السائح العربي قد لا يفطن لزيارة دولة قريبة نوعاً ما، وتتميز بمواصفات مثالية يعشقها ويأتي في مقدمتها اللغة، فبرغم كون مالطا جمهورية تنتمي إلى الاتحاد الأوروبي إلا أن لغة أهلها هي المالطية، وهي إحدى اللغات السامية الحديثة ذات الأصل اللاتيني وهي مزيج من الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية وبعض الكلمات العربية، فمثلاً يقولون (مرهِبا) بكسر الهاء أي مرحباً و (تريق) أي طريق، فضلاً عن مناخها المعتدل الذي يجذب السياح إليها من كافة أنحاء أوروبا ودول العالم، فمعدل الحرارة هو 10 درجات مئوية ولا يتعدى الـ 30 درجة في سائر الجزيرة.
تقع مالطا جغرافياً ضمن قارة أفريقيا، لكنها سياسياً تقع ضمن قارة أوروبا. وإيطاليا هي أقرب دولة أوروبية إليها، وتونس وليبيا هما أقرب الدول الأفريقية.
أين تقيم؟
استرخ وانس همومك في منتجع فاخر مصنف من فئة الخمس نجوم، وهو منتجع وسبا راديسون بلو، مالطا جولدن ساندز، وهو يطل على شاطئ جولدن باي، ويقدم المنتجع عدة خيارات من الغرف المريحة بما فيها الأجنحة، ومساكن بنتهاوس والغرف المتصلة.
ويعكس موقع الفندق الشاطئي والمناظر البانورامية للساحل المتوسطي سحر مالطا الأخاذ، في حين توفر وسائل النقل العديدة سهولة الوصول إلى معالم مالطا ومدن منتجعاتها الكثيرة.
هناك خيار آخر يوفره أزور ألترا للمسافر المتميّز، وهو الإقامة على متن يخوت فاخرة موصى عليها لفترات مختلفة في المياه المحلية وخارجها. مع أسطول مؤلف من ثلاثة يخوت أسطورية، هي يخت "ميس مونيبيني" البالغ طوله 49 قدماً من نوع "سنسيكر بورتوفينو 46 إكسبرس".
أو انغمس في رياضات مائية مليئة بالمغامرة إلى جانب يخت "دونت آسك" المتألق والبالغ طوله 61 قدماً من نوع "سنسيكر"، والذي يحتوي على غرف نوم تكفي لستة أشخاص.
أما العائلات فستجد الراحة في رحاب يخت "مي أموري" الأنيق، الذي يبلغ طوله 69 قدماً من نوع "سنسيكر مانهاتن 64"، ويتّسع لثمانية أشخاص، ما يتيح لهم اكتشاف المزيد من الجواهر في البحر الأبيض المتوسط.
ماذا تأكل؟
المطبخ المالطي هو مزيج من عدة ثقافات تأثر بها، وهو مثال حي عن مطبخ البحر الأبيض المتوسط الذي يعتمد على المحاصيل الزراعية الطازجة المحلية، بالإضافة إلى المأكولات البحرية.
تأثر المطبخ المالطي بالمأكولات الإيطالية لقربه من إيطاليا، كذلك تأثر بالإسباني وحتى بالمطبخ المغاربي بالإضافة إلى المزيد من التأثر بالمطبخ البريطاني، حيث كانت بريطانيا تحتل مالطا فيما مضى.
وهناك العديد من الأطباق والمأكولات المحلية التي تجسد الموروثات والذوق المالطي المتوسطي. وعموماً فإن السائح العربي سيحب المأكولات المالطية لأنها قريبة من العربية مع بعض النكهات الأوروبية.
ماذا تزور؟
مالطا من أصغر دول العالم وأكثرها من حيث الكثافة السكانية، والعاصمة هي فاليتا، وهي أصغر عواصم دول الاتحاد الأوروبي، ومساحتها لا تتجاوز 0.8 كم2، وتتكون البلاد من ثلاث جزر مأهولة هي: مالطة، جوزو وكومينو، وجزر غير مأهولة: كمونات، فلفلة وجزيرة القديس بولس. وقد نشأت هذه الجزر كبقايا للوصل الجغرافي الذي كان يوماً ما يربط قارتي أوروبا وأفريقيا.
معالم مالطا كثيرة ورائعة، وتنتمي إلى حضارات كثيرة نظراً لكثرة الشعوب التي توالت عليها وبنت فيها القصور والقلاع والبيوت. ويمكنك اكتشاف وجه مالطا الحقيقي وجزيرتها الشقيقة جوزو، في ظل أجواء متعددة الثقافات. وزيارة أحد المواقع الثلاثة المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو على غرار عاصمة فاليتا التي تعود لعصر الباروك، والمعابد المغليثية التي تعود لـ 7000 سنة خلت، أو تنزّه في الشوارع المميزة المرصوفة بالحصى في فيكتوريا عاصمة جوزو، لخوض تجربة تسوق فريدة أو مشاهدة معالم المدينة.
ونظراً لكون مالطا جزيرة فإن الشواطئ الرملية ليست متوفرة بكثرة نظراً للتكوين الطبيعي لها، بل هناك شواطئ صخرية عميقة، ولكن وفي نفس الوقت تجذب هذه الشواطئ محبي رياضة الغوص واصطياد اللؤلؤ والأصداف البحرية والمرجان.
والملفت أن السلطات المالطية تحرص على التقاليد المالطية المحافظة، وهذا يناسب السائح العربي عموماً والخليجي خصوصاً، فلا تشاهد على شواطئها ما تشاهده في دول أوروبية أخرى.
لا تعتمد السياحة في مالطا على البحر والشواطئ فقط، بل تتعداه إلى المنابع الساخنة التي تتواجد بكثرة في الجزيرة وهي مورد للكثير من سكانها، وهم اعتادوا على هذا النوع من السياحة العلاجية. وإلى جانب هذين الموردين تبقى زيارة المعالم والأحصنة والقلاع القديمة والأثار والهياكل التي أسست من طرف شعوب سكنوا هذه الجزيرة وعمروها من عرب وصقليين ورومان.