عززت مصر من احتياطاتها من الطاقة في أعقاب الإعلان عن واحد من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في المياه الإقليمية في مقابل البحر المتوسط، حيث يلبي الاكتشاف الجدد الاحتياجات المتزايدة لتوليد الطاقة عبر محطات الكهرباء الغازية، فضلاً عن توفير الغاز للاستهلاك المنزلي والصناعي.

وقال خالد عبد البديع رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» في مصر أمس إن شركة إيني الإيطالية تقدر الاستثمارات المبدئية لتطوير كشف الغاز العملاق الجديد»شروق» الذي أعلن بنحو 3.5 مليارات دولار فيما تتوقع الشركة الايطالية ان يعيد الكشف الجديد رسم مستقبل قطاع الطاقة في مصر.

وأوضح عبد البديع في تصريح لرويترز أن هذه الاستثمارات تأتي الإضافة إلى اتفاقات أبرمتها إيني مع مصر في مارس لاستثمار خمسة مليارات دولار في عمليات تنقيب وتطوير في امتياز بمنطقة دلتا النيل.

ونقلت وزارة البترول المصرية في بيان صحفي عن إيني قولها إن الكشف الجديد «شروق» يتضمن احتياطيات أصلية تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي (تعادل حوالي 5.5 مليارات برميل من المكافئ النفطي) ويغطي مساحة تصل إلى 100 كيلومتر مربع «وبذلك يصبح الكشف الغازي شروق أكبر كشف يتحقق في مصر وفي مياه البحر المتوسط وقد يصبح من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم.»

ونقل البيان عن رئيس إيني كلاوديو ديسكالزي قوله «الكشف الجديد سيحقق تحولاً محورياً في سيناريو الطاقة في مصر.»

وقالت شركة إيني إنها تعتزم استكمال أنشطة الحفر أوائل العام المقبل وذلك بحفر 3 آبار لسرعة تنمية الكشف على مراحل بالاستفادة من البنية الأساسية المتاحة.

ويفتح الحقل الجديد آفاقاً واعدة لخطط التنمية التي تقودها الحكومة حيث تعد مشكلة الطاقة من أكبر المعوقات أمام نم الاستثمار والتنموية حيث تتطلب المشاريع الضخمة توافر الطاقة باعتبارها عنصراً أساسياً لإنشاء المشاريع والتنمية الحضرية كما يفتح المجال أمام المزيد من الاكتشافات الواعدة في المنطقة وزيادة تدفقات الاستثمار من شركات النفط العالمية.

وأعلنت إيني أول من أمس أنها حققت ما قد يصبح واحداً من أكبر اكتشافات الغاز الطبيعي في العالم كما يفتح الاكتشاف الفرصة لشركة إيني النفطية صاحبة حق الامتياز في المنطقة على سواحل البحر المتوسط لتحسين عائداتها لا سيما مع معاناة شركات النفط العالمية من تراجعات أسعار الخام على مدار الأسابيع الماضية وهو ما أثر بالسلب على أدائها ونتائجها حيث ينم كشف الشركة الإيطالية عن فرصة الازدهار، الأمر الذي دفع مسؤولين في الشركة إلى الإعلان عن استعدادها لبيع حصة في الكشف الجديد.

وفيما يفتح الاكتشاف الجديد أمام مصر الفرصة لتحقيق قفزات تنموية كبيرة نزل الخبر كالصاعقة على الشركات النفطية الإسرائيلية حيث هوت أسهم شركات الطاقة الإسرائيلية أمس.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة إيني الإيطالية في مقابلة صحافية نشرت أمس، إن الشركة منفتحة على بيع حصة في كشف الغاز الكبير الذي حققته في مصر.

وبدأت أسهم شركات التنقيب عن الغاز في إسرائيل تعاملات أمس على هبوط حاد في أعقاب الإعلان عن الكشف الغازي قبالة السواحل المصرية. وهبط سهم ديليك الإسرائيلية 13.6% كما هبطت أسهم شركتي ديليك دريلينج وأفنر أويل التابعتين لديليك أكثر من 13%.