مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

الهدف من الشروع في «الجولة الكبرى في سويسرا» هو الرحلة بعينها، فعلى امتداد 1600 كيلومتراً ومروراً بأربع مناطق لغوية وأكثر من خمسة من جبال الألب، فضلاً عن 22 بحيرة، توفّر هذه الجّولة بالقطارات البانورامية الشهيرة للعائلة رحلة بانورامية في أحضان الطبيعة الخلّابة في سويسرا، والتي تعتبر جوهرة أسفار عشاق السفر والطبيعة في العالم.

ما إن يتذوق السائح طعم الشوكولا أو الجبن السويسري حتى يستسلم بسهولة للإغراء.

وما إن ينطلق القطار البانورامي «جليشار إكسبرس» ذو اللون الأحمر والأبيض من مدينة سانت موريتز في شرق سويسرا، غرباً في اتجاه مدينة زيرمات الشهيرة، حتى تبدأ الطبيعة السويسرية في استعراض مفاتنها الخلابة التي تداعب العيون وتجلي سوداء القلب، فتبرز بردائها الأخضر المزدان بأزهار الهندباء البرية الصفراء، وسمائها الصافية التي تتخللها قمم جبال الألب، ليستذكر السائح عظمة الخالق المصّور سبحانه.

ويعتبر قطار «جليشار إكسبرس» الذي يخترق جبال الألب، عبر 91 نفقاً و291 جسراً، أحد أجمل خطوط القطارات البانورامية العشرة في سويسرا، والتي تعد بدورها الأكثر شهرة وجاذبية في العالم.

وتغطي تلك القطارات بجانب خطوط الحافلات والقوارب حوالي 26 ألف كيلومتر من الطبيعة الغنّاء، لتبدو سويسرا وكأنها منتزه كبير يضم جبالاً شاهقة وبحيرات صافية ووديان خضراء، يترامى خلالها قرى ومدن نابضة بالحياة.

نمو

ويقول أندرياس نيف مدير خطوط القطارات السويسرية في أسواق الشرق الأوسط إن السفر بالقطارات يشهد نمواً سنوياً من قبل السياّح الخليجيين بنسبة لا تقل عن 7%، وذلك لما توفره المدن السويسرية من ميزات سياحية قل نظيرها في العالم، مشيراً إلى أن السياح السويسريين ما يزالون الأكثر سفراً بالقطارات البانورامية السياحية في سويسرا.

ويضيف نيف: يمكن للمسافرين من الإمارات ودول الخليج حجز وشراء تذاكرهم قبل السفر إلى سويسرا للاستمتاع بتجربة سفر مريحة وهادئة. فبطاقة «سويس ترافل باس» تفتح أمامك أبواب القطارات، الحافلات، البواخر وغيرها. بالإضافة إلى العديد من المكافآت، وهي بطاقة ذات مدة صلاحية مرنة يحددها المسافر أثناء تواجده في سويسرا.

ولفت نيف إلى أنه يمكن للمسافرين بقطارات «جليشار إكسبرس» الاستمتاع بوجبة طازجة من 3 أطباق يتم إعدادها على متن القطار ذاته، علاوة على توفير معلومات صوتية حول أهم المعالم الطبيعية التي يراها المسافر خلال رحلته.

يذكر أن مساهمة قطاع السياحة الإجمالية (المباشرة وغير المباشرة) بلغت نهاية 2014 حوالي 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي لسويسرا، كما أن السياح السويسريين أنفسهم هم السوق الأكبر للسياحة السويسرية، ولا تقل معدل حصتهم فيه عن 40% (من إجمالي الليالي الفندقية في سويسرا)، في حين يعتبر السوق الخليجي من أسرع أسواق السياحة في سويسرا نمواً وتصل حصته إلى أكثر من 6%.

زيرمات

العديد من المتزلّجين يقولون إنّ بلدة زيرمات التي تحوي أكثر من 120 فندقاً ونزلاً هي الأحقّ بلقب أفضل وأجمل مواقع التّزلّج في سويسرا والعالم، كيف لا وقمّتها الشّهيرة «ماترهورن» التي لا يذوب الثلوج عنها، تظهر كرمز وعلامة على شوكولاتة التّوبليرون المعروفة في العالم.

وتحتوي زيرمات الخالية من السيارات – باستثناء الكهربائية - على 245 كيلومترًا من مسارات التّزلّج المتنوّعة، إضافة إلى احتوائها أطول مسار للتزلّج في سويسرا، والذي يمتدّ على طول 17 كيلومترات من المناظر الطّبيعيّة السّاحرة.

وتصل السكك الحديدية بين زيرمات وحتى غورنيرغرات التي تقع على علو 3089 متراً، وتوفر في الأعلى مناظر خلابة لماترهورن، إضافة إلى الأنهار الجليدية والكتلة الصخرية «كلاين ماترهورن» التي تعتبر أعلى مكان في أوروبا (3883 م).

وتذخر زيرمات بمجموعة متنوعة وغنية من الفعاليات خلال العام. وأهمها كأس سواتش للمتزلجين، وسباق جولات تزلج ماترهورن ألتراكس في مشهد جبلي يحبس الأنفاس، ومهرجان زيرمات الدولي للموسيقي في ماترهورن في أبريل، بالإضافة إلى مهرجان المأكولات السويسرية ومهرجان الفولكلور في أغسطس، ومهرجان الموسيقى الكلاسيكية والفنون مع عازفين منفردين ومجموعات من محبي موسيقى برلين في سبتمبر.

مونترو عاصمة الريفييرا

ويتابع قطار البانوراما «جولدن باس لاين» البانورامي – الذي يربط «جولدن باس لاين» ست بحيرات، ويصل ما بين قلب سويسرا الناطق بالألمانية وبين المدن الناطقة بالفرنسية على امتداد بحيرة جنيف - مسيرته في أخضان سويسرا متجهاً غرباً نحو بلدة مونترو أو «عاصمة الريفييرا » الواقعة ضمن محمية خليج بحيرة جنيف.

وتتمتع مونترو المحاطة بكروم العنب بإطلالة تحبس الأنفاس على جبال الألب المغطاة بالثلوج، وتنتشر في أرجائها النباتات المرتبطة بالبحر الأبيض المتوسط، مثل أشجار الصنوبر والسرو وأشجار النخيل تنمو هنا.

تشارلي شابلن، فريدي ميركوري والعديد من الأشخاص الآخرين من ذوي الشهرة العالمية عاشوا واستمروا في العيش في الريفييرا. وخلال شهري يونيو ويوليو تشتعل مونترو بموسيقى الجاز، الذي يقام خلال ويتميز بحفلات موسيقية في مجموعة متنوعة من المسارح والمتنزهات المشهورة جداً.