نبض عالم الرياضة في 2011

ت + ت - الحجم الطبيعي

"الشعب يريد تغيير النظام" نداء دوّى خلال عام 2011، العام الذي كان يتمنى كثير من الحكام ألا يأتي لأنه كان مليئاً بالاضطرابات السياسية وأطاح ببعض الذين كان مجرد الاعتراض عليهم ضرباً من الخيال، فإذا به ينتهي ومنهم من قضى نحبه قتلاً أو سجناً أو هرباً أو حفظ ماء وجهه وأمواله باتفاق، ومنهم من ينتظر.

وعلى النقيض رفض كبار الرياضة في العالم تمرد الصغار عليهم، ولم يعطوهم فرصة التعبير عن وجودهم، فسيطروا على معظم الألقاب الكبرى وتركوا لهم الفتات في أنحاء متفرقة من العالم.

من يوقف برشلونة؟

على المستوى العالمي للأندية ظل برشلونة ديكتاتور كرة القدم الأول مسيطراً على كل الألقاب ولم يترك شيئاً على المستويين المحلي والدولي غير كأس اسبانيا لريال مورينيو، ففاز بالليجا الإسبانية، دوري الأبطال الأوروبي، كأس السوبر الإسباني، السوبر الأوروبي، وأخيراً كأس العالم للأندية، فهل هنالك ديكتاتورية واستبداد أكثر من هذا؟ قد يدفعان أندية إسبانيا وأوروبا لرفع شعار الأندية تريد تغيير النظام، (نظام البطولات بحيث يلعب برشلونة في بطولة منفرداً، أو تكون البطولة لمن يأتي ثانياً خلف برشلونة).

يوروبا ليغ

فاز بورتو البرتغالي ببطولة يوروبا ليغ على حساب مواطنه سبورتينغ براغا بهدف نظيف، قبل أن يخسر السوبر أمام برشلونة بهدفين دون رد.

الدوريات الأوروبية

في انجلترا أحرز مانشستر يونايتد لقب الدوري الانجليزي للمرة الخامسة والعشرين في تاريخه وحل تشلسي ثانياً، بينما أحرز الميلان بطولة الدوري الايطالي، وهو اللقب الأول لميلان منذ عام 2004 والثامن عشر في تاريخه، وتوج بروسيا دورتموند بطل أوروبا 1997 موسماً استثنائياً بالفوز بلقب الدوري الألماني، وفي فرنسا انتزع ليل لقب الدوري في مفاجأة كبيرة، بينما توج أياكس بطلا للدوري الهولندي.

أسيوياً

توج منتخب اليابان ببطولة الأمم الآسيوية التي أقيمت بالدوحة يناير الماضي، بفوزه في اللقاء النهائي للبطولة على منتخب أستراليا بهدف وحيد، في الشوط الإضافي الثاني من اللقاء.

وانفرد منتخب اليابان بعد إحرازه لقب اليوم بالرقم القياسي، بعد أن رفع رصيده إلى 4 ألقاب متخطياً منتخبي السعودية وإيران اللذين أحرزا اللقب من قبل 3 مرات.

وتوج السد القطري بلقب دوري أبطال آسياً بعد غياب 22 عاماً بتغلبه في النهائي على جيونبك الكوري الجنوبي 4-2 بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 في المباراة التي أقيمت باستاد جيونجو الكوري، واختتم السد عام 2011 على أحسن ما يكون مكرراً أفضل إنجاز للأندية العربية في كاس العالم المسجل باسم الأهلي المصري عام 2006 عندما احتل المركز الثالث.

فيما فاز نادي ناساف الأوزبكي بلقب كأس الاتحاد الآسيوي عقب فوزه على الكويت الكويتي 2-1 في المباراة النهائية.

المكسيك بطلة للكأس الذهبية

احتفظت المكسيك بلقبها بطلة للكأس الذهبية لكرة القدم لمنتخبات منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) بفوزها على الولايات المتحدة 4 - 2 أمام 93 ألف متفرج في باسادينا في مدينة لوس أنجلوس الأميركية.

اليابان تنتزع لقب سيدات كرة القدم

انتزع المنتخب الياباني لكرة القدم عرش كرة القدم النسائية وتوج بلقب كأس العالم للسيدات للمرة الأولى في تاريخه اثر تغلبه على نظيره الأميركي 3/1 بضربات الترجيح بعد تعادلهما 2/2 في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم السادسة للسيدات.

كوبا أميركا

انفرد منتخب الأوروغواي بالرقم القياسي لمرات الفوز ببطولة أميركا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أميركا) بعد أن تُوِّج بلقبه الخامس عشر، إثر فوزه على الباراغواي بثلاثة أهداف نظيفة في نهائي البطولة على ملعب إل مونومنتال الخاص بنادي ريفر بلايت في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، أحرز الأهداف لويس سواريز ودييغو فورلان (هدفين).

عربياً

شهد عام 2011 خروج العديد من المنتخبات العربية من عدد من البطولات، فلم يصل منتخبا مصر والجزائر إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية، وفشلت منتخبات المنتخبات العربية الإفريقية في الوصول إلى الاولمبياد باستثناء مصر والمغرب.

وحقق عرب آسيا نتائج مخيبة في تصفيات مونديال 2014 ما عدا الأردن ولبنان والعراق ونأمل أن تصحو المنتخبات المتعثرة في الوقت المناسب.

فيما فاز منتخب تونس بالنسخة الثانية لأمم إفريقيا للاعبين المحليين البطولة التي اخترعها الاتحاد الإفريقي (الكاف) لإعطاء فرصة للاعبين غير المحترفين ولكنها لا تحظى بالمتابعة الكافية أو الاهتمام الإعلامي. وكانت جمهورية الكونغو الديمقراطية فازت باللقب الأول.

وانتزع الترجي التونسي لقب دوري أبطال إفريقيا بعد فوزه على الوداد المغربي بهدف نظيف في إياب البطولة، وكان لقاء الذهاب بالمغرب انتهي بالتعادل السلبي، ثم ختم الترجي 2011 بالمشاركة بكأس العالم للأندية واحتل المركز السادس.

وتوج فريق المغرب الفاسي بلقب بطل كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، على حساب الإفريقي التونسي بتغلبه عليه بضربات الجزاء الترجيحية في مباراة الإياب التي جرت بينهما على ملعب المركب الرياضي لفاس في نهائي المسابقة.

واختتم العام بإقامة الدورة العربية بالدوحة وانتهت باحتفاظ مصر بصدارة الترتيب وجاءت تونس ثانية.

الدوريات العربية

توج الجزيرة بلقب الدوري الإماراتي بعد محاولات كثيرة كان قريبا فيها من منصة التتويج، فيما توج الهلال بطلا للدوري السعودي، واقتنص القادسية لقب الدوري الكويتي، وانقض الأهلي على لقب الدوري، في عام ثورة مصر، وفاز الترجي بلقب الدوري التونسي.

فضائح الفيفا تتواصل في 2011

تواصلت فضائح الفيفا ايضا في هذا العام، وتفجرت قضايا فساد على خلفية إسناد تنظيم كأس العالم 2018 و2022 إلى كل من روسيا وقطر، وجاءت هذا الفضائح بعد ترشح محمد بن همام لرئاسة الفيفا ضد بلاتر، وظني انه تمت التضحية بابن همام مقابل الاحتفاظ بحق تنظيم البطولة، وانتهت الحال بابن همام بالإيقاف مدى الحياة عن تولي أي مناصب رياضية لتطوى صفحة رجل خدم كثيراً الكرة في آسيا، مع اختلافنا معه في بعض القرارات. وأيضا أي قراءة متأنية للأحداث تقول إن ملف تنظيم كأس العالم سيتم سحبه من قطر مستقبلاً، ولا نتمنى ذلك بالطبع، وأبرز ما يدعم وجهة نظرنا قول الصحافي الاسترالي جيوف ليمون الذي أكد في وقت سابق امتلاكه أدلة رسمية تؤكد نية بلاتر نقل مونديال 2022 من قطر إلى أستراليا رداً على قيام ابن همام بالترشح لمنافسته على رئاسة الفيفا في الانتخابات.

وكان حصول قطر على شرف تنظيم المونديال ينص على عدم ترشح بن همام لرئاسة الفيفا أمام بلاتر، حسب تأكيد الصحافي الأسترالي.

وأضافت تقارير أخرى أن بلاتر كان يملك رسالة من مسؤولين قطريين كبار يؤكدون فيها ذلك، وأن ابن همام سوف ينسحب في الوقت المناسب، وهو ما تم بالفعل، فهل يفي بلاتر بوعده مثلما فعل المسؤولون القطريون. واختتم بلاتر العام على أسوأ ما يكون عندما أثار ضده الجميع بتصريحاته بشأن التقليل من اثر العنصرية بالملاعب.

العرب اتفقوا؟

هل يتفق العرب على شيء؟ أعتقد صعب جداً، لهذا من الآن مبروك لأي مرشح من شرق آسيا في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي، خلفاً للقطري محمد بن همام، ويأتي ترشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة والإماراتي يوسف السركال والأردني الأمير علي بن الحسين ليزيد فرصة أي من المرشحين من شرق القارة بعد تفتيت أصواتنا لصالحهم.

غياب

يغيب عن عالم الرياضة بعض ممن أثروا حياتنا الرياضية بكثير من المتعة والتشويق إما بالاعتزال أو بالموت نأتي على ذكر بعض من هؤلاء، الظاهرة رونالدو، خوان سباستيان فيرون، فابيو كانافارو، بول سكولز، نجم السلة الأميركي الشهير شاكيل أونيل، هؤلاء غيبهم الاعتزال.

وغيب الموت الموهبة الإماراتية الشابة ذياب عوانة اثر حادث أليم، وكذلك اللاعب العماني الشاب محمد الجابري أثناء التدريبات، كذلك توفي لاعب الرجاء الرياضي المغربي زكرياء الزروالي بعد أن عانى من التهاب كبدي مفاجئ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

Email