منذ وضعت قدميها على طريق الشهرة، استطاعت الممثلة الأميركية جيسيكا شاستين أن تلف الأنظار إليها، الأمر الذي أهلها لأن تكون في صدارة عديد الأفلام التي لعبت فيها شخصيات ظهرت فيها كامرأة قوية، كما في شخصية «مايا» في فيلم «زيرو دارك ثيرتي» الذي رشحها في 2013 لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة، وشخصية مورفي في «انتر ستيلر» وماغي بيفورد في «خارجون عن القانون»، وآنا في فيلم «العام الأكثر عنفاً» والذي كان مفتاحها للتعاون مع المخرج جي سي تشاندور، صاحب فيلم «الجميع ضائع» الذي اعتبر واحداً من أفضل أفلام 2013.
جيسيكا شاستين أكدت في مقابلة أجرتها معها الشركة المنتجة لفيلم «العام الأكثر عنفاً» وحصلت «البيان» على نسخة منها، بأن سيناريو هذا الفيلم تمكن من أسرها منذ اللحظة الأولى، وبينت أن أكثر ما لفت نظرها فيه هو طبيعة العلاقة بين «آنا» و«ابيال»، وأشارت إلى أن الممثل أوسكار ايزاك كان أفضل ممثل رشح لدور «ايبال»، وأنه أفضل من يمثل «الحلم الأميركي».
موجة عنف
يعيدنا فيلم «العام الأكثر عنفاً» إلى مدينة نيويورك في عام 1981، حيث شهدت المدينة أشد موجة عنف اجتاحتها، إلا أن الفيلم لا يتناول العنف كعامل تشويق للأحداث بقدر ما يعتمد عليه ليبين كيفية انتشاره، وماذا يمكن أن يفعل في الأشخاص، وخاصة بالنسبة لرجل أعمال طموح وحريص في الوقت نفسه على عدم اختراق القانون، وأن يظل مخلصاً لمبادئ الشرف، وهو ما بدا صعباً في ظل انتشار الفساد والعنف والمنافسة غير الشريفة التي يواجهها، وفي ظل طموحه العالي وقربه الشديد عن طريق زوجته من أصحاب العصابات والطرق الملتوية في القضاء على الصعوبات.
تعترف جيسيكا أنها تأثرت كثيراً بالفيلم منذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عيناها على سيناريو الفيلم، وقالت: «عندما قرأت السيناريو للمرة الأولى، تأثرت كثيراً بالقصة وبطبيعة العلاقة التي ربطت شخصيتي «آنا» و«ايبال»، فقد كان واضحاً مدى تعلقهما ببعضهما، رغم وجود بعض الخلافات بينهما وطرق تعاملهما معها».
وأضافت: «لقد أثارت هذه العلاقة نقاشاً بيني وبين المخرج لمدة 4 ساعات، حيث كنا نحاول الوصول إلى صيغة تكون أكثر واقعية لهذه العلاقة، لا سيما وأن ايبال في الفيلم يمثل «الحلم الأميركي»، حيث المهاجر يبدأ من الصفر ليبني إمبراطورية من الثراء في بلد الفرص اللانهائية، في المقابل، يبين الفيلم مدى صعوبة تحقيق هذا الحلم كما يروج له، وأن هناك العديد من المزالق التي تقود للانغماس في عالم لا أخلاقي يتطلب تنازلات خفية مهما حاول المرء أن يكون أخلاقياً ويطبق القانون في كل تفاصيل حياته.
اختيار
في هذا الفيلم تلعب جيسيكا دور «انا» زوجة «ايبال» الذي يقوم به الممثل اوسكار ايزاك، الذي قامت بترشيحه لهذا الدور، وعن اسباب اختيارها له، قالت: «عدا عن معرفتي الجيدة بأوسكار والتي تعود لنحو 10 سنوات، الا أنني أعتقد بأنه أكثر ممثل مناسب للدور، لكونه ولد في غواتيمالا وعندما كان طفلاً انتقل للعيش في الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك أشعر بأنه يعيش «الحلم الأميركي» في الواقع، وبتقديري أن أوسكار استطاع أن يجسد ذلك في الفيلم بالاعتماد على خبرته وحياته، وهذا بلا شك أمر مثير ليس بالنسبة لي فقط وانما للمشاهد أيضاً».