تمتاز محافظة ظفار التي تقع في أقصى الجنوب العماني بطقسها الموسمي الماطر، والذي أسهم في تشكل جو معتدل وواحة خضراء تزيّن جبال وسهول ووديان مناطق المحافظة، وتعد صلالة إحدى تلك المناطق التي تشكل عامل جذب للسواح في كل عام مع بداية موسم الخريف الذي ينطلق تقريبا مع منتصف شهر يوليو إلى نهاية شهر سبتمبر، وسط العديد من الفعاليات والعادات والتقاليد التي يمارسها أهالي المنطقة والزوار.
واجهة سياحية
لا شك أن خريف صلالة يُعد الوجهة السياحية الأولى للأسرة العمانية والخليجية التي ترى فيها مرتعا للراحة والاستجمام، حيث الأمطار الخفيفة والضباب الغائم والبساط الأخضر الذي يكسو السهول والجبال، خصوصا إذا ما علمنا أن منطقة الخليج تقاسي أجواء الصيف الحارة في هذه الأيام، لهذا نجد أفواجا من السواح القادمين في كل عام لزيارة أبرز معالم المنطقة ويمارسون فيها شتى مظاهر السياحة كالتخييم والسباحة واللعب والطهو وغيره.
طبيعة خلابة
من أبرز المنطقة السياحية في ولاية صلالة منطقة المغسيل التي تحاط بشاطئ رملي ذي صخور متعددة الألوان، بالإضافة إلى أنها تضم العديد من العيون والنوافير ذات المياه الدافئة، كذلك تتمتع بمنتزه طبيعي يحتوي على كهوف ومغارات أثرية قديمة، كما أن سهل أتين يعد من أهم وأفضل جبال محافظة صلالة لما يمتاز به من مروج خضراء منبسطة وشجار وغافات ملتوية، حيث يتعرض لكمية كبيرة من زخات رذاذ المطر لارتفاعه الشاهق عن سطح الأرض، حيث شكل بذلك مجاري ذات شكل هندسي رائع لجريان المياه وتساقط الشلالات والجراف، إضافة للعديد من الأماكن الطبيعية والأثرية الأخرى الذي تجتذب السواح كمنتزه البليد الأثري أو ما يسمى ب"أرض اللبان"، فعموما محافظة ظفار تتمتع بأجواء خريفية جميلة يصاحبها انخفاض درجة الحرارة وتكوّن السحب وتساقط الرذاذ.
جهود تطويرية
وتمارس وزارة السياحة بسلطنة عمان العديد من الجهود لتنشيط قطاع السياحة في المنطقة، حيث تم في هذا العام الاستعداد لموسم الخريف بتطوير شاطئ الدهاريز وسهل واحة أتين وكهف "صحور" الذي يحوي أنواعا نادرة من الخفافيش، كما تم تجهيز أكبر قدر ممكن من الفنادق والمنازل لإيواء الزوار وسميت ب"بيوت الضيافة".
كما تم تجهيز مطار صلالة الجديد لاستقبال القادمين إلى المنطقة عن طريق الجو، وذلك في سيل تطوير البنية التحتية للسياحة وفق أحدث المعايير لإدارة المطارات بالعالم، فقد تزامن افتتاح المطار مع بدأ موسم الخريف وتوافد أعداد كبيرة من الزوار عن طريق الجو إلى صلالة، والتي تحتفي بمهرجان خريفها السنوي الذي تم تدشينه بيوم النهضة في السلطنة الموافق 23/يوليو، والذي يعد رافدا اقتصاديا مهما للبلاد ومعلما حضاريا لإبراز التراث والعادات والتقاليد.