تشهد ولاية ميغالايا، في الهند، سقوط أمطار غزيرة بشكل يومي وصنفت على أنها أكثر الأماكن مطراً على وجه الأرض إذ تبلغ نسبة الأمطار المتساقطة فيها سنويا 467 بوصة ما يعادل 13 مرة أكثر من مدينة سياتل الأميركية.
في هذه المدينة تأقلم الأشخاص على الحياة تحت المطر، وغالباً ما تشاهد العمال في الخارج وهم يرتدون مظلات فريدة مصنوعة من الخيزران وورق الموز تغطي كامل الجسم.
واحدة من السمات الأكثر روعة وجمالا في المنطقة هي "الجسور الطبيعية" التي تغطي الوديان التي أغرقتها مياه الامطار.
فمنذ قرون عديدة، يعمل السكان المحليين، على توجيه جذور أشجار المطاط لتنمو على شكل جسر طبيعي متماسك تزيد صلابته مع مرور الزمن.
في مشهد يتكرر صباح كل يوم، يعبر أطفال قرية (نونغسوفان Nongsohphan)، بولاية ميغالايا، الجسور الطبيعية للوصول إلى المدرسة. ويقول الأهالي أن هيكل الجسور هي من الخيزران وقاعدته من جذور أشجار المطاط المحيطة التي تتقوى مع مرور الزمن لتصبح بعد 6 إلى 8 سنوات صلبة لدرجة تتحمل وزن الأشخاص. كما تساهم الأمطار المتساقطة باستمرار على نمو الجذور وبالتالي تقوية الجسور بشكل أكثر.
وفقاً لعلماء الأرصاد، يرجع سبب هذه الأمطار الغزيرة في ولاية ميغالايا إلى تيارات الهواء الصيفية التي تجتاح سهول بنغلاديش فتؤدي إلى تجمع الرطوبة قبل أن تتحرك شمالا فتنتج غيوما عند وصولها إلى تلال ميغالايا، بعدها تتقلص في الغلاف الجوي وتصبح مضغوطة لدرجة أنها لا تتحمل نسبة الرطوبة العالية مما يتسبب في أمطار مستمرة في القرية.
خلال أشهر الذروة في يونيو ويوليو تصل نسبة الأمطار المتساقطة في مدينة (ماوسينرام Mawsynram ) وحدها إلى 275 بوصة – مقارنة بـ 60 بوصة سنويا في نيويورك.
تتعرض ماوسينرام بسبب الأمطار الغزيرة إلى انهيارات صخرية مستمرة، وكثيراً ما تلحظ العمال خارجاً وهم يلتقطون الصخور المتساقطة من المرتفعات لإبقاء الطرق سالكة مقابل 2.60 دولار أميركي في اليوم.
أعمال الطرقات الثقيلة لا يمكن أن تتم خلال موسم الأمطار ولذلك يعمل هؤلاء العمال إلى غاية شهر أكتوبر على إبعاد الصخور من الطرقات إلى أن يحين موعد صيانة الطرقات شهر نوفمبر.
حوالي 70 بالمائة من سكان ولاية ميغالايا هم من المسيح، لعل ذلك راجع إلى القس توماس جونز الذي تسلق التلال عام 1841 انطلاقا من سهول بنغلاديش، وأنشئ أول كنيسة في المنطقة في بلدة (تشيرابونجي Cherrapunji) المجاورة.
ماعز يلجأ إلى محطة للحافلات في يوم ممطر