اتجهت أسعار الأسهم العالمية أمس إلى تراجعات جماعية بضغط بيانات ضعيفة من الولايات المتحدة والصين وهبطت الكرونة النرويجية لأدنى مستوياتها في 13 عاماً أمام الدولار فيما تمسك اليورو بمكاسبه.
تراجعت الأسهم الأوروبية أمس متأثرة بانخفاض الأسواق الآسيوية والأميركية رغم تعافي سهم فولكسفاغن الألمانية الذي دعم أسهم شركات صناعة السيارات المنافسة.
وتراجعت الأسهم الآسيوية أمس بعد صدور المزيد من البيانات الاقتصادية السلبية في الصين والولايات المتحدة.
وخلال التعاملات نزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 1.5% بينما انخفض مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 1.6%.
لكن سهم فولكسفاغن صعد 2.2% بعدما أغلق أول من أمس مرتفعاً 5.2% عقب استقالة الرئيس التنفيذي للشركة مارتن فينتركورن بعد اعتراف فولكسفاغن بأنها خدعت الجهات التنظيمية الأميركية بشأن كمية التلوث المنبعث من سياراتها التي تعمل بالديزل.
وأدى ارتفاع سهم فولكسفاغن إلى دعم أسهم شركات صناعة السيارات الأوروبية المنافسة وإن كان سهم الشركة الألمانية لا يزال منخفضاً نحو 30% منذ الكشف عن فضيحة انبعاثات العادم الأسبوع الماضي.
لكن بعض المتعاملين قالوا إن استقالة الرئيس التنفيذي للشركة تمثل علامة على أن فولكسفاغن تتخذ خطوات لمعالجة المشكلة.
وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.6% بينما هبط كاك 40 الفرنسي 1.4% وداكس الألماني 1.7%.
المصانع الأميركية
وهبط مؤشر نيكاي للأسهم اليابانية إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين، في ختام التعاملات أمس، مع استئناف الأسواق اليابانية عملها، بعد عطلة استمرت ثلاثة أيام، لتصطدم بأنباء عن ضعف نشاط المصانع في الولايات المتحدة والصين، أضرت بأسهم قطاع الآلات بصفة خاصة.
ونزل مؤشر نيكاي القياسي 2.8%، ليغلق عند 17571.83 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى له عند الإغلاق منذ الثامن من سبتمبر، ومتكبداً أكبر خسائره اليومية بالنسبة المئوية، في ما يزيد على ثلاثة أسابيع.
وتضرر قطاع الآلات الياباني، الذي يعتمد على الصين في معظم أعماله، تضرراً شديداً، جراء مخاوف من تباطؤ عالمي أثارتها مسوح القطاع الخاص لمديري المشتريات التي نشرت نتائجها يوم الأربعاء.
وهوى مؤشر توبكس الفرعي لأسهم قطاع الآلات خمسة في المئة.
وهبط سهم أوكوما 9.1%، وماكيتا 7.8%.
وتأثر القطاع سلباً أيضاً بتقرير نشره غولدمان ساكس، جرى فيه خفض تصنيف أسهم ست شركات بقطاع الآلات في اليابان، من بينها هاتان الشركتان.
وانخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.4% إلى 1426.97 نقطة، وخسر جيه.بي.إكس-نيكي 400 النسبة نفسها، لينهي تعاملات يوم أمس عند 12800.75 نقطة.
خفض الفائدة
وهبطت الكرونة النرويجية لأدنى مستوياتها في 13 عاماً أمام الدولار أمس، بعدما فاجأ البنك المركزي النرويجي الأسواق بخفض أسعار الفائدة، لتعزيز نمو الاقتصاد الذي يعاني من هبوط أسعار النفط سلعة التصدير الرئيسة للبلاد.
ونزلت العملة النرويجية إلى 9.4699 كرونات لليورو، عقب قرار خفض الفائدة، مسجلة أدنى مستوياتها منذ 27 أغسطس، بعد أن جرى تداولها عند نحو 9.2952 كرونات لليورو قبل قرار المركزي.
وبلغت الكرونا أدنى مستوى لها أمام الدولار في 13 عاماً لتسجل 8.4593 كرونات للدولار، منخفضة نحو 2% وفق بيانات رويترز.
وفي يونيو الماضي، خفض البنك المركزي النرويجي أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي بلغ واحداً في المئة، وقال إن هناك احتمالاً تصل نسبته إلى 70% لخفضها مجدداً في سبتمبر إذا سار الاقتصاد على الدرب المتوقع.
ومنذ ذلك الحين تراجع النمو المحلي، نتيجة انخفاض الاستثمارات في قطاع النفط، لكن نزول العملة وارتفاع التضخم والأداء القوي لسوق الإسكان، دفع الكثيرين إلى توقع تأجيل الخفض الجديد للفائدة.
غير أن المركزي النرويجي فاجأ الأسواق بخفض سعر الفائدة الرئيس إلى 0.75% أمس، مشيراً إلى مخاطر نزولية على الاقتصاد.
مكاسب اليورو
وحافظ اليورو على مكاسبه التي حققها في الآونة الأخيرة، بعدما هون رئيس البنك المركزي الأوروبي من الحاجة لمزيد من التيسير النقدي قريباً.
وفاقت نتائج مسح معهد ايفو الألماني لشهر سبتمبر، التوقعات، لكن اليورو لم يجد فيها دعماً كبيراً.
وسجلت العملة الأوروبية الموحدة ارتفاعاً طفيفاً أمام الدولار، لتصل إلى 1.1191 دولار، وتظل بعيدة عن أدنى مستوى لها منذ الرابع من سبتمبر الذي سجلته أمس عند 1.1105 دولار.