دبي في القطاع العقاري بني على ثقة المستثمرين في السوق». وأوضح أن دبي تمتلك أفضل بيئة عقارية على مستوى المنطقة كما تنافس عالمياً في ظل امتلاكها لقوانين قوية تحمي المستثمرين وأنظمة فعالة وبالتالي تقل المخاطر.

وأعرب البرعي، عن نظرته الإيجابية لمستقبل السوق العقاري في دبي، مضيفا: «لدينا الآن سوق ناضج بمطوريه ومستثمريه وقوانينه وأنظمته».

وتابع: «أصبحنا الآن سوقاً مستداماً وعالمياً وننظر حاليا إلى ما بعد اكسبو دبي 2020 الذي سيجذب لنا مزيداً من الاستثمارات لكن كيف سنحافظ على ذلك في المستقبل، عبر تقديم بيئة عقارية خالية من المخاطر بما يسهم في تعزيز وتحفيز الاستثمارات». وقال: «هناك فرص كبيرة وخيارات أكثر ومنافسة أقوى في سوق دبي العقاري، مستبعداً أن يكون السوق قد شهد حالة من الركود بسبب تراجعات النفط ولكن»هدوء وترقب وانتظار للفرص«.

تدريب

من ناحية أخرى قال البرعي»إن المعهد يستهدف تنظيم 370 دورة لتخريج 20 ألف متدرب حتى نهاية العام الجاري داخل وخارج الإمارات، مستهدفاً أسواق أفريقيا وآسيا.

وأضاف: «إن المعهد ينظم شهرياً حوالي 15 إلى 20 دورة، وبلغ عدد الدورات التي نظمها على مدار الأربعة أشهر الأولى من العام الحالي نحو 100 دورة».

وأوضح إن الدورات تأتي في سياق برنامج منتظم يطلقه المعهد لخدمة المتعاملين في السوق العقاري لدبي ولخدمة أسواق الدولة، وأيضا خارج الدولة مثل السعودية وعمان والبحرين والأردن ومصر.

وأشار البرعي إلى أن المعهد يستهدف تغطية الأسواق الافريقية والأسيوية ويتطلع إلى سوق الهند والصين، مشيراً إلى أن المعهد لديه علاقات جيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وذكر بأن الدورات التي ينظمها المعهد تستقطب أعداداً متزايدة من المنتسبين إليها، لافتاً إلى أن المعهد استطاع تحقيق أهم أهدافه المتمثلة في نشر المعرفة العقارية ورفد السوق بالمهارات المؤهلة والمدربة.

إدارة المشاريع

وقال الدكتور راشد الليم، رئيس هيئة كهرباء ومياه الشارقة: «إن المؤتمر يجمع مجموعة من الخبراء المتخصصين في إدارة المشاريع من عدة دول حول العالم، مشيراً إلى أن مشاريع دولة الإمارات باتت جاذبة على المستوى العالمي وأصبحت على الخريطة العالمية».

وأضاف الليم: «إن المؤتمر يطرح ويناقش الجديد على الساحة، إذ قامت 5 دول بطرح برامج متخصصة في إدارة المشاريع وتم استخدامها بالفعل على مستوى الشركات الخاصة وبعض والجهات الحكومية على مستوى الدولة».

وأوضح أنه جرى تصميم نظام لإدارة المخاطر المؤسسية بما يتناسب مع المواصفة الدولية لإدارة المخاطر والتي ساعدت على إدارة المخاطر وضمان نجاح المشاريع.

بنية تحتية

من جهة اخرى، اكد الليم، إن الهيئة مستمرة في مشروعاتها الخاصة بتأهيل البنية التحتية لقطاع الكهرباء والمياه والغاز بالإمارة التي بدأت قبل نحو 3 سنوات.

وأضاف إن الهيئة تسعى لرفع استخدامات الغاز في مختلف المدن الصناعية والتجارية، وعلى مستوى الشركات والدوائر المحلية والمناطق السكنية«، مؤكداً أن الإمارات بصفة عامة والشارقة بصفة خاصة قطعت شوطاً كبيراً في مجال تحقيق التنمية المستدامة والاعتماد على الطاقات المتجددة بهدف الحفاظ على البيئة.

وأشار إلى إن الهيئة تعمل على مشروع آخر للطاقة البديلة والمتجددة إذ نجحت في إنارة 30 كيلو متراً من خلال الطاقة الشمسية تركزت معظمها في المناطق الصناعية وبعض المناطق السكنية والمزارع.

من جانبه، قال ماجد فاروق حنا، المدير التنفيذي للجنة التنفيذية العليا للمؤتمر:»أن أهمية استضافة المؤتمر تنعكس في عرض أفضل التجارب العالمية في مجال إدارة التكاليف والمخاطر بدبي لا سيما وأن الإمارة تحتل مركزاً عالمياً في الأعمال والاستثمار، مما أسهم في خلق بيئة تفاعليه اقتصادية متميزة«.

وأكد حنا، أهمية الحفاظ على زيادة الاستثمارات في المشاريع من خلال أدوات ومناهج وبرامج عمل لإدارة التكاليف والمخاطر المصاحبة لها، مما يؤثر إيجاباً على خلق معايير تنافسية جديدة تعتمد على الابتكار في تحقيق الأهداف.

وقال سامر أبو دقة، مدير إدارة التكاليف في شركة المقاولات الهندسية، إن إدارة التكاليف والمخاطر تحتاج إلى مزيد من التوعية وتعريف الشركات والمستثمرين بالمشاكل والتحديات التي قد تواجههم في المستقبل.

وأضاف:»أن تقليل التكاليف يسهم في حماية الشركات من أي مخاطر أو خسائر مستقبلية كما يساهم في استقرار الأعمال وتعزيزها، كما طالب بضرورة التركيز على حوكمة الشركات«.

بدوره، قال جون ليفينجود، رئيس الهيئة الدولية لتنمية التكاليف الأميركية:»اعتادت دبي على استضافة اهم الأحداث العالمية بها لما تتميز به دولة الإمارات من ريادة وحركة متسارعة في النمو والازدهار العمراني والهندسي والاقتصادي ليس فقط محليا بل وعالمياً.

جوائز

شهد الحدث تقديم عدد من الجوائز لأفضل الممارسات في مجال إدارة التكاليف والمخاطر، حيث فاز بجائزة العام للأفراد، جائزه قائد التكاليف العامة مطر محمد الطاير، رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة الطرق والمواصلات بدبي، وفاز بجائزة مدير المخاطر، موزه الشامسي، مدير إدارة التدقيق والمخاطر بمؤسسة دائرة الأراضي والأملاك بدبي، وفازت هيئة كهرباء ومياه دبي بجائزة التميز في مجال إدارة المخاطر، وهيئة كهرباء ومياه الشارقة بجائزة أفضل توعية في مجال إدارة التكاليف والمخاطر في المشاريع.