تلقت أسهم شركات تجارة السلع الأولية ضربة قوية وتقدمت إحدى شركات الشحن اليابانية بطلب لإشهار إفلاسها في أحدث مؤشرات على أن تهاوي أسعار الطاقة والمواد الخام يفجر أزمة تضرب القطاع بالكامل. ويأتي الهبوط الحاد في أسعار السلع الأولية في صميم التقلبات العاتية. ومن بين هذه السلع الأولية النفط الذي هوى بنحو 60 % منذ يونيو العام الماضي والفحم الحراري الذي هبط أكثر من 60 % عن أعلى مستوى بلغه في 2011 وأسعار الحديد الخام التي نزلت 70 % عن آخر مستوى مرتفع بلغته في 2010 كما أن النحاس بات قرب أدنى مستوى له في ست سنوات.

هبوط حاد

وهبطت أسهم عملاق التعدين والتجارة جلينكور المدرجة في لندن 30 % في الجلسة السابقة مسجلة مستويات قياسية من الهبوط، بينما هوت أسهم الشركة المدرجة في بورصة هونغ كونغ أيضاً 27 % أمس وسط تنامي مخاوف المستثمرين بشأن مستوى ديون الشركة. وفقدت أسهم جلينكور 87 % من قيمتها منذ إدراجها في 2011 عند آخر محطات الارتفاع إبان موجة الازدهار الطويلة للسلع الأولية. وأصبحت القيمة السوقية للشركة الآن أقل من عشرة مليارات جنيه استرليني (15.16 مليار دولار) للمرة الأولى بعد أن خسرت خلال الأسبوع الأخير وحده أكثر من سبعة مليارات جنيه من قيمتها السوقية.

مستويات متدنية

وهبطت أسهم شركة نوبل الآسيوية المتخصصة في تجارة السلع الأولية 15 % إلى مستويات كانت آخر مرة سجلتها في ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث جرى تداول أسهمها بسعر بلغ نحو 40 سنتاً سنغافورياً للسهم، ما يجعل القيمة السوقية للشركة ثلاثة مليارات دولار سنغافوري فقط (2.10 مليار دولار أميركي).

تصفية مراكز

وقال بنجامين تشانغ الرئيس التنفيذي لصندوق التحوط إل.بي.إن أدفايزارز الذي يدير نحو 600 مليون دولار: هناك أزمة ثقة والناس مستمرون في تصفية مراكز في أسهم شركات السلع الأولية. وارتفعت أسعار مبادلات الالتزام مقابل ضمان ـ وهي تكلفة التأمين ضد مخاطر تخلف الشركات عن سداد ديونها ـ هذا العام بالنسبة لجلينكور ونوبل جروب. وكان جزء كبير من السبب في هبوط أسعار الطاقة والسلع الأولية هو زيادة الإنتاج التي تلت الاستثمار الكثيف في الأصول وقت كانت الأسعار مرتفعة، إلا أن هذه الزيادة قابلها تباطؤ في الطلب في آسيا حيث ينمو الاقتصاد الصيني بأقل وتيرة منذ عقود ما أدى إلى زيادة التباين بين العرض والطلب.

وقال مارك كينان رئيس وحدة أبحاث السلع الأولية في آسيا لدى بنك سوسيتيه جنرال: خلال الشهر الأخير أصبحت السلع الأولية أكثر عرضة للتأثر بالعناوين الرئيسة للاقتصاد الكلي. وأوضح أن الارتباط بين أسعار السلع الأولية المختلفة يتزايد بسبب تأثير بيانات الاقتصاد الكلي.

توسع الأزمة

كما طالت الأزمة قطاع الشحن، حيث تقدمت شركة دايتشي تشو كيسين كايشا المتخصصة في تجارة السلع الجافة السائبة للحصول على حماية من دائنيها، وأثر هذا الخبر على أسهم شركات الشحن المنافسة لها. ويتعين على دايتشي تشو التي تكبدت خسائر للسنة الرابعة على التوالي بسبب تراجع الطلب الصيني على الحديد الخام والفحم سداد مبالغ مستحقة تبلغ نحو 108 مليارات ين (900 مليون دولار) في موعد أقصاه نهاية مارس، بينما تبلغ القيمة السوقية للشركة 96 مليون دولار فقط.

وهبطت أسهم شركات الشحن اليابانية الكبرى بسبب هذه الأخبار، حيث نزل سهم نيبون يوسن 6.5 % كما هبطت أسهم ميتسوي أو.إس.كيه لاينز 7.7 %، وهبطت أسهم كاواساكي كيسين كايشا 3.7 %، وأسهم كل ذلك في هبوط مؤشر نيكاي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 3.2%. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 3.49 % إلى 1388.45 نقطة ليصبح منخفضاً عن مستواه في بداية العام.

وهبطت الأسهم في بورصة هونغ كونغ بأكثر من 3% مسجلة أدنى مستوياتها في عامين، بينما منيت الأسهم الصينية أيضاً بخسائر حادة مع انضمام المستثمرين في السوقين إلى موجة مبيعات عالمية وسط تزايد القلق بشان الاقتصاد العالمي. وانخفض مؤشر هانغ سينغ القياسي للأسهم في هونغ كونغ 3.8 % إلى 20379.05 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ يوليو 2013. وتراجع مؤشر سي إس آي300 للاسهم الصينية ومؤشر شنغهاي المجمع 1.8 % لكل منهما إلى 3181.50 نقطة و3043.84 نقطة على الترتيب. وهبطت العقود الآجلة لمؤشر سي إس آي 300 لشهر أكتوبر 2.1 % إلى 3081.0 نقطة.

الأسهم الأوروبية

ونزلت الأسهم الأوروبية لليوم الثاني على التوالي حيث هبط ونزل مؤشر يوروفرست 300 لأهم الأسهم الأوروبية 1.1 % ومؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 1.6 % ليواصلا خسائر الجلسة السابقة التي تجاوزت 2% لكل من المؤشرين. ونزل سهم فولكسفاغن 4.2 % مع تصريح وزير اقتصاد المجر ميهالي فارجا بأن نحو مليونين من محركات الديزل التي تشملها فضيحة الانبعاثات وعددها 11 مليوناً صنعت في مصنع اودي في غرب المجر.

وتراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي 1% وفايننشال تايمز البريطاني 0.5 % وداكس الألماني 1.5 %. ونزل سهم فولسكفاغن 7.46 % ليغلق دون المئة يورو للمرة الأولى في نحو أربع سنوات. وخسر سهم الشركة أكثر من 30 % خلال الأسبوع الماضي بعدما اعترفت بتركيب برمجيات في محركات الديزل تهدف لإخفاء مستوى انبعاثات الغازات السامة. وتراجع المؤشر الرئيسي لبورصة إسبانيا 1.32%.

البلاتين عند أدنى مستوى في 6 سنوات

هوى البلاتين الي أدنى مستوى في 6 سنوات ونصف السنة، أثناء التعاملات الآسيوية، متضررا من مخاوف من انخفاض الطلب من قطاع صناعة السيارات. وهبط سعر البلاتين للبيع الفوري إلى 906.50 دولارات للأوقية، وهو أضعف مستوى له منذ يناير 2009 قبل ان يقلص خسائره ليسجل 911.25 دولارا. واستقر سعر الذهب للبيع الفوري في آسيا عند 1132.00 دولارا للأوقية بعد ان هبط 1.2% بفعل القلق من احتمالات رفع أسعار الفائدة الأميركية.