ديفيد تومسون.. رجل أعمال محب للفن بثروة 67 مليار دولار

بعد وفاة والده في عام 2006 أصبح رئيساً لمجلس إدارة شركة «تومسون» للمعلومات، كما ورث لقب «البارون تومسون» عن أبيه، وبعد عامين فقط استطاع الاستحواذ على وكالة «رويترز»، ليصبح رئيس واحدة من كبرى المنصات الإعلامية الشاملة، التي تقدم مجموعة واسعة من الأخبار والخدمات المتخصصة. ديفيد كينيث روي تومسون المولود في يونيو عام 1957 أغنى أغنياء كندا لم يحقق ثروته البالغة نحو 67 مليار دولار من استثماراته العائلية في الإعلام فحسب، بل من حبه للفن التشكيلي وبيع وشراء اللوحات النادرة.

شركات متعددة

في نهاية عام 2022 أصبح ديفيد تومسون أغنى شخص في كندا، محتلاً المرتبة الـ 23 بين أغنى أغنياء العالم، بثروة تقدر قيمتها الإجمالية بـ 52.4 مليار دولار، وهذا العام بلغت ثروته نحو 67 مليار دولار، محافظاً على لقب «أغنى شخص في كندا» ورقم 22 على مستوى العالم، حسب تصنيف «فوربس».

بدأ حياته المهنية شريكاً في شركة «ماك ليود يونج وير» المصرفية في تورونتو، ثم انتقل للعمل في الشركات التي تملكها عائلته، ثم أسس شركته الخاصة «أوسمينجتون أنكوربوريتد» في مجال العقارات، التي أراد لها أن تدار من قبل أشخاص من خارج إمبراطورية «تومسون»، وكانت تقوم على الاستحواذ على الأصول العقارية التجارية، وتتولى إدارتها نيابة عن المساهمين المؤسسين، كما تمدد نشاطها لتتملك حصة في شركة «فارمارز إيدج» للزراعات الدقيقة، وشركة «ترو نورث سبورتس إنترتينمنت»، التي تملك فريق «وينيبج جيتس» المشارك في دوري الهوكي الكندي الوطني، وفي عام 2023 كشفت الشركة عن أنها ستجلب سلسلة مطاعم الوجبات السريعة «شيك شاك» إلى كندا مع خطط لإنشاء 35 منفذاً.

عاشق الفن

في عام 2018 فكر ديفيد في ترك العمل في إدارة شركة عائلته «تومسون رويترز» للتركيز على أنشطته الفنية والعقارية، وقد عُرف عنه أنه من هواة جمع الأعمال الفنية والتحف، كما يمتلك أكبر مجموعة في العالم من اللوحات والرسومات للرسام الإنجليزي جون كونستابل.

تبرع ديفيد بما يزيد على 276 مليون دولار لتكاليف تجديد معرض الفنون في أونتاريو، إضافة إلى أنه يتبرع بنحو 20 مليون دولار سنوياً للمعرض نفسه. وفي حديث إلى صحيفة «إندبندنت» قال تومسون إنه اشترى أول لوحة لكونستابل وهو في الـ19 من عمره، وأعطى البائع «لوحة زيتية مقابل ذلك ومبلغاً كبيراً من المال» لأنه، حسب تعبيره، وقع في حب أسلوب كونستابل عندما كان طفلاً صغيراً.

وفي عام 1984 حصل على لوحة «منظر بحري: فولكستون» الرائعة لـ جيه إم دبليو تيرنر، مقابل مبلغ قياسي بلغ 21.8 مليون دولار، وفي العام التالي حطم تومسون رقماً قياسياً عالمياً آخر عندما اشترى لوحة رامبرانت الضخمة «المسيح يقدم للشعب»، المرسومة عام 1655، من صالة المزادات كريستيز بلندن مقابل مبلغ 1.7 مليون دولار، عندما باع دوق ديفونشاير مجموعة تشاتسوورث في أحد أكبر المزادات في ذلك الوقت، لكن تومسون اضطر إلى بيع كلتا التحفتين خلال الأزمة المالية في الثمانينيات.

وفي عام 2002 دفع تومسون ووالده مبلغاً قياسياً عالمياً آخر قدره 76.6 مليون دولار لشراء لوحة «مذبحة الأبرياء» لروبنز، التي تُعدّ الآن القطعة الفنية الرئيسية لمجموعة تومسون في معرض أونتاريو للفنون، وفي عام 2012 حطم تومسون الأرقام القياسية بشرائه لوحة «إيدا تقرأ رسالة» للفنان فيلهلم هامرشوي، مسجلاً أعلى سعر على الإطلاق لفنان دنماركي. وفي العام نفسه حطم الرقم القياسي لأغلى لوحة مائية بريطانية من القرن الثامن عشر عندما دفع 2.4 مليون جنيه استرليني مقابل لوحة منظر طبيعي صغير لجون روبرت كوزينز.

مقتنيات فريدة

ويُعد تومسون من أبرز مقتني الأعمال الفنية الكندية؛ ففي عام 2007 دفع 1.8 مليون دولار ثمناً لقناع وجه، وهو أعلى سعر يُدفع على الإطلاق لقطعة فنية واحدة من فن السكان الأصليين لأمريكا الشمالية، وفي نوفمبر 2016 دفع 11.2 مليون دولار لشراء لوحة فنية بعنوان «أشكال جبلية» للفنان لورين هاريس في مزاد علني.

يدير تومسون أنشطته في جمع الأعمال الفنية من خلال أعماله الفنية الشخصية، كما يمول «أرشيف الصراعات الحديثة» ومقره لندن؛ حيث يشتري متخصصون في الأرشيف مجموعات الصور الفوتوغرافية من جميع أنحاء العالم.
قضايا عائلية

تومسون له سبعة أطفال من أربع أمهات مختلفات؛ من بينهن الممثلة كيلي روان، ويعيش معه أطفاله الثلاثة الأصغر سناً في تورونتو، وكانت ابنته الكبرى التي انفصل عنها وعن والدتها لمدة خمس سنوات، قد رفعت ضده دعوى قضائية بتهمة «سوء إدارة صناديق الأسرة»، ولكن تمت تسوية القضية خارج المحكمة في عام 2017. وفي مقابلة من مقابلاته الصحفية النادرة قال تومسون الذي يعيش في مجمع يضم معرضاً فنياً تحت الأرض: «عندما تحاول أن تعيش حياة أكثر توازناً يعتقد رجال الأعمال التقليديون أنك لست رجلاً حقيقياً».