واصلت أسعار النفط أمس صعودها للجلسة الثالثة على التوالي لتقفز إلى أعلى مستوياتها في ثمانية أشهر مدعومة باستمرار تعثر الإمدادات من نيجيريا وبيانات قوية للطلب الصيني على الخام، في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية تباطؤ نمو الطلب العالمي على الغاز حتى 2021.

وأظهرت بيانات القطاع أيضا تراجعا أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية أول من أمس، مما يشير إلى انحسار تخمة المعروض، في حين تعززت الأسعار أيضا بفعل تراجع الدولار الذي سجل أدنى مستوياته أمام سلة عملات أمس.

وقال كارستن فريتش محلل السلع الأولية في كومرتس بنك: معنويات السوق إيجابية والاتجاه العام والزخم يشيران إلى مزيد من المكاسب.

وفي الساعة 0835 بتوقيت غرينتش ارتفع سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت إلى أعلى مستوى منذ 12 أكتوبر الماضي، حيث زاد 32 سنتا إلى 51.76 دولارا للبرميل. وفي وقت سابق لامس 51.83 دولارا.

وارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي 20 سنتا إلى 50.56 دولارا للبرميل بعد أن بلغت 50.67 دولارا في وقت سابق وهو أيضا أعلى مستوى في ثمانية أشهر.

وأدت سلسلة هجمات شنتها جماعة منتقمي دلتا النيجر في نيجيريا إلى تراجع إنتاج البلد المصدر للنفط إلى أدنى مستوياته في 20 عاما.

وقال وزير النفط إيمانويل إيبي كاتشيكو إن الإنتاج تراجع إلى ما بين 1.5 و1.6 مليون برميل يوميا من 2.2 مليون برميل يوميا في مطلع العام.

في غضون ذلك أظهرت بيانات التجارة الصينية أمس أن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت 38.7 % في مايو مقارنة بمستواها قبل عام في أكبر قفزة خلال أكثر من ستة أعوام لتصل إلى 7.59 ملايين برميل يوميا، حيث زادت المصافي المستقلة حجم الإنتاج واستمرت عملية تكوين المخزونات بنفس القوة.

الطلب على الغاز

في سياق متصل، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس، إن نمو الطلب على الغاز الطبيعي سيتباطأ إلى متوسط 1.5 % سنويا حتى عام 2021، إذ سيؤدي الركود في أوروبا والشكوك بشأن الاستهلاك الصيني إلى تحييد التأثير الإيجابي للنمو القوي في الهند.

وبعد نمو بنسبة 2.5 % خلال السنوات الست الماضية يواجه الغاز منافسة من الطاقة المتجددة والفحم الرخيص، مما يعني أن سوق الغاز العالمية ستظل تعاني من وفرة بالإمدادات.

وفي أوروبا، ستواجه شركة جازبروم التي تحتكر تصدير الغاز الروسي تحديا يتمثل في تخمة محتملة في إمدادات الغاز الطبيعي المسال مع ارتفاع طاقة التصدير 45% بحلول 2021 حتى مع انخفاض الطلب في أسواق رئيسية في اليابان وكوريا الجنوبية.

وقالت وكالة الطاقة إن الهند ستقود نمو الطلب على الغاز بمتوسط 6 % سنويا، في حين سينتعش الطلب الصيني على الأرجح بفضل التحول من الفحم إلى الغاز في محطات توليد الطاقة.