أقيم مساء الأربعاء الماضي أول عرض خاص في الإمارات خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لفيلم (صحوة كوكب القردة ـ Rise of the Planet of the Apes) في صالات ريل سينما بدبي مول، تمهيداً لطرحه أمام الجمهور في 8 سبتمبر المقبل. ويقوم ببطولة الفيلم جيمس فرانكو، وآندي سركيس وفريدا بينتو، وهو من توزيع (إمبير إنترناشيونال غلف) كبرى شركات توزيع الأفلام في العالم العربي، والموزع الحصري لأفلام (توينتيث سنشري فوكس) و(كولومبيا تريستار) (سوني) في الشرق الأوسط.

هذا الفيلم هو العمل السابع التابع للنسخة الأصلية التي وصلت إلى الشاشة الفضية عام 1968، ويقدم رؤية معاصرة لأسطورة كوكب القردة، ويعد حدثاً كبيراً في تاريخ سوق الأفلام، ولكنه يعتمد في ذلك على القصة الجيدة، وما يثيره من عاطفة، وما تتسم به شخصياته من عمق.

اقتحم فيلم (صحوة كوكب القردة) دور العرض وحقق إيرادات قوية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث جمع في الأسبوع الثاني له ما يقرب من 54 مليون دولار، وبذلك يصل معدل أول أسبوعين إلى ما يقرب من 105 ملايين دولار، بينما وصل إجمالي إيراداته العالمية للفترة ذاتها أكثر من 180 مليون دولار.

ويستند الفيلم إلى فكرة علمية صادمة، وهي محاولات البشر لدراسة ذكاء القرود وتطويرها، حيث بدأت هذه المحاولات في الفترة الأخيرة، وفي الواقع فإن أقدم الأبحاث حول ذكاء القرود يرجع إلى 50 عاماً مضت، أي قبل ظهور الجزء الأول من (كوكب القرود) بفترة بسيطة.

أيضاً في هذه النسخة الجديدة من الفيلم، تم تصميم القردة عبر تقنيات الكمبيوتر غرافيك الحديثة خلافاً للعمل الأول الذي لعب الماكياج الدور الرئيسي في المؤثرات، وقام ممثلون متنكرون فيه بدور القرود، وهذه التقنية تحقق للجمهور الاندماج العاطفي مع شخصية من الشخصيات الرئيسة ألا وهو الشمبانزي قيصر، الذي ليس له أي وجود في الواقع.

وفي هذا السياق، يقول المنتج بيتر تشرنين: (إن هذا الفيلم يمثل تحولاً جذرياً عن النمط القديم لسلسلة أفلام (كوكب القردة) في أن قيصر يمثل البطل الرئيس، وأن القدر الأكبر من التعليق يُروى من وجهة نظره هو، ولسوف يشعر المشاهد باهتمام شديد بقيصر ورحلته). وحقق فريق المؤثرات البصرية الفائز بجائزة أوسكار، والذي سبق له أن بث الحياة في فيلمي (آفاتار) و(ملك الخواتم)، إنجازًا جديدًا، حيث نجح في إنشاء صورة حاسوبية لقردة تقدم أداءً دراميًا يجمع بين العاطفة والذكاء بشكل غير مسبوق، وتخوض معارك ملحمية يتوقف عليها مصير البشر والقردة على حدٍ سواء.

وتتناول قصة الفيلم الكيفية التي أدت بها تجارب الإنسان في مجال الهندسة الوراثية إلى تطوير ذكاء القرود، بما سمح لها في النهاية بالسيطرة على البشر، وتدور الأحداث في سان فرانسيسكو في هذه الأيام، حيث يعمل العالم ويل رودمان لدى شركة كبرى متخصصة في الصناعات الدوائية، ويقوم بإجراء بحوث في علم الوراثة، بغرض تطوير فيروس حميد له القدرة على استعادة أنسجة المخ التالفة، ويتعهد بإيجاد علاج لمرض الزهايمر الذي أصاب والده، غير أن إدارة الشركة تعتبر هذا البحث فاشلاً، ويتعين على ويل إنهاء برنامجه، وفي خضم الارتباك الذي يثيره نبأ هذا الإنهاء المفاجئ، يجد ويل نفسه وقد عهد إليه برعاية أحد صغار الشمبانزي حديثي الولادة المنبوذين، وهو وليد ذكر نتج عن أكثر الحيوانات الواعدة التي خضعت لتجاربه.

وقد تيتم مؤخرًا، واسم هذا الشمبانزي الصغير يدل على العظمة فاسمه قيصر، ويقوم ويل بتربية قيصر الصغير سرًا على نفقته الخاصة وفي منزله، في الوقت الذي يتولى فيه رعاية أبيه المريض، ويقود قيصر ويل إلى التعرف على كارولين (تجسدها فريدا بينتو) عالمة الأحياء البدائية التي تضطلع بدور الطبيب البيطري لقيصر، والتي تشارك ويل شغفه في مجال الهندسة الوراثية، وتسهم في تطوير مستوى الذكاء لدى القردة، ومن ثم اندلاع الحرب، لتقرير لمن تكون السيادة على كوكب الأرض.

من أبطال الفيلم النجم جيمس فرانكو الذي يقوم بدور العالم ويل رودمان، والذي يعتقد على المستوى الشخصي أن سبب الاهتمام بدراسة طريقة تفكير القرود، هو بحث البشر المحموم عن الحلقة المفقودة في التطور. وكان فرانكو سابقاً قد قام بالعديد من الأدوار المهمة، ومنها صديق الرجل العنكبوت في فيلم (سبايدرمان) 2002، وفيلم (صحوة كوكب القردة)، الذي تم تصويره كاملاً في سان فرانسيسكو، وتبلغ مدته ساعة و45 دقيقة، وكلف إنتاجه 93 مليون دولار، وهو من إخراج البريطاني روبرت ويات، الذي صرح بأنه يفكر في تقديم جزء ثان من الفيلم، بعد نجاحه والإشادة به، وتصدره إيرادات الأفلام في أميركا الشمالية.